منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)

Automatic control , PLC , Electronics , HMI , Machine technology development , Arabic & Islamic topics , Management studies and more
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صفة الحج المبرور ..........الدكتور عبدالعزيز الفوزان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
HAFSA
عقيد
عقيد
HAFSA


عدد الرسائل : 515
العمر : 47
تاريخ التسجيل : 06/09/2010

صفة الحج المبرور ..........الدكتور عبدالعزيز الفوزان Empty
مُساهمةموضوع: صفة الحج المبرور ..........الدكتور عبدالعزيز الفوزان   صفة الحج المبرور ..........الدكتور عبدالعزيز الفوزان Emptyالأربعاء 10 نوفمبر 2010 - 6:13

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الذي هدانا للإسلام وأذن لنا بحج بيته الحرام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك القدوس السلام وأشهد أن محمد عبده ورسوله سيد الأنام والهادي إلى سبل السلام صلى الله عليه وعلى أله وأصحابه البرررة الكرام ومن تبعهم بإحسان ما تعاقبت اليالي والأيام .


أيها الأحبة فى الله سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ونسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يوفقنا لطاعته ومرضاته وأن يملأ قلوبنا بمحبته وخشيته ورجائه وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يجعلنا ممن يسارعون فى الخيرات وهم لها سابقون .


أيها الأحبة فى الله لقد جعل الله تعالى الكعبة البيت الحرام قياما للناس ،ومهو لأفئدتهم ومحطا لأنظارهم ،ومحلا لشوق المسلمين وحنينهم وقبلة لهم فى حياتهم وبعد مماتهم وفى هذه الأيام تتجه الأنظار وترنوا الأبصار وتنجذب الأفئدة وتشتاق النفوس المؤمنة إلى هذه البقعة المباركة التى رفع الله عزوجل شئنها وأعلى مكانتها وفرض على المسلمين زيارتها والوقوف بمشاعرها وعرصاتها، وضاعف أجر العمل فيها ،وميزها على سائر بقاع الأرضن وجعلها قبلة للمسلمين فى كل أنحاء العالم، وها هي قوافل الحجيج وطلائع وفود الرحمن تتقاطر على البيت العتيق من كل فج عميق، وتفد إليه من أصقاع الأرض البعيدة والقريبة، مئات الألوف من المسلمين بل الملايين تؤم هذا البيت الحرام، ترفعهم النجاد وتحطهم الوهاد وتحملهم السيارات والطائرات والسفن والباخرات، وتزدحم بهم الموانئ والمطارات يدفعهم الإيمان ويحدوهم الشوق والحنين ويحفزهم الأمل للفوز بالمغفرة والرضوان من الرحمن الرحيم، جاءوا تلبية لدعوة الله تعالى التى أذن بها الخليل صلى الله عليه وسلم منذ ألاف الأعوام كما قال الله عزوجل ({وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }الحج27 {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ }الحج28)
ومنذ إنطلقت تلك الدعوة المباركة من فم إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم وحجاج بيت الله الحرام يتوافدون عليه كل عام ، لله در تلك الجموع المباركة وقد جاءت مهرولة إلى طاعة الله، راغبة فى ثوابه، خائفة من عقابه ،تعاهده سبحانه على الإلتزام بدينه والبعد عن معصيته ومخالفة أمره، لله درها وقد تجردت من ثيابها ولبست ثياب الإحرام وكأنها تخلع عنها ثياب العصيان والإجرام، وتعلن الإستجابة لله تعالى وترفع عقيرتها بنداء التوحيد وإخلاص العبادة لله وتجأروا بالتلبية إلى الله لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك، وقد جعل الله عزوجل بيته الحرام قياما للناس، به تقوم أحوالهم الدينية والدنيوية فلولا وجود هذا البيت الحرام فى هذه الأرض وعمارته بالحج والعمرة والذكر والصلاة وأنواع التعبدات لأذن هذا العالم كله بالخراب، ولهذا كان من أمارات الساعة وأشراطها هدم هذا البيت بعد عمارته، وهجره بعد صلته وزيارته، لأن الحج والعمرة والركوع والسجود مبناها على التوحيد الذي هو أساس الدين وقاعدة الشريعة، فإذا نسي التوحيد هجر البيت وتركت الصلاة والحج والعمرة وسائر التعبدات ويدل ذلك على أن هذا البيت أقيم على التوحيد، وله أنه ما أن يدخل الحاج والمعتمر فى النسك حتى يرفع عقيرته مخلصا لله عزوجل بالتوحيد ومعنه الإنقياد له والإستجابة له وحده لا شريك له


قال جابر ابن عبدالله رضي الله عنه وعن أبيه وهويحكي حجة النبي صلى الله عليه وسلم( فأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد(يعني التلبية )) رواه مسلم.وذلك أن قول الملبي لبيك اللهم لبيك معناه أفعل هذا ياربي تلبية لأمرك وإستجابة لدعوتك، وطاعة لك وإجابة لك بعد إجابة في جميع الأحكام وعلى مر اليالي والأيام، فهذه التلبية فى حقيقتها إلتزام بالعبودية والتوحيد، وتكرير لهذا الإلتزام بطمائنينة نفس وإنشراح صدر وعقيدة صادقة لاشك فيها ولاريب بأن الواحد الأحد الذي يستحق العبودية وحده هو الله عزوجل لاشريك له، ثم يثبت له جميع المحامد سبحانه هذا هو حقيقة التوحيد الذي بني من أجله البيت وله أقيم قال الله عزوجل {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }الحج26 فبتوحيد أقيم هذا البيت وعليه أسس من أول لحظة {أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً )فهو بيت الله وحده دون سواه وهو محل عبادة الموحدين من الطائفين والقائمين والعاكفين والركع السجود ،فهؤلاء وحدهم هم الذين أنشئ لهم هذا البيت وليس لمن يشركون بالله ويتوجهون بالعبادة إلى من سواه لهذا كان من أوجب الواجبات على الحاج والمعتمر أن يحقق التوحيد لرب العالمين وأن يخلص عبادته من شوائب الشرك والبدع ومن الرياء والسمعه وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حين أحرم بالحج أنه قال ( اللهم هذه حجة لارياء فيها ولاسمعه).
ومما يؤسف له حقا أيها الأحبة أن بعض من الحجاج هداهم الله ورزقهم البصيرة فى الدين يقعون فى الشرك الأكبر وهم لا يشعرون، تجدهم يستغيثون بأصحاب القبور ويدعون الأموات ويسألونهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات وتحقيق المرغوبات سواء أكان هؤلاء المعبودين من الأنبياء أو الصالحين أو غيرهم ممن أتخذت قبورهم مزارات ومشاهد يطاف بها مع الأسف الشديد بل وينذر لها وتذبح لها القرابين والذبائح ويحلف بها وبأصحابها تعظيما لها ويعتقد فيها القدرة على الضر والنفع وتخاف وترجى والعجب من هؤلاء أنهم يبررون شركهم بالله وعبادتهم لاصحاب القبور بقولهم (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى }الزمر3ويقولون ( هؤلاء شفعائنا عند الله) وهذا هو ما كان يدعيه المشركون الأول، الذين قالوا هذه المقولة وكرروها وإحتجوا بها فى الجاهلية الأولى


والشرك أيها الأحبة هو صرف شئ من العبادة لغير الله عزوجل ومن أعظم العبادات وأحبها إلى الله سبحانه الدعاء والإستغاثة والإستعانة فلا يجوز أن يدعى غير الله وأن لا يستغاث ويستعان بغيره فيما لايقدر عليه إلا الله سبحانه كما قال عزوجل ونحن نردده فى كل ركعة من ركعات الصلاة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }الفاتحة5 أي لانعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك وحدك ثم أمر سبحانه وتعالى عباده بسؤاله مباشرة من دون شفيع ولا واسطة فى أيات كثيرة من كتابه فقال سبحانه {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }غافر60.. وسمى الدعاء عبادة مما يدل على أنه من أعظم أنواع العبادة{ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }غافر60.. وقال {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186 وكما أنه لايجوز لأحد أن يسجد لغير الله سبحانه فإنه لا يجوز له كذلك أن يدعوا غير الله أو أن يستغيث بغيره أو أن ينذر له أو يذبح له القرابين أو يرجوه أو يخاف منه إلا أن يكون الخوف والرجاء الطبيعي الذي لا ينفك الإنسان عنه فكل هذا من الشرك الأكبرالمخرج من الإسلام المحبط لصالح الأعمال الذي لايغفر لصاحبه ولا يدخل الجنة بسببه كما قال سبحانه (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }المائدة72وقال سبحانه مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم أحب الخلق إليه وأرفعهم مقاما عنده قال له {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }الزمر65 وحاشاه أن يشرك بالله صلى الله عليه وسلم وهو داعية التوحيد وإمامه لكن لو فرض هذا الشئ المستحيل أنه وقع من أفضل الخلق وأتقاهم لله وأكثرهم طاعة لله سبحانه وجهادا فى سبيله فإن شركه هذا يحبط جميع أعماله الصالحة ويدخل بسببه النار والعياذ بالله وبين سبحانه وتعالى فى أيات كثيرة من كتابه أن هؤلاء الأموات مهما بلغوا من الصلاح والإستقامة بل لوا كانوا من أولي العزم من الرسل فإنهم لايملكون لمن يدعوهم ويستغيثوا بهم ويستعينو بهم فى قبورهم ويذبحوا لهم ويطوفوا بقبورهم لا يملكون له مثقال ذرة فى السماء ولا فى الأرض لايملكون لأنفسهم فضلا عن غيرهم ضرا ولا نفعا ولا حياة ولا نشورا.


وبين سبحانه فى عدة أيات أنه لا أحد أظل وأخسر ولا أبخس بضاعة ولا أعظم غبنا ممن يدعوا هؤلاء الأموات الذين لايسمعون ولا ينفعون قال سبحانه {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ }الأحقاف5 {وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ }الأحقاف6أيها الأحبة إن الحج عبادة من أجل العبادات وهو أحد أركان الأسلام وقواعده العظام قال الله عزوجل (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }آل عمران97 وقد أجمع المسلمون قاطبة على أن الحج ركن من أركان الأسلام وأن من تركه جاحدا لوجوبه فإنه كافر كفرا أكبر مخرجا من الملة والعياذ بالله قال ابن عباس رضي الله عنهما فى معنى هذه الأية (وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) أي ومن جحد فريضة الحج فقد كفر والله غني عنه وهذا بالإجماع أن من أنكر وجوب الحج ورأى أنه لا إثم عليه ولاممدوحة له فى تركه مع توفر شروط الوجوب فيه أنه كافر والعياذ بالله كفرا أكبر مخرج من الدين


لماذ؟ لان مقتضى جحده وإنكاره لوجوب الحج أنه ينكر كل أية وكل حديث يدل على فريضة الحج ووجوبه ومن أنكر أية من كتاب الله بل بعض أيه فهو كافر بإجماع الأمة، فكيف بمن ينكر كل الأيات وكل الأحاديث الصحيحة التي جائت دالة على وجوب الحج وفرضيته أما من تركه تهاون وكسلا وإيثارا للدنيا على الأخرة مع علمه بوجوب الحج وإقراره بذلك فإنه لاشك تارك لواجب من أعظم الواجبات ومرتكب لمنكر من أعظم المنكرات بل مبيقة من أشد المبيقات وهو على خطر عظيم ،وقد ذهب بعض العلماء إلى كفره والعياذ بالله وإن كان قول الجمهور وهو الأصح أنه لايحكم بكفره لكنه لاشك متوعد بالعذاب الشديد ونكال الأ ليم فى الأخرة.
والحج أيها الأحبة لايجب فى العمر إلا مرة واحدة بالنص وبالإجماع أم بالنص فحديث ابن العباس رضى الله عنهما قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( يا أيها الناس إن الله قد كتب عليكم الحج فحجوا ) فقام الأقرع ابن الحابس رضي الله عنه فقال افي كل عام يارسول الله قال: لو قلتها لوجبت ولما إستطعتم الحج مرة فمازاد فهوا تطوع) وعلى ذلك أجمع العلماء قاطبة أنه لايجب الحج إلا مرة واحدة .
والحج أيها الأحبة لا يجب إلا إذا توفرت شروطه الأربعة المعروفة وهي


1-الإسلام
2-العقل
3-البلوغ
4-الإستطاعة
ويضيف العلماء أيضا الحرية حينما يكون هناك رقيق

فهي خمسة شروط إذا لايجب الحج على الإنسان إلا إذا توفرت فيه هذه الشروط الأربعة المذكور الإسلام ،والعقل والبلوغو الإستطاعة وبناء عليه فالكافر لايجب عليه الحج بمعنى أنه لا يطالب بالحج حال كفره وليس معناه أنه لايأثم بترك الحج فإن الصحيح من قول العلماء إن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة كما هم مخاطبون بأصل الدين وهم محاسبون على كل واجب تركوه، وعلى كل محرم فعلوه كما هم محاسبون على أصل الكفر والعياذ بالله كما قال الله عزوجل {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ }المدثر42 {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ }المدثر43 {وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ }المدثر44 {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ }المدثر45 {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ }المدثر46 فذكروا أن من الأسباب التي أوجبت لهم دخول النار ترك الصلاة وترك الزكاة وهما من فروع الإسلام وكذلك أصل الكفر فى قولهم {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ }المدثر46 فكذلك الحج فليس معنا قولنا أن الكافر لايجب عليه أنه لاإثم عليه ولاممدحة له فى تركه بل هو أثم والعياذبالله بكل واجب ترك وكل محرم فعله ولهذا لايزداد الكافر بطول عمره إلا شرا والعياذ بالله لأنه كل يوم يمر عليه خمس صلوات مكتوبات لايصليها وكل سنة يمر عليه شهر رمضان الواجب لايصومه ويأتيه موسم الحج ولايحج


لهذا قال الله سبحانه مبين سوء حالة هؤلاء الكفار {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ }آل عمران178 و النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( خيركم من طال عمره وحسن عمله وشركم من طال عمره وساء عمله) فلا يزداد الكافر والعاصي المفرط فى جنب الله بطول العمر إلا سوء والعياذ بالله إلا أن يتداركه الله عزوجل بتوبة صادقة نصوح قبل أن يموت


