جزاكم الله خيرا أخي العزيز فكل أب ينبغي أن يقرأ مثل هذه الكلمات وقد عايشت مثالا أذكره وقد تعاملت معه بما قرأت في بعض كتب علم النفس وتربية الأطفال وكان هذا المثل مع ابنتي الكبرى (( روان )) وهي بالمناسبة عضو نشيط بالمنتدى معنا حسب سنها وقدراتها ولدي مثالان :
الأول :
اتصلت بابنتي بعد الامتحان في القرآن الكريم فهي تدرس في معهد أزهري وفوجئت بها تبكي بكاءا شديدا على التليفون بعد الامتحان التحريري فحاولت تهدئتها أولا والاستماع إليها وظننت أن هناك مشكلة كبيرة أو حادثة لكنها فاجأتني بأنها أجابت سؤالا بطريقة خاطئة في الامتحان وأنها تشعر أنها سوف تخذلني بضياع درجات السؤال وما يزيد من حزنها أنها تعرف الإجابة الصحيحة لكنها تسرعت
عندها لم أجد حلا لهذه المشكلة إلا أن أصرفها للجزء الإيجابي من أفعالها فسألتها وماذا عن باقي الأسئلة فقالت كلها صحيحة والحمد لله وأخذت أسترسل في الكلام عن الصحيح وأراجع معها وأتأكد حتى خرجت من الحالة التي كانت عليها ولم أتحدث بعد ذلك مطلقا في تلك النقطة وإنما في كل ما يأتي بعد ذلك أوجه نصيحتي حتى دون الإشارة عليك بالتأني والهدوء وعدم التسرع وثقي في نفسك وفي معلوماتك ودخلت الامتحان الشفوي بعد ذلك بلحظات وكلنا يعرف أن الامتحانات الشفوي أصعب بكثير من التحريري على الأقل ليس لديك مع كثرة العدد فرصة لمراجعة إجاباتك وتصويب الخطأ إلا أنها والحمد لله بعد اكتساب الثقة تجاوزت الشفوي بالعلامة الكاملة بل وتحصلت على المركز الأول في فصلها ونالت شهادة تقدير في حفظ القرآن أفخر بها وأضعها تاجا على صدري
المثال الثاني :
وهو أنها يطلب منها بعض الأبحاث في المدرسة كنوع من التعويد على البحث العلمي وكنت أساعدها كل مرة وذات مرة بدأت بالاعتماد على نفسها بعد أن تجاهلتها متعمدا لأرى ما يمكن أن تفعل وقد كان ما توقعت منها في المحاولة الأولى فقد كان موضوع البحث (( معجزات نبي الله عيسى )) وبدأت هي بالبحث واهتمت فقط بالنقل وتنسيق الصفحات كما علمتها دون أن تهتم بالمصدر أو صحة النقل ثم طبعت البحث وعرضته علي
وكانت النتيجة أنها نقلت البحث كاملا من موقع (( نصراني )) مع اختلاف معتقداتنا وهنا لم أثور عليها بل بدأت أتحدث معها مستغلا الفرصة لتوضيح أهمية الإشراف وأنها لابد أن تلجأ لمن يراجع عملها وأن المصادر الموجودة على النت ليست كلها توافق ما نريد دون الدخول في تفاصيل ويجب عليها تحري المصادر قبل النقل منها خاصة في تلك السن والتي يمكن أن يؤثر عليها أي مؤثر خارجي وأحمد الله أنها لن أقول أصبحت تابعا أعمى بل صارت ذات رأي بصير يستبصر بمن هو أعلم منه ويسترشد به في مالا يعلم وفي نفس الوقت يتقن ما تعلم فقد تعلمت التنسيق أيضا وكيف تبحث عبر النت وأين تبحث وكيف تطبع وتقدم بحثها بشكل يبرز جهدها ويكون وساما على صدرها وصدري من بعدها
اللهم بارك لنا في أبنائنا وأصلح أحوالنا وأحوالهم ويسر لنا ولهم الأمور وأصلح فساد أمورنا يارب العالمين
_________________
أبـوروان