حكم من لم يصلي التراويح في رمضان
صلاة التراويح سنة ، والسنة يُثاب فاعلها ولا يُعاقب تاركها. ثبت في الصحيحين من حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى في المسجد ذات ليلة فصلّى بصلاته ناس ، ثم صلى من القابلة فكثُر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة ، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبح قال : قد رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم . قال وذلك في رمضان . وفي رواية للشيخين : أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم خـرج من جـوف الليل فصلى في المسجـد فصلى رجال بصلاته ، فأصبح الناس يتحدثون بذلك ، فاجتمع أكثر منهم ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليلة الثانية فصلوا بصلاته ، فأصبح الناس يذكرون ذلك فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة ، فخرج فصلوا بصلاته ، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفق رجال منهم يقولون الصلاة ، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج لصلاة الفجر ، فلما قضى الفجر أقبل على الناس ، ثم تشهد ، فقال : أما بعد : فإنه لم يخفَ علي شأنكم الليلة ، ولكني خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل ، فتعجزوا عنها . وهذا مِنْ رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته ، فهو صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين رؤوف رحيم كما وَصَفَه ربُّه بذلك . ولكن ينبغي عدم تركها لما في أداءها من الخير العظيم والأجر الجزيل .
قال القحطاني رحمه الله :
إن التراوح راحـــة في ليلـه ،،، ونشاط كل عويجز كسلان
والله ما جعل التراوح منكرا ،،، إلا المجوس وشيعة الصلبان
دليل الحـــــكم
قيام رمضان في جماعة مشروع سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يداوم عليه خشية أن يفرض، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلى فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصٌلِّي بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عَجَزَ المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال: أما بعد فإنه لم يخف عليِّ مكانكم، ولكني خشيتٌ أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك" ، ولما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأٌمن فرضها أحيا هذه السنة عمر رضي الله عنه، فقد خرج البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال: "خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلةً في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرَّهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أٌبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم ، قال عمر: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون ـ يريد آخر الليل ـ وكان الناس يقومون أوله ، قلت: مراد عمر بالبدعة هنا البدعة اللغوية، وإلا فهي سنة سنها الرسول صلى الله عليه وسلم وأحياها عمر الذي أٌمرنا بالتمسك بسنته: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ" الحديث. وعن عروة بن الزبير أن عمر رضي الله عنه جمع الناس على قيام شهر رمضان، الرجال على أبي بن كعب ، والنساء على سليمان بن أبي حثمة ، وروي أن الذي كان يصلي بالنساء تميم الداري رضي الله عنه. وعن عرفجة الثقفي قال: "كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يأمر الناس بقيام رمضان ويجعل للرجال إماماً و للنساء، فكنت أنا إمام النساء وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة ورحم الله الإمام القحطاني المالكي حيث قال:صلى النبي به ثلاثاً رغبة وروى الجماعة أنها ثنتان .
فضــــــــــــــلها
لقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحض على قيام رمضان ورغب فهي ولم يعزم، وما فتئ السلف الصالح يحافظون عليها، فعلى جميع المسلمين أن يحيوا سنة نبيهم وألا يتهاونوا فيها ولا يتشاغلوا عنها بما لا فائدة منه، فقد قرن صلى الله عليه وسلم بين الصيام والقيام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قـال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرمضان من قامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وفي رواية في الصحيح كذلك عنه: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وزاد النسائي في رواية له: وما تأخر" كما قال الحافظ في الفتح قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (ظاهره يتناول الصغائر والكبائر، وبه جزم ابن المنذر. وقال النووي : المعروف أنه يختص بالصغائر، وبه جزم إمام الحرمين وعزاه عياض لأهل السنة ، قال بعضهم : ويجوز أن يخفف من الكبائر إذا لم يصادف صغيرة ، إلى أن قال: وقد ورد في غفران ما تقدم وما تأخر من الذنوب عدة أحاديث جمعتها في كتاب مفرد، وقد استشكلت هذه الزيادة من حيث أن المغفرة تستدعي سبق شيء يغفر والمتأخر من الذنوب لم يأت فكيف يغفر؟ والجواب عن ذلك يأتي في قوله صلى الله عليه وسلم حكاية عن الله عز وجل أنه قال في أهل بدر: "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"، ومحصل الجواب: أنه قيل إنه كناية عن حفظهم من الكبائر فلا تقع منهم كبيرة بعد ذلك. وقيل إن معناه أن ذنوبهم تقع مغفورة) فعليك أخي الكريم ألا يفوتك هذا الفضل، فما لا يدرك كله لا يترك جله، فصل ما تيسر لك إن لم تتمكن من إتمامها مع الإمام. واحذر أشد الحذر السمعة والرياء، فيها وفي غيرها من الأعمال، فهما مبطلان للأعمال مفسدان لثوابها.
وقتـــــــــــها
من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر. وفعلها في آخر الليل أفضل من فعلها في أوله لمن تيسر لهم، واتفقوا عليه ، لقول عمـر رضي الله عنه: "والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون".
عــدد ركــعاتها
أفضل القيام في رمضان وغيره إحدى عشرة ركعة، وهو ما واظب عليه صلى الله عليه وسلم، كما صح عن عائشة رضي الله عنها وقد سئلت: كيف كانت صلاته صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره عن إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً ، وإن كان الأمر فيه سعة، وقد أحصى الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح الأقوال في ذلك مع ذكر الأدلة، وهي:
1- إحدى عشرة ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
2- ثلاث عشرة ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
3- إحدى وعشرون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
4- ثلاث وعشرون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
5- تسع وثلاثون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
6- إحدى وأربعون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
7- تسع وأربعون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
لم يصح حديث عن النبي صلى الله عليه و سلم في عدد ركعات صلاة التراويح إلا حديث عائشة: "أحد عشرة ركعة"، وما روي عن ابن عباس رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان عشرين ركعة والوتر" فإسناده ضعيف كما قال الحافظ ابن حجر : و الأعداد الأخرى سوى الإحدى عشرة أُثرت عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، والقاعدة عندهم في ذلك أنهم كانوا إذا أطالوا القراءة قللوا عدد الركعات وإذا أخفوا القراءة زادوا في عدد الركعات. ولله در الشافعي ما أفقهه حيث قال، كما روى عنه الزعفراني: (رأيت الناس يقومون بالمدية بتسع وثلاثين، وبمكة بثلاث وعشرين، وليس في شيء من ذلك ضيق). وقال أيضاً: (إن أطالوا القيام وأقلوا السجود فحسن وإن أكثروا السجود وأخفوا القراءة فحسن، والأول أحب إلي).
