aliali مقدم
عدد الرسائل : 300 تاريخ التسجيل : 17/04/2008
| موضوع: قصيدة (( في الظلام )) للشاعر إبراهيم ناجي الثلاثاء 20 يوليو 2010 - 15:25 | |
|
قصيدة (( في الظلام )) للشاعر إبراهيم ناجي
أليلاي ما أبقى الهوى فيّ من رشدِ ******* فردي على المشتاقِ مهجتَه ردِّي أينسى تلاقينا وأنت حزينةٌ ******* ورأسك كابٍ من عياءٍ ومن سهدِ أقول وقد وسّدتُه راحتي كما ******* توسّد طفلٌ متعبٌ راحة المهدِ.. تعاليْ إلى صدرٍ رحيبٍ وساعدٍ ******* حبيبٍ وركنٍ في الهوى غير منهدِ بنفسي هذا الشعر والخُصَل التي ******* تهاوت على نحرٍ من العاجِ مُنقدِ ترامتْ ما شاءتْ وشاء لها الهوى ******* تميل على خدٍّ وتصدفُ عن خدِ وتلك الكروم الدانيات لقاطفٍ ******* بياض الأماني من عناقيدها الرّبْدِ فيا لك عندي من ظلامٍ محببٍ ******* تألق فيه الفرقُ كالزمن الرغد ألا كُلُّ حسنٍ في البرية خادمٌ ******* لسلطانة العينين والجيدِ والقدِّ وكل جمالٍ في الوجود حياله ******* به ذلةُ الشاكي ومرحمةُ العبدِ وما راع قلبي منك إلا فراشةٌ ******* من الدمعِ حامتْ فوق عرش من الوردِ مجنحةٌ صيغتْ من النور والندى ******* ترفُّ على روضٍ وتهفو إلى وردِ بها مثل ما بي يا حبيبي وسيِّدي ******* من الشجن القتال والظمأ المُردي لقد أقفر المحرابُ من صلواته ******* فليس به من شاعرٍ ساهرٍ بعدي وقفنا وقد حان النوى أي موقفٍ ******* نحاول فيه الصبرَ والصبرُ لا يجدي كأن طيوفَ الرعبِ والبين موشكٌ ******* ومزدحمَ الآلامِ والوجدُ في حشدِ ومضطرمَ الأنفاسِ والضيقُ جاثمٌ ******* ومشتبك النجوى ومعتنق الأيدي مواكب حُرس في جحيم مؤبد ******* بغير رجاءٍ في سلام ولا برد فيا أيكة مدّ الهوى من ظلالها ******* ربيعاً على قلبي وروضاً من السعد تقلصتِ إلا طيفَ حبٍّ محيّرٍ ******* على درجٍ خابي الجوانب مسودِّ تردَّدَ واستأنى لوعد وموثقٍ ******* وأدبرَ مخنوقاً وقد غص بالوعدِ وأسلمني لليلٍ كالقبرِ بارداً ******* يهب على وجهي به نفسُ اللحدِ وأسلمني للكون كالوحش راقداً ******* تمزقني أنيابُه في الدجى وحدي كأن على مصر ظلاماً معلقاً ******* بآخر من خابي المقادير مربدِ ركودُ وإبهامٌ وصمتٌ ووحشةٌ ******* وقد لفها الغيبُ المحجبُ في بُردِ أهذا الربيعُ الفخمُ والجنةُ التي ******* أكاد بها أستافُ رائحةَ الخلدِ تصيرُ إذا جن الظلامُ ولفها ******* بجنحٍ من الأحلام والصمتِ ممتدِّ مباءةَ خمّارٍ وحانوتَ بائعٍ شقيِّ ******* الأماني يشتري الرزق بالسهدِ وقد وقف المصباحُ وقفة حارس ******* رقيب على الأسرارِ داعٍ إلى الجدِّ كأن تقياً غارقاً في عبادةٍ ******* يصوم الدجى أو يقطع الليلَ في الزهدِ فيا حارس الأخلاق في الحيِّ نائمٌ ******* قضي يومَه في حومة البؤسِ يستجدي وسادته الأحجارُ والمضجعُ الثرى ******* ويفترش الافريزَ في الحر والبردِ وسيارةٌ تمضي لامر محجبٍ ******* محجبة الأستار خافية القصدِ إلى الهدف المجهولِ تنتهبُ الدجى ******* وتومض ومض البرق يلمع عن بُعدِ متى ينجلي هذا الضنى عن مسالكٍ ******* مرنقة بالجوع والصبرِ والكدِّ ينقبُ كلبٌ في الحطام وربما ******* رعى الليل هوٌّ وساهرٌ وغفا الجندي أيا مصر ما فيك العشية سامرٌ ******* ولا فيك من مصغِ لشاعرك الفردِ أهاجرتي، طال النوى فارحمي ******* الذي تركتِ بديدَ الشملِ منتثرَ العقدِ فقدتكِ فقدانَ الربيعِ وطيبَهُ ******* وعدتُ إلى الإعياء والسقم والوجدِ وليس الذي ضيعتُ فيك بِهَيِّنٌ ******* ولا أنتِ في الغيّاب هينة الفقدِ بعينيك استهدي فكيف تركتني ******* بهذا الظلام المطبق الجهم أستهدي بورْدِكِ أستسقي فكيف تركتني ******* لهذي الفيافي الصم والكثب الجردِ بحبكِ استشفي فكيف تركتني ******* ولم يبق غير العظم والروح والجلدِ وهذي المنايا الحمر ترقص في دمي ******* وهذي المنايا البيض تختل في فودي وكنت إذا شاكيت خففت محملي ******* فهان الذي ألقاه في العيش من جهدِ وكنت إذا انهار البناءُ رفعتُهُ ******* فلم تكنِ الأيامُ تقوى على هَدِّي وكنت إذا ناديتُ لبيْتِ صرختي ******* فوا أسفاً كم بيننا اليوم من سدِّ سلامٌ على عينيك ماذا اجنتا ******* من اللطف والتحنان والعطف والودِّ إذا كان في لحظيك سيفٌ ومصرعٌ ******* فمنكِ الذي يحي ومنكِ الذي يردي إذا جُرِّد لم يفتكا عن تعمدٍ ******* وإن أغمدا فالفتك أروع في الغمدِ هنيئاً لقلبي ما صنعتِ ومرحبا ******* وأهلا به إن كان فتكُكِ عن عمدِ فإني إذا جن الظلامُ وعادني ******* هواك فأبديتُ الذي لم أكن أبدي وملتُ برأسي باكياً أو مواسياً ******* وعندي من الأشجان والشوقِ ما عندي أُقبِّلُ في قلبي مكاناً حللتِه ******* وجرحاً أناجيه على القرب والبعدِ ويا دار من أهوى عليكِ تحية ******* على أكرم الذكرى على أشرف العهدِ على الأمسيات الساحرات ومجلسٍ ******* كريمِ الهوى عفِّ المآرب والقصدِ تنادُمنا فيه تباريحُ معشرٍ على ******* الدم والأشواك ساروا إلى الخلدِ دموعٌ يذوب الصخر منها فإن مضوا ******* فقد نقشوا الأسماءَ في الحجرِ الصلدِ وماذا عليهم إن بكوا أو تعذبوا ******* فإن دموعَ البؤسِ من ثمنِ المجدِ ..
| |
|