ابوكريم عقيد
عدد الرسائل : 581 العمر : 56 العمل/الترفيه : محاسب تاريخ التسجيل : 27/01/2009
| موضوع: مجمع الحكم والأمثال السبت 10 أبريل 2010 - 17:46 | |
| - وتطربُ النفسُ إِلى الأشعارِ ... والنثرِ إِن جاءا على المختارِ - وَجَلَّيَا في ذلكَ المضمارِ ... وهكذا تطربُ للأسحارِ وما حلا من معجباتِ السِّرِ
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- والأصلُ في الشعرِ تمامُ المعنى ... وأن يكونَ اللفظُ غيرَ الأدنى - ولاغريباً وتجديدُ الوَزْنا ... وأن يزيدَ فيه البديعُ حُسْنا بشَرْطِه يأتي كنظمِ الدررِ
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- والأصلُ في النثر المعاني الناصِعَةْ ... تسكنُ ألفاظاً فِصاحاً رائعةْ - مسجوعةً والوزْنُ عندي رابعةْ ... فإِن تكنْ بديعةً مطاوعةْ كانتْ كسجعِ الطيرِ فوقَ الشجرِ
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- والسِّرُّ في الصناعتين النسبهْ ... لتطربَ النفسُ لتلكَ الرُتبهْ - من جهةِ السمعِ إِذا أحبهْ ... ونسبةُ الأنغامِ لأَشْبَهْ فأتِ بها صفواً بغيرِ كدرِ محمد الوحيدي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- الشعراءُ فاعلمنَّ أربعةْ - فشاعرٌ يجري ولا يُجرى معهْ - وشاعرٌ ينشدُ وسطَ المعمهْ - وشاعرٌ من حَقِّه أن تَسْمَعَهْ - وشاعرٌ من حَقِّهِ أن تَصْفَعَهْ البحتري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إذا انقادَ الكلامُ فُقدْهُ عَفْواً ... إِلى ما تشتهيهِ من المعاني - ولا تكرهْ بيانَكَ إِن تَأَبَّى ... فلا إِكراهَ في دينِ البيانِ أبو الفتح البستي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- شعراءَ العصرِ : أعلامَ الحِجَىْ ... قطبَ الإِشعاعِ في الشرقِ السعيدْ - إِنما الشعرُ انطلاقٌ للذرى ... واندفاقٌ نحوَ أغوارٍ وبيدْ - ما أفادَ النماسَ إِلا راجعاً ... من أعاليهِ إِلى سطحِ الوجودْ - بفمٍ يحسنُ تطريبَ النُّهَى ... ويدٍ تحسنُ تطييبَ الكبودْ - ذاكَ فنٌ أزليٌّ ما استحى ... بقديمٍ أو تبرَّا من جَديدْ - إِنه البحرُ الذي أمواجُهُ ... تتالى حرةً ضِمْنَ الحدودْ - قل لمن يأنفُ من تقليدِهِ ... أمن التجديدِ تقليدُ القرودْ ؟ جورج صيدح
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ياربَّ معنى بعيدِ الشأنِ تسلكُهُ ... في سلكِ لفظٍ قريبِ الفهمِ مختصرِ - لفظٌ يكونُ لعقدِ القولِ واسطةً ... ما بينَ منزلةِ الإِسهابِ والحصرِ التهامي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- والنظمُ بحرٌ والخواطرُ معبرٌ ... من أن يكون مُطيعُهُ في فكه - وما الشعرُ إِلا السيفُ ينبو وَحُّهُ ... حسام ويمضي وهو ليس بذي حَدِّ - ولو كان بالإِحسانِ يُرزقُ شاعرُ ... لأجدى الذي يُكدي وأَكَدى الذي يُجْدي عبيد اللّه بن طاهر
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لم يخلُ من نُوَبِ الزمانِ أديبُ ... كلا فشأنُ النائباتِ عجيبُ - وغضارةُ الأيامِ أن يُرى ... فيها لأبناءِ الذاءِ نصيبُ - وكذاكَ من صجبَ الليالي طالباً ... جَداً وفهماً فاتَه المطلوبُ يحيى الأندلسي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- قالوا : هجْرتَ الشعر قلت ضرورةٌ ... بابُ الدواعي والبواعثِ مغلقُ - خلتِ الديارُ فلا كريمٌ يُرتَجَى ... منه النوالُ ولا مليحٌ يعشقُ - ومن العجائبِ أنه لا يُشترى ... ويُخانُ فيه مع الكسادِ ويسرَقُ إِبراهيم الغزي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- آن ياشعرُ أن نَفُكَّ قيُوداً ... قيدتنا بها دعاةُ المُحالِ - فارفَعوا هذه الكمائمَ عنا ... ودَعُونا نشمُّ ريحَ الشمالِ حافظ إِبراهيم
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- الشعرُ عاطفةٌ تقتاد عاطفةً ... وفكرةٌ تتتجلَّى بين أفكارِ - الشعرُ إِن لامسَ الأرواحَ ألهبَها ... كما تَقابلَ تيارٌ بتيارِ - الشعرُ مصباحُ أقوامٍ إِذا التمسوا ... نورَ الحياةِ وزند الأمة الواري - الشعرُ أنشودةُ الفنانِ يرسلُها ... إِلى القلوبِ فتَحْيا بعدَ إِقفارِ - إِذا تخطَّرَ في الأفواهِ تنشدُهُ ... عضَّ الجفونَ حياءً كُلُّ خطارِ - فقلْ لمن راحَ للأهرامِ يرفعُها ... الخلدُ في الشعرِ لا في رَصْفِ أحجارِ علي الجارم
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- يا من يلومُ ابن الترابِ لشغلهِ ... بالفلسِ عن شعرٍ وعن شُعَّارِ - أرأيتَ في المرعى حمارً عاقِلاً ... يلهو عن الأعشابِ بالأزهارِ ؟ - أرسلِ الشعرَ مثلما يرسلُ العيدُ ... صَبَيا القُرى بسيطاً جميلاً - لا كما نضرَّ اليهوديُّ دراً ... بل كما نَمْنَمَ الربيعُ الحُقولا القروي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ما الشعرُ إِلا شعورُ المرءِ يرسلُهُ ... عفَو البديهةِ عن صدقٍ وإِمانِ محمد الفراتي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ليس البلاغةُ معنىً ... فيه الكلامُ يطولُ - بل صوغُ معنىً كثيرٍ ... يَحْويه لفظٌ قليلُ - فالفضلُ في حُسْنِ لفظٍ ... يَقِلُّ فيه الفضولُ - يظنهُ الناسُ سهلاً ... وما إِليهِ سبيلُ - والعيُّ معنىً قصيرٌ ... يَحْوِيْهِ لفظٌ طويلُ صفي الدين الحلي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- 6 - الشقاء والأوصاب
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- في القصرِ مافي الكُخِ من أوصابِ ... كدرُ الحياةِ مقدرٌ بكتابِ - صورُ الشقاوةِ في الحياة كثيرةٌ ... دَرَجَتْ مواكبُها على الأحقابِ - ولرب شجوٍ في القصورِ محببٍ ... أربى على شَجْوٍ بغير حِجَابِ - في كُلِّ بيتٍ مسرحٌ لفَواجِعٍ ... عصفَتْ به أثباجُها كعُابِ عدنان مردم بك
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- هذي الحياةُ فهل بدا ... لشقائِها يا صاحِ آخرْ - تمضي بنا والأمهاتُ يلدْ ... نَ ( يلدن ) سكانَ المقابر - عيشُ الفتى فيها خيالٌ ... مرَّ في ليلٍ بخاطرْ هاشم الرفاعي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِن الشقيَّ الذي في النارِ منزلهُ ... والفوزُ الذي ينجو من النارِ شاعر
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ويح الشقيِّ إِلى متى ... بالفسِ معمورَ العراصِ - يعصي بقوتِ نهارهِ ... ويروحُ كالطيرِ الخماصِ - مثل الندامى لا يزا ... لُ تراه يتبعَ المعاصيْ بهاء الدين زهير
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ومن الشقاوةِ أن تحبَّ ... ومن تحبُّ بحبُّ غيركْ - أو أن تريدَ الخيرَ للإِنسا ... نِ ( للإنسان ) وهو يريدُ ضيركْ - وترى الشقيَّ إِذا تكاملَ عيبُهُ ... يُرمى ويُقْرفُ بالذي لم يفعلِ أبو الأسود
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لولا المشقةُ ساد الناسُ كلهمُ ... الجودُ يفقرُ والإِقدامُ قتالُ المتنبي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وأرانا من الشقاءِ خُلِقْنا ... في زمانٍ تضرُّ فيه العقولُ ابن نباتة السعدي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- المرءُ يَسْعَى لوارثهِ ... والقَبْرُ وارثُ ما يَسْعَى له الرَّجُلُ شاعر
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- يشقى رجالٌ ويشقى آخرون بهم ... ويسعدُ اللّهُ أقواماً بأقوامِ - وليس رزقُ الفتى من حسنِ حيلتهِ ... لكن جدودٌ بأرزاقٍ وأقسامِ الأبرش
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- أشقى البريةِ من أرادَ زيادةً ... وأرادَ ربُّك أن يرد ويَحرما عزيز أباظه
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- 7 - الشكر
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- فلو كان يستغنى عن الشكرِ ... لعزةِ مُلْكٍ أوعُلٌوِّ مكانِ - لما أمرَاللّهُ العبادَ بشكرهِ ... فقالَ اشكرُوا لي أيُّها الثقلان كلثوم بن عمر العتتابي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- واشكرْ فإِن الشكرَ من ... حقٍ على الإنسانِ واجبْ - لا ترْجُ من لا يشكرُ ... العمى ويصبرُ في العَوا قِبْ صالح عبد القدوس
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- فلو كانَ للشكرِ شخصٌ يبينُ ... إِذا ما تأملهً الناظرُ - لبينتهُ لكَ حتى تراهُ ... فتعلمَ أني امرؤٌ شاكرُ - ولكنه ساكنٌ في الضميرِ ... يحركهُ الكلمُ السائرُ البحتري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- والناسُ في هذه الدنيا على رُتتَبٍ ... هذا يحطُّ وذا يَعْلُو فيرتفعُ - فأخلصِ الشكرَ فيما قد حُبيتَ ... به وآثرِ الصبرَ كلٌ سوف ينقطعُ محمد بن اسحق الواسطي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- الشكرُ أفضلُ ماحاولتَ ملتمساً ... به الزيادةَ عنداللّه والناسِ رجل من غطفان
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ولم أرَ مثلَ جنَّةَ غارسٍ ... ولا مثلَ حُسْنِ الصبرِ جُبةَ لابسِ البستي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا الشافعُ اسْتَقْصى لكَ الجهدَ كله ... وإِن لم تَنَلْ نجحاً فقد وَجَبَ الشكرُ شاعر
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- فمن شكرَ المعروفَ يوماً فقد أتى ... أخا العُرفِ من حسنِ المكافأةِ من علِ شاعر
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- الشكرُ يفتحُ أبواباً مغلقةً ... للّهِ فيها على من رامهُ نِعمُ - فبادرِ الشكرَ واستغلقْ وثائقهُ ... واستدفعِ اللّهِ ما تجري به النِّقَمُ الأبرش
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لاتكفرنَّ طوالَ عيشكَ نِعْمةً ... لؤماً تجاحدها امرأً أولاكها ابن أذينة الليثي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ألا فاشكرْ لربَّكَ كل وقتٍ ... على الآلاءِ والنِّعَمِ الجسيمةْ - إِذا كان الزمانَ زمانَ سوءٍ ... فيومٌ صالحٌ منه غَنيمةْ أسعد الزوزني
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- شكرتُ جميلَ صنعِكُم بدمعي ... ودمعُ العينِ مقياسُ الشعورِ - لأولِ مرةٍ قد ذاقَ جفني ... على ما ذاقه دمعَ السرورِ حافظ إِبراهيم
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا أنا لم أشكرْ على الخيرِ أهلهُ ... ولم أذممِ الجبسَ اللئيمَ المذمما - ففيمَ عرفتُ الخيرَ والشَّرَّ باسمهِ ... وشَقَّ لي اللّهُ المسامعَ والفما أبو العالية الرياحي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- 8 - الشكوى
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لاتشكُ فالناسُ في الرزايا ... ثلاثةٌ ثم لامَزيدُ - إِما صديقٌ يُفادُ غماً ... أو شامِتٌ كاشحٌ حسودُ - أو غافِلٌ عنك مستريحٌ ... إِليه شكواكَ لا تفيدُ - ومن يسيليكَ أو يواسي ... لم يُبدِ شخصاً له الوجودُ - إِلا أحاديثُ لَفقَّوُها ... يُصْغي لها الجاهلُ الَبليدُ الكفرعِزِّي جعفر بن هبة اللّه
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ولا بُدَّ من شكوى إِلى ذي مروءٍ ... يُواسِكَ أو يُسْليكَ أو يتوجعُ بشار بن برد
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- كل البريةِ شاكٍ لوسما زُحلٌ ... إِلى المساكِ رآهُ يشتكي العَزَلا المعري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وإِن امرأً يشكو إِلى غير نافعٍ ... ويَسْخو بما في نفسِه لجَهولُ تميم بن المعز
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- أيها ذا الشاكي وما بكَ داءٌ ... كن جميلاً ترَ الوجودَ جميلا - ليس أشقى ممن يرى العيشَ مُراً ... ويظنُّ اللذاتِ فيه فُضولا - أحكمُ الناسِ في الحياةِ أناسٌ ... عَلَّلوها فأحسَنوا التعليلا - والذي نفسُه بغيرِ جمالٍ ... لا يرى في الوجودِ شيئاً جَميلا - فتمتعْ بالصبحِ مادمْتَ فيه ... لاتخفْ أن يزولَ حتى يزولا - كُلُّ نجمٍ إِلى الأفولِ ولكن ... آفةُ النجمِ أن يخافَ الأفولا - هو عبءٌ على الحياةِ ثقيلٌ ... من يظنُّ الحياةَ عبئاً ثقيلا إِيليا أبو ماضي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لا تُطلعنَّ لسانَ شكوى بائحٍ ... ضَجراً على سرِّ الفؤادِ الكاتمِ - واعلمْ بأنَّ جميعَ مافيه بنو الد ... نيا يزولُ زوالَ ُحلمِ النائمِ أسامة بن المنقذ
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لا تشكونَّ إِلى خَلقٍ فتشمتَهُ ... شكوى الجريحِ الى الغِربان والرَّخَم - وكن على حذرٍ للناسِ تَسْتُرُهُ ... ولا يغرْنكَ منهم ثغرُ مبتسمِ - هوِّنْ على ماشق منظرُه ... فإِنما يقظاتُ العينِ كالحُلُمِ المتنبي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لستُ أشكو إِلا لمرجوِّ نفعٍ ... فعلى ذاكَ لسْتُ أشكو لخلقِ - ما رأيتُ الشكوى تفكُّ خناقاً ... بل أراها تزيدُني في الخَنْقِ القاضي الفاضل
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لا تشكوَنَّ إِلى امرئٍ أين الذي ... إِن تشكُ مؤلمةً له أشكاكا - أخنى الزمانُ على المعينِ فما به ... إِلا الذي منه يزيدُ شَجاكا - فتصبرنَّ على خطوبِكَ جاعلاً ... يقظاتِ عينِك مثلِ حلم كراكا - وعليكَ بالصبرِ الجميلِ فإِنه ... لا تستقيمُ بغيره داراكا - فإِذا صبرتَ لقيْتَ راحة ... وإِذا جزعْتَ أعنْتَ ما أعناكا محمد خليل الخطيب
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لا تودعنْ سمعَ أخٍ شكيةً ... فالقلبُ أولى بالذي أجَنَّا - وكُلُّ ما نشكوه من زمانِنا ... نزولُ عنه أو يزولُ عنا أسامة بن منقذ
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- 9 - الشماته
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- أيها الشامتُ المعِّرُ بالدَّهرِ ... أأنتَ المبرَّاُ الموفورُ - أم لديكَ العهدُ الوثيقُ من الأيام ؟ ... بل أنْتَ جاهلٌ مغرورُ - من رأيتَ المنونَ خَّلدنَ أم من ... ذا عليه من أن يضامَ خَفيرُ - فالصبرِ النفسَ للخطوبِ فإِن ... الدهرَ يدجوِ حيناً وحيناُ ينيرُ عدي بن زيد العبادي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وابيضاضَ السوادِ من نذرِ المو ... تِ ( الموت ) فهل بعدَه لإنسٍ نذيرُ - ياعائداً قد جاَ يَشْمتُ بي ... قد زدْتَ في سقمي وأوجاعي - وسألتَ لما غبتَ عن خَبَري ... كم سائلٍ لجيَبه الناعي العبادي ابن المعتز
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- 10 - الشهرة وحسن الذكر والصيت
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- والمرءُ في الدنيا حديثٌ سائرٌ ... تقضي الرفاقُ به مدى أوقاتِها - فاخترْ لنفسِكَ ما يُقالُ ضحى غدٍ ... لإِذا تطلبِ الأخبارَ عند رُوَاتها - يا شاريَ الصيتِ إِن لم تُعْطَ موهبةً ... من السماءِ فلن يعطيكَها الناسُ - قصر الذكاءِ على التذييع آخرُ ... عقمٌ وعاقبةُ التبذير إفلاسُ علي بن مقرَّب القروي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- أترغبُ في الصيتِ بين الأنام ؟ ... وكم خَمَلَ النَّا بِهُ الصيِّتُ - وحسبُ الفتى أنه مائتٌ ... وهل يعرفُ الشرفَ الميتُ المعري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- خيرُ الأحاديثِ ما يبقى على الحِقَبِ ... وخيرُ مالِكَ ما دارى عن الحَسَبِ - لا ذِكْرَ يبقى لمن يبقى له نشبٌ ... والذكرُ يبقى لمن يبقى بلا نَشَبِ - عرضُ الفتى حين يغدو أبيضاً يققاً ... خيرٌ من الفِضَّةِ البيضاءِ والذهبِ ابن أبي حصينة
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- قل للذي يعلنُ عن نفسِه ... جاءَكَ ماتهولاى بما تكرهْ - ثلثةٌ تهربُ من لاحقٍ ... الظِّلُّ والمرأة والشهرةْ القروي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- يا غافلاً عن نفسِه ... أخذتهُ ألسنةُ الوَرَىْ - السهلُ أهونُ مَسْلَكاً ... فدعِ الطريقَ الأَوْعرا - واعلمْ بأنكَ ما تقلْ ... في الناسِ قالوا أكثرا - فاحفظْ لسانَكَ تسترحْ ... فلقد كفى ما قد جَرَى بهاء الدين زهير
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وإِنما المرءُ حديثٌ بعده ... فكن حديثاً حسناً لمن وَعَى ابن دريد
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وما يكسبُ الذكرَ الجميلَ سوى العنا ... وَجوْبَ الفيافي واقتحامَ المخاوفِ حفني ناصف
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ذكرُ الفتى عمرُه الثاني وحاجتُهُ ... ما قاتَهُ وفضولُ العيشِ أشغالُ المتنبي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- عِمرُ الفتى ذكرُه لاطولُ مدتِهِ ... وموتُهُ خِزْيُه لا يومه الداني - فأحْي ذكركَ بالإِحسانِ تفعلُه ... تجمعْ به لكَ في الدنيا حياتانِ ابن الرومي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وكم شهرةٍ أدت إِلى التعسِ ربَّها ... وألقَتْ عليه البؤسَ وهو ثقيلُ - وماذا تفيدُ الهالعَ القلبِ شهرةٌ ... تدقٌ دفوفٌ حولَها وطبولُ - هبوني حياةً لاتروَّعُ بالأسى ... وسيان عندي شهرةٌ وخمولُ الياس فرحات
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لاتكرهَنْ لقباً شُهِرْتَ به ... فلرب محظوظٍ من اللقبِ - قد كان لقب مرةً رجلٌ ... بالوائلي فعدَّ في العَرَبِ المبَّرد
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- 11 - الشيب والشيخ
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ألا لا مَرْحباً بفراقِ ليلى ... ولا بالشيبِ إِذا طردَ الشبابا - شبابٌ بانَ محموداً وشيبٌ ... ذميمٌ لم نجدْ لهما اصطِحابا - فما منكَ الشبابُ ولسْتَ منه ... إِذا سألَتْكَ لحيتُكَ الخِضابا - وما يَرْجُو الكبيرُ من الغواني ... إِذا ذهبَتْ شبيبتُهُ وشابا مقرم بن رابطة الكلبي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- الشيبُ حلمٌ راجحٌ ورزانهٌ ... فيه وتجربةٌ لمن قد جرَّبا عمر بن زيد
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا المرءُ أعيا رَهطه في شبابهِ ... فلا ترجُ منه الخيَر عندَ مشيبِ أبو الأسود
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- خذْ من شبابكَ للصِّبا أيامه ... هل تستطيعُ اللَّهْوَحين تشيبُ مسلم بن الوليد
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِن المشيبَ رداءُ والأديبِ ... كما الشبابُ اللّهوِ واللعبِ دعبل
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- دع التصابي فإِن الشيبَ قد لاحا ... أوقد أراكَ قبيلَ الشيبِ ممزاحا - وقد يعيبُ الفتى وخطُ المشيبِ به ... إِذا غدا مرةً للّهْوِ أو راحا - والشيبُ يقطعُ من ذي اللّهو شرَّتهُ ... ويذهبُ المزحَ ممن كان مزَّحا - والشيبُ سابقةٌ للموتِ قدَّمهُ ... ثم ترى الموتَ للأقوامِ فَضَّحا يحيى بن زياد
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وكم شيوخٍ غّدوا بيضاً مفارقُهمْ ... يسبحون وباتوا في الخَنا سُبُحا - لو تعقلُ الأرضُ ودَّت أنها صَفِرَتْ ... منهم فلم يَرَ فيها ناظرٌ شَبَحا - أرى ابنَ آدمَ قضى عيشةً عَجَباً ... إِن لم يرحْ خاسراً منها فما رَبِحا - فإِن قدرتَ فلا تفعلْ سوى حَسَنٍ ... بين الأنامِ وجانبْ كلَّ ما قبُحا المعري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- أقونُ لآمرةٍ بالخضابِ ... تحاولُ ردَّ الشبابِ النضيرْ - أليس المشيبُ نذيرُ الإِله ... ومن ذا يسوِّدُ وجهَ النذير ؟ شميم الحلبي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- الشيبُ أبهى من الشبابِ ... فلا تهجنْهُ بالخضابِ المعري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- أيها الشامتُ المعِّرُ بالشيب ... أقلَّنَّ بالشباب افتخارا - قد لبسْتُ الشبابَ غضاً طرياً ... فوجدْتُ الشبابَ ثوباً مُعارا وؤية بن العجاج
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- والشيخُ لا يتركُ أخلاقهُ ... حتى يواري في ثرى رمسِهِ - إِذا ارعوى عادَ إِلى جهلِهِ ... كذي الضَّنى عادَ إِلى نكسهِ صالح عبد القدوس
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا أنت وفَّيْتَ الثمانين لم يكنْ ... لدائِكَ إِلا أن تموتَ طبيبُ شاعر
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لا يرحلُ الشيبُ عن دارٍ أقامَ بها ... حتى يرحِّل عنها صاحبَ الدارِ مسلم بن الوليد
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- شيئان ينقشعان أولَ وهلة ... ظلُّ الشبابِ وخلةً الأشرارِ - لاحبذا الشيبُ الفيُّ وحبذا ... شَرْخُ الشباب وخلُةُ الأشرارِ - وطري من الدنيا الشبابُ وروقهُ ... فإِذا انْقَضَى فقدِ انقضَتْ أوطاري التهامي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- أترجو أنت تكونَ وأنتْ شيخٌ ... كما قد كنتَ أيامَ الشبابِ - لقد كذبتْكَ نفسُك ليس ثوبٌ ... خليقٌ كالجديدِ من الثيابِ الجاحظ
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ومن يصحبِ الأيامَ تسعينَ حجةً ... يغيْرنه والدهرُ لا يتتغيرُ أبو العباس ثعلب
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- سلني أنبئٌكَ بآياتِ الكِبَرْ ... نومُ العشاءِ وسُعالٌ بالسحرْ - وقلةُ النومِ إِذا الليلُ اعتكرْ ... وقلةُ الطعمِ إِذا الزادُ حَضَرْ - وسرعةُ الطرفِ وتحميجُ النظرْ ... وتتركُكَ الحسناءَ في قبلِ الطُهرْ والناسُ يبلونَ كما تَبْلَى الشجرْ - ( التحميج : تصغير العين لتمكينها من النظر ) العريان ابن الهيثم
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- أليس ورائي إِن تراخَتْ منيتي ... لزومُ العصا تُحنى عليها الأصابعُ - أخبرُ أخبارَ القرونِ التي مَضَتْ ... أدباُّ كأني كلما قمتُ راكعُ لبيد بن أبي ربيعه
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- أرى الشيبَ مذ جاوزتُ خمسين دائباً ... يدبُّ دبيبَ الصبحِ في غمقِ الظلمِ - هو السمُ إِلا أنه غيرُ مؤلمٍ ... ولم أرَ مثلَ الشيبِ سُماً بلا ألمِ أعرابي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ما كنتُ أرجوه إِذا كنتُ ابنَ عشرينا ... مَلَكْتُه بعد أن جاوزتُ سبيعينا - تطيفُ بي من بناتِ التركِ أغزلةٌ ... مثلُ الغصونِ على كثبان يَبْرينا - وخُرَّدٌ من بناتِ الرومِ رائعةٌ ... يحكينَ بالحُسْنِ حُورَ الجنة العِينا - يغمزْنَني بأساريعٍ منعمةٍ ... تكادُ تنقضُّ من أطرافِها لينا - يُرِدْن إِحياء ميتٍ لاحراكَ به ... فككيفَ يحيين ميتاً صار مَدْفونا - قالوا : أنينُكَ طولَ الليلِ يُقْلِقُنا ... فما الذي تشتكي ؟ قلْتُ الثمانينا شاعر
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا ما دعانيا للصِّبا من أحِبُّه ... تضامَمْتُ أو بالسمعِ عن صوته - وليس لمرءٍ ماشابَ رأسُه ... نجاحٌ بإِتيانِ السفاهِ ولا عُذْرُ وقرسبس بن حكم الطائي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- أخو الشيبِ لا يدنو إِلى الحُرِ بالهوى ... ليقرُبَ إِلا ازدادَ في قربٍ بعدا - يعاطينَهُ كأسَ السلوِّ عن الهوى ... ويمنعنهُ وَصْلا يعاطينه المُرْدا أبو حية النميري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- فما شابَ رأسي من سنينَ تتابعَتْ ... طوالٍ ولكن شيبَتْهُ الوقائعُ عروة بن الورد
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا ما رُضْتَ ذا سنٍ كبيرٍ ... على غيرِ الذي يهوى عَصاكا ابن عبد القدوس
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- جنى ابنُ على نفسِه ... بالولدِ الحادثِ ما لا يُحِبْ - تقولُ عِرْسُ الشيخِ في نفسِها ... لاكنتَ ياشرَّ خليلٍ صُحِبْ - إِذا ما أسنَّ الشيخُ أقصاهُ أهلُه ... وجارَ عليه الجلُ والعبدُ والعِرْسُ - وأكثرَ قولاً والصوابُ لمثلِهِ ... على فضلِه أن لا يُحَسَّ له جَرْسُ المعري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- يا ليت شِعْري ألا مَنْجَى من الهَرَمِ ... أم هل على العيشِ بعد الشيبِ من ندمِ - والشيبُ داءٌ نجيسٌ لا دواءَ له ... للمرءِ كان صحيحاً صائبَ القحمِ - وسنانُ ليس بقاضٍ تَوْمةً أبداً ... لولاغداةَ يسيرُ الناسُ لم يَقُمِ - في منكبيهِ وفي الأصلابِ واهنةٌ ... وفي مفاصلهِ غمزٌ من القَسَمِ ساعده بن جؤبة
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- كتمْتُ شيبي لتخفي بعضُ روعتِه ... فلاحَ منه وميضٌ ليس ينكتمُ - راعَ الغواني فما يقرَبْن ناحيةً ... رأيْنَ فيها بروقَ الشيبِ يبتسمُ مالك بن أسماء
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- أشابَ الصغيرَ وأفنى الكبيرَ ... كَرُّ الليالي ومَرُّ العشيِّ الصلتان العبدي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- رأيتُ الشيبَ تكرهُه الغواني ... ويحببنَ الشبابَ لما هوينا - فهذا الشيبُ نخضبُه سواداً ... فكيف لنا فنسترقُ السنينا الأنباري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ما يصنعُ الشيخُ بالعذراءِ يملكُها ... كجوزةٍ بين فكَّيْ أدردٍ خَرِفٍ - إِن رامَ يكسرُها يالسن تثلمُهُ ... وكَسْرُها راحةٌ للّهائم الدنفِ دعبل الخزاعي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- والشيبُ يأمرُ بالعفافِ وبالتقى ... وإِليه يأوي العقلُ حين يؤولُ - فإِن استطعْتَ فخُذْ لشيبك فضيلةً ... إِن العقولَ يرى لها تفضيلُ الأحوص الأنصاري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا دببْتَ على المنساةِ من هرمٍ ... فقد تباعدَ عنكَ اللّهوُ والغزلُ شاعر
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- باللّهِ قلْ لي يا فلا ... نُ ( فلان ) ولي أقولُ ولي أسائلْ - أتريدُ في السبعينُ ما ... قد كنْتَ في العشرينَ فاعلْ - هيهاتَ لاواللّهِ ما ... هذا الحديثُ حديثُ عاقلْ - قد كنتَ تُعذَرُ بالصِّبا ... واليوم ذاكَ العذرُ زائلْ - منيتَ نفسَكَ باطلاً ... فإِلى متى تَرْضَى بباطلْ بهاء الين زهير
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- نزلَ المشيبُ فأين تذهبُ بعده ... وقد ارعويْتَ وحانَ منك رحيلُ - كان الشبابُ خفيفةً أيامُه ... والشيبُ تحملهُ عليكَ ثقيلُ المقنع الكندي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- تزوَّجَ الشيخُ فألفيتَهُ ... كأنه مثقلُ إِبلٍ وحِلْ - وعرسُهُ في تعبٍ دائمٍ ... لاتخضبُ الكفَّ ولا تكتحلْ - ملَّتْ وإِنَّ أحسنَ أيامِه ... تقولَ في النفسِ : متى يَرْتَحِلْ - لوماتَ لاستبدلْتُ منه فتىً ... إِني أراهُ محرماً لا يَحِلْ - ربَّ شيخٍ ظلَّ يهديهِ إِلى ... سبلِ الحقِّ غُلامٌ ما احتلمْ المعري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا لم يشبْ رأسٌ على الجهلِ لم يكنْ ... على المرءِ عارٌ أن يشيبَ ويَهْرما - ومن ضعفَتْ أعضاؤُه اشتد رأيهُ ... ومن قوَّمته الحادثاتُ تقوَّما علي ابن الجهم
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- في مشيبي شمَماتةٌ لعِداتي ... وهو ناعٍ مُنَغَّصٌ لي حياتي - وهو ناعٍ إِلىَّ نفسي ومن ذا ... سَرَّهُ أن يرى وجوهَ النعاةِ - ويعيبُ الخضابَ قومٌ وفيه ... لي أنسٌ إِلى حضورِ وفاتي عبدان الأصبهاني
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا كانَ أمرُ الناسِ عند عجوزهم ... فلا بدَّ أن يلقَوُنَ كل يَبابِ شاعر
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- الشيخُ لا يتركُ أخلاقُه ... حتى يوارى في رمْسهِ - إِذا ارعوى عادَ إِلى جهلِه ... كذي الضنى عاد إِلى نِكْسِه صالح عبد القدوس
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- أورقْتَ ياغصنُ لاتدري بما صنعت ... لك المقادير ثم استنشئ الزهر - فلم تزلْ لقضاءِ اللّهِ منتقلاً ... حالاً فحالاً إِلى أن أينعَ الثمرُ - وكان واليك يخشى أن تمسَّ أذىً ... يوماً ويسقيك إِن لم يسقكَ المطرُ - ما نامَ عنكَ ولا ألهَتْه نائبةٌ ... حتى قَدُمْتَ وجاءَ الضعفُ والخَورُ - ثم اغتدىلك عند القُرِّ محتطباً ... يلقيك في النار عمداً وهي تستعرُ - وإِنما قلت ما قدمتُهُ مثلاً ... للمرءِ لما أتاه الشيبُ والكبرُ أبو بكر الخوارزمي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- فاجاكَ من وفدِ المشيب نذيرُ ... والدهرُ من أخلاقِه التغيير - فسوادُ رأسِك والبياضَ كأنه ... ليلٌ تدبُّ نجومُه وتسيرُ محمود الوراق
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِن حالَ لونُ الرأسِ عن لونه ... ففي خضابِ الرأسِ مستمتعُ - هَبْ من له شيبٌ له حِيلةٌ ... فما الذي يحتالُهُ الأصعُ ؟ الجاحظ
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- عجيبٌ لمن يرتاعُ من شيبِ رأسِهِ ... ويذهبُ عنه خوَفه الصبغُ والنتفُ - ومن طامعٍ لا يكتفي بحياتِه ... فيرنو لما بعدَ الحياةِ له طرْفُ - يريد خلودَ الذكرِ وهو بقبرهِ ... ويسري إِلى أعقابِ أعقابِه الوقفُ خالد الفرج الكويتي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- الشيبُ عنوانُ المني ... ةِ ( المنية ) وهو تاريخُ الكِبَرْ - وبياضُ شعرِك موتُ شع ... رِك ( شعرك ) ثم أنتَ على الأثرْ - فإِذا رأيتَ الشيبَ عمَّ ... الرأسَ فالحذزَ الحذرْ علي بن أبي طالب
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- صَرَمَتْ حبالكَ بعد وصلِكَ زينبُ ... والدهرُ فيه تصرمُ وتقلبُ - ذهبَ الشبابُ فما له من عَوْدَةٍ ... وأتى المشيبُ فأين منه المهربُ - دعْ عنكَ ماقد فاتَ فب زمنِ الصِّبا ... واذكرْ ذنوبكَ وابكِها يا مذنبُ - واخش مناقشةَ الحسابِ فإِنه ... لابُدَّ يحصى ما جنْيتَ ويكتَبُ - لم ينسَه الملكان حينَ نسيتَهُ ... بل أثبتاه وأنتَ لاهٍ تلعبُ - والرحُ فيكَ وديعةٌ أودعتَها ... ستردها بالرغم منك وتسلبُ - وغرورُ دنياكَ التي تسعى لها ... دارٌ حقيقتها متَعٌ يَذْهَبُ - وجميعُ ماحصلته وجمعتَهُ ... حقاً يقبناً بعدَ موتِكَ يُنهبُ - تباً لدارٍ لا يدومُ نعيمُها ... ومشيدُها عما قليلٍ يخربُ علي بن أبي طالب
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ظننتُ بغى الفتوةِ والتمني ... تزولُ بالاكتهالِ فخابَ ظني - أرى قلبي يظلُّ على صباه ... ولو حامَتْ على التسعين سني - يكلفني الشقيُّ هوى الصبايا ... فأهواهنَّ ممتثلاً كأني 0000 - ويولغُني بأصغرِهنَّ سناً ... وأصغَرُهنَّ أبعدُهنَّ عني - بكيتُ فقال أصحابي : أتبكي ؟ ... فقلْتُ مضى الشبابُ فهل أغني ؟ - ولو راحَ الهوى لأراحَ نفسي ... من الصَّدِّ المبرَّحِ والتجني - ولكنَّ الهوى باقٍ وقلبي ... بمعتركِ اللحاظِ بلا مِجَنِّ - دعُوا دمعي يسيلُ فما لمثلي ... شعورُ المستريحِ المطمئن - وليس أحقَّ من عيني بدمعي ... وأولى بالبكاءِ عليَّ مني الياس حبيب فرحات
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- أليس ورائي أن أدبَّ على العصا ؟ ... فيشمتَ أعدائي ويسأمني أهلي - رهينةُ قعرِ البيتِ كُلَّ عيشةٍ ... يطيفُ بي الولدانُ أهدجُ كالرألِ - ( هدجَ كالرأل : يتداركُ خطوه كالنعام ) عروة بن الورد
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- يا أيها الرجلُ المسوِّدُ شيبه ... كيما يعدُّ به من الشبَّنِ - أقصرْ فلو سَّودْتَ كُلَّ حمامةٍ ... بيضاءَ ماعدَّتْ من الغِرْبانِ ابن الرومي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ليَ خمسٌ وثمانونَ سنهْ ... فإِذا قدَّرتها كانَتْ سنّهُ - إِن عمرَ المرءُ ماقد سرَّه ... ليس عمرُ المرءِ مرَّ الأزمنة جعفر بن دوستويه الفارسي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا مرَّ عمرُ المرءِ ليس براجعٍ ... وإِن حَلَّ شيبٌ لم يضرْه خضابُ الحميري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- من عاشَ سبعين فهوَ في نَصَبٍ ... وليس للعيشِ بعدها خيرَهْ - رؤيتَكَ الميتَ في الكَرى سببٌ ... بقول : من يفقدُ الحياةَ يرَهْ المعري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- بياضُكَ يا لونَ المشيبِ سوادُ ... وسقمُكَ سقمٌ لا يكادُ يعادُ - وما الشيبُ إِلا توءمُ الموتِ للفتى ... وعيشُ امرئٍ بعد المشيبِ جهادُ الشريف المرتضى
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- من عاشَ تسعين حولاً فهو مغتربٌ ... قد زايلَ الأهلَ إِلا معشراً جُددا - وشاهدَ الناسَ من كهلٍ ومقتبلٍ ... ودالفَ الخَطْوَ لا يحصي لهم عددا المعري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- من عاش أخلقتِ الأيامُ جدَّته ... وخانَه الثقتانِ السمعُ والبصرُ - قالت عهدُتك مجنوناً فقلْتُ لها ... إِن الشبابَ جنونٌ برؤه الكبرُ ابن أبي فنن
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- حملُ العصا للمبتلى ... بالشيب عنوان البِلَى - وُصفَ المسافرُ أنه ... ألقى العصا كي يَنْزِلا - فعلى القياسِ سبيلُ من ... حمل العصى أن يَرْحلا علي بن حسن الباخرزي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا تقوسَ ظهرُ المرءِ من كبرٍ ... فعاد كالقوس يمشي والعصى الوترُ - فالموتُ أروحُ آتٍ يستريحُ به ... والعيشُ فيه له التعذيبُ والضَّرَرُ - إِذا عاد ظهرُ المرء كالقوسِ والعصا ... له حينَ يمشي وهي تقدمُه وترُ - وملَّ تكاليفَ الحياةِ وطولَها ... وأضعفَهُ من بعدِ قوته الكبرُ - فإِن له في الموتِ أعظمَ راحةٍ ... وأمناً من الموتِ الذي كان ينتظرُ أسامة ابن المنقذ
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لا تغبطِ المرءَ أن يقالَ له : ... أضحى فلانٌ لسنِّه حَكَما - إِن سرَّهُ طولُ عمرِه فلقد ... أضحى على الوجهِ طولُ ما سَلِما عمربن قميئه أو الكميت
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا ما ابن ستين ضمَّ الكعابَ ... إِليه فقد حَّلتِ البهْلَةْ المعري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- يكيتُ لقربِ الأجلْ ... وبعد فواتِ الأملْ - ووافدِ شيبٍ طرا ... بعقبِ شبابٍ رَحَلْ - شبابٌ كأن لم يكنْ ... وشيبٌ كأن لم يَزَلْ - طواكَ نذيرُ البقا ... وحل نذيرُ الأَجَلْ محمود الوراق
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لاتحسدنَّ على البقاءِ معمِّراً ... فالموتُ أيسرُ ما يؤولُ إِليه - وإِذا دعْوتَ بطول عمرٍ لامرئٍ ... فاعلمْ بأنكَ قد دعوتَ عليه أسامة بن منقذ
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا ما مضى القَرْنُ الذي أنتَ فيهم ... وخُلِّفتَ في قرنٍ فأنتَ غريبُ دعبل
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- قال أبو دلف العجيلي لجاريةٍ - تهزَّ أتتْ إِذ رأتْ شيبي فقلْتُ لها ... لا تهزئي من بَطُلْ عمرٌ به يشيبِ - فينا لكنَّ وإِن شيبٌ بدا أربٌ ... وليس فيكُنَّ بعد الشيبِ من أربِ - شيبُ الرجال لهم عزٌ ومكرمةُ ... وشيبكنَّ لكن الذلُّ فاكتئبي أبو دلف العجيلي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- قد تخطاكَ شبابٌ ... وتغشاكَ مشيبُ - فأتى ماليس يمضي ... ومضى مالا يَؤُوبُ - فتتأهبْ لسفامٍ ... ليس يَشْفيه طبيبُ - لا تتتَوَهَّمْهُ بعيداً ... إِنما الآتتي قريبُ عبد اللّه بن سهل العسكري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لاخيرَ في الشيخِ إِذا ما اجْلَخَّا ... وسالَ غَرْبُ دمعِه فلخَّا - وكان أكلاً وشَخَّا ... تحتَ رواقِ البيتِ يخشى الدخَّا - ( اجلخ الشيخ ضعف ) ( لخ : : كثر دمعه ) ( الدخ : الدخان ) حفص الأموي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا دخلَ الشيخُ بين الشبابِ ... عزاءً وقد ماتَ نفلٌ صغيرُ - رأيْتُ اعتراضاً على اللّهِ إِذا ... توفي الصغيرُ وعاشَ الكبيرُ - فقلْ لابنِ شهرٍ وقل لابنِ دهرٍ ... وما بين ذلكَ : هذا المصيرُ محمد الواسطي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- آلةُ العيشِ صحةٌ وشَبابٌ ... فإِذا وليا عن المرءِ ولى - وإِذا الشيخُ قالَ أفٍ فما ... ملَّ حياةً وإِنما الضعفَ ملا - ولذيذُ الححياةِ أنفسُ في النف ... سِ ( النفس ) وأشهى من أن يُمَلَّ وأحلى المتنبي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا ما عانقَ الخمسينَ حيٌ ... ثنتْهُ السِّنَّ عن عَنَقٍ وجَمْزِ - وتتهزأُ منه رباتُ المغاني ... كما هَزِئَتْ برؤيةَ أمَّ حمزِ - فلا أعرْك بين القومِ تُحِي ... بطعن في محَدثِهم وغَمْزِ المعري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- جَدَّ المشيبُ وأنتَ في لعبِ ... من شابَ لم يَحْسُنْ به لعبُه - فاحفظْ لشيبِكَ ححَقَّ صحبته ... وابكِ الشبابَ فقد مَضَتْ حقبُهْ - تغترُّ والأيامُ تعقبُه ... والموتُ مقرونٌ به سببُهْ حماد عجرد
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِن المشيبَ نعى إِليَّ شبابي ... وَحَدتْ بموتي مَوْتةً الأتتراب - طَوْراً أعاد وتنارةً أنا عائدٌ ... أو دَافنٌ حياً من الأحبابِ - فإِلى متى أنعى وأسمعُ ناعياً ... أو شك بقرعِ يد المنية ببابي أحمد بن أبي دؤاد
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- 12 - شاور مشاورة
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لاتسْتشني في مُحالٍ ظاهرٍ ... إِن المُحالَ مضلةُ الأهواءِ - إِن المشاورَ في المُحال مثالُهُ ... كمُطالع المرآةِ في الظلماءِ أحمد الأرجاني
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا عنَّ أمرٌ فاستشرْ فيه صاحباً ... وإِن كنتَ ذارأيْيٍ يشيُ على الصحبِ - فإِني رأيتُ العينَ تجهلُ نفسَها ... وتدركُ ماقد حلَّ في موضعِ الشهبِ عبد اللّه الخشاب
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- شاورْ سِوَاكَ إِذا نابتْكَ نائبةٌ ... يوما وإِن كنتَ من أهلِ المشوراتِ - فالعينُ تلقى كِفاحاً ما نأى ودنى ... ولا تتترى شَخْصَها إِلا بمرآةِ فتيان الشاغوري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لاتشاورْ من ليس يصفيكَ وداً ... إِنه غيرُ سالكٍ بك قَصْدا - واستشرْ في الأمورِ كُلَّ لبيبٍ ... ليس يألوكَ في النصيحةِ جهدا الحسين المغربي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وأنفعُ من شاوْرتتَ من كان ناصحاً ... شفيقاً فأبصرْ بعدها من تشاورُ - وليس يُشلفيككَ الشفيقُ ورأيُهُ ... غريبٌ ولا ذو الرأي والصدرِ واغرُ شاعر
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- قد يصيبُ الفتى المشيرُ ولم يج ... هدْ ويشوي الصوابَ بعدَ اجتهادِ المتنبي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وإِذا استشاركَ مقتدٍ بك واثقٌ ... فأشرْ عليه وكنْ له نظارا عبد اللّه الجعفري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ما استنبطَ الصوابَ كالمشاورةْ ... فانظرْ وشاورْ واحذرِ المخاطرهْ السابوري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- يامن يشاورُ في الأمورِ تهمهْ ... نصحاءه نصحَ الزمانُ وأسمعا البستي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- فاقبلْ إِشاراتِ الزمانِ فإِنه ... نِعْمَ المؤدبُ والمشيرُ لمن وَعَى - ومن الرجالِ إِذا زَكتْ أحلامهمْ ... من يُستشارُ إِذا استشيرَ فيطرقُ - حتى يجولَ بكُلِّ وادٍ قلبُهُ ... فيرى ويعرفَ ما يقولُ وينطقُ - إِن الحليمَ إِذا تفكرَ لم يكدْ ... يخفى عليه من الأمورِ الأوفقُ صالح عبد القدوس
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لاتستشيرنَّ الغنيَّ الجهلا ... ولا تكنْ فيما يراه فاعلا - ماكل من شاورتَ ذو لطافةْ ... ماكل ذي نُصْحٍ حَصَفةْ الشيخ عبد اللّه السابوري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- خصائصُ من تشاورُه ثلاثٌ ... فخذ منها جميعاً بالوثيقةْ - ودادٌ خالصٌ ووفورُ عقلٍ ... ومعرفةٌ بحالِكَ والحقيقةْ - فمن حصلت له هذي المعاني ... فنابعْ والزمْ طريقهْ الأرجاني
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وإِن قال لي ترى يستشيرني ... أخي لم أشرْ إِلا بما كنتُ فاعلا الجعفري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- عقلُ الفتى ليس يُغني عن مشاورةٍ ... كعِفَّةِ الخُودِ لاتُغْني عن الرجلِ - إِن المشاورَ إِما صائبٌ غرَضَاً ... أو مخطئٌ غير منسوبٍ إِلى الخطلِ - لاتتحقر الرأيَ يأتيكَ الحقيرُ به ... فالنحلُ وهو ذبابٌ طيبُ العسلِ ابن المقري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لاتستشرْ غيرَ ندبٍ حازمٍ يقظٍ ... قد استوَتْ منه أسرارٌ وإِعلانُ - من استشارَ صروفَ الدهرِ قامَ له ... على حقيقةِ طبعِ الدهرِ برهانُ أبو الفتح البستي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا المرءُ أرعى واستشارَكَ فاجتهدْ ... له النصحَ وامره بما كنت آتيا الجعفري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا بلغَ الرأيُ المشورةَ فاستعنْ ... يعزمِ نصيحٍ أو مشورةِ حازمِ - ولا تحسبِ الشُّورى عليكَ غضاضةً ... فإِن الخوافي قوةٌ للقوادمِ - وما خيرُ كفٍ أمسكَ الغلُّ أختَها ... وما خيرُ سيفٍ لم يؤيدْ بقائمِ - وخلِّ الهوينى للضعيفِ ولا تكنْ ... نؤوماً فإِن الحُرَّ ليس بنائمِ - وأدْنِ إِلى القربِ المقرَّب نفسَه ... ولا تُشْهِدِ النجوى امرأً غيرَ كلتمِ - فإِنكَ لا تستطردُ الغمَّ بالمنى ... ولا تبلغِ العَليا بغيرِ المكارمِ بشار بن برد
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- 13 - الشوق
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وما الشوقُ إِلا لوعَةٌ إِثر لوعةٍ ... وغزرٌ من الآماقِ يتبعُها غزرُ البحتري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- يقولون طالَ الليلُ والليلُ لم يطلْ ... ولكنَّ من يبكيْ من الشوقِ يسهرُ الفرزدق
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وأشتاقكمْ واليأسُ بين جوانحي ... وأبرحُ شوقٍ ما يكونُ مع الياسِ - ولولا الردى ما كان بالعيشِ وصمةٌ ... ولولا النوى ما كان بالحُبِّ من باسِ - لا تُخْفِ ما صنعتْ بكك الأشواقُ ... واشرحْ هواكَ فكلنا عشاقُ - فعسى يُعينُكَ من شُكَوْتَ له الهوى ... في حملِهِ فالعاشقونَ رفاقُ - واصبرْ على هَجْرِ الحبيبِ فربما ... عادَ الوصالُ وللهوى أخلاقُ الشاب الظريف
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وما صبابةُ مشتاقٍ على أملٍ ... من اللقاءِ كمشتاقٍ بلا أملِ - والهجرُ أقتلُ مما أراقبُهُ ... أنا الغريقُ فما خوفي من البلبلِ المتنبي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وذو الشوقِ القديم وإِن تسلىَّ ... مشوقٌ حينَ يلقى العاشقينا - فؤادُ المشوقِ كثيرُ العنا ... ءِ ( العناء ) ومن كتمَ الوجْدَ أبدى الضنا عمر بن أبي ربيعة
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
الباب الرابع عشر : باب الصاد
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- 1 - الصبر
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- فإِن تسأليني كيف أنتَ فإِنني ... صَبُورٌ على رَيْبِ الزمانِ صَعيبُ - حريصٌ على أن لا يُرى بي كآبة ... فيشمتَ عادٍ أو يساءَ حبيبُ - اصبرْ قليلاً فبعد العُسْرِ تيسيرُ ... وكُلُّ أمرٍ له وَقْتٌ وتدبيرُ - وللميمنِ في حالاتِنا نظرٌ ... وفوقَ تقديرِنا للّهِ تقديرُ علي بن أبي طالب
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ما أكرمَ الصبرَ وما أحسنَ الصد ... قَ ( الصدق ) وما أزينهُ للفتى - الخرقُ شؤمٌ والتُّقى جنةٌ ... والرِّفْقُ يمنٌ والقنوعُ الغنى أبو العتاهية
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
_________________ | |
|
ابوكريم عقيد
عدد الرسائل : 581 العمر : 56 العمل/الترفيه : محاسب تاريخ التسجيل : 27/01/2009
| موضوع: رد: مجمع الحكم والأمثال السبت 10 أبريل 2010 - 17:50 | |
|
- كم بين صبرٍ غدا للذلِّ مُجْتلباً ... وبينَ صبْرٍ غدا للعزِّ يجتلبُ إِبراهيم اليازجي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- تلقَّ بالصبرِ ضيفَ الهمِّ حيثُ أتى ... إِن الهمومَ ضيوفٌ أكلُها المهج - فالخطبُ إِن زادَ يوماُ فهو منتقص ... والأمرُ إِن ضاق يوماً فهو منفرجُ - فروِّحِ النفسَ بالتعليلِ ترضَ به ... واعلمْ إِلى ساعةٍ من ساعةٍ فرجُ الحسين بن عبدان البغدادي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- صَبْراً جميلاً على مانابَ من حَدَثٍ ... والصبرُ ينفعُ أحياناً إِذا صبروا - الصبرُ أفضلُ شيءٍ تستعينُ به ... على الزمانِ إِذا ما مسَّكَ الضررُ عبد اللّه بن الأحوص
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- يقولون لي : صبراً وإِني لصابرٌ ... على نائباتِ الدهرِ وهي فواجعُ - سأصبرُ حتى يقضيَ اللّه ماقضى ... وإِن أنا لم أصبرْ فما أنا صانعُ ؟ ابن الصلت
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- عوِّلُ على الصبرِ واتخذْ سبباً ... إِلى الليالي فإِنها دُوَلُ البحتري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- تعزَّ فإِن الصبرَ بالحرِّ أجملُ ... وليس على رَيْبِ الزمانِ معوَّلُ - فلو كان يغني أن يُرى المرءُ جازعاً ... لنازلةٍ أو كان يُغْني التذلُّلُ - لكان التعزي عند كُلِّ مصبيةٍ ... ونازلةٍ بالحرِّ أولى وأجمل - فككيف وكلٌّ ليس يعدو حِمامه ... وما لامرئٍ مما قضى اللّه مزحَلُ أعرابي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- اصبرْ على سُودِ الليالي وادَّرعْ ... بعزيمةٍ كالطودِ إِن خطبٌ نزلْ - فالصبرُ مفتاحُ النجاحِ ولم نجدْ ... صعباً بغيرِ الصبرِ يبلغُهُ الأملْ مصطفى الغلاييني
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- أحسنُ بالواجدِ من وجدِه ... صبرٌ يعيدُ النارَ في زندِهِ - الصبرُ يوجدُ إِن باءٌ له كسْرت ... لكنه بسُكونِ الباءِ مفقودُ - ويحمَدُ الصابر الموفي على غرضٍ ... لاعاجزٌ بعرى التقصيرِ معقودُ المعري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وعاقبَةُ الصبرِ محمودةٌ ... ولكن أخو الخَرْقِ مستعجلُ البحتتري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- عقبَ الصبرِ نجاحٌ وغنى ... ورداءُ الفقرِ من نَسْجِ الكَسَلْ شاعر
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وربَّ فتى تتأبى التصبرَ نفسُهُ ... ولكنه من خشيةِ الموتِ يصبرُ الكاظمي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- عليكَ بحسنِ الصبرِ في كُلِّ موردٍ ... من الأمرِ كي تَحْظىَ بحسنِ المصادر ابن المعتز
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لعمرُك ماصبرُ الفتى في أمورِه ... بحتمٍ إِذا ما الأمرُ جَلَّ عن الصَّبْرِ شاعر
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ألا ربَّما كان التصبُّرُ ذلةً ... وأدى إِلى الأمرِ الذي هو أسمجُ شاعر
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وحسبُ الفتى إِن لمْ ينلْ ما يريدُه ... مع الصبرِ أن يُلفى مقيماً على الصبر ابن النقيب
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- اصبرْ على مضضِ الإِدلاجِ في السحرِ ... وفي الرواحِ إِلى الحاجاتِ والبكرِ - لاتضجرنَّ ولا تدخلْكَ معجزةٌ ... فالنجحُ يتلفُ بين العجزِ والضجَرِ - إِني رأيتُ الأيامِ تجربةٌ ... للصبرِ عاقبةً محمودةَ الأثرِ - وقلَّ من جدَّ في أمرٍ يطالبُهُ ... فاستصحبَ الصبرَ إِلا فازَ بالظفرِ محمد بن يسير أو علي بن أبي طالب
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- أنفقْ من الصبرِ الجميلِ فإِنه ... لم يخشَ فقراً منفقٌ من صبرِهِ - واحلمْ وإِن سَفِهَ الجليسُ وقل له ... حسنَ المقال وإِن أتاكَ بهجرِهِ - والمرُ ليس ببالغٍ في أرضهِ ... كالصقرِ ليس بصلئدٍ في وكرِهِ أبو فراس الحمداني
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ادرعِ الصبرَ وكن آخذاً ... بالرفقِ والإِشفاقِ والخوفِ - ولا تكنْ أعجلَ من فيشةٍ ... عنانُها أطلقَ في الجوفِ - ( الفيشه : ريح الجوف ) عبد القاهر الجرجاني
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا عِلَ صبرُ المرءِ فيما ينوبُهُ ... فلا بدَّ من أن يستكينَ ويَجْزعا خراشُ بن مرة
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وما يبلغُ الإِنسانُ فوقَ اجتهادهِ ... إِذا هو لم يملكْ لما جاء مَدْفعا - صبراً لما تحدثُ الأيامُ من حَدَثٍ ... فالدهرُ في جورِه جارٍ على سننِ - فالصبرً أجملُ ثوبٍ أنتَ لابسُه ... لنازلٍ والتعزي أحسنُ السننِ - وهون الوجدَ إِني لا أرى أحداً ... بفرقة الإِلفِ يوماً غير ممتحنِ الضبي ابن الدهان الموصلي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- تمسكْ بحبلِ الصبرِ في كُلِّ كربةٍ ... فلا عسرَ إِلا سوف يعقِبه يسرُ - ترى المرءَ في بعضِ الأحايينِ راضياً ... وبعد قليلٍ شاكياً يتذمرُ - إِذا استيقظتْ في المرءِ روحٌ لطارئٍ ... فعندئذٍ أخلاقُه تتغيَّرُ جميل صدقي الزهاوي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا سُدَّ بابٌ عنكَ من دونِ حاجةٍ ... فدعْها لأخرى لينٌ لكَ بابها زياد بن منقذ التميمي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- اخلقْ بذي الصبرِ أن يحظى بحاجته ... ومدمنَ القرعِ للأبوابِ أن يلجا محمد بن بشير
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِن الأمورَ إِذا انسدتْ مسالكُها ... فالصبرُ يفتحُ منها كل ما ارتتجا - لا تيأسنَّ وإِن طالَتْ مطالبةٌ ... إِذا استَغْنَتت بصبرٍ أن ترى فرجا محمد بن زنجي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- فدعْ عنكَ ما لا تستطيعُ إِلى الذي ... تنالُ ولا يذهبْ بك الجهلُ مَذْهبا البغدادي بن زياد
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا خفْتَ في أمرٍ عليكَ صعوبةً ... فأصعبْ به حتى تذلَّ مراكبُه الجمَّال - وأمرٍ على مكروههِ قد ركبتهُ ... فكان بحمدِ اللّهِ خيراً عواقبُهْ العبدي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ومن البليةِ أن يسامَ أخو الأسى ... رَعْيَ التجلُّدِ وهو غيرُ جمادِ سامي البارودي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا لم تستطعْ للرزءِ دَفْعاً ... فصبراً للرزيةِ واحتسابا - فما نالَ المنى في العيشِ إِلا ... غبيَّ القوم أو فَطِنٌ تغابى - هي الدنيا نغَرُّ بها خدوعاً ... ونورَدُها على ظمأٍ سرابا - وهل أحياؤنا إِلا ترابٌ ... بظهرِ الأرضِ ينتظرُ الترابا الشريف المرتضى
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- فصبراً فليسَ الأجرُ إِلا لصابرٍ ... على الدهرِ إِن الدهرَ لم يخلُ من خَطْبِ ابن حميدس
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- اصبرْ إِذا نابَ خطبٌ وانتظرْ فرجاً ... يأتي به اللّهُ بعد الريثِ والياسِ - إِن اصطبارَ ابنة العنقودِ إِذا حبستْ ... في ظلمةِ الغارِ أداها إِلى الكاسِ - اصبرْ على ما كرهْتَ تحظَ بما ... تهوى فما جازعٌ بمعذورِ - إِن اصطبارَ الجنينِ في ظلمِ الأح ... شاءِ أفضى به إِلى النُّور - اصبرْ تنلْ ما ترتجيه وتفضلُ من ... جاركَ شأوَ العُلا سَبْقاً وتبْريزا - فالتبرُ أحرقَ بالنيرانِ مصطبراً ... على لظاها إِلى أن عاد إِبريزا أسامة بن منقذ
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- يا نفسُ صَبْراً على ما قد منيتِ به ... فالحرُّ يصبرُ عند الحادثِ الجَلَلِ الشاغوري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وإِذا تصبكَ من اتلحوادثِ نكبةٌ ... فاصبرْ فكلُّ ضبابةٍ ستكسَّفُ أعشى همدان
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- استرْ بصبركَ ما تُخْفيه من كمدٍ ... وإِن أذابَ حَشَاكَ الهمُّ والخرَقُ - كالشمعِ يظهرُ أنوارَ التجملِ والد ... موعُ ( الدموع ) منهلةٌ والجسمُ محترقُ - من رُزِقَ الصبرَ نالَ بغيَتهُ ... ولاحظتْهُ السعودُ في الفِلكِ - إِن اصطبار الزجاجِ للسبكِ والن ... يرانِ ( النيران ) أدناهُ من فَمِ الملِكِ - لا تأسفنَّ لذهابٍ أو فائتٍ ... يُرجَى ولا تتبعْهُ وفرةَ نادِمِ - واصبرْ على الحَدثانِ صبرَ مسلِّم ... متيقنٍ أن ليس منه بسالمِ - فغضارةُ الدنيا كظلٍ زائلٍ ... والعيشُ فيها مثلُ حُلمِ النائمِ - والدهرُ يمنحُ ثم يمنعُ نزرَ ما ... أعطى ويبخلُ بالسرورِ الدائمِ - والناسُ من لم يصطبرْ لمصابهِ ... صبرَ الرَّضا صَبَرَ اصطبارَ الراغمِ أسامة بن منقذ
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- اصبري أيتُها النف ... سُ ( النفس ) فإِن الصبرَ أحجى - ربما خابَ رجاءٌ ... وأتى ماليس يُرجى ابن الرومي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- والصبرُ فاعلمْ من أَعَدِّ العُدَدِ ... على صروفِ النائباتِ العَّودِ - فاجعلهُ إِن همٌ ألمَّ مَعْقِلا ... واجعْلهُ عند النائبات مَوْئِلا - من لم يكنْ عند البلايا صابراً ... سلاكما يَمْلو البهيمُ صاغرا - فاصبرْ إِذا ما عَضَّكَ الزمانُ ... فكل يومٍ للمليكِ شانُ الشيخ عبد اللّه السابوري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- الصبرُ أولى بوقارِ الفتى ... من قلقٍ يهتكُ سترَ الوقار غانم المالقي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- اصبرْ لكل مصيبةٍ وتجلدِ ... واعلمْ بأن الدهرَ غيرُ مخلدِ - أوما ترى أن الحوادثَ جمةٌ ... وترى المنيةَ للعبادِ بمَرْصَدِ ؟ شاعر
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- من يعتصمْ بالصبرِ عند الحادثِ ... فالحبلُ في يديه غيرُ ناكثِ - إِذا أتى ما لا يطيقُ دفعَهُ ... فالصبرُ أولى ما اقتنْيتَ نفعهُ - حلولُ ما حَلَّ من البلاءِ ... كالضيفِ يوماً حَلَّ في الفناءِ - فاصبرْ لضيفٍ بك يوماً نَزَلا ... لا يلبثُ النازلُ أن يرتحلا الشيخ عبد اللّه السابوري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- صبراً لصرف زمانٍ قاطعِ الحججِ ... لم يدرِ ما صحبة الممشى من العَرجِ - يَرْعَى اللئامَ ويغتالُ الكرامَ ولا ... يخشى الملامَ بقلبٍ غير مُخْتلجِ - جربتُ أهلَ زماني واختبْرتُ فلم ... أجدْ كريماً ولا عوناً على الحِوَجِ - ولامُحِباً لذي فضلٍ ولا ثقةٍ ... ولا أميناً ولا عدلاً عن العِوَجِ - من أجل ذلك قد جانيتُ أكثرَهمْ ... وقلتُ يا أزمةُ اشْتَدِّي لتفرجيْ - ولا تزاحمْ على الدنيا الكلابَ فمن ... يزاحمِ الكلبَ فيما نالَه يَهِجِ - يانفسُ صبراً فعُقْبَى الصبرِ صالحةٌ ... لا بدَّ أن يأتي الرحمنُ بالفرجِ عمر بن الوردي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- تنقلُ الدهرِ للفتى سببٌ ... والمرءُ والدهرُ حيثُ ينتقلُ - فدمْ على صبرِكَ الجميلِ له ... واعملْ فإِن الملوكَ قد عملوا البحتري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- والصدقُ يألفُه الكريمُ المرتجى ... والكذبُ يألفُهُ الدنيُّ الأخيبُ - أدوا الحقوقَ تفرْلكمْ أعراضكمْ ... إِن الكريمَ إِذا يجرَّبُ يغضبُ طرفة بن العبد
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وإِذا الأمورُ تزاوجَتْ ... فالصقُ أكرمُها نتاجا محمد بن اسحق
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- 2 - الصدق
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- الصدقُ يعقدُ فوقَ رأ ... سِ ( رأس ) حليفِه بالصدقِ تاجا - والصدقُ يقدح زنده ... في كل ناحيةٍ سراجا الواسطي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- والصدقُ من كرمِ الطباعِ وطالما ... جاءَ الكذوبُ بخجلةٍ ووجومِ - واحذرْ نحوسَ منجمٍ يستقبلُ الكف ... الخضيبَ بوجهِه الملطومِ أحمد الكيواني
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لاتحلفنَّ على صِدْقٍ ولا كذبٍ ... فإِن أبيتَ فعدِّ الحلفَ باللّهِ - يخافُ كُلُّ رشيدٍ من عقوبتِه ... وإِن تلفعَ ثوبَ الغافلِ للاهي - فضِلةُ النطقِ في الإِنسانِ تمزجُها ... نقيصةُ الكذبِ المعدودِ في النِّقَمِ - اصدقْ إِلى أن تظن الصديقَ مهلكةً ... وعندَ ذلك فاقعدْ كاذباً وقُمِ المعري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- تحدثْ بصدقٍ إِن تحدَّثْتَ وليكن ... لكل حديثٍ من حديثِكَ - فما القولُ إِلا كالثيابِ فبعضُها ... عليكَ وبعضٌ في التخوتِ مَصْونُ - ( التخت : كل ما يحفظ فيه الثياب ) المنتصر بن بلال الأنصاري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- والمرءُ ليس بصادقٍ في قولهِ ... حتى يؤيدَ قولهُ بفعالهِ أحمد شوقي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- 3 - الصداقة والصحبة
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لا شيءَ في الدنيا أحبُّ لناضري ... من منظرِ الخلانِ والأصحابِ - وألذُّ موسيقى تسرُّ مسامعي ... صوتُ البشيرِ بعودةِ الأحبابِ القروي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- من فاتَه ودُّ أخٍ مصافِ ... فعيشُه ليس بصافِ - صاحبْ إِذا صاحبْتَ كُلَّ ماجدِ ... سهلِ المحيا طلقٍ مساعدِ - ليس من الإِخوانِ في الحقيقةْ ... من لم يناصحْ جاهداً صديقهْ - إِن المرءَ يوهنُ الودادا ... وينشيءُ الأضغانَ والأحقادا - ولا تكنْ لصاحبٍ مغتابا ... ومُغْرقاً في ثلبِه إِن غابا الشيخ عبد اللّه السابوري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- نصحتُكَ لا تصحبْ سوى كلِّ فاضلٍ ... خليقِ السجايا بالتعففِ ولبظَّرفِ - ولا تعتمدْ غيرَ الكرامِ فواحدٌ ... من الناس إِن حصلتَ خيرٌ من الألفِ أبو الفتح البستي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وكيف صفاءُ العيشِ للمرءِ بعدما ... تغيَّبَ عنه رهطُهُ وأصادقُهْ الشريف المرتضى
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وخليلٍ لا أرهبُ الدهرَ ما دم ... تُ ( دمتُ ) أراهُ والدهرُ جَمُّ الصروفِ البحتري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وافعلْ بغيرِك ماتهواهُ يفعلُهُ ... وأسمعِ الناسَ ما تختارُ مسمعَه - وأكثرُ الإِنسِ مثل الذئبِ تصحُبه ... إِذا تبَّنَ منك الضعفُ أطمعَهُ المعري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لقد أباحَكَ غشاً في معاملةٍ ... من كنتَ منه بغيرِ الصدق تنتفعُ المتنبي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- خبرَ الزمانَ ينو الزمانِ فعزَّ أن ... يرَوا الصديقَ كما رأوه صديقا خليل مطران
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وليس يبلو الإِخوانَ صاحبُهمْ ... إِلا إِذا الدهرُ عضَّهُ كلَبُهْ عبيد اللّه بن طاهر
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- أكرمْ صديقكَ عن سؤا ... لِكَ ( سؤالكَ ) عنه واحفظْ منه ذمَّهْ - فلربما استخبرْتَ عن ... ه ( عنه ) هَدُوَّهُ فسمْعتَ ذَّمهْ عبد الجبار
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لا تيأسَنْ من صاحبٍ ... وتلومَه إِن زلَّ زلَّهْ - مامن أخٍ لكَ لا تعيبُ ... ولو حرْصتَ عليه خُلَّهْ عبد اللّه بن معاوية الجعفري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا صديقٌ نكرْتُ جانبَهُ ... لم تُعْيِني في فِراقِه الحيلُ المتنبي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا تنكرَ خلٌ فاتخذْ بدلاَ ... فالأرضُ من تربةٍ والناسُ من رجلِ شاعر
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- شَرُّ البلادِ بلادٌ لا صديقَ بها ... وشَرُّ ما يكسبُ الإِنسانُ ما يضمُ - وإِذا صاحبْتَ فاصحبْ ماجدا ... ذا عفافٍ وحياءٍ وكرمْ - قولُه للشيء لا إِن قُلْتَ : لا ... وإِذا قلْت نعم قال : نعمْ ابن الأعرابي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا صاحبي أضحى وبي مثلُ مابه ... غداةَ تلاقينا أطلنا التشاكا الشريف المرتضى
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا كنتَ في قومٍ فصاحبْ خيارَهُمْ ... ولا تصحبِ الأردى مع الرَّدي - وبالعدلِ فانطقْ إِن نطقْتَ ولا تلُمْ ... وذا الذِّم فاذَممْه وذا الحَمْدِ فاحمَد - ولا تلحَ إِلا من ألامَ ولا تلمْ ... وبالذلِ من كوى صديقِك فامدُدِ عدي بن يزيد العبادي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا اصطفيتَ امرأً فليكن ... شريفَ النجارِ زكيَّ الحبْ - فنذلُ الرجالِ كنذلِ النبا ... تِ ( النباتِ ) فلا للثمارِ ولا للحطبْ أبو الفتح البستي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا شئتَ أن تدعى كريماً مكرماً ... أديباً ظريفاً عاقلاً ماجداً حرا - إِذا ما أنتْ من صاحبٍ لك زلةٌ ... فكنْ أنتَ محتالاً لزلته عذرا سالم بن وابصة الأسدي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا كانَ إِكرامي صديقي واجباً ... فإِكرامُ نفسي لامحالَ أوجبُ المعري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- واستبقِ ودِّك للصديقِ ولا تكنْ ... قتباً يَعَضُّ بغاربٍ مِلْحاحا - فالرفقُ يمنٌ والآناةُ سعادةٌ ... فتأنَّ في رِفْقٍ تنالُ نجاحا - واليأسُ مما فاتَ يعقبُ راحةً ... ولرب مطعمةٍ تعودُ ذُباحا النابغة الذبياني
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- واحفظْ لصاحبِكَ القديمِ مكانَه ... لا تتركِ الودَّ القديمَ لطاري - وإِذا أساءَ وفيكَ حملٌ فاحتملْ ... إِن احتمالكَ أعظمُ الأنصارِ عمربن الوردي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وصاحِبْ كلَّ أروعَ دهميٍ ... ولا يصحبْكَ ذو الجهل البليدُ ابن المخارق
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِن البناءَ وإِن تطاولَ صرحُهُ ... دونَ الصحابِ مغاوزٌ وفقارُ - ومجالسُ الخِلاَّنِ ما لفم يكسُها ... صَفْوُ الإِخاءِ فإِنها أوزارُ محمد الماحي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وليس خليلي بالمولولِ ولا الذي ... إِذا غبْتُ عنه باعني بخليلِ - ولكن خليلي من يديمُ وصالَهُ ... ويكتمُ سِري عند كل دخيلِ كثير الخزاعي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ما كنتُ مذ كنْتُ إِلا طوعَ خُلاني ... ليست مؤاخذةُ الإِخوانِ من شاني - يجيبني الخليلُ فأسْتَحْلي جنايتهُ ... حتى أدلَّ على عَفْوي وإِحساني - إِذا خليلي لم تكثرْ إِساءتُهُ ... فأينَ موضعُ إِحساني وغفراني - يجني عليَّ وأحنو صافحاً أبداً ... لاشيءَ أحسنُ من حانٍ على جاني أبو فراس الحمداني
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- أغمضُ عيني عن صديقي كأنني ... لديه بما يأتي من القبحِ جاهلُ - وما بي جهلٌ غير أن خليقتي ... تطيقُ احتمالَ الكرهِ فيما أحاولُ - متى ما يريبني مقصلٌ فقطعتُهُ ... بقيتُ ومالي في نُهوضي مَفَاضلُ - ولكنْ أداريه وإِن صحَّ شدَّبي ... فإِن هوَ أعيا كان فيه تحامُلُ منصور الكريزي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- أصادقُ نفسَ المرءِ من قبلِ جسمِهِ ... وأعرفُها في فعلِهِ والتكلمِ - وأحلمُ عن خِلي وأعلمُ أنه ... متى أجزِه حِلماً على الجهلِ يَنْدَمِ المتنبي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لا يؤينكَ من صديقٍ نبوةٌ ... ينبو الفتى وهو الجوادُ الخضرمُ - فاذا نبا فاسبقِه وتأنهُ ... حتى تفئ به وطبعُك أكرمُ الأزدي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا صاحبْتَ في أيامِ بؤسٍ ... فلا تنسَ المودةَ في الرَّخاءِ - ومن يُعْدِمْ أخوه على غناهُ ... فما أدَّى الحقيقة في الإِخاءِ - ومن جعلَ السخاءَ لأقربيهِ ... فليس بعارفٍ طرقَ السخاءِ المعري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وكنتُ إِذا علقْتُ حبالَ قومٍ ... صحبتهمُ وشيمتيَ الوفاءُ - فأحسنُ حين يحسنُ محسنوهمْ ... وأجتنبُ الإِساءةَ إِن أساءوا أعرابي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا كنتَ رباً للقلوصِ فلا تدعْ ... رفيقَكَ يمشي خلفَها غير راكبِ - أنخها فأردفُهُ فإِن حملتكما ... فذاكَ وإِن كانَ العقابُ فعاقبِ حاتم الطائي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- عدوُّك من صديقِكَ مستفادٌ ... فلا تستكثرَنَّ من الصحاب - فإِن الداءَ أكثرُ ماتراهُ ... يحولُ من الطعامِ أو الشرابِ - إِذا انقلبَ الصديقُ غدا عدواً ... مُبيناً والأمورُ إِلى انقلابِ - ولو كان الكثيرُ يطيبُ كانَتْ ... مصاحبةُ الكثيرِ من الصوابِ - ولكن قلما استكثرْتَ إِلا ... سقطْتَ على ذئابٍ في ثيابِ - فدعْ عنك الكثيرَ فكم كثيرٌ ... يُعافُ وكم قليلٍ مستطابِ المتنبي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- اصحبْ خيارَ الناس أين لقيتَهم ... خيرُ الصحابة من يكون ظريفا - والناسُ مثلُ دراهمٍ ميزتها ... فرأيتَ فيها فضةً وزيوفا - لي صديقٌ يرى حقوقي عليه ... نافلاتٍ وحَقَّه كان فَرْضا - لو قطعتُ الجبالَ طولاً إِليه ... ثم من بعدِ طولها سْرتُ عرضا - لرأى ماصنعْتُ غيرَ كبيرٍ ... واشتهى أن أزيدَ في الأرضِ أرضا محمد بن إِسحاق الواسطي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- سلامٌ على الدنيا إِذا لم يكنْ بها ... صديقٌ صدوقٌ صادق الوعدِ منصفا الشافعي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- من أحسنِ الدهرِ وقتاً ساعة سلمتْ ... من الشرور وفبها صاحبٌ حدَثُ المعري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- شريككَ في مزاجكَ من تصافي ... له شقٌ وطوعُ يديكَ شِقٌّ - وحتى في السكوتِ يرادُ حزمٌ ... وحتى في السلامِ يراد حذْقُ محمد مهدي الجواهري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ومن لم يغمضْ عينه عن صديقهِ ... وعن بعضِ ما فيه يمت وهو عاتبُ - ومن يتتبعْ جاهداً كُلَّ عثرةٍ ... يجدْها ولا يسلم له الدهر صاحب كَّثير بن عبد الرحمن الخزاعي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- يا لهفَ نفسي على خلٍ أفاوضهُ ... حديثَ ليلي فيصغي لي كما يجبُ - مظهرِ السمعِ لا يثني للأئمةٍ ... وَجْهاً ولا يزدريه المينُ والكذبُ - أبثهُ سِرَّ حسنٍ جلَّ مضمرهُ ... عن أن تطالعَه الأقلامُ والكتبُ - سرٌ من الحُسْنِ لو يجلى سناهِ على ... أعمى لأبصرَ ماقد وارتِ الحجبُ ابن خاتمة الأندلسي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- كافِ الخليلَ على المودةِ مثلها ... وإِذا أساءَ فكافِه بعتابهِ - وإِذا عتبْتَ على امرئٍ أحببتْتَه ... فتوقَّ ظاهرِ عيبه وسبابهِ منصور الكريزي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لا تسألنَّ عن الصدي ... ق ( الصديق ) وسلْ فؤادكَ عن فؤادهْ - فلربما بحثَ السؤا ... لُ ( السؤالُ ) على فسادِكَ أو فسادهْ أحمد الخراط
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- عشْ واحداً أو فالتمسْ لك صاحباً ... في محتَديْ ورعٍ وطيبِ نجارِ - واحذرْ مصاحبةَ السفيه فشرما ... جلبَ الندامةَ صحبةُ الأشرارِ - والناسُ كالأشجارِ هذي يُجتنى ... منها الثمارُ وذي وقودُ النارِ أسامة بن منقذ
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وإِذا صاحبْتَ فاصحبْ ماجداً ... ذاعفافٍ وحياءٍ وكرمْ - قولهُ للشيءِ لا إِن قُلْتَ لا ... وإِذا قلتَ نعم قال نعمْ عبد اللّه بن معاوية الجعفري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وليس كثيراً ألفُ خِلٍ وصاحبٍ ... وإِن عدواً واحداً لكثيرُ علي بن أبي طالب
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا رُمْتَ أمراً فاعتمدْ في بلوغِه ... على صاحبٍ ذي حكمةس وتجاربِ - ولا تتخذْ فيما ينوبُكَ مُستعداً ... سوى عَزَماتٍ كالنجومِ الثواقبِ - ولا تغتررْ بالِخلِّ إِن لاحَ بشرهُ ... فإِن الأفاعي ليناتُ الجوانبِ الصاحب شرف الدين الأنصاري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- من أين لي والمنى ليست بنافعةٍ ... خلٌ أرى فيه أغراضي وأوطاري ؟ - يمسُّه الخطبُ قَلْبي ثم يصرفُهُ ... عني ولو خاضَ فيه لُجَّةَ النارِ - وواحدٌ عنده عزلي وتوليتيْ ... ومستوٍ عندَه فقري وإِساريْ الشريف المرتضى
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا أنا لم أنفعْ خليلي بودهِ ... فإِن عدويْ لا يضرهمِ بغضيْ النابغة الذبياني
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا ما صديقيْ رابني سوءُ فعلهِ ... ولم يكُ عما رابني بمفيقِ - صبرتُ على أشياءَ منهُ تريبني ... مخافةَ أن أبقى بغيرِ صديقِ - كم صديقٍ عرْفتُهُ بصديقٍ ... صارَ أحظى من الصديقِ العتيقِ - ورفيقٍ رافقتُهُ في طريقٍ ... صارَ بعد الطريقِ خيرَ رفيق البحتري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- أردتَ رفيقاً كي ينالكَ رفقُهُ ... فدعهُ إِذا لم تأتِ منه المرافقُ المعري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- فلا تتكلفنَّ إِلى وَصْلاً ... تلاقي من أذاهُ ماتلاقي - أرى عبدَ الصديقِ فإِن تحلَّىْ ... بظلمٍ فارجُ عِتْقي أو إِباقيْ - فلولا البعدُ ماطُلِبَ التداني ... ولولا البينُ ماعشقَ التلاقيْ - وخسرانُ المودةِ في السَّجَيا ... كخُسرانِ التجارةِ في الوراقِ - فقد يتعاشرُ الأقوامُ حيناً ... بتلفيقِ التصنُّعِ والنفاقِ - وإِن أحقَّ الناسِ مني بخلةٍ ... عدوُّ عدوي أو صديقُ صديقي البحتري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- واصحبْ إِذا صادقتَ بالمروةْ ... لاتبتذلْ من كان ذا أخوهْ - وأعطهِ حقوقَهُ المرجَّوةْ ... وإِن تهاونْتَ تقعْ في هوَّهْ لا تسخُ بالعِرْضِ لديه يسخر
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وإِن تُصِبْ يوماً أخاكَ نكبةْ ... فواسهِ أو لارجعت سبهْ - وإِن تكنْ وخيمةَ المغبةْ ... أجملْ وقاربْ فيه فهو أشبهْ أعْرهُ تتدبيركَ فيما يمتري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وإِن علمتَ أن خِلاً قعدا ... مع العَدُوِّ فهو سَهْمٌ سُدَّدا - إِن كانَ موثوقاً به مُؤَكَّدا ... وإِن يكنْ ذا ظِنَّةٍ فاخشَ العِدا ولا تعاتِبْه ولا تنكرِ
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- خالطْ إِذا خالَطْتَ خيراً منكما ... فإِنه بالفّضْلِ يُغْني عنكما - في الدينِ والمالِ وفيما يُحْكى ... ولا تخالطْ ناقصاً فتنكى هل مَصْعَدٌ في المجدِ كالمنحدر
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لاتتخذْ لخلةٍ صَديقا ... إِلا إِذا حققته تحقيقا - فإِن يكن وفاقُهُ توفيقا ... صِلْهُ وإِلا فاسْدُدِ الطريقا فالطعُ بعد الوصلِ إِحدى الكبرِ
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ولاتصاحبْ قبل أن تُجَرِّبا ... فإِن كرهْتَ من صديقٍ مذْهبا - فاصفحْ أو اعْتَبْه عسى أن يعتبا ... والطفْ به في العَتْبِ كي لا يَغْضبا واصبرْ على مذهبِه المستوعِرِ
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- واخترْهُ إِن كانَ أخاً في اللّهِ ... حراً سوى الحَريصِ والمباهي - أو من بَني الدنيا فغَيرُ واهي ... ولا جَهولاً أو كَذوباً داهي فالجهلُ والكذبُ أصولُ الضررِ
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وإِن رأيتَ مُقْبلاً بودِّه ... إِليكَ فاستحليْتَ صفوَ وردهِ - ولم تردْ إِدبارَه في قصدِهِ ... فأعطِه الإِقبالَ دونَ حدهِ فالنفسُ إِن يخضعْ لها تستهترِ
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وابذلْ لإِخوانكَ مالاً ودماً ... ومن عَرَفْتتَ العونَ والتكرما - وللرعاعِ البشرَ والترحما ... وللعدوِّ العَدْلَ والتحلما هذا لهم طراً إِذا لم يحظرِ
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- فخيرُ ما كسبتَ إِخوانُ الثقةْ ... أنسٌ وعونٌ في الأمورِ الموبقهْ - فاجعلهمُ أهل الخَفَايا والمِقَةْ ... واحسبْ قبولَهم بذاكَ صَدَقةْ واجعلهُ مَئْسِياً كما لم يذكرِ
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وإِن نصحتَ صاحباً فاخْلُ وقلْ ... ولا تبكِّتْهُ على ذَنْبٍ فعلْ - والخصمَ إِن غلبتهُ لاتستطلْ ... عليه بالسبِّ كفاه ما حصلْ من مُمْرِضِ الخِزْي وحزنٍ مضمرٍ محمد الوحيدي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- أخو ثقةٍ يُسَرُّ ببعضِ شأني ... وإِن لم تُدْنِهِ مني قرابهْ - أحبُّ إِليَّ من ألفي قريبٍ ... تبيتُ صدورُهمْ لي مسترابهْ شاعر
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- عتبتُ على سلمٍ فلما فقدتهْ ... وجرَّبتُ أقواماً بكيتُ على سلمِ - رجعتُ إِليه تجريبِ غيره ... فكان كبرءٍ بعد طولٍ من السُّقمِ ابن أبي عراده السعدي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وإِذا الصديقُ رأيتَهُ متملقاً ... فهو العدوُّ وحقُّه يُتَجنذضبُ - لا خيرَ في امرئٍ متملقٍ ... حلوِ اللسانِ وقلبهُ يَتَلهَّبُ - يلقاكَ يحلفُ أنه بكَ واثقٌ ... وإِذا توارى عنك فهو العَقْرَبُ - يعطيكَ من طرفِ اللسانِ حلاوةً ... ويروغُ منك كما يروغُ الثعلبُ - واخترْ قرينَكَ واْطفيه نفاخراً ... إِن القرينَ إِلى المقارنِ يُنْسَبُ علي بن أبي طالب
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- والقَ الأحبةَ والإِخوانَ إِن قَطَعوا ... حبلَ الودادِ بحبلٍ منك متصلِ - فأعجزُ الناسِ حرٌ ضاعَ من يدِه ... صديقُ ودٍ فلم يردُدْهُ بالحِيَلِ - استصفِ خلكَ واستخلصْه أسهلُ من ... تبديلِ خِلٍ وكيفَ الأمنُ بالبدلِ - واحملْ ثلاثَ خِصالٍ من مطالبهِ ... واحفظْهُ فيها ودعْ ماشئْتَه وقلِ - ظلمُ الدلالِ وظلمُ الغيظِ فاعفِها ... وظلمُ هفوتِه واقسطْ ولاتملِ - وكنْ مع الخَلْقِ ماكانوا لخالقهمْ ... واحذرْ معاشرةَ الأوغادِ والسفلِ ابن المقري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وإِن خانَ الصديقُ فلا تَخُنْهُ ... ودمْ بالحفظِ منه وبالذمامِ - ولا تحملْ على الإِخوانِ ضِغْناً ... وخذْ بالصحِ تنيجُ من الأثامِ علي بن أبي طالب
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- اصحبْ ذوي القدرِ واستعدَّ بهم ... وعدِّ عن كلِّ ساقطٍ سلفهْ - فصاحبُ المرِ شاهدٌ ثِقةٌ ... يُقضى به غائباً عليه ولهْ ابن رشيق القيرواني
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا المرءُ لا يرعَاكَ إِلا تكلفاً ... فدعْهُ ولا تُكْثِرْ عليه التَّأَسُّفا - ففي الناسِ أبدالٌ وفي الترك راحةٌ ... وفي القلبِ صبرٌ للحَبيْبِ ولو جَفا - فما كُلُّ من تَهْواهُ يهواكَ قلبهُ ... ولا كُلُّ من صافيتَهُ لك قد صَفا الشافعي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- صديقُ المرءِ كالدينارِ طبعاً ... وكيفَ يفارقُ المرءُ الطَّباعا - تراهُ إِذا أقامَ يقيمُ جاهاً ... وإِن فارقتَهُ أجدى انتفاعا ابن رشيق القيرواني
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وخِلٍّ كنتُ عينَ الرشدِ منه ... إِذا نظرَتْ ومستمعاً سميعا - أطافَ بغيِّهِ فعلْتُ عنه ... وقلتُ له : أرى أمراً فَظيعا عروة بن الورد
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِني إِذا ما الخليلُ أحدثَ لي ... صَرْماً ومَلَّ الصفاءَ أو قَطَعا - لا أحتسي ماءهُ على رَنقٍ ... ولا يراني لبينِهِ جزِعَا - أهجرُهُ ثم ينقضي غ ... بَّرُ ( غبرُ ) الهجرانِ عنا ولم أَقُلْ قذعا - احذرْ وصالَ الئيمِ إِنَّ له ... عَضْها إِذا حَبْلُ وصلِهِ انقطعا - ( غبر الهجران : بقايا ) ( القذع : الفحش ) ( العضه : الإِفك ) المتتوكل الليثي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وإِذا جفاني صاحبٌ ... لم أَسْتَجزْ ما عشْتُ قَطْعَهْ - وتركتُهُ مثلَ القبو ... رِ ( القبورِ ) أزورُها في كلُ جمعهْ جحظة أحمد بن برمكك
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- طولَ التعاشرِ بين الناس مملولُ ... وما لابنِ آدمَ إِن فتشتَ معقولُ أبو العتاهية
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وكم صاحبٍ لي كنتُ أكرهُ فقدَه ... تسلَّمه مني الفناءُ المعجَّلُ - أبدَّلُ بالإِخوانِ ما إِن مللتُهُمْ ... وبالرغمِ مني أنني أتبدَّلُ الشريف المرتضى
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وكنتُ إِذا ما صاحبٌ رام ظنَّتيْ ... وبدَّل سوءاً بالذي كنتُ أفعلُ - قَلّبْتُ له ظهرَ المجنِّ فلم أدمْ ... على ذاكَ إِلا ريثما أتحَّولُ خعن بن أوس
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا ما شِئْتَ أن تسلى خليلاً ... فأكثرْ دونَهُ عدَدَ الليالي - فما سلَّى خليلَكَ مثلُ نأيٍ ... ولا بَّلى جديدَكَ كابتذالِ شاعر
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا ما خليلٌ لم يَصِلْكَ فلا تقمْ ... بتَلعتهِ واعمدْ لآخرَ واصلِ كعب بن زهير
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- حسبُ الخليلين نأيُ الأرضِ بينهما ... هذا عليها وهذا تحتَها بالي النابغة الذبياني
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا الصديقُ اعتلت مودتهُ ... صحْبتُه آسيا من العَتْبِ - فإِن تمادى كويتُ قرحتَهُ ... بالهجرِ والكيُّ آخرُ الطبِّ الصاحب شرف الدين الأنصاري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لو أني في عدادِ الرملِ صحبي ... لأودعتُ الثرى وتركتُ وحدي المعري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- واحذرْ معاشَرةَ الدنيءِ فإِنها ... تُعدي كما يعدي الصحيحَ الأجربُ عبد القدوس
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- والناسُ منهم إِن طلبْ ... تَ ( طلبت ) ودادَهم برٌ وفاجرْ - فاربأْ بنفسِكَ أن يغير ... كَ ( يغيرك ) منهمُ زيفُ المظاهرْ - كم طاهرٍ في ثوبِه ... هو ليس في خُلُقٍ بطاهرْ - يبديْ إِليكَ مودةً ... والحِقدُ تُخْفيه السرائرْ - وعليكَ يثني حاضراً ... ويلوكُ ذمَّكَ غيرَ حاضرْ - أواهُ من غدرِ الصديقِ ... وآهِ من موتِ الضمائرْ - فإِذا ظفرتَ بصاحبٍ ... لكَ في الصداقةِ غير غادرْ - فاحرصْ على كَنْزِ الوفاءِ ... فإِنه في الناسِ نادرْ هاشم الرفاعي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- عفاءٌ على هذا الزمانِ فإِنه ... زمانُ عقوقٍ لازمانُ حقوقِ - فكلُّ رفيقٍ فيه غيرُ مرافقٍ ... وكُلُّ صديقٍ فيه غيرُ صدوقِ أبو الفتح البستي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا ودَّكَ الإِنسانُ يوماً لخِلةٍ ... فغيَّرها مرُّ الزمانِ تَنَكَّرا - وما زالَ فقرُ المرءِ يأتي على الغِنى ... ونسيانُهُ مستدركاَ ما تذكرا - وفي الناسِ من أعطى الجميلَ بَديهةً ... وضنَّ بفعلِ الخير لما تَفَكَّرا - فخفْ قولَ من لاقاكَ من غيرِ سالفٍ ... حميدٍ فأبدى بالنفاقِ تشكرا - وكم أضمرَ المصحوبُ مكراً بصاحبٍ ... فألقى قضاءَ اللّهِ أدهى وأمكرا المعري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وإِذا ما تنكرتْ لي بلادٌ ... أو صديقٌ فإِنني بالخيارِ البحتري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- من يصحبِ الناسَ مَطْوياً على دَخَلٍ ... لا يَصْحَبُوه فخَلُّوا كُلَّ تدخيلِ - وجانِبُوا المزحَ إِن الجِدَّ يتبعهُ ... وربَّ مًوْجَعةٍ في إِثر تقبيلِ ابن رشيق القيرواني
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِن الخليلَ الذي تنضُو مودتُهُ ... نضو الخضابِ لمقوقٌ بتصريمِ - وحقَّ لما لا يبهجُ النفسَ قربُهُ ... على وصلهِ أن يبهجَ النفسَ صرمُه عبد الرحمن المرتضى
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وكلُّ قرينةٍ قرنتْ بأخرى ... وإِن ضنَّتْ بها سيفرقانِ - وكلُّ أخٍ مفارقُه أخوهُ ... لعمرُ أبيكَ إِلا الفرقدانِ حضرمي بن عامر أو لبيد
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وقد يخلفُ الإِنسانُ ظُنَّ عشيرهِ ... وإِن راقَ منه منظرٌ ورواءُ - يموتُ المرءُ ليس له صفيٌ ... وقبلَ اليومِ عزَّ الأصفياءُ المعري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لا تُلْفَيَنَّ مقارناً ... من لا يزينُ من الصحابِ - فالثوبُ ينفذُ صبغهُ ... فيما يليهِ من الثيابِ ابن وكيع التنيسي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- فاهجرْ صديقَكَ إِن خِفْتَ الفسادَ به ... إِن الهجاءَ لمبوءٌ بتشبيبِ - والكفُّ تُقطعُ إِن خِيفَ الهلاكُ بها ... على الذراعِ بتقديرٍ وتسبيبِ المعري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- كلابُ الناسِ إِن فكرْتَ فيهم ... أضرُّ عليكَ من كلبِ الكلابِ - لأن الكلبَ لا يؤذي صديقاً ... وإِن صديقَ هذا في عَذابِ - ويأتي حينَ يأتيْ في ثيابٍ ... وقد حُزمت على رجلٍ مصابِ - فأَخْزى اللّهُ أثواباً عليه ... وأخزى اللّهُ ما تحتَ الثيابِ أعرابي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- اصحبِ الأخيارَ وارغبْ فيهم ... رُبَّ من صاحبَهُ مثلُ الجربْ - ودعِ الناسَ فلا تَشْتُمُهْمُ ... وإِذا شاتَمْتَ فاشتمْ ذا حَسَبْ - إِن من شاتمَ وَغْداً كالذي ... يشتري الصