في أول ظهور له بعد خمسة أشهر كاملة, يخوض المنتخب الوطني لكرة القدم في التاسعة والنصف مساء اليوم مباراة ودية دولية أمام نظيره منتخب الكونغو الديمقراطية باستاد القاهرة بهدف الاطمئنان علي لاعبيه قبل اللعب مع سيراليون بداية الشهر المقبل في أولي مبارياته بالتصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس الأمم2012.
يدير المباراة طاقم تحكيم كيني بقيادة أماوي كاليب, وتحمل في مضمونها الكثير من الأهداف التي يبحث الجهاز الفني عن تحقيق نسبة كبيرة منها, حيث يأمل في الاطمئنان علي الهيكل الأساسي للفريق بدنيا, وكذلك مدي نجاحهم في تنفيذ أفكاره فنيا, بينما يتعلق بطريقة اللعب وأسلوب الأداء, ولاسيما أن هذه التجارب تكون مفيدة في مثل هذه النواحي بعيدا عن النتيجة.
ومن هذا المنطلق, تتجه نية حسن شحاتة المديرالفني إلي البدء بتشكيل يضم العناصر الأساسية مثل عصام الحضري في حراسة المرمي, وأمامه الرباعي سيد معوض يسارا ومحمود فتح الله ووائل جمعة وأحمد المحمدي يمينا, وفي الوسط أحمد فتحي وحسام غالي ومحمد أبوتريكة وأحمد حسن, ولكن تتبقي أمامه المفاضلة بمن سيختار في مركز الهجوم, وهذا ما يحسمه اليوم مع رفاقه من أعضاء الجهاز الفني, حيث إن عدم مشاركة عمرو زكي أصبحت مؤكدة بشكل كبير, وهذا ما دفع إلي التفكير في الدفع بأحمد عيد عبدالملك ومعه أحمد حسن مكي, باعتبار أن الأخير مهاجم جيد ويحتاج إلي فرصة حقيقية لتجربته في إطار مرحلة التجديد الذي يخطط لها شحاتة, ولاسيما أنه يري أن اللاعب محمد ناجي جدو له خاصية معينة مع المنتخب يستفيد بها شحاتة في توقيت معين وفي مكان يري أنه هو الأنسب لوجوده في منطقة الوسط المهاجم وليس كمهاجم صريح, كما أن أحمد عيد يمر بحالة من الجاهزية الكاملة حاليا من خلال مشاركته مع حرس الحدود في4 مباريات قبل بدء معسكر المنتخب, وعملا بمبدأ أن منح الفرصة للعناصر الجديدة لابد ألا يأتي من البداية ولكن تدريجيا خلال المباراة حتي يتأقلموا بشكل صحيح مع الفريق, وكلها حوارات ومناقشات وآراء تدور داخل أروقة معسكر المنتخب ولن يحسمها سوي شحاتة نفسه اليوم.. وقد يفاجئ المدير الفني الجميع بشيء ما, ولكن مهما يكن من يختار فهو حقه وهي تجربته, وعلينا أن نشاهد.. ونري!!
أما فيما يتعلق بطريقة اللعب التي سيفرضها التشكيل المتوقع, فإنها تتجه إلي طريقة4 ـ2 ـ3 ـ1, حيث إن رباعي الدفاع لا خلاف علي بدايته للقاء, وثنائي الوسط الدفاعي أحمد فتحي وحسام غالي يحجزان مكانهما وسيكون أمامهما ثلاثي وسط مهاجم هم أحمد حسن ومحمد أبوتريكة وأحمد عيد عبدالملك, والأقرب ليكون مهاجما صريحا وحيدا هو أحمد حسن مكي.
وتأتي هذه الطريقة في ظل رغبة شحاتة لتأمين وسط الملعب حتي يكون شكل المنتخب الوطني جيدا في البداية, لاسيما أن أحمد حسن سيلعب دورا محوريا بالانضمام لغالي وفتحي أحيانا واستخدام هواياته الهجومية مع أبوتريكة وعبدالملك في أحيان أكثر, وجاء هذا التصور لدي الجهاز الفني من خلال معرفتهم السابقة بمنتخب الكونغو الديمقراطية الذي يمتلك لاعبين أصحاب مهارات جيدة ومستوي عال في الوسط, خاصة اللاعبين تيكو وزولا, إلي جانب خطورة شعبان نوندا ولومانا لوالوا في الهجوم, وهو فريق ليس جديدا علي شحاتة وجهازه الفني, حيث كان ضمن مجموعة مصر في التصفيات الأولي بكأس العالم الأخيرة, والنهاية بينهما في كينشاسا كانت بمباراة صعبة حسمت بهدف لأبوتريكة صعد بمنتخب مصر إلي الدور الثاني والأخير من تلك التصفيات.
وبلاشك فإن الجميع ينتظر اليوم مشاهدة منتخب مصر وأدائه في هذه التجربة الودية قبل بدء المباريات الرسمية, وقد تكون هناك سلبيات, وهذا أمر طبيعي وهو المستهدف من مثل هذه التجارب من أجل إصلاح السلبيات بعدها والتعلم من دروسها, وفي الوقت نفسه, يجب عدم التركيز علي الإيجابيات بالتغني بها, فالأهم الحفاظ عليها.. والمشاهدة تغني عن الكلام!!