والخلاصة أن أصح وأفضل شيء أن يقام رمضان بإحدى عشرة ركعة مع إطالة القراءة ، ولا حرج على من قام بأكثر من ذلك. واحذروا أيها الأئمة من التخفيف المخل، بأن تقرأوا في الأولى مثلاً بعد الفاتحة بآية نحو "مدهامتان" أو بقصار السور من الزلزلة وما بعدها، وفي الثانية دائماً بالإخلاص، فهذا تخفيف مخل، هذا مع عدم الاطمئنان في الركوع والسجود، والمسابقة حيث يصبح من التجاوز إطلاق القيام على من يفعل ذلك. وحذار أيها المأموم أن تحتج على إمامك إذا حول أن يطيل في ظنك بقوله صلى الله عليه وسلم: "من أم الناس فليخفف"، فهذا استدلال مع الفارق والفارق الكبير، حيث قال صلى الله عليه وسلم ذلك لمعاذ عندما قرأ في الركعة الأولى في صلاة العشاء بالبقرة كلها، وفي الثانية بما يناصف البقرة، فأين هذا مما يفعله الأئمة اليوم؟!
ما يــــقرأ فيـــــها
لم تحد القراءة فيها بحد، وكان السلف الصالح يطيلون فيها واستحب أهل العلم أن يختم القرآن في قيام رمضان ليسمع الناس كل القرآن في شهر القرآن، و كره البعض الزيادة على ذلك إلا إذا تواطأ جماعة على ذلك فلا بأس به. فقد روى مالك في الموطأ عن عبد الرحمن الأعرج أنه قال : سمعت أبي يقول : كنا ننصرف في رمضان من القيام فنستعجل الخدم بالسحور مخافة الفجر .
وروى مالك أيضاً عن السائب بن يزيد قال: أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب وتميماً الداري أن يقوما للناس وكان القارئ يقرأ بالمائتين حتى كنا نعتمد على العصا من طول القيام، وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر. وروى البيهقي بإسناده عن أبي عثمان الهندي قال: دعا عمر بن الخطاب بثلاثة قراء فاستقرأهم فأمر أسرعهم قراءة أن يقرأ للناس ثلاثين آية، وأمر أوسطهم أن يقرأ خمساً وعشرين آية، وأمر أبطأهم أن يقرأ عشرين آية ، وقال ابن قدامة: قال أحمد: يقرأ بالقوم في شهر رمضان ما يخف على الناس، ولا يشق عليهم، ولا سيما في الليالي القصار و الأمر على ما يحتمله الناس، وقال القاضي ـ أبو يعلى ـ: (لا يستحب النقصان عن ختمة في الشهر ليسمع الناس جميع القرآن ولا يزيد على ختمة، كراهية المشقة على من خلفه والتقدير بحال الناس أولى) وقال ابن عبد البر: (والقراءة في قيام شهر رمضان بعشر من الآيات الطوال، ويزيد في الآيات القصار ، ويقرأ السور على نسق المصحف) .
أيهما أفضل للمرء، أن يصلي القيام في جماعة أم في بيته ؟
إذا أقيمت صلاة التراويح في جماعة في المساجد ، فقد ذهب أهل العلم في ذلك مذاهب:
1- القيام مع الناس أفضل، وهذا مذهب الجمهور، لفعل عمر رضي الله عنه، ولحرص المسلمين على ذلك طول العصور.
2- القيام في البيوت أفضل، وهو رواية عن مالك وأبي يوسف وبعض الشافعية، لقوله صلى الله عليه وسلم :" أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة .
3- المسألة تختلف باختلاف الأشخاص، فمن كان حافظاً للقرآن ذا همة على القيم منفرداً ولا تختل الصلاة في المسجد بتخلفه فصلاته في الجماعة والبيت سواء، أما إذا اختل شرط من هذه الشروط فصلاته مع الجماعة أفضل.
أجر من صلى مع الإمام حتى ينصرف في رمضان
ليس هناك حد لعدد ركعات القيام في رمضان، فللمرء أن يقيمه بما شاء، سواء كانت صلاته في جماعة أو في بيته ، ولكن يستحب لمن يصلي مع جماعة المسلمين أن ينصرف مع الإمام ويوتر معه، لحديث أبي ذر يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم: "إن القوم إذا صلوا مع الإمام حتى ينصرف كتب لهم قيام تلك الليلة ، أبو داود رحمه الله: سمعت أحمد يقول: يعجبني أن يصلي مع الإمام ويوتر معه، قال: وكان أحمد يقوم مع الناس ويوتر معهم .
من فاتته العشاء
إذا دخل الإنسان المسجد ووجد الناس قد فرغوا من صلاة العشاء وشرعوا في القيام، صلى العشاء أولاً منفرداً أومع جماعة وله أن يدخل مع الإمام بنية العشاء فإذا سلم الإمام قام وأتم صلاته، واختلاف لا يؤثر، لصنيع معاذ وأقره الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كان يصلي العشاء مع الرسول صلى الله عليه وسلم ويأتي فيصلي بأهل قباء العشاء حيث تكون له هذه الصلاة نافلة، وليس له أن يشرع في التراويح وهو لم يصل العشاء.
