aliali مقدم
عدد الرسائل : 300 تاريخ التسجيل : 17/04/2008
| موضوع: قصيدة (( ردوا عليَّ الصبا منْ عصريَ الخالي )) للشاعر محمود سامي البارودي الثلاثاء 13 يوليو 2010 - 16:21 | |
|
قصيدة (( ردوا عليَّ الصبا منْ عصريَ الخالي )) للشاعر محمود سامي البارودي
ردوا عليَّ الصبا منْ عصريَ الخالي ***** وَهَلْ يَعُودُ سَوَادُ اللِّمَة ِ الْبَالِي؟ ماضٍ منَ العيش ، ما لاحتْ مخايلهُ ***** في صفحة ِ الفكرْ إلاَّ هاجَ بلبالي ؟ سلتْ قلوبٌ ؛ فقرتْ في مضاجعها ***** بَعْدَ الْحَنِينِ، وَقَلْبِي لَيْسَ بِالسَّالِي لمْ يدرِ منْ باتَ مسروراً بلذتهِ ***** أني بنارِ الأسى منْ هجرهِ صالي يا غاضبينَ علينا ! هلْ إلى عدة ٍ ***** بالوصلِ يومٌ أناغي فيهِ إقبالي غِبْتُمْ؛ فَأَظْلَمَ يَوْمِي بَعْدَ فُرْقَتِكُمْ ***** وَ ساءَ صنعُ الليالي بعدَ إجمالِ قَدْ كُنْتُ أَحْسِبُني مِنْكُمْ عَلى ثِقَة ٍ ***** حتى منيتُ بما لمْ يجرِ في بالي لَمْ أَجْنِ فِي الْحُبِّ ذَنْباً أَسْتَحِقُّ بِهِ ***** عتباً ، ولكنها تحريفُ أقوالِ وَ منْ أطاعَ رواة َ السوءِ - نفرهُ ***** عَنِ الصَّدِيقِ سَمَاعُ الْقِيلِ وَالْقَالِ أدهى المصائبِ غدرٌ قبلهُ ثقة ٌ ***** وَأَقْبَحُ الظُّلْمِ صَدٌّ بَعْدَ إِقْبَالِ لا عيبَ فيَّ سوى حرية ٍ ملكتْ ***** أعتني عنْ قبولِ الذلَّ بالمالِ تبعتُ خطة َ آبائي ؛ فسرتُ بها ***** عَلى وَتِيرَة ِ آدَابٍ وَآسَالِ فَمَا يَمُرُّ خَيَالُ الْغَدْرِ فِي خَلَدِي ***** وَلاَ تَلُوحُ سِمَاتُ الشَّرِّ فِي خَالِي قلبي سليمٌ ، ونفسي حرة ٌ وَ يدي ***** مأمونة ٌ ، وَ لساني غيرُ ختالِ لَكِنَّني فِي زَمَانٍ عِشْتُ مُغْتَرِباً ***** في أهلهِ حينَ قلتْ فيهِ أمثالي بَلَوْتُ دَهْرِي؛ فَمَا أَحْمَدْتُ سِيرتَهُ ***** في سابقٍ من لياليهِ ، وَ لاَ تالي حَلَبْتُ شَطْرَيْهِ: مِنْ يُسْرٍ، وَمَعْسُرَة ٍ ***** وَذُقْتُ طَعْمَيْهِ: مِنْ خِصْبٍ، وَإِمْحَالِ فَمَا أَسِفْتُ لِبُؤْسٍ بَعْدَ مَقْدُرَة ٍ ***** وَ لاَ فرحتُ بوفرٍ بعدَ إقلالِ عَفَافَة ٌ نَزَّهَتْ نَفْسِي؛ فَمَا عَلِقَتْ ***** بلوثة ٍ منْ غبارِ الذمَّ أذيالي فاليومَ لا رسني طوعُ القيادِ ، ولاَ ***** قَلْبِي إِلَى زَهْرَة ِ الدُّنْيَا بِمَيَّالِ لَمْ يَبْقَ لِي أَرَبٌ فِي الدَّهْرِ أَطْلُبُهُ ***** إلاَّ صحابة ُ حرًّ صادقِ الخالِ وَأَيْنَ أُدْرِكُ مَا أَبْغِيهِ مِنْ وَطَرٍ ***** وَ الصدقُ في الدهرِ أعيا كلَّ محتالِ ؟ لا في " سرنديبَ " لي إلفٌ أجاذبهُ ***** فضلَ الحديثِ ، وَ لاَ خلٌّ ؛ فيرعى لي أبيتُ منفرداً في رأس شاهقة ٍ ***** مثلَ القطاميَّ فوقَ المربإِ العالي إذا تلفتُّ لمْ أبصرْ سوى صورٍ ***** فِي الذِّهْنِ، يَرْسُمُها نَقَّاشُ آمالِي تهفو بيَ الريحُ أحياناً ، ويلحفني ***** بردُ الطلالِ ببردٍ منهُ أسمالِ فَفِي السَّمَاءِ غُيُومٌ ذَاتُ أَرْوِقَة ٍ ***** وَ في الفضاءِ سيولٌ ذاتُ أوْ شالِ كَأَنَّ قَوْسَ الْغَمَامِ الْغُرِّ قَنْطَرَة ٌ ***** معقودة ٌ فوقَ طامي الماءِ سيالِ إذا الشعاعُ تراءى خلفها نشرتْ ***** بَدَائِعاً ذَاتَ أَلْوَانٍ وَأَشْكَالِ فَلَوْ تَرَانِي وَبُرْدِي بِالنَّدَى لَثِقٌ ***** لخلتني فرخَ طيرٍ بينَ أدغالِ غَالَ الرَّدَى أَبَوَيْهِ؛ فَهْوَ مُنْقَطِعٌ ***** فِي جَوْفِ غَيْنَاءَ، لاَ رَاعٍ، وَلاَ وَالِي أزيغبَ الرأس ، لمْ يبدُ الشكيرُ بهِ ***** وَ لمْ يصنْ نفسهُ منْ كيدِ مغتالِ كَأَنَّهُ كُرَة ٌ مَلْسَاءُ مِنْ أَدَمٍ خَفِيَّة ُ ***** الدَّرْزِ، قَدْ عُلَّتْ بِجِرْيالِ يظلُّ في نصبٍ ، حرانَ ، مرتقباً ***** نَقْعَ الصَّدَى بَيْنَ أَسْحَارٍ وآصَالِ يكادُ صوتُ البزاة ِ القمرِ يقذفه ***** مِنْ وَكْرِهِ بَيْنَ هَابِي التُّرْبِ جَوَّالِ لا يستطيعُ انطلاقاً منْ غيابتهِ ***** كأنما هوَ معقولٌ بعقالِ فذاكَ مثلي ، وَ لمْ أظلمْ ، وربتما ***** فضلتهُ بجوى حزنٍ ، وإعوالِ شَوْقٌ، وَنَأْيٌ، وَتَبْرِيحٌ، وَمَعْتَبَة ٌ ***** يا للحمية ِ منْ غذري وإهمالي أصبحتُ لا أستطيعُ الثوبَ أسحبهُ ***** وَقَدْ أَكُونُ وَضَافِي الدِرْعِ سِرْبَالِي وَ لاَ تكادُ يدي شبا قلمي ***** وَكَانَ طَوْعَ بَنَانِي كُلُّ عَسَّالِ فَإِنْ يَكُنْ جَفَّ عُودِي بَعْدَ نَضْرَتِهِ ***** فَالدَّهْرُ مَصْدَرُ إِدْبَارٍ وَإِقْبَالِ وَإِنْ غَدَوْتُ كَرِيمَ الْعَمِّ وَالْخَالِ ***** بصدقِ ما كانَ منْ وسمي وَ إغفالي راجعتُ فهرسَ آثاري ، فما لمحتْ ***** بصيرتي فيهِ ما يزري بأعمالي فَكَيْفَ يُنْكِرُ قَوْمِي فَضْلَ بَادِرَتِي ***** وَقَدْ سَرَتْ حِكَمي فِيهِمْ، وَأَمْثَالِي؟ أنا ابن قولي ؛ وحسبي في الفخارِ بهِ ***** وَ إنْ غدوتُ كريمَ العممَّ وَ الخالِ وَلِي مِنَ الشِّعْرِ آيَاتٌ مُفَصَّلَة ٌ ***** تلوحُ في وجنة ِ الأيامِ كالخالِ ينسى لها الفاقدُ المحزونُ لوعتهُ ***** و يهتدى بسناها كلُّ قوالِ فانظرْ لقولي تجدْ نفسي مصورة ً ***** فِي صَفْحَتَيْهِ؛ فَقَوْلِي خَطُّ تِمْثَالِي وَ لاَ تغرنكَ في الدنيا مشاكلة ٌ ***** بينَ الأنامِ ؛ فليسَ النبعُ كالضالِ إِنَّ ابْنَ آدَمَ لَوْلاَ عَقْلُهُ شَبَحٌ ***** مُرَكَّبٌ مِنْ عِظَامٍ ذَاتِ أَوْصَالِ
| |
|