الشرط الثاني العقل : فإن إن كان مجنونا فلايجب عليه الحج ولايصح منه أيضا لو حج أما كونه لايجب عليه الحج فلأنه مرفوع عنه قلم التكليف ويدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم ( رفع القلم عن ثلاث عن الصبي حتى يبلغ وعن المجنون حتى يفيق وعن النائم حتى يستيقظ) فذكر منهم المجنون حتى يفيق أيضا لايصح منه الحج لو حج وهذه مسألة مهمة العقل شرط وجوب وشرط صحة أيضا كما أن الإسلام شرط وجوب وشرط صحة أيضا كونه شرط صحة لأن الحج عبادة لا تصح إلا بنية والنية لا تتأتى من المجنون فليس له عقل يعقل به العبادة وينويها ولهذا لو أبتلى الإنسان بقريب مجنون فلايجوز له أن يحججه معه لانه لايستفيد من حجه شيئا مع مايجده من التعب والمشقة بالحج وكذلك بالنسبة للصلاة والصيام وغيرها فلايجوز لهم أن يكره على الصوم فى رمضان وأن يمنع عنه الطعام والشراب ولا أن يكرهه على الحج مادام مجنونا


أيضا من الشروط البلوغ فإن كان الشخص دون البلوغ فلايجب عليه الحج للحديث السابق ( رفع القلم عن ثلاث عن الصبي حتى يبلغ وعن المجنون حتى يفيق وعن النائم حتى يستيقظ).لكن الصبي يصح منه الحج ولايغنيه عن حج الفريضة حتى لو كان الصبي فى المهد رضيعا بصح حجه ويؤجر عليه كما يؤجر على ذلك وليه لأنه سبب ذلك والمعين عليه ويدل لهذا حديث (المرأة التى رفعت صبيا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله ألهذا حج قال نعم ولكي أجره ) لكن هذه الحجة لا تغنيه عن حجة الإسلام إذا بلغ لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( أيما صبي حج ثم بلغ الحنث فليحج حجة أخرى) وفى رواية ( فعليه أن يحج حجة أخرى ) والحديث رواه الإمام أحمد والبيهقي وصححه الأ لباني ولإن هذا الصبي الذي حج قبل بلوغه حاله كحال من صلى الصلاة المفروضة قبل دخول وقتها فلو دخل وقتها وبلغ وجب عليه أن يصليها لأنه أصبح مطالب بأدائها فى هذا الوقت


الشرط الرابع وهو مهم فهو الإستطاعة كما قال الله سبحانه (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً }آل عمران97 الإستطاعة تكون بأمرين


الأول : أن يكون قادرا على الحج ببدنه
والثانية : أن يكون قادرا عليه بماله


فإن كان قادرا عليه ببدنه وماله فإنه يلزمه الحج بنفسه ولايجوز له أن ينيب شخصا يحج عنه بإجماع العلماء لا خلاف فى هذا، فى فرض الحج إذا كان الحج فريضة ولم يحج من قبل فلا يصح أن ينيب من يحج عنه وحتى فى النافلة الصحيح أن الإنسان إذا كان قادرا على أن يحج بنفسه لايجوز له أن ينيب من يحج عنه، لأن الحج عبادة تخصه فلا ينوب عنه فيها غيره ولأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه أنهم كانوا ينيبون من يحج عنهم وهم قادرون على الحج بأنفسهم، إنما النيابة فى الحج فقط للعاجز عن الحج لمرض لا يرجى برءه أو لكبر سن أو لموت بحيث لايستطيع الإنسان الحج بعد ذلك ،إذا من كان قادرا على الحج ببدنه وماله فيلزمه أن يحج بنفسه ولا يجوز له أن ينيب من يحج عنه .
أما إن كان قادرا ببدنه لكنه فقيرا عاجزا عن الحج بماله فإن هذا لايجب عليه الحج ولو مات ولم يحج لأنه ظل فقيرا حتى مات فإنه لا إثم عليه ولا يقال إنه ترك ركنا من أركان الإسلام لأن هذا الركن لم يجب عليه وحاله حال من لم يزكي فى حياته قط لأنه لم يملك نصاب تجب فيه الزكاة لا يقال أنه ترك الركن الثالث من أركان الإسلام وهو الزكاة، إذا.. إذا عاش الإنسان فقيرا ليس عنده مال ومات فإنه لا إثم عليه، وإن كانت نيته صادقة أن يحج لو ترك المال فأرجوا أن يحصل له أجر الحج وهو لم يحج،


ولهذا قال العلماء لايشرع للفقير أن يستدين لأجل أن يحج،لأنه لم يجب عليه الحج أصلا ثم إذا إستدان من يضمن له أن يقدر على وفاء الدين قد يموت فى حجه وقد يعجز عن جمع المال بعد أن يعود لمرض أو فقر أو كساد تجارة أو غير ذلك فتبقى ذمته مشمولة بهذا الدين الذي ألزم به نفسه والله عزوجل قد أعفاه منه فلا يشرع له أن يستدين من أجل أن يحج، ولا يشرع له سؤال الناس أيضا وشحادتهم من أجل الحج، لإن الحج لم يجب عليه أصلا.


أما إذا جاءه مال من دون سؤال أو يسر الله عزوجل له الحج مع حملة ونحوها من تبرع منهم له فلا بأس فى ذلك وحجه صحيح إن شاء الله وكذلك لو طلب منهم أن يخدمهم فى الحج وجعل أجرته فى الخدمة هي أن يمكنه من الحج ويتحملوا تكاليفه عنه فهوا إن شاء الله مأجور متاب على ذلك.


أما من كان عاجزا عن الحج ببدنه لكنه قادرا عليه بماله مثل الكبير الذي لايقدر على الحج بسبب كبرسنه أو المريض مرض لايرجى برئه فهذا يجب أن ينيب من يحج عنه ويدفع له تكاليف الحج هذا إذا كان العجز مستمرا أن يكون به مرض لا يرجى برئه أما لمرض الطارئ الذي يرجى برئه فلا يجوز أن ينيب من يحج عنه بل ينتظر حتى يشفيه الله عزوجل ثم يحج عن نفسه من دون توكيل


ويشترط فيمن يحج عن غيره أن يكون قد حج عن نفسه، فإن حج عن غيره ولم يحج عن نفسه حج الفريضة فإن هذه الحج تكون للنائب وليس للمستنيب والدليل على ذك قول النبي صلى الله عليه وسلم لرجل سمعه يقول لبيك عن شبرمة قال من شبرمة قال أخ لي أو قريب لي قال أحججت عن نفسك قال : لا قال حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة ..فجعل هذه الحج التي كان نواها ولبى بها لشبرمة جعلها له لأن هذا الشخص لم يحج عن نفسه، إذا لابد فيمن ينوب عن غيره فى الحج أن تتوفر فيه شروط الحج السابقة كلها من الإسلام والبلوغ والعقل وكذلك أن يكون قد حج عن نفسه أولا وينبغي أن يحرص المستنيب على إختيار من يعرف أحكام الحج وأن يكون من أهل الصلاح والديانة والأمانه لأن هذا أقرب للقبول وإلى أداء المناسك على الوجه الذي أمر الله عزوجل به ويجب على النائب أو الوكيل فى الحج أن يخلص النية لله تعالى وأن يقصد بنيابته عن غيره وحجه عن غيره وجه الله عزوجل والتعبد له سبحانه وتعالى فى تلك المشاعر المقدسة وأن يظفر بفضيلة الزمان والمكان والحال فما يقصد نفع أخيه المسلم وأن يأخذ المال منه ليحج لا أن يحج كي يأخذ المال أن يكون قصده بأخذ المال أن يتمكن الحج والوصول إلى تلك العرصات المقدسة لا أن يحج من أجل أن يحصل على المال ويجب عليه أن يؤدي المناسك على أكمل وجه يقدر عليه لأنه مؤتمن على ذلك


