أريد أن أبدا حياة جديدة كلها إيمان, تقوى, عفة, أخلاق، مبادئ. بماذا تنصحوني؟
لأني بكل صراحة أشعر بالملل من هذه الحياة، لذلك أعتقد أنه يجب عليّ أن أغير حياتي؛ حتى أشعر بالسعادة الحقيقية. إن شاء الله.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأحمد الله عز وجل أن هداك ووفقك فأدركت أن السعادة الحقيقية موقوفة على الارتباط بالله عز وجل، وحسن الثقة به سبحانه. وحتى تصلي إلى ذلك أنصحك بأمور:
1- أكثري من دعاء الله عز وجل وبإلحاح، واسأليه أن يثبتك، ويستعملك في طاعته، ويوفقك لكل خير، ويحبب إليك الإيمان ويزينه في قلبك، ويبغض إليك الكفر والفسوق والعصيان..إلخ.
2- اعلمي أنكِ إن تصدقي الله يصدقكِ، ولهذا عليك أن تجتنبي المعاصي التي كنت تفعلينها، وتبتعدي عن الذنوب صغيرها وكبيرها، فمن القواعد المهمة: (التخلية قبل التحلية). أي أنك لابد أن تتخلي عن الذنوب. لأن ارتكاب الذنوب سيحول بينك وبين ما تودين فعله من طاعات.. فالذنب يقسي القلب ويحرم الرزق..
وسواء كانت تلك المعاصي متصلة بالقلب أو باللسان أو بالجوارح، فمن الذنوب المتصلة بالقلب: (الرياء، السمعة، العجب، الغرور، الكبر، الحقد، والحسد، القنوط، الغفلة...ومن الذنوب المتصلة باللسان: (الكذب، الغيبة، النميمة، إفشاء الأسرار، السّب والشتم، قول الزور، قول الكلام الباطل بشكل عام...).
ومن الذنوب المتصلة بالجوارح: (النظر للمحرمات، سواء على الشاشات أو في الأسواق أو قراءة ما لا ينبغي.. ومنها التفريط بالعبادات، وأهمها الصلاة التي تجتمع فيها عبودية القلب واللسان والجوارح...إلخ.
3- ثم عليك أن تتحلي بكل ما يقربك إلى الله –عز وجل- من قول وفعل، من الأمور التي يحبها الله ويرضاها، سواء كانت في العبادات أم المعاملات، الواجبة منها والمستحبة، وأهم ما ينبغي الحفاظ عليه الصلاة على أول وقتها بخشوعها وأركانها وواجباتها، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
كما عليك بالحرص على السنن الرواتب، صلاة الوتر، وكثرة ذكر الله عز وجل، ولزوم الاستغفار وتلاوة القرآن وتدبره وحفظه، فالقلب العامر بذكر الله لا يدخله الشيطان.
4- لابد لك من إشغال وقتك بما يعود عليك بالنفع، فالنفس إن لم تشغليها بالخير شغلتكِ بالشرَّ، ومما يشغل به الوقت –إضافة للعبادات والذكر-: (الانضمام لدار تحفيظ القرآن الكريم) متابعة البرامج النافعة كبرامج إذاعة القرآن الكريم، وقناة المجد العلمية خاصّة – الاهتمام بطلب العلم الشَّرعي، وقراءة ما ينفع من كتب أهل العلم، والبدء بتفسير القرآن العظيم؛ لكونه خير معين على تدبر القرآن، ولذلك قراءة الأحاديث الصحاح الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم من مختصر صحيح البخاري.
- إضافة لقراءة كتب ابن القيم من مثل: إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان/ الداء والدواء/ حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح/ الوابل الطيب في صحيح الكلم الطيب... إلى غير ذلك من كتب أهل العلم النافعة.
5- أوصيك بالحرص على الانضمام لصحبة صالحة؛ فهي خير عون لك بعد الله.
وأخيراً: نصيحتي لأختي الغالية أن تحسني الظن بالله تعالى، وألا تتساهلي بالمعاصي، وأن تدركي أن طلبك للعلم الشرعي خير عون لك على ما تريدين بعد عون الله وتوفيقه.
أسأل الله أن يوفقك لكلِّ خير، ويثبتك في الحياة الدنيا وفي الآخرة .
عبد الله بن عبد الرحمن العيادة
عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القصيم
نقله أبو عبد الله