aliali مقدم
عدد الرسائل : 300 تاريخ التسجيل : 17/04/2008
| موضوع: قصيدة (( كلُّ حيٍّ على المنية غادي )) لأمير الشعراء أحمد شوقي الأربعاء 18 أغسطس 2010 - 14:08 | |
| قصيدة (( كلُّ حيٍّ على المنية غادي )) لأمير الشعراء أحمد شوقي
كلُّ حيٍّ على المنية غادي ======= تتوالى الركابُ والموتُ حادي ذهب الأوّلونَ قرناً فقرناً ======= لم يدمْ حاضرٌ، ولم يبقَ بادي هل ترى منهُمُ وتَسمعُ عنهم ======= غيرَ باقي مآثرٍ وأيادي؟ كُرَة ُ الأَرضِ كم رَمَتْ صَوْلجَانا ======= وطوَتْ من ملاعبٍ وجِياد والغبارُ الذي على صفحتيها ======= دورانُ الرحى على الأجساد كلُّ قبر من جانب القفرِ يبدو ======= علمَ الحقِّ، أو منارَ المعاد وزِمامُ الرِّكابِ من كلِّ فَجٍّ ======= ومَحَطُّ الرِّحالِ من كل وادي تطلع الشمسُ حيث تطلع نَضْخاً ======= وتنحَّى كمنجل الحصّاد تلك حمراءُ في السماءِ، وهذا ======= أَعوجُ النَّصْلِ مِنْ مِراس الجِلاد ليت شعري تعمَّداً وأصرّا ======= أَم أَعانا جناية الميلاد أَجَلٌ لا يَنامُ بالمِرْصاد ======= قَدَرٌ رائحٌ بما شاءَ غادي يا حماماً ترنمتْ مسعداتٍ ======= وبها فاقة ٌ إلى الإسعاد ضاق عن ثكلها البكا، فتغنَّتْ ======= رُبَّ ثُكْلٍ سَمِعْتَه من شادي الأناة َ الأناة َ، كلُّ أليفٍ سابقُ ======= الإلف، أو ملاقي انفراد هل رجعتنَّ في الحياة لفهمٍ؟ ======= إن فهمَ الأُمورِ نِصفُ السَّداد سَقمٌ من سلامة ٍ، وعزاءٌ ======= من هناءٍ ، وفرقة ٌ من وداد يجتنى َ شهدها على إبرِ النح ======= لِ ، ويُمشى َ لوردها في القتاد وعلى نائمٍ وسَهْرانَ فيها ======= أجلٌ لا ينامُ بالمرصار لبدٌ صاده الردى ، وأظنّ النسْ ======= ـرَ من سَهمِهِ على ميعاد ساقة َ النعشِ بالرئيس ، رويداً ======= موكبُ الموتِ موضعُ الإتئاد كلُّ أَعوادِ منبر وسريرٍ ======= باطلٌ غيرَ هذه الأَعواد تستريح المطِيُّ يوماً، وهذي ======= تنقلُ العالمين من عهد عادِ لا وراءَ الجيادِ زيدتْ جلالاً ======= منذ كانت ولا على الأَجياد أَسأَلتم حَقِيبة َ الموتِ: ماذا ======= تحتها من ذخيرة ٍ وعتاد إنّ في طيِّها إمامَ صفوفٍ ======= وحواريَّ نية ٍ واعتقاد لو تركتم لها الزِّمامَ لجاءَت ======= وحدَها بالشهيد دارَ الرشاد انظروا ، هل ترونَ في الجمع مصراً ======= حاسراً قد تجلتْ بسواد تاجُ أحرارها غلاماً وكهلاً ======= راعَها أَن تراه في الأَصفاد وسدوه الترابَ نضوَ سفارٍ ======= في سبيلِ الحقوقِ نِضْوَ سُهاد واركزوه إلى القيامة رمحاً ======= كان للحَشْدِ، والنَّدَى ، والطِّراد وأَقرُّوه في الصفائح عَضْباً ======= لم يدنْ بالقرار في الأغماد نازحَ الدارِ ، أقصرَ اليومَ بينٌ ======= وانتهتْ محنة ٌ ، وكفتْ عوادي وكفى الموتُ ما تخاف وترجو ======= وشَفَى من أصادقٍ وأَعادي من دنا أو نأى فإنّ المنايا ======= غاية ُ القربِ أو قصارى البعاد سرْ معَ العمرِ حيثُ شئتَ تؤوبا ======= وافقد العمر لا تؤبْ من رقاد ذلك الحقُّ لا الذي زعموه ======= في قديمٍ من الحديث مُعاد وجرى لفظُه على ألسُنِ النا ======= سِ ، ومعناه في صدور الصِّعاد يتحلَّى به القويُّ ولكنْ ======= كتحلِّي القتالِ باسم الجهاد هل ترى كالترابِ أَحسنَ عدلاً ======= وقياماً على حقوق العباد نزل الأقوياءُ فيه على الضَّعْ ======= فى ، وحلَّ الملوكُ بالزُّهَّاد صفحاتٌ نقية ٌ كقلوب الرُّسْ ======= لِ ، مغسولة ٌ من الأحقاد قُمْ إنِ اسْطَعْتَ من سريرك، وانظر ======= سِرَّ ذاك اللواءِ والأجناد هل تراهم وأنتَ موفٍ عليهم ======= غيرَ بنيانِ ألفة ٍ واتّحاد أُمة ٌ هُيِّئَتْ وقومٌ لخير الدّهْـ ======= ـرِ أَو شرِّه على استعداد مصرُ تبكي عليك في كل خِدْرٍ ======= وتصوغُ الرثاءَ في كل نادي لو تأمّلتها لراعك منها ======= عرَّة البرِّ في سوادِ الحداد منتهى ما به البلادُ تعزَّى ======= رجُلٌ مات في سبيل البلاد أمّهاتٌ لا تحمل الثكلَ إلا ======= للنجيب الجريءِ في الأَولاد كفريدٍ، وأَين ثاني فريدٍ؟ ======= أيُّ ثانٍ لواحدِ الآحاد؟ الرئيسِ الجوادِ فيما علمنا ======= وبَلوْنا وابنِ الرئيسِ الجواد؟ أكلتْ مالهُ الحقوقُ ، وأبلى ======= جِسمَهُ عائدٌ من الهمِّ عادِي لك في ذلك الضنى رقَّوُ الرو ======= ح، وخَفْقُ الفؤادِ في العُوَّاد علَّة ٌ لم تصلْ فراشك حتى ======= وطئتْ في القلوب والأكباد صادفَتْ قُرْحة ً يُلائمها الصبـ ======= ـرُ، وتأْبَى عليه غيرَ الفساد وعَدَ الدهرُ أَن يكون ضِماداً ======= لك فيها، فكان شرَّ ضِماد وإذا الرُّوح لم تنفِّسْ عن الجس ======= م فبقراطُ نافخٌ في رماد
| |
|