ومن الإستطاعة وهو شرط زائد على ماسبق من شروط وجوب الحج وجود المحرم بالنسبة للمرأة أن يوجد محرم يسافر معها للحج والمحرم للمرأة فى الحج وغيره هو زوجها وكل ذكر يحرم عليه نكاحها تحريما مؤبدا بقرابة أو رضاع أو مصاهرة فإن لم يتيسر لها محرم فإن الحج لايجب عليها بنفسها ولا يجوز لها أن تسافر لوحدها ولو كان الطريق مئمون ومع نساء تقات مئمونات ومع رفقة مئمونة وهذا هو الصحيح من قول العلماء وهو مذهب الحنابلة والحنفية خلافا للشافعية والمالكية لأن الشافعية والمالكية المشروع عندهم يرون أنه إذا تيسر لها رفقة مئمونة من النساء المئمونات يلزمها الحج


لكن القول الأول هو الأصح لانه هو الذي دل عليه صريح النصوص الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم فى الصحيحين وغيرهما وكما قال شيخ الإسلام رحمه الله (فإشتراط ما إشترطه الله ورسوله أحق وأوثق وحكمته ظاهرة فإن النساء لحم على وظم إلا ما ذب عنه) ثم يقول رحمه الله كلام غاية فى النفاسة( والمرأة معرضة فى السفر للصعود والنزول والبروز محتاجة إلى ما يعاندها ويمس بدنها تحتاج هي ومن معها من النساء إلى قيم يقوم عليهن وغير المحرم لا يؤمن ولو كان أتقى الناس فإن القلوب سريعة التقلب والشيطان بالمرصاد وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما خلى رجل بإمرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ).هذا كلام شيخ الإسلام رحمه الله وهو كلام فى غاية التحقيق والنفاسة و يدلك على ما ذكره رحمه الله الأحاديث الصريحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومنها قوله صلى الله عليه وسلم ( لايحل لمرأة تؤمن بالله واليوم الأخر أن تسافر إلا مع ذي محرم ) والحديث فى الصحيحين ويقول صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين أيضا ( لا يخلو رجل بإمرأة إلا ومعها ذو محرم ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ) فقام رجل فقال يارسول الله إن إمرأتي خرجت حاجة وإني إكتتبت فى غزوة كذا وكذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنطلق فحج مع إمرأتك ). هذا الرجل أصبح الجهاد واجب عليه لأنه إستنفر وكتب إسمه فى المجاهدين (وإذا إستنفرتم فإنفروا) لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن إمرأته خرجت حاجة من غير محرم أمره بأن يترك الجهاد الواجب لشئ أوجب منه ألا وهو لمرافقة إمرأته ليكون محرم لها مما يدل على إشتراط المحرم فى الحج ففي غيره من الأسفار فمن باب أولى وأحرى و النبي صلى الله عليه وسلم فى هذا الحديث لم يستفصل هذا الرجل هل المرأة جميلة أم ذميمة هل هي شابة أم عجوزهل هي مع رفقة مأمونة أم غير مأمونة والقاعدة عند الفقهاء كما يقولون أن ترك الإستفصال فى مقام الإحتمال ينزل منزلة العموم فى المقال وبهذا نعلم أن سفرها بدون محرم وإن قال به بعض أهل العلم فإنه قول ضعيف مخالف للأدلة الصحيحة الصريحة وكما قال ابن المنذر رحمه الله وهو من الشافعية قال إنهم تركوا ظاهر النصوص الصحيحة وأجازوا سفرها بدون محرم لتعليلات ضعيفة


هذه أيها الأحبة شروط وجوب الحج وأعيدها من جديد
أولها الإسلام
والتاني : العقل
والثالث : البلوغ
والرابع: الإستطاعة ومن الإستطاعة وجود المحرم بالنسبة للمرأة

وقد إختلف العلماء رحمهم الله بالنسبة للمرأة التي لم تجد محرما هل عدم وجود المحرم الذي يسافر معها إلى الحج يمنع وجوب الحج عليها من حيث الأصل لأنها لم تستطع والله تعالى يقول (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً }آل عمران97 فهي غير مستطيعة والحج غير واجب عليه ؟ أم أن وجود الحرم شرط لوجوب الأداء فإن تعذر وجود المحرم أو ماتت وهي لم تحج فهل يحج عنها من مالها لأنه وإن سقط عنها وجوب الأداء فيجب عليها الإنابة فى الحج؟؟ قولان فى المسألة


المشهور فى منهج الحنابلة وهو الرواية أيضا فى منهج الحنفية أنه لايجب عليها الحج ولو كانت تملك الملايين لايلزمها الحج بنفسها ولا أن تنيب غيرها ليحج عنها لأن الحج أصلا لم يجب عليها لأنها غير مستطيعة شرط الحج الأكبر قوله ( من إستطاع إليه سبيلا) ..


والقول الثاني فى المسألة وهو الأقرب للصواب والأحوط أنها إن كانت غنية وقادرة بمالها على الحج ولم يتوفر لها محرم وأيست من وجود محرم يسافر بها فإنها تنيب من يحج عنها وكذلك إذا ماتت ولها مال فإنه يحج عنها من مالها لأن الحج دين لله عزوجل فيقدم على الميراث


إذا توفرت الشروط السابقة التي ذكرت وجب على المكلف أن يبادر إلى الحج ولا يجوز له التسويف ولا التأخير فإن أخر لغير عذر كان أثما وعلى المستطيع من الأباء والأوالياء أن يحرصوا على تحجيج البالغين العقلاء من أولادهم وأهليهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) وقول الله عزوجل {قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ }التحريم6 وصح عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه أن قال ( من أطاق الحج فلم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا). وهذا الحديث وإن كان موقوفا على عمرفإن له حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأن عمر لايمكن أن يجزم بمثل هذا من قبل نفسه رضي الله عنه وفى حديث أخر عنه أنه قال ( لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فينظروا كل من له جذة * أي غنى وقدرة على الحج* أن يضربوا عليهم الجزية ماهم بمسلمين .. ماهم بمسلمين ) والحديث رواه سعيد ابن منصور فى سننه


ثم إنك أيها المسلم لاتدري ماذا يعرض لك من موت أو مرض أو شغل أو عارض يمنعك من أداء ما إفترض الله عليك ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم لايدري ما يعرض له ) حديث حسن رواه أحمد وغيره ومن فضل الله عزوجل علينا فى هذا الزمان خاصة من يعيشون فى هذا البلد المبارك ولله الحمد من المواطنين والمقيمين أن الله عزوجل يسر لنا مالم ييسره لمن سبقنا من سهولة الوصول إلى مكة وسرعته فقد تيسرت الأسباب وتذللت الصعاب ولله الحمد نفقات يسيرة ومراكب فارهة مريحة وأمن وارث وعيش رغيد وأيام قلائل قد لاتزيد عن أربعة أيام هي أيام الحج فيجب على المسلم أن يغتنم هذا الخير وأن يبادر لأداء ما أوجبه الله عزوجل عليه فى الحج هذه أيها الأحبة شروط الحج وهذا هو الواجب على المسلم إذا توفرت شروطه .

_________________
صفة الحج المبرور ..........الدكتور عبدالعزيز الفوزان G0ro5gصفة الحج المبرور ..........الدكتور عبدالعزيز الفوزان Ro5v
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
HAFSA
عقيد
عقيد
HAFSA


عدد الرسائل : 515
العمر : 47
تاريخ التسجيل : 06/09/2010

صفة الحج المبرور ..........الدكتور عبدالعزيز الفوزان Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفة الحج المبرور ..........الدكتور عبدالعزيز الفوزان   صفة الحج المبرور ..........الدكتور عبدالعزيز الفوزان Emptyالأربعاء 10 نوفمبر 2010 - 6:21

أما أركان الحج فهي أربعة أركان


الركن الأول : الإحرام
فلا يصح الحج بلا إحرام فلو ذهب الإنسان إلى الحج بثيابه ووقف بعرفة بثيابه وبات فى منى ومزدلفة وأدى مناسك الحج بثيابه وهو عالم بوجوب الإحرام فإن حجه لايصح إذا الركن الأول الإحرام والمقصود بالإحرام هو نية الدخول بالنسك وليس فقط مجرد لبس الثياب قد يلبس الإنسان الثياب وهو لم ينوي الحج لا يدري ما يعمل يفعله تقريبا بلا نيه فهذا لايصح حجه ولو لبس الثياب إذا لابد من الإحرام وهو لبس الثياب مع نية الدخول فى النسك ..


الركن الثاني : الوقوف بعرفة
لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( الحج عرفة ) هذا هو أهم أركان الحج ولهذا قال العلماء من فاته الوقوف بعرفة . إنسان أحرم وجاء ليحج لكنه حصل له عارض وتأخر ثم طلع الفجر من اليوم العاشر وهو لم يقف بعرفة فقد فاته الحج وعليه أن يتحلل بعمرة وأن يحج من العام القادم


الركن الثالث: الطواف بالبيت ( طواف الإفاضة )


وهو ركن الحج الثالث لقوله عزوجل {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ }الحج29الركن الرابع : السعي بين الصفا والمروة
هذه أركان الحج إذا تخلف منها ركن واحد سواء كان تخلفه بعذر أو من غير عذر فلا يصح الحج


أما واجبات الحج فهي سبعة واجبات

أولها : الإحرام من الميقات
يجب أن تنوي الدخول فى النسك فى المقيات والمواقيت المكانية التي وقتها النبي صلى الله عليه وسلم خمسة مواقيت كما فى حديث ابن عباس وغيره وهي كما قال


-وقت النبي صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذو الحذيفة وهي التي مسمى الأن ( بأبيار علي ) وهل الأن إتصلت بالمدينة النبوية المشرفة وهي التي أحرم منها النبي صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع



وقت لأهل الشام ( الجحفة) وهي قرية صغيرة خربت وهجرت الأن وأصبح الناس يحرمون من رابغ وهي المحاذية لها وهي لأهل الشام ومصر ومن جاء من طريقهم


- ووقت لاهل نجد ( قرناء المنازل ) وهي المسمى الأن ( بالسيل الكبير) ويحاديها وادي محرم أيضا لمن جاء من الطائف عن طريق الهدى

- أيضا وقت لأهل اليمن ( يلملم) وهو إسم وادي أو جبل أو أسم مكان وهذا جعله لأهل اليمن ومن جاء من جهة الجنوب وتسمى اليوم بالسعدية

- ووقت لأهل العراق (ذات عرق) وتسمى الأن بالضريبة

هذه المواقيت التي وقتها النبي صلى الله عليه وسلم وقال ( هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن يريد الحج و العمرة ). فهذا حديث صريح فى أن يجب أن يكون الإحرام من الميقات فإن جاوز الإنسان الميقات جاهلا أو متعمدا يجب عليه الرجوع إليه وأن يحرم من الميقات فإن لم يرجع وأحرم دون الميقات فيجب عليه أن يجبر هذا الواجب بالدم بذبح شاة تكون لفقراء الحرم كما قال ابن العباس رضي الله عنهما وغيره (من ترك نسكا فليهرق دم) أي فليذبح شاة.

الثاني: الوقوف بعرفة إلى غروب الشمس
وهذا واجب يتساهل فيه كثير من الناس بل قد يجهله بعضهم فلا يصح لمن وقف بعرفة نهارا أن ينصرف منها قبل غروب الشمس فإن فعل فإنه قد ترك واجب من واجبات الحج فإن كان فعله مع علمه بهذا الحكم وتعمده له من دون عذر فهو أثم وعليه الفدية وإن كان فعل ذلك جاهلا فلا إثم عليه لجهله ولكن عليه الفدية فالفدية لا تسقط بالجهل فى ترك الواجب

الثالث: المبيت بمزدلفة ليلة العيد
الرابع: المبيت بمنى ليالي أيام التشريق
الخامس: رمي جمرة العقبة يوم العيد والجمرات الثلاث فى أيام التشريق
السادس: الحلق أو التقصير
السابع والأخير : طواف الوداع حينما يعزم على مغادرة البيت العتيقهذه هي واجبات الحج سبع واجبات




_________________
صفة الحج المبرور ..........الدكتور عبدالعزيز الفوزان G0ro5gصفة الحج المبرور ..........الدكتور عبدالعزيز الفوزان Ro5v
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
HAFSA
عقيد
عقيد
HAFSA


عدد الرسائل : 515
العمر : 47
تاريخ التسجيل : 06/09/2010

صفة الحج المبرور ..........الدكتور عبدالعزيز الفوزان Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفة الحج المبرور ..........الدكتور عبدالعزيز الفوزان   صفة الحج المبرور ..........الدكتور عبدالعزيز الفوزان Emptyالأربعاء 10 نوفمبر 2010 - 6:32

أما صفة الحج :
الحج له أنساك ثلاثة الإفراد والتمتع والقران وكلها أنساك للحج يجوز للمسلم أن يدخل فى واحد منها بإجماع العلماء أما ما ذكره بعض المعاصرين من أنه لايصح الحج مفردا ولا القران إلا للمعذور فهذا غير صحيح وقول مخالف للإجماع .. إذا كل هذه الأنساك الثلاثة يجوز للإنسان أن يدخل بها وأفضلها التمتع وبخاصة فى حق من لم يعتمر من قبل ينبغي له أن يمتع لانه هذا الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه حينما حجوا معه كان بعضهم مفردا وبعضهم قارن وبعضهم متمتعا فأمر من لم يسق الهدي منهم أن يحل بعد عمرته وأن يكون متمتعا وقال صلى الله عليه وسلم (دخلت العمرة الحج) فينبغي له أن يفرد أحيانا يفرد الحج وحده وينبغي له أن يقرن أيضا فى مرات أخرى ولا يكون حجه كله تمتعا فى كل مرة ولهذا كان أبوبكر وعمر رضي الله عنهما يأمران الناس بالإفراد ويفسران أمر النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة فى حجة الوداع أنه أراد بذلك إبطال ما كان عليه أهل الجاهلية فإن أهل الجاهلية كانوا يعتقدون أنه لايجوز العمرة فى أشهر الحج فأبطلها النبي صلى الله عليه وسلم عندما أمر كل أصحابه الذين لم يسوقوا الهدي معهم أن يجعلوا طوافهم وسعيهم للعمرة ثم يحلوا بعد ذلك ثم يحرموا بعد ذلك في يوم التروية وهو اليوم الثمن من ذي الحجة لحجهم . إذا هي ثلاثة أنساك في أيها دخل الحاج أجزائه ذلك

-أما الإفراد فهوا أن ينوي الحج وحده فى أشهر الحج فكما نعلم أن المواقيت الزمنية أو أشهر الحج ثلاثة شوال وذو القعدة وذي الحجة والصحيح أن ذي الحجة كله يعتبر من أشهر الحج لقوله تعالى ( أشهر معلومات ) والأشهر جمع وأقل الجمع ثلاثة فينبغي أن يحمل الأمر على حقيقته وتكون أشهر الحج ثلاثة وهي التي يسمونها العلماء المواقيت الزمنية فهي أشهر الحج الثلاثة شوال وذو القعدة وشهرذي الحجة كاملا وفائدة قولنا شهر ذى.الحجة كاملا أنه يجوز للإنسان أن يؤخر طواف الإفاضة وسعي الحج بعد أيام التشريق لأنه لايزال فى أشهر الحج حتى لو أنه لم يطوف أو يسعى إلا فى يوم عشرين ذي الحجة أو واحد وعشرين أو خمس وعشرين أجزائه ذلك، لكن لايجوز له أن يؤخر سعي الحج وطوافه إلى أن يخرج ذي الحجة إلا أن يكون معذورا كالمرأة النفساء التي ولدت أثناء الحج ولاتستطيع الطواف بسبب النفاس فهذه لابأس ولو خرج ذي الحجة فلابأس عليها

إذا من نوى الحج وحده فى أشهر الحج فلبى عند الميقات بقوله لبيك حجا لبيك اللهم لبيك ونوى ذلك بقلبه فإنه يعتبر مفردا ويؤدي مناسك الحج كما سنبينها بعد قليل

-النوع الثاني: القران وهو أن يلبي بالحج والعمرة معا فى الميقات أول مايصل إلى الميقات يقول لبيك حجة وعمرة أو لبيك حجة فى عمرة فهذا هو القارن.
- أما المتمتع فهو الذي يحرم بالعمرة وحدها فى أشهر الحجعند الميقات أول مايأتي يقول لبيك عمرة ثم يؤدي مناسك العمرة المعروفة من الطواف والسعي ثم يقصر أو يحلق فيحل منها ثم في اليوم الثامن في يوم التروية يحرم بالحج وحده فيقول لبيك حجا
صفة الحج كما ذكرت أنساك ثلاثة تختلف فى الإحرام منذ البداية فالمفرد للحج يقول لبيك حجا فقط لبيك اللهم لبيك إلى أخر التلبية
القارن يقول لبيك حجا وعمرة أو عمرة وحجة أو حجة فى عمرة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وينوي ذلك بقلبه والمعتمد على النية حتى لو قدر أنه عند الميقات لم يقل شئ فحجه بحسب نيته إن نواه حج مفردا صار إفراد وإن نواه قرانا الجمع بين الحج والعمرة صار قرانا وإن نواه متمتعا صارإحرامه فى الأول للعمرة وصار إحرامه بعد ذلك في يوم التروية للحج ولهذا قال العلماء أن الإحرام هو نية الدخول لنسك ليس هو التلبية التلبية سنة يعلن الإنسان عما نوى ويذكر الله عزوجل بهذه التلبية العظيمة لكن لابد من النية فى القلب فالنية محلها القلب حتى من ناب عن غيره فى الحج لو نسي أن يقول لبيك حجا عن فلان أو فلانة الذي نوبه فى الحج فإنه لايضره المهم فعلا أنه نوى هذا الحج لفلان أو فلانة فتكفي النية فى هذا لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ مانوى)

التمتع تحرم بالعمرة فى أشهر الحج وحدها ففي اليقات تلبس ثياب الإحرام ثم تنوى دخول العمرة بقلبك ثم تقول لبيك عمرة لبيك اللهم لبيك وأن كنت أردت الحج و العمرة عن غيرك تقول لبيك عمرة عن فلان ابن فلان ثم تقول اللهم هذه عمرة لارياء فيها ولاسمعة وإن كان إفرادا أو تمتعا اللهم هذه حجة لارياء فيها ولاسمعة

ثم إذا وصل إلى البيت فإن كان مفردا أو قارنا فإنه لايلزمه الطواف بالبيت أول مايقدم لكن يسن له طواف القدوم وليس بواجب هو سنة فيطوف سبعة أشواط تحية لهذا البيت العتيق ثم يصلي ركعتين وهي سنة أيضا فى كل طواف ليست بواجبة لقوله عزوجل ( وإتخذوا من مقام إبراهيم مصلى )

ثم بعد ذلك له أن يسعى سعي الحج إن كان مفردا وسعي الحج والعمرة إن كان قارنا يعني له أن يقدم السعي سعي الحج بعد طواف القدوم يجوز له ذلك ومن ثم في الحج لايبقى عليه إلا طواف الإ فاضة فقط لايلزمه السعي مرة أخرى هذا فى حق المفرد وحق القارن ولهذا من الفروق المهمة بين المفرد والقارن وبين المتمتع أن المفرد والقارن ليس عليهما إلا طواف واحد وسعي واحد .المفرد عليه فقط طواف الإفاضة هذا هو الواجب عليه وهو الركن وسعي الحج أما طواف القدوم فهو سنة ليس بواجب القارن نفس الشئ طواف القدوم فى حقه سنة وليس بواجب ولكن يجب عليه طواف الإفاضة والسعي ويكون الطواف والسعي لحجه وعمرته ، المفرد والقارن ليس عليهما إلا طواف واحد وسعي واحد لكن المتمتع يلزمه طوافان وسعيان أول ما يصل مكة أن يطوف طواف العمرة ويسعى سعي العمرة ثم يقصر أو يحلق ثم بعد ذلك إذا صار في يوم العيد أو مابعده من أيام التشريق يلزمه طواف الحج وهو طواف الإفاضة وسعي للحج
هذه من الفروق المهمة بين المتمتع والقارن والمفرد. المتمتع عليه طوافان وسعيان الطواف الأول والسعي الأول للعمرة والطواف الثاني والسعي الثاني للحج أما المفرد والقارن فيلزمهما طواف واحد وسعي واحد ويجوز للمفرد وللقارن أن يقدما سعي الحج بعد طواف القدوم فلا يبقي عليهما إلا طواف الإفاضة يوم العيد أو ما بعده.
بعد أن يطوف المفرد أو القارن بالبيت ويسعى سعي الحج يطوف طواف القدوم كما ذكرت ويسعى سعي الحج إن أحب أن يسعى وأحب أن يطوف وإن أحب أن يذهب مباشرة إلى منى لا يذهب إلى الحرم ولايطوف ولايسعى جاز له ذلك ولاحرج عليه ثم يكمل مناسك الحج من الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ومنى ورمي جمرة العقبة يوم العيد وبعد ذلك يطوف ويسعى متى ماتيسر له يجوز له ذلك لان طواف القدوم كما ذكرت ليس بواجب وحتى لو طاف طواف القدوم لايلزمه أن يسعى بعده له أن يؤخر السعي بعد طواف الإفاضة فيما بعد لكن بالنسبة للمتمتع الذي أحرم بالعمرة أولا يلزمه أول مايصل إلى مكة أن يطوف طواف العمرة وأن يسعى سعي العمرة بعدها ثم يقصر أو يحلق أيهما أفضل التقصير أو الحلق؟ الأصل أن الحلق أفضل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( اللهم إرحم المحلقين قالوا يارسول الله والمقصرين قال اللهم إرحم المحلقين قالوا يارسول الله والمقصرين قال اللهم إرحم المحلقين قالوا يارسول الله والمقصرين قال والمقصرين ) فدعى للمحلقين ثلاث مرات والمقصرين مرة واحدة
لكن قال العلماء إن كان الوقت بين إكمال عمرته وبدأ الحج فى يوم التروية قصيرا فالأفضل أن يقصر حتى يوفر رأسه للحلق يوم العيد أو مابعده أما إن كان الوقت طويلا بحيث أنه أحرم بالعمرة فى شهر شوال وسيظل فى مكة فى شهر ذى القعدة وأول ذي الحجة قطعا سيطول رأسه فهذا يستحب له أن يحلق بعد العمرة ثم يحلق بعد أن يرمي جمرة العقبة أو يطوف بالبيت فى يوم العيد هذا بالنسبة للمتمتع فيحلق أو يقصر فيحل من إحرامه حلا كاملا يجوز له كل ما حرم عليه من الإحرام حتى زوجته كل شئ بخلاف المفرد والقارن هل يجوز لهما شئ من محظورات الإحرام لا يجوز لانهما لايزالان على إحرامهما المفرد والقارن لايزال على إحرامه حتى يكمل مناسك الحج المعروفة فيرمي جمرة العقبة ويحلق ثم يحل أو يطوف بالبيت ويسعى ثم يحلق ويحل فلابأس بعد هذا

بالنسبة للمتمتع إذا صار اليوم الثامن من ذي الحجة وهو يوم التروية وسمي يوم التروية لأن الناس فى الزمان الأول قبل ولله الحمد أن تتوفر الخدمات والمياه فى المناسك كانوا يروون فيأخذون الماء معهم لأنهم سيذهبون إلى منى وعرفات ومزدلفة ويحتاجون إلى الماء معهم فسمي اليوم الثامن يوم التروية يستعدون بالماء كما يستعدون بالطعام والرواح فإذا كان اليوم الثامن من ذي الحجة فإنه يلبس ثياب الإحرام ويسن له أن يفعل كل ما فعله أول ما قدم من الميقات هنا فى الإحرام يسن للمحرم أي كان مفردا أو متمتعا أو قارنا أو معتمر ايسن له قبل الدخول فى النسك أن يغتسل وأن يتطيب وأن ينظف إبطه وعانته ويقص أظافره وشاربه ثم يلبس ثياب الإحرام ثم ينوي الدخول فى النسك
كذلك يفعل المتمتع فى مكة إذا صار اليوم الثامن يحرم من مكانه الذي هو فيه لايخرج إلى الميقات ولايخرج إلى الحل يحرم من مكانه أى كان سواء كان فى مكة أو فى منى أو غير ذلك يحرم من مكانه الذي هو فيه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فإنه أحرم من الروحاء فى مكة

ثم يسن بعد ذلك له للحاج عموما سواء كان مفردا ،متمتعا أو قارنا أن يذهب إلى منى فيصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر من اليوم التاسع ثم إذا إرتفعت الشمس من اليوم التاسع دفع إلى عرفات والسنة إن إستطاع أن يقف بنمرة وهي قبل عرفات أن يقف فيها حتى زوال الشمس حتى وقت صلاة الظهر إن إستطاع وإن لم يتيسر له فليذهب إلى عرفة مباشرة فيبقى فى عرفة يصلي فيها الظهر والعصر جمعا وقصرا ويجمع جمع تقديم فى أول الوقت ويسن لإمام الناس فى الحج أن يخطب فيهم خطبة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وكانت خطبة عظيمة قعد فيها قواعد الدين وبين حق المسلم على المسلم وحق الزوج على زوجته وحق الزوجة على زوجها وحرم الدماء والأموال والأعراض بخطبة بليغة لا أبلغ منها عليه الصلاة والسلام ثم أعاد كثيرا من مظامين هذه الخطبة فى خطبته يوم العيد سبحان الله مما يدلك على عظم شائن حرمة الدماء والأموال والأعراض

ثم بعد الصلاة يستحب له أن يستقبل القبلة وأن يكثر من الدعاء وأن يلح على الله عزوجل بالتضرع والسؤال فى هذا اليوم العظيم الجليل وأن يكثر من الذكر وقرائة القرأن ويظل كذلك حتى تغرب الشمس كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم لما صلى بالناس وخطب بهم ركب راحلته وإستقبل القبلة وظل يذكر الله عزوجل ويدعوه حتى غربت الشمس أين هذا من أناس مع الأسف تجده يذهب عليه هذا اليوم العظيم الجليل الذي هو من أعظم الأيام عند الله يذهب إما بالنوم أو بجلسات ليس منها طائل أو ذهاب وخروج فيفوتون على أنفسهم خيرا عظيما وبخاصة أن الحاج إجتمع له ولله الحمد فضل الزمان والمكان وفضل الحال فينبغي أن يعرف هذه الفضائل وقيمتها فلا يفرط فى أي شئ منها فالنبي صلى الله عليه وسلم كما بين أهمية هذا اليوم بفعله أمام الناس وإجتهاده فى الدعاء والعبادة والذكر بينه بقوله فى أحاديث كثيرة من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ماقلت أنا والنبيون قبلي لاإله إلا الله وحده لاشؤيك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير ) ويقول صلى الله عليه وسلم ( مامن يوم أعظم من أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة وإن الله لينزل غلى السماء الدنيا فيباهي بعباده ملائكته يقول أنظروا إلى عبادي جاءوني شعتا غبرا أشهدكم أني غفرت لهم) .. نسأل الله الكريم من فضله وفي حديث أخر عنه صلى الله عليه وسلم قال ( مارؤيا الشيطان أدحر ولا أصغر ولا أحقر منه فى يوم عرفة إلا ماروي منه يوم بدر) .لهذا يجب أن نعظم شعائر الله أيها الأحبة وأن نعرف لهذا اليوم العظيم قدره ومكانته ونجتهد فى كثرة الدعاء والذكر فى هذا اليوم العظيم وبخاصة الدعاء الذي هو سلاح المؤمن وعدته فى الشدة والرخاء وهو من أعظم العبادات وأحبها إلى الله ولهذا جعلها الله هو العبادة الحقيقية كما ذكرنا قبل قليل والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( الدعاء هو العبادة ) أدعوا لنفسك ولزوجك وأولادك وقرابتك وأرحامك وجيرانك وأمة الإسلام فى كل مكان وما أحوج الأمة المسلمة فى هذا الوقت إلى دعوات الصالحين وحجاج بيت الله الحرام الذين وقفوا فى هذا الموقف العظيم

ثم بعد أ تغرب الشمس ويتأكد من غروبها يدفع إلى مزدلفة فيبيت فيها والسنة أن يبقى حتى يصلي الفجر وأن يصلي الفجر فى أول وقتها كي يتفرغ للذكر والدعاء فى هذه الساعة المباركة ثم يستقبل القبلة ويدعوا الله عزوجل حتى يسفر جدا وقبل أن تطلع الشمس يدفع إلى منى هذا هو السنة وهو الأكمل والأفضل فإن كان يشق عليه ذلك لأن معه نساء وضعافا من كبار السن أو المرضى أو نحوهم فله أن يدفع هو وإياهم بعد منتصف اليل والأفضل أن يكون بعد مغيب القمر لفعل أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها فإنها كانت تأمر من ينظر لها ويتأكد من مغيب القمر فإن غرب القمر دفعت إلى منى

فإذا دفع إلى منى سواء بعد منتصف اليل أو بعد صلاة الفجر والدعاء كما ذكرنا وهو الأفضل فإنه فى هذا اليوم وهو يوم العيد أهم وأكثر أعمال الحج ولهذا سماه الله عزوجل يوم الحج الأكبرفيشرع للمسلم فيه خمسة أشياء

الأول : رمي جمرة العقبة
الثاني : الذبح ذبح الهدي لمن كان قارن أو متمتع
الثالث: الحلق أو التقصير
الرابع : طواف الإفاضة
الخامس: سعي الحج لمن لم يحج من القارنين والمفردين بعد طواف القدوم

والسنة أن يفعلها على هذا الترتيب الذي ذكرت يرمي جمرة العقبة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ويقول الله أكبر وله أن يأخذ الحصى من أي مكان من مزدلفة أو فى طريقه إلى منى أو من منى أو قريب من الجمرة لابأس فى ذلك كل هذا مجزئ ثم ذبح الهدي لمن كان قارن أومتمتع ويليه الحلق أو التقصير ، طواف الإفاضة ثم السعي فإن قدم بعضها على بعض فلا حرج عليه فى ذلك لانه كما فى حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم ماسئل عن شئ قدم ولا أخر فى ذلك اليوم إلا قال إفعل ولا حرج قال له رجل يارسول الله حلقت قبل أن أرمي قال إفعل ولا حرج ,, قال يارسول الله طفت قبل أن أرمي قال إفعل ولا حرج قال يارسول الله سعيت قبل أن أطوف قال إفعل ولا حرج ... وهذا من رحمة الله بعباده ولله الحمد والمنة وهومن كمال هذه الشريعة وعمومها ومن الأدلة على عمومها وشمولها وأنها لكل البشر ولكل الأزمان والأمكنة لان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان عدد الحجاج قليلا مقارنة بمن يحج الأن بالملايين كانوا معه عليه الصلاة والسلام وهو أعظم جمع إجتمع فى عهده قرابة مائة ألف وعشرة ألاف حاج معه عليه الصلاة والسلام لكن سبحان الله كان يعلم عليه الصلاة والسلام أنه سيأتي زمان يحج مئات الالوف بل الملايين من البشر فلو كان كلهم يلزمهم أن يرموا فى يوم واحد وأن يطوفوا فى وقت واحد وأن يسعوا فى وقت واحد ويذبحوا فى وقت واحد لكان فى ذلك حرج عظيم يلحقهم أو يهلك بعضهم بعض لكن من رحمة الله بعباده وهو سبحانه أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين يعلم من خلق وهو الطيف الخبير يعلم ماكان وماسيكون ومالم يكن لو كان كيف سيكون

رخص لعباده لهذا تجد الحجاج المنتشرين ولله الحمد فى أداء هذه المناسك بعضهم يرمي جمرة العقبة وبعضهم يطوف وبعضهم يسعى ولله الحمد فيكون فى هذا توسعة لهم ثم ولله الحمد بالنسبة لطواف والسعي والذبح ليس بلازم أن تكون يوم العيد السنة أن تكون كلها يوم العيد نهارا هذا الأفضل لكن لابأس أن يؤخرها أو يؤخر بعضها إلى أيام التشريق بل بالنسبة للطواف والسعي كما ذكرت قبل قليل يجوز أن يؤخره إلى نهاية شهر ذي الحجة لكن لايجوز أن يؤخره بعد أن ينتهي شهر ذي الحجة وأما بالنسبة للذبح سواء ذبح الأضاحي أو الهدي فإنه له أربعة أيام يوم العيد وأيام التشريق الثلاثة ولا يجوز تأخيره بعدها

بعد أن يؤدي هذه الأشياء الخمسة أو يؤدي بعضها حسبما مايتيسر له يلزمه أن يبيت بمنى ليلة الحادي عشر وليلة الثاني عشروأن يرمي الجمرات الثلاث يبدأ بالصغرى بسبع حصيات ثم يتقدم قليلا ويدعوا بعدها بدعاء طويلا كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وهذا سنة أهملها الكثير من الناس إما جهلا بها أو تهاون بفضلها وشأنها لما رمى صلى الله عليه وسلم الجمرة الصغرى فى اليوم الحادي عشر تقدم قليلا وإستقبل القبلة ثم أخذ يدعوا دعاء طويلا بقدر سورة البقرة ثم رمى الجمرة الوسطى ثم تقدم قليلا أيضا وإستقبل القبلة وأخذ يدعوا دعاء طويلا ولكنه أقصر من الأول ثم رمى جمرة العقبة ولم يقف بعدها عليه الصلاة والسلام فهكذا ينبغي للمسلم أن يفعل

ثم يرمي الجمرات الثلاث فى اليوم الثاني عشر ويبيت أيضا فى منى ليلة الثاني عشر وبعد أن يرمي الجمرات الثلاث يوم الثاني عشر بعد زوال الشمس أي بعد أذان الظهر له أن يتعجل فيذهب إلى مكة فيطوف طواف الوداع ثم ينصرف إلى أهله راشدا مقبولا مغفورا له إن شاء الله
وإن تأخر فبات ليلة الثالث عشر فى منى ورمى الجمرات الثلاث بعد الزوال في اليوم الثالث عشر فهو الأكمل والأفضل لأنه زيادة فى الخير وزيادة عبادة وطاعات وهو فعل النبي صلى الله عليه وسلم


هذه صفة الحج أيها الأحبة من حيث الجملة أختم بمسألة مهمة وهي الفروق بين المتمتع وبين القارن والمفرد
الفرق الأول بين المفرد والقارن والمتمتع عند الإحرام

المحرم يقول لبيك حجا فقط والقارن لبيك حجا وعمرة والمتمتع يقول لبيك عمرة ثم فى اليوم الثمن يحرم من جديد ويقول لبيك حجة

الثاني : أن المتمتع والقارن عليهما هدي شاة يذبحها فى الحرم يأكل منها ويتصدق ويهدي لقوله عزوجل ( فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير) وإن أكلها كلها أو تصدق بها كلها أو أهداها كلها أجزأه ذلك مثل الأضحية تماما أما المفرد فليس عليه هدي وهذا يسميه العلماء هدي شكران لان القارن والمتمتع من الله عليهما بأداء نسكين فى سفرة واحدة فى وقت واحد فمن شكر الله عزوجل على هذه النعمة أوجب الله سبحانه وتعالى الهدي على كل منهما

الفرق الثالث: أن المفرد والقارن عليهما سعي واحد وطواف واحد أما المتمتع فعليه سعيان وطوافان
هذه أيضا من الفروق المهمة وقد أشرت إليها قبل قليل

الفرق الرابع : أن المفرد والقارن يلزمهم البقاء على إحرامهما حتى فعل إثنين من ثلاثة يوم العيد رمي جمرة العقبة ، الحلق أو التقصير ، الطواف والسعي فإن فعل إثنين من ثلاثة أحل التحلل الاول ولبس ثياب الإحرام أما المتمتع فإنه بعد أداء العمرة يحل من ثيابه ومن أحرامه حلا كاملا كما ذكرنا ثم يحرم فى اليوم الثامن من ذي الحجة

هذه صفة الحج بإختصار نسأل الله سبحانه وتعالى أن يفقهنا فى دينه وأن يعيننا على طاعته إنه على ذلك قدير

_________________
صفة الحج المبرور ..........الدكتور عبدالعزيز الفوزان G0ro5gصفة الحج المبرور ..........الدكتور عبدالعزيز الفوزان Ro5v
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صفة الحج المبرور ..........الدكتور عبدالعزيز الفوزان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عبدالملك بن عمر بن عبدالعزيز ....لمحة تاريخية
» المنشد المبدع خالد عبدالعزيز الملقب بدايم العز يصافح محبيه بنشيد حياتي احلى بالقران بمناسبة حلول شهر
» كل ماتريد عن الحج
» بث حي لمناسك الحج
» معاني حول الحج

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008) :: مناسبات إسلامية :: وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا 1431 هـ-
انتقل الى: