PLCMan Admin
عدد الرسائل : 12366 العمر : 55 العمل/الترفيه : Maintenance manager تاريخ التسجيل : 02/03/2008
| موضوع: من قصيدة :: شاعر في المزاد :: للشاعر فاروق جويده الخميس 28 أكتوبر 2010 - 23:39 | |
| من قصيدة :: شاعر في المزاد :: للشاعر فاروق جويده
ماذا تبيع الآن يا مسكين في هذا المزاد ؟ بين الفنادق والمصانع والمتاحف والمتاجر شيء جميل أن تضيء مزادكم أوراق شاعر في كل بيت من قصائده تغنـي الحب.. وانسابت مشاعر هو لم يكن يوما من الأيام دجالا.. ولم يحمل مباخر هو لم يمارس لعبة العهر المقـنع بالعفاف ولم يلوث وجهه دنس الصغائر هو لم يغير لونـه المنقوش من طين الحقـول ولم يحارب بالحناجر هو ماء هذا النهر.. حين يجيء مندفعا.. وفي شمم يكابر هو من شذي هذي الضفاف وكم تعذب في هواها قلب شاعر ماذا تبيع الآن في هذا المزاد ؟ هذا القلم أسكنته عيني.. وحلق في سماء النـيل أزمانـا طويله قد عاش يرسم كل يوم ضوء قنديل.. تناثر في خميله ولكل بيت كان يرسم للمدي وطنـا.. وقداسا.. ومئذنة جميله هذا القلم أسكنته عيني.. وهام علي ضفاف النيل عشقـا وارتوي بين الربوع كم كان يشرق بين أوراقي إذا انـطفأت شموس العمر.. واختنقت مع القهر الشـموع لم يعرف الإذلال يوما.. والخضوع بين الفنادق.. والمصانع.. والبيوت من يشـتري قلما تطارده خيوط العنكبوت؟ من يشتري قلما حزينـا داميا رفض التنطع والتدنـي والسكوت ؟ بين المزاد أراه في صمت.. يموت ماذا تبيع الآن في هذا المزاد ؟ من يشتري نظارتي ؟ منـها رأيت الكون أمجادا تحلق في سماء مدينتي ورأيت تاج الكبرياء.. يزين الوطن المهيب.. ويكتب التاريخ صحوة أمتي ورأيت بين سطورها وطنـا عنيدا صامدا كم كان يرفع في شموخ هامتي ورسمت فوق ربوعها أسراب طير لا تكف عن الغناء.. ولا تفارق شرفتي ألوانـها البيضاء كم رصدت مفارق رحـلتي.. فيها انتصار.. وانشطار وانكسار من سهام أحبتـي نظارتي.. ماذ تبقـي من هموم الرحلة ؟ صخب المزاد.. وأنـت.. والكهان.. والزمن الملوث من دماء براءتي
_________________ أبـوروان | |
|
PLCMan Admin
عدد الرسائل : 12366 العمر : 55 العمل/الترفيه : Maintenance manager تاريخ التسجيل : 02/03/2008
| موضوع: رد: من قصيدة :: شاعر في المزاد :: للشاعر فاروق جويده الجمعة 5 نوفمبر 2010 - 0:55 | |
|
مَاذا تبيعُ الآنَ فى هذا المزادْ ؟ منْ يشتـَرى ثوْبى القديمْ ؟ مَازلتُ اعرفُ أنهُ ثوبٌ قديمْ هُوَ يُشْبهُ النـِّيلَ القديمْ ويُشْبهُ الوطنَ القديمْ ويُشْبُه الحزنَ القديمْ سيقولُ بعضُ النـَّاس .. باعُوا شاعرًا يبدُو سَقيمَ الرّوح .. فِى جَسَدٍ سَقيمْ ويقولُ شعْرًا داميًا وكأنـَّه جُرْحٌ مقيمْ قدْ كانَ يوْمًا كاللآلِئ فى دُجَى اللــَّيل البَهيمْ والآنَ فى وَسَط المزادِ .. يطوفُ كالكهْـل العقيمْ مَازالَ يَمْضِى شَاحبًا تبْدُو عليهِ ملامِحُ الزَّمَن الدَّمِيمْ يَا سَيِّدى اتـْرُكْ لنا هذا العلمْ كلُّ الذى نرجُوهُ .. أنْ يَبقى لنا هذا العَلمْ اتركْ صلاحَ الدِّين والسَّيفَ المحنـَّط فوقَ أطلال الهَرَمْ واتركْ لنا شيْئـًا يذكرُنا بهذِى الأرْض بَعضَ نخيلهـِا بَعْضَ الخـُيُول .. ومَا تبقـَّى فى دمَانـَا من هِمَمْ اتركْ لنا خُوذاتنا الصفراءَ .. عل بريقهَا يَومًا يُضىءُ مقابر الشـُّهدَاءِ .. تنبتُ منْ بقاياهُمْ ذراع ٌ .. أو قدَمْ ويثورُ فى صَمْتِ الرّمَال .. صَهيلُ أوْردة ٍ.. وأكفان ٍ.. ودمْ ويُطل ُّمن أعمَاق هذا الليل ِ وجْهٌ غاضبٌ وبَكلِّ سَطـْر فى مَلامِحِه ألمْ سَيَقومُ منْ صمْتِ الترَابِ ويرفعُ الأيْدِى التى سكنتْ وَيُمسكُ فى أصَابعهِ قلمْ وَيَعودُ يكتبُ منْ جَديدٍ فوْقَ جُدْران ِالهرمْ (اقرأ وربُّكَ الأكرمُ (3) الذِى علمَ بالقلـَم (4) علمَ الإنسانَ ما لمْ يَعْـلمْ) أنتمْ ـ وَرَبِّ النـَّاس ـ مِنْ خَيْر الأمَمْ أنتمْ ـ وَرَبِّ النـَّاس ـ مِنْ خَيْر الأمَمْ
_________________ أبـوروان | |
|