روما تعالج التلوث البيئي بالاسمنت
في إحدى ضواحي العاصمة الإيطالية روما، يمكنك السير في الهواء الطلق وسط الزحام والسيارات، من دون أن تشعر بأي مصدر للتلوث، فلا رائحة للدخان المنبعث من عوادم السيارات، أو فوهات المصانع وغيرها، وذلك بسبب الاسمنت المستخدم في الشوارع والذي بإمكانه امتصاص جميع أنواع التلوث.
وهذا ما أكدته جمعيات حماية البيئة في إيطاليا، والتي أجرت تجارب على مقدار التلوث في تلك المنطقة، لتجد أن نسبة التلوث انخفضت بمعدل 20-50 في المائة بعد استخدام هذا النوع من الاسمنت.
حول هذا الموضوع، يقول إنريكو بورغاريللو، الباحث والمسؤول الأول عن هذه المبادرة في شركة الإسمنت الإيطالية: “ نحن نقوم بإضافة مادة إلى الإسمنت، تبدأ بالعمل بمجرد تعرضها لأشعة الشمس، فعندما تلامس المواد الملوثة سطح هذا الإسمنت يتم امتصاصها على الفور ليصبح الهواء نقيا”.
ولكن أين تذهب المواد الكيميائية الملوثة؟
يقول بورغاريللو: “عندما تلامس المواد الملوثة سطح الإسمنت، تقوم أشعة الشمس بأكسدتها، وتتحول هذه المواد إلى الكبريت الخفيف، الذي يتم التخلص منه عبر رش الاسمنت بكمية قليلة من الماء”.
ويضيف بورغاريللو: “يعتبر هذا المشروع من أكبر المشاريع التي نفذناها حتى الآن، حيث إن طول هذا الشارع يصل إلى 300 متر، كما أن حجم التلوث الذي تم تخفيفه حتى الآن وصل إلى 50 في المائة، وذلك وفقا لحجم الضوء القادم من الشمس ففي الصيف يكون حجم التلوث أقل من الشتاء، وذلك بسبب كثرة كمية الضوء”.
ورغم أن كلفة هذا المشروع كبيرة، إلا أن الفوائد التي تجنى منه أكثر بكثير من التسبب في دمار البيئة.
ويبقى أن نقول إن هذا المشروع ليس حلا نهائيا لمشكلة التلوث، إلا أنه عامل مساعد في التخفيف من حدة الأجواء الملوثة في العالم.
بالمقابل ذكر تقرير جديد أن تلوث الهواء في الصين يتسبب بقتل آلاف الأشخاص في مقتبل العمر، خصوصا في جنوب شرقي البلاد.
وأظهر تقرير أعده أستاذ الصحة العامة في جامعة هونغ كونغ، أنتوني هيدلي، أن “معدل الوفيات السنوية وفق آخر إحصاءات للتلوث عام 2006 يجاوز 10 آلاف إنسان في جنوبي الصين، منهم 94 في المائة يعيشون في منطقة دلتا نهر “بيرل”.
وتعد تلك المنطقة، التي تقع هونغ كونغ من ضمنها، محركا أساسيا لنمو الاقتصاد العالمي، إذ تحوي مصانع ضخمة، تتسبب في انتشار ثاني أكسيد الكبريت.
ويؤكد هيدلي أن تلوث الهواء يتسبب في مرض 11 مليون شخص كل عام، إذ يكلف هؤلاء الحكومة عبر بقائهم في المستشفيات نحو 230 مليون دولار سنويا، وفقا للتقرير.
وجاء التقرير بمثابة مفاجأة لهؤلاء الذين يعيشون في جنوب شرق الصين، إذ ذكرت فتاة لشبكة “سي ان ان” الامريكية التي اوردت التقرير أن “المعيشة في هونغ كونغ ينبغي أن تكون لأمد قصير، ولا أنصح بالبقاء هنا لفترة طويلة”.
وتقول حكومة هونغ كونغ إنها تعمل مع السلطات الصينية على تحسين نوعية الهواء على عدد من الجبهات، من ضمنها تقليل الانبعاثات من محطات الطاقة والشاحنات بشكل كبير بحلول عام 2010.
والتلوث الصيني مبعث قلق في بكين أيضا، حيث تجري التحضيرات لاستضافة الألعاب الأولمبية، وسط قلق دولي من تأثير التلوث على أداء اللاعبين في الدورة التي ستعقد في أغسطس/ آب المقبل.
وكانت اللجنة الدولية للألعاب الأولمبية كررت قلقها من تأثر اللاعبين بالتلوث الصيني، إلا أن مسؤولين صينيين أكدوا مرارا أن الصين ستجد حلا لسماء المدينة الملوثة بالأدخنة قبل انعقاد الأولمبياد.