القنوت في قيام رمضان
ذهب أهل العلم في القنوت في الوتر مذاهب هي :
1- يستحب أن يقنت في كل رمضان، وهو مذهب عدد من الصحابة وبه قال مالك ووجه للشافعية.
2- يستحب أن يقنت في النصف الآخر من رمضان،المشهور من مذهب الشافعي.
3- لا قنوت في الوتر، لا في رمضان ولا في غيره.
4- عدم المداومة على ذلك، بحيث يقنت ويترك.
5- عند النوازل وغيرها، متفق عليه. قال ابن القيم رحمه الله: ولم يصح عن النبي صلى الله عليه و سلم في قنوت الوتر قبل ـ أي الركوع ـ أو بعده شيء. وقال الخلال: أخبرني محمد بن يحيى الكحال أنه قال لأبي عبد الله في القنوت في الوتر؟ فقال: ليس يروى فيه عن النبي صلى الله عليه و سلم شيء ، ولكن كان عمر يقنت من السنة إلى السنة. إلى أن قال: والقنوت في الوتر محفوظ عن عمر وابن مسعود والرواية عنهم أصح من القنوت في الفجر، والرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم في قنوت الفجر أصح من الرواية في قنوت الوتر، والله أعلم) .
صيغة القنوت في رمضان
أصح ما ورد في القنوت في الوتر ما رواه أهل السنن عن الحسن قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر: "اللهم أهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت". وروي عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك".
الجهر بالقنوت ورفع الأيدي فيه
وله أن يقنت بما شاء من الأدعية المأثورة وغيرها وأن يجهر ويؤمن من خلفه وأن يرفع يديه ، لكن ينبغي أن يحذر التطويل والسجع والتفصيل وعليه أن يكتفي بالدعوات الجامعة لخيري الدنيا والآخرة، وليحذر الاعتداء في الدعاء.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وفقنا الله وإياكم للصيام والقيام، وجعلنا وإياكم من عتقاء هذا الشهر ، ونسأل الله أن يمكن فيه للإسلام والمسلمين وأن يذل فيه الكفر والكافرين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
العشرون : وقفات مع صلاة التراويح
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد:
فهذه بعض الملاحظات التي نقع فيها جهلاً أو نسياناً .. أحببت التنبيه عليها نصحاً لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين عامتهم وخاصتهم .. والله المستعان .
الوقفة الأولى : مع الأئمة وفقهم الله فمن تلك الملاحظات :
1- السرعة في القراءة والصلاة ، والإخلال بشيء من الركوع والسجود والطمأنينة والخشوع .
2- الاعتداء في الدعاء والإطالة فيه .. فاحرص أخي أن تدعو بالصحيح المأثور والجوامع من الدعاء لتنال أجر الدعاء والمتابعة ، وتسلم من الزلل والمخالفة ، علماً بأنه لم يكن من هديه عليه الصلاة والسلام المداومة على القنوت.
3- اعتقاد وجوب ختم القرآن ، ولهذا تحصل السرعة في القراءة لدرجة الإخلال بها.
4- أحث الأئمة على السنة في القيام ، وذلك بصلاتها إحدى عشر ركعة أو ثلاثة عشر ركعة مع إحسانها وإطالتها دون مشقة.
5- وكذلك لا ينسوا تذكير الناس ونصحهم وإرشادهم بعد الصلاة ما بين الوقت والآخر .. أو بين الآذان والإقامة فرمضان ولياليه فرصة للدعوة والنصح.
الوقفة الثانية : مع الناس حفظهم الله .. فمن ذلك.
1- الإكثار والمبالغة في تتبع المساجد .. والتنقل طلباً للصوت فقط ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( ليصل أحدكم في المسجد الذي يليه ، ولا يتبع المساجد ) رواه الطبراني – صحيح الجامع ... وقد نهى السلف عن ذلك لما فيه من هجر بعض المساجد .. والتأخر عن تكبيرة الإحرام ، وما قد يحصل من عشق الأصوات ... وغيره ، ولكن لا حرج في أن يلتزم المصلي بمسجد ولو كان غير مسجده ويستمر معه إلى نهاية رمضان إن وجد ذلك أدعى لحصول الخشوع وتدبر القراءة.
2- الصراخ والعويل عند البكاء .. أو رفع الصوت والتكلف في البكاء .. وليس هذا من هدي السلف رضي الله عنهم .. بل إن قدوتنا صلى الله عليه وسلم إذا بكى سمع له أزيز كأزيز المرجل فحسب .. فالتكلف منهي عنه ، وهو مدعاة للرياء وفيه إزعاج للمصلين إلا من غلبه ذلك فهو معذور .. ولكن عليه مجاهدة نفسه ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
3- التأثر من كلام البشروعدم التأثر من كلام رب البشر، وذلك بالبكاء من الدعاء فقط وأما القرآن فلا والله تعالى يقول (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله
4- البعض ينتظر الإمام حتى يركع وينشغل بالكلام فإذا ركع دخل معه في الصلاة ، ويكثر هذا في الحرم – وهذا العمل فيه ترك لمتابعة الإمام وتفويت تكبيرة الإحرام وقراءة الفاتحة .. فلا يليق بك - أخي الحبيب – فعله.
5- النظر في المصحف داخل الصلاة حال قراءة الإمام ، وهذا يكثر في الحرم ، وفي هذا العمل مساوئ فمنها كثرة الحركة باليدين والبصر ، ومنها ترك سنة القبض ، ووضع اليدين على الصدر ، ومنها ترك النظر إلى موضع السجود .... الخ.
6- اكتفاء البعض بأربع أو ست ركعات مع الإمام ثم ينصرف إلى دنياه وفي هذا فوات لأجر عظيم ، قال عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم : (من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة) رواه أهل السنن وهو صحيح.
7- الإكثار من الأكل عند الإفطار فيأتي المصلي للصلاة وهو متخم بالطعام فلا يستطيع إكمالها ، أو تجده يضايق المصلين بالجشاء.
الوقفة الثالثة : مع النساء حرسهن الله .. فمن ذلك :
1- الحضور إلى المسجد وهي متبخرة متعطرة وفي هذا مخالفة عظيمة لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية ) (رواه أحمد والترمذي وقال : حسن صحيح) ، فكيف بمن تذهب للسوق وهي كذلك.
2- عدم التستر الكامل وإظهار شيء من الجسم ، والواجب عليها ستر جميع جسدها ، وأن لا يكون حجابها شفافاً ولا ضيقاً بل واسعاً ساتراً فضفاضاً ، وأن لا تظهر شيئاً من زينتها وليس هذا كبتاً وحبساً لها وإنما احتراماً وصيانة وحماية لها.
3- الحضور إلى المسجد مع السائق الأجنبي بمفردها .. فترتكب بذلك مخالفة شرعية من أجل الحصول على أمر مباح أو مستحب لها ، وهذا خطأ.
4- تركها لأولادها عند المعاصي من مشاهدة الأفلام وسماع أغاني ونحوها .. أو مصاحبة الفساق والله يقول : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) فبقاؤها في هذه الحالة في بيتها أوجب للمحافظة عليهم.
5- إحضار الأطفال المزعجين وإشغال المصلين بذلك والتشويش عليهم.
6- الاشتغال بعد الصلاة بالقيل والقال والكلام في الناس وارتفاع الأصوات بذلك حتى يسمعهن الرجال بدلاً من قول سبحان الملك القدوس (ثلاثاُ) والذكر والاستغفار !! والسنة أن ينصرفن مباشرة بعد فراغ الإمام ولا يتأخرن إلا لعذر ، والرجال يبقون قليلاً حتى ينصرفن أو ينتظرون قليلاً حتى يخرج الرجال ، فلا يكون الخروج في وقت واحد خاصة إذا كانت الأبواب متقاربة فيحصل الزحام والاختلاط على الأبواب.
7- الانتقال من خير البقاع وأحبها إلى الله – وهي المساجد – إلى شرها وابغضها إلى الله وهي الأسواق لغير حاجة ماسة.
8- عدم التراص في الصفوف ، ووجود الفرجات ، والخلل فيها.
9- تركها الاجتهاد في الطاعة والذكر إذا جاءتها الدورة أو العادة الشهرية فهناك أنواع كثيرة من العمل الصالح كالدعاء والاستغفار والتسبيح والصدقة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
الوقفة الرابعة : وهي لكل مسلم ومسلمة.
اتقوا الله في صيامكم وقيامكم ودعائكم .. ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها ، تصومون النهار وتقومون الليل وتبكون مع الإمام ثم تذهبون بعد ذلك تضيعون أجوركم ، فالعين التي كانت تدمع تنظرون بها إلى الحرام من أفلام متبرجة ومختلطة ، والأذن التي تأثرت بما سمعت تسمعون فيها الغناء واللغو ، واللسان الذي كان يوَّمِن على الدعاء تطلقونه في الغيبة والنميمة والكذب والسخرية والقيل والقال والسباب والشتائم ، وغير ذلك من آفات اللسان ، والقلب الذي خشع وسكن في القراءة هو نفسه يحمل الحقد والغل والكراهية للمسلمين ، فلا يصح هذا منا أبدا وتذكروا أنه ؛ ( رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ) (رواه أحمد وهو صحيح) وقوله عليه الصلاة والسلام : (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)(رواه البخاري). ولا تكن ممن إذا خلى بمحارم الله انتهكها ، فهذا أمر عقوبته وخيمة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون بحسنات مثل جبال تهامة بيضاء ، فيجعلها الله هباء منثوراً ، أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ) صحيح الجامع 5028
إذا خلوت بريبة في ظلـــمة ،،، والنفس داعية إلى العصيان
فاستحي من نظر الإله وقل ،،، إن الذي خلق الظلام يراني
وأذكر نفسي وإياك أخي المسلم أولاًَ وأخيراً بإخلاص النية لله واتباع السنة في القيام وغيره وقال صلى الله عليه وسلم : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه )(رواه البخاري ومسلم) أسأل الله عز وجل أن ينفعنا بهذه الوقفات ، وأن يرزقنا الإخلاص والسداد والقبول.
رياض بن عبد الرحمن الحقيل
الحادي والعشرون : الســـــــــحور
معناه وفضله
هو تناول الطعام وقت السحر (آخر الليل) ، وقد أجمع أهل العلم على استحباب السحور، وورد في فضله عدة أحاديث منها :عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تسحروا فإن في السحور بركة) [رواه البخاري ومسلم] ، ففي هذا الحديث يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسحور ثم يعلل ذلك بأن فيه (بركة)، والبركة أصلها الزيادة وكثرة الخير، وسبب البركة في السحور أنه يقوي ا لصائم وينشطه ويهون عليه الصيام، بالإضافة إلى ما فيه من الثواب. ، وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فضل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر) [رواه مسلم] ، وقد أفاد هذا الحديث سبباً آخر لاستحباب السحور وهو أن فيه مخالفة لأهل الكتاب، اليهود والنصارى، وقد ورد الأمر بمخالفة اليهود والنصارى والمشركين عموماً، كما دل هذا على أن السحور من خصائص الأمة الإسلامية تفضل الله به عليها .
وقت السحور
هو آخر الليل، وهو مأخوذ من كلمة السحر وتعني آخر الليل، وطرف كل شيء، والمستحب تأخيره، والدليل على استحباب تأخيره : حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: (تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة، قلت: كم كان قدر ما بينهما؟ قال: خمسين آية) متفق عليه ، فقد دلِّ هذا الحديث أن قدر ما بين سحور النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وبين قيامهم لصلاة الفجر (وذلك عند الأذان بعد طلوع الفجر) ما يساوي زمن قراءة خمسين آية من القرآن متوسطة لا طويلة ولا قصيرة ولا سريعة ولا بطيئة، فيدل على أن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم تأخير السحور .
الثاني والعشرون : تعجيل الفطر
تعجيل الفطر فقد ورد الحث عليه في أحاديث منها : حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) متفق عليه ، وقد أفاد هذا الحديث: استحباب تعجيل الفطر بعد التحقق من غروب الشمس، إذ عَلَّق بقاء الخير في الناس عليه، والمقصود: بقاء الخير في دين الناس كما تدل عليه روايات أخرى، وسبب بقاء الخير في دين الناس هو إتباعهم للسنة، ووقوفهم عند هديها وحدودها.
الثالث و والعشرون : على مائدة الإفطار
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: أخي الصائم أقدم لك هذه المائدة من التوجيهات والأحكام الخاصة بوقت الإفطار وما يتعلق به من أحكام أسأل الله أن ينفع بها الجميع. فهيا تفضل أخي الحبيب معي مع أولى وجبات هذه المائدة
متى يفطر الصائم
يفطر الصائم إذا غابت الشمس، ولا عبرة بالحمرة الشديدة الباقية بعد مغيب الشمس قال عليه الصلاة والسلام : (إذا أقبل الليل من هاهنا، وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم) (متفق عليه). فالمعتبر أخي الصائم مغيب الشمس لا الآذان أو المدفع. قال شيخنا حفظه الله محمد بن عثيمين : (فالمعتبر غروب الشمس لا الآذان لاسيما في الوقت الحاضر حيث يعتمد الناس على التقويم ثم يربطون التقويم بساعتهم وساعاتهم قد تتغير بتقديم أو تأخير فلو غربت الشمس وأنت تشاهدها والناس لم يؤذنوا بعد فلك أن تفطر) (الشرح الممتتع 439/6). من أفطر على غلبة الظن ثم تبين بعدما أفطر أن الشمس لم تغرب بعد فهل عليه القضاء ؟ عليه أن يمسك ما بقي من الوقت إن علم قبل الغروب ولا قضاء عليه، قال ابن عثيمين حفظه الله : (فإن تبين أنها لم تغرب فالصحيح أنه لا قضاء عليه) (الشرح الممتع 410/6). من أفطر على غلبة الظن ولم يتبين الأمر هل غربت الشمس أم لم تغرب ماذا عليه ؟ لا شي عليه، قال شيخنا محمد بن العثيمين بارك المولى فيه :
مسألة : إن أكل ظاناً أن الشمس غربت ولم يتبين الأمر فصومه صحيح). إذا سمعت وأنت على مائدة الإفطار المؤذن في المذياع أو في التلفاز فأفطرت ظنا منك أنه مؤذن الحي فماذا عليك ؟ لا شيء عليك، وإن تنبهت لذلك وبقي وقت على غروب الشمس عليك أن تمسك عن الفطر ما بقي من الوقت ولا قضاء عليك لأنك أفطرت على غلبة ظنك. من حان عليه وقت الإفطار وهو في الطائرة وأفطر، وبعد أن أقلعت الطائرة رأى الشمس باقية ماذا عليه ؟
لا شيء عليه قال شيخنا محمد العثيمين : (جوابنا على هذا : أنه لا يلزمه الإمساك لأنه حان وقت الإفطار وهو في الأرض فقد غربت الشمس وهم وفي مكان غربت منه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إذا أقبل الليل من هاهنا، وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم) فإذا كانوا قد أفطروا فقد انتهى يومهم وإذا انتهى يومهم فإنه لا يلزمهم الإمساك إلا في اليوم الثاني وعلى هذا : فلا يلزمهم الإمساك في هذه الحالة لأنهم أفطروا بمقتضى دليل شرعي فلا يلزمهم الإمساك إلا بدليل شرعي). إذا نسيت وأنت تجلس على مائدة الإفطار وأنت تنتظر المؤذن فأكلت وتذكرت واللقمة في فمك ماذا عليك ؟ قال شيخنا أثابه الله الشيخ محمد بن عثيمين : (من أكل أو شرب ناسيا وهو صائم فإن صيامه صحيح لكن إذا تذكر يجب عليه أن يقلع حتى إذا كانت اللقمة أو الشربة في فمه فإنه يجب عليه أن يلفظها. ودليل تمام صومه : قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه من حديث أبي هريرة : (من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه) ولأن النسيان لا يؤاخذ به المرء في فعل محظور لقوله تعالى : (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) فقال الله تعالى : (قد فعلت). إذا نسي من يجلس معك على مائدة الإفطار وقبل الغروب بقليل والطعام أمامه أكل أو شرب ناسيا فهل تذكره أم تدعه يكمل ما أكل ؟ قال الشيخ ابن عثيمين حفظه الله : (أما من رآه فإنه يجب عليه أن يذكره لأن هذا من تغيير المنكر، وقد قال صلى الله عليه وسلم : (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) ولا ريب أن الصائم وشربه حال صيامه من المنكر ولكنه يعفى عنه حال النسيان لعدم المؤاخذة أما من رآه فإنه لا عذر له في ترك الإنكار عليه .
إذا كنت في بلدة يطول فيها النهار فمتى تفطر ؟
سئل فضيلة الشيخ محمد بن العثيمين حفظه الله : (يطول النهار في بعض البلاد طولا غير معتاد يصل إلى عشرين ساعة أحيانا هل يطالب المسلمون في تلك البلاد بصيام جميع النهار ؟ فأجاب : نعم يطالبون بصيام جميع النهار. لقول الله تعالى : (فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : (إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم .
السنة تعجيل الفطر
اعلم أخي الصائم أن السنة تعجيل الفطر، قال صلى الله عليه وسلم : (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) (متفق عليه) قال شيخنا محمد بن عثيمين حفظه الله عند ذكره لهذا الحديث حديث سهل بن سعد : (وبهذا نعرف أن الذين يؤخرون الفطر إلى أن تشتبك النجوم كالرافضة أنهم ليسوا بخير). قال عليه الصلاة والسلام : (لا يزال الدين ظاهر ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون) (رواه أبو داود عن أبي هريرة). وجاء من حديث ابن عباس مرفوعاً : (إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نعجل إفطارنا، ونؤخر سحورنا، ونضع إيماننا على شمائلنا في الصلاة) (صحيح الجامع : 2282). وعن عمرو بن ميمون الأودي قال : (كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أسرع الناس إفطارا وأبطأهم سحوراً) (أخرجه عبد الرزاق في المصنف، وقال الحافظ في الفتح على إسناده : صحيح
إجابة المؤذن وقت الإفطار
من السنن التي يغفل عنها الصائم عند فطره إجابة المؤذن إن كان يسمعه. قال شيخنا حفظه الله الشيخ محمد بن عثيمين : (إذا كنت تفطر وسمعت الأذان تجيب المؤذن بل قد نقول : إنه يتأكد عليك أكثر لأنك تتمتع الآن بنعمة الله وجزاء هذه النعمة الشكر ومن الشكر هو إجابة المؤذن فتجيب المؤذن ولو كنت نأكل ولا حرج عليك وإذا فرغت من إجابة المؤذن فصل على النبي صلى الله عليه وسلم وقل : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته .
التسمية قبل الأكل والحمد بعده
لا تنسى أخي الصائم عندما يحين وقت الإفطار التسمية عند الأكل وكذلك جميع الآداب المتعلقة بالطعام والشراب، واعلم أن التسمية واجبة عند الأكل، وإذا نسيتها وتذكرتها في أثناء الأكل فقل بسم الله في أوله وآخره. وإذا انتهيت فاحمد الله وجاءت السنة بصيغ متنوعة في الحمد بعد الطعام منها : ما أخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد، قال عليه السلام : (من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي أطعمني ورزقني من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه ، وقال صلى الله عليه وسلم : إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمد الله عليها، ويشرب الشربة فيحمد الله عليها ) مسلم 2734
إذا دعيت على الفطر ماذا تقول لصاحب الدعوة
يسن لك أخي الحبيب إذا دعيت إلى الإفطار وأنت صائم أن تدعو لصاحب الدعوة بعد الفراغ من الطعام بما ثبت في السنة وجاء على أنواع منها ما رواه أحمد والبيهقي وأبي داود وغيرهم وهو : ( أكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة وأفطر عندكم الصائمون
ماذا يقال عند الفطر ؟
يسن لك أخي الصائم أن تقول عند فطرك : ( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله ) ويقوله عند الفطر إذا ذهب الظمأ وإذا ابتلت العروق ولا يناسب أن يقوله قبل ذلك. واعلم أنه لا يصح غير هذا الدعاء من الأدعية التي تقال عند الفطر فجميعها فيها ضعف.
دعوة الصائم عند فطره مستجابة
أخرج الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم : (ثلاث لا يرد دعوتهم : الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم). قال الشيخ بن عثيمين حفظه الله : (وينبغي أن يدعو عند فطره بما أحب، ففي سنن ابن ماجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد) قال في الزوائد : إسناده صحيح .
الفطر قبل صلاة المغرب
اعلم أخي الصائم أن السنة الفطر قبل صلاة المغرب، لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم يكن رطبات، فتمرات، فإن لم يكن تمرات، حسى حسوات من ماء). وجاء بلفظ (كان لا يصلي المغرب وهو صائم حتى يفطر ولو على شربة ماء) قال ابن القيم رحمه الله وكان صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي
على ماذا يفطر الصائم
السنة أن يفطر على رطب فإن لم يجد فتمر فإذا لم يجد فماء. لحديث أنس السابق قال أنس رضي الله عنه : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلى فإذا لم تكن رطبات فعلى تمرات فإن لم يكن حسا حسوات من ماء). فعلى الصائم أن يراعي هذا الترتيب الذي جاءت به السنة فلا يقدم الماء على التمر ولا التمر على الرطب إن وجدوا جميعاً. قال البنا في كتابه الفتح الرباني : (ويستفاد من حديث أنس المذكور في الزوائد أنه يفطر أولاً على رطب أو تمر أو ماء ثم يصلي ثم يطعم طعام الإفطار). وقال الألباني رحمه الله بمثل ذلك.
من كان يفطر في مكة هل يقدم ماء زمزم على الرطب
قال العلامة الملا على القاري رحمه الله : (وقول من قال السنة بمكة تقديم ماء زمزم على التمر أو خلطه به مردود بأنه خلاف الاتباع وأنه صلى الله عليه وسلم صام عام الفتح أياماً كثيرة بمكة ولم ينقل عنه أنه خالف عادته التي هي تقديم التمر على الماء ولو كان لنقل
الحكمة في الإفطار على التمر والماء
قال ابن القيم رحمه الله : (هذا من كمال شفقته على أمته ونصحهم فإن إعطاء الطبيعة الشيء الحلو مع خلوة المعدة أدعى إلى قبوله، وانتفاع القوى به، ولا سيما القوة الباصرة، فإنها تقوى به وحلوة المدينة التمر ومرباهم عليه وهو عندهم قوت أدم ورطبة فاكهة، أما الماء فإن الكبد يحصل لها بالصوم نوع يبس، فإذا رطبت بالماء كمل انتفاعها بالغذاء بعده، ولهذا كان الأولى بالظمآن أن يبدأ قبل الأكل بشرب قليل من الخاصية التي لها تأثير في صلاح القلب لا يعلمها إلا أطباء القلوب
احرص على صلاة المغرب في جماعة المسجد
اعلم أخي الصائم أنه لا يجوز الصلاة جماعة في البيت، ولابد من أدائها في المسجد، فقد تكون في دعوة عند أحد الأقارب على الإفطار فيصلون في البيت، وهذا العمل لا يجوز لأن الصلاة في المسجد واجبة والأدلة على ذلك كثيرة ليس هنا مجال سردها.
لا تخلوا مائدتك من صائم تفطره
قال صلى الله عليه وسلم : (من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً) (رواه أحمد)، قال شيخ الإسلام : (والمراد بتفطيره أن يشبعه). قال شيخنا محمد بن عثيمين حفظه الله : (وينبغي لمن عندهم القدرة أن يحرصوا على تفطير الصوام إما في المساجد أو في أماكن أخرى لأن من فطر صائماً له مثل أجره، فإذا فطر الإنسان إخوانه الصائمين فإن له مثل أجورهم، فينبغي أن ينتهز الفرصة من أغناه الله تعالى حتى ينال أجره كثيراً .
الإسراف في مائدة الإفطار
تجنب أخي الحبيب أن تكون من المسرفين في مائدة الإفطار فكم من بيت في رمضان لا تستطيع أن تحصي ما على مائدة الإفطار من أصناف الطعام وجاره بجانبه قد لا يجد صنفا واحداً مما هو عنده، وكثرة الطعام على المائدة بجانب أنها إسراف فإنها تشغل النساء عن القرآن والعبادة بصفة عامة فتجد المرأة من الصباح وهي منهمكة في إعداد الطعام حتى المساء حتى أنه قد يؤذن المغرب أحياناً وهي ما زالت تعد الطعام ولا حول ولا قوة إلا بالله.
من الأحكام الخاصة بالنساء
1- إذا نزل الحيض على المرأة قبل الغروب بلحظة بطل الصوم.
2- إذا نزل دم الحيض بعد الغروب وقبل الأذان فصومها صحيح لأن المعتبر غروب الشمس لا الأذان.
3- إذا أحست المرأة بانتقال الحيض أو بأعراضه قبل الغروب ولم ينزل الدم إلا بعد الغروب فصومها صحيح لأن الذي يفسد الصوم هو نزول الدم. وقد سأل شيخنا حفظه الله ابن عثيمين هذا السؤال : إذا حاضت المرأة بعد غروب الشمس بقليل فما حكم صومها ؟ فأجاب : (جوابنا عليه أن صومها صحيح حتى لو أحست بأعراض الحيض قبل الغروب من الوجع والتألم ولكنها لم تره خارجاً إلا بعد غروب الشمس فإن صومها صحيح لأن الذي يفسد الصوم إنما هو خروج دم الحيض وليس الإحساس بها) مجموع فتاوى ابن عثيمين 495/1
ماذا تشاهد وأنت على مائدة الإفطار
اتق الله أيها الصائم فيما تشاهد وقت الإفطار وأنت في نهاية هذه العبادة الجليلة .. اتق من أنعم عليك بهذه النعم، وغض الطرف عما حرم مولاك مما يعرض عبر وسائل الإعلام من دش وتلفاز .. أهذا جزاء من أنعم عليك وأتمم عليك هذه النعمة ؟! تشكره بما يغضبه من سماع موسيقى أو مشاهدة مسلسل أو غيرها من البرامج التافهة .. تذكر أن لله عتقاء من النار عند الفطر، وتذكر أن للصائم دعوة مستجابة فلا يليق بك وأنت على مائدة الإفطار إلا مقبلاً على الله، منيباً إليه، تدعوه أن يتقبل صومك. وصل اللهم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه ... عمر بن محمد بن علي
الرابع والعشرون : الصوم مع ترك الصلاة
من صام وترك الصلاة فقد ترك الركن الأهم من أركان الإسلام بعد التوحيد، ولا يفيده صومه شيئاً ما دام تاركاً للصلاة ، لأن الصلاة عماد الدين الذي يقوم عليه، وتارك الصلاة محكوم بكفره، والكافر لا يقبل منه عمل لقوله صلى الله عليه وسلم ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر ) (صحيح رواه الإمام أحمد
الخامس والعشرون : العشر الأواخر من رمضان
خَصَّ النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر من رمضان بمزيد من الاهتمام والاجتهاد في العبادة، وذلك لفضلها واشتمالها على ليلة القدر التي سيأتي الحديث عنها قريباً، ومن الأحاديث الواردة في ذلك : حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره) [رواه مسلم] ، وقالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شدَّ مئزره، وأحيا ليله وأيقظ أهله) [رواه البخاري] ، وقوله (وشد مئزره): المئزر والإزار هو لباس يغطي النصف الأسفل من البدن، وشد المئزر هنا كناية عن اعتزاله للنساء، وقيل: كناية عن شدة الجد والاجتهاد في العبادة، ولا يمتنع الأمران ، وقولها (أحيا ليله): أي بالصلاة والذكر وقراءة القرآن وقد جاء في روايات الحديث أنه يخلط العشرين بنوم وصلاة فإذا دخل العشر أحيا ليله كله. ومما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص به العشر الأواخر الاعتكاف في المسجد .
السادس والعشرون : الاعتكاف
لزوم المسجد والإقامة فيه بنية التقرب إلى الله عزّ وجلّ، فيلزم المعتكف المسجد ويقبل على الله تعالى بالذكر والصلاة وقراءة القرآن ويقطع نفسه وفكره عن الاشتغال بأمور الدنيا ، وهو مشروع في رمضان وغيره من أيام السنة، لكن يتأكد استحبابه في رمضان، وآكده وأفضله في العشر الأواخر منه ، فعن عائشة -رضي الله عنها- (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى، واعتكف أزواجه من بعده) متفق عليه ، فقد أفاد هذا الحديث: استحباب اعتكاف العشر الأواخر من رمضان تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم، وإنما كان يفعل ذلك قطعاً لأشغاله وتفريغاً لباله، وتخلياً لمناجاة ربه وذكره ودعائه وتحرياً لليلة القدر .
السابع والعشرون : ليلة القدر
هي ليلة الحكم والقضاء التي يقضي فيها الله ما يشاء من أحداث العالم من رزق وأجل وغيرهما إلى بداية السنة الآتية، وذلك كل سنة.ومن فضائل هذه الليلة:
1- نزول القرآن فيها.
2- يكثر نزول الملائكة فيها.
3- أنها سالمة من كل آفة وشر وذلك لكثرة خيرها.
4- أن العبادة فيها أفضل من عبادة ألف شهر، كما يدل على ذلك قوله تعالى: ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) وقد تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضلها، وأنها في رمضان، وفي العشر الأواخر منه، وفي أوتاره خصوصاً، وهي باقية في كل سنة إلى قيام الساعة ، ومن الأحاديث الواردة في فضل العبادة فيها والحث على تحريها:عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه ، وقد سبق هذا الفضل لمن قام رمضان، أعني: مغفرة ما تقدم من صغائر الذنوب، ومن عظيم فضل الله تعالى أن جعل هذا الثواب أيضاً لمن قام ليلة القدر وحدها موقناً بثوابها، ومخلصاً لله تعالى في قيامها. وعن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان) [رواه البخاري]. فقد أفاد هذا الحديث: الحث على قصد ليلة القدر والاجتهاد في طلبها في الليالي المفردة من العشر الأواخر ( ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين .... إلخ ) ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد علمها ثم أنسيها حتى لا يتكل الناس فيدعوا العبادة في غيرها، فأمر الناس أن يتحروها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان، وقد اختار بعض العلماء القول بانتقالها بين الليالي ومعنى ذلك: أنها تكون في رمضان في ليلة، وفي رمضان آخر في ليلة أخرى. والله أعلم .
الثامن والعشرون : زكاة أو صدقة الفطر
هي الصدقة التي تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان على المسلم المالك لمقدار صاع من طعام يزيد عن قوته وقوت عياله يوماً وليلة. وقد وردت أحاديث تبين الحكمة من وجوبها ومقدارها ومم تخرج وغير ذلك من أحكامها، ومنها: حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرةً للصائم من اللغو والرفث، وطعمةً للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات) [رواه أبو داود ]. وقد أفاد هذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوجب على المسلم عند انتهائه من صيام رمضان أن يتصدق بصدقة، ثم علل ذلك بأنه: (طهرةً للصائم..) أي: تطهير للصيام مما قد يقع في أثنائه من الآثام وأنه أيضاً عوناً للفقراء في يوم العيد يغنيهم عن سؤال الناس، وأنها تعطي للفقراء قبل صلاة العيد، وأما بعد الصلاة فهي كغيرها من الصدقات، وليست (صدقة فطر). وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة) [ متفق عليه].
فقد دل هذا الحديث: على فرضية زكاة الفطر وعلى مقدارها، والأصناف التي تخرج منها، وعلى من تجب. فهي تخرج من الطعام كالتمر أو الشعير أو غيرهما كما تدل عليه أحاديث أخرى، ولذلك قال الفقهاء: تخرج من غالب قوت البلد بحسب اختلاف البلدان مما فيه نفع للفقراء ، وقد حدد النبي صلى الله عليه وسلم مقدارها بـ (صاع) وهي وحدة حجم تعادل: (2.5 كيلو) إذا كانت من البر أو الأرز ، وهي تجب على الحر المسلم ، لكنها تجب عليه عن نفسه وعن الذين يعولهم من المسلمين من أولاده وعبيده وغيرهم ذكوراً وإناثاً صغاراً وكباراً، كما يدل عليه هذا الحديث وغيره، وأن الواجب إخراجها قبل صلاة العيد فوقت إخراجها : يوم العيد قبل الصلاة ، ويجوز قبله بيوم أو يومين ، ولا يجوز تأخيرها عن يوم العيد .
التاسع والعشرون : من سنن العيد وآدابه
سُمي العيد عيدًا لعوده وتكرره, وقيل: لعود السرور فيه, وقيل: تفاؤلا بعوده على من أدركه، كما سميت القافلة حين خروجها تفاؤلا لقفولها سالمة, وهو رجوعها. [ شرح صحيح مسلم للنووي: 3/441
أولا: التجمل في العيد
عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، رضي الله عنهما، قَالَ: أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ فَأَخَذَهَا، فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْتَعْ هَذِهِ، تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوُفُودِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ َلا خََلاقَ لَهُ. فَلَبِثَ عُمَرُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِجُبَّةِ دِيبَاجٍ، فَأَقْبَلَ بِهَا عُمَرُ، فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ قُلْتَ إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ َلا خََلاقَ لَهُ، وَأَرْسَلْتَ إِلَيَّ بِهَذِهِ الْجُبَّةِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : تَبِيعُهَا أَوْ تُصِيبُ بِهَا حَاجَتَكَ. [ صحيح البخاري، 948 ].شرح الحديث: قال العلامة السندي في حاشية السندي على النسائي: منه عُلم أن التجمل يوم العيد كان عادة متقررة بينهم، ولم ينكرها النبي صلى الله عليه وسلم ، فعُلم بقاؤها. وقال ابن قدامة في المغني ( 3/114 ) وهذا يدل على أن التجمل عندهم في هذه المواضع كان مشهوراً .. وقال مالك: سمعت أهل العلم يستحبون الطيب والزينة في كل عيد.
ثانيا: الاغتسال يوم العيد قبل الخروج
عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنه كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى. [ موطأ مالك، 384 ]. شرح الحديث: قال الألباني في إرواء الغليل ( 3/104 ) : روى الفريابي عن سعيد بن المسيب أنه قال: سنة الفطر ثلاث: المشي إلى المصلى، والأكل قبل الخروج، والاغتسال. وإسناده صحيح.
ثالثا: تحريم صيام يومي الفطر والأضحى
فعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : ََلا صَوْمَ فِي يَوْمَيْنِ: الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى. [ صحيح البخاري، 1197]. شرح الحديث: قال النووي في شرح صحيح مسلم ( 4/271 ): وقد أجمع العلماء على تحريم صوم هذين اليومين بكل حال, سواء صامهما عن نذر أو تطوع أو كفارة أو غير ذلك.
رابعا: تعجيل الأكل قبل صلاة الفطر وتأخيره إلى ما بعد صلاة الأضحى
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم َلا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ. ويأكلهن وِتراً. [ صحيح البخاري، 953 ]. [5] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم َلا يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِ
_________________
I am so far behind, I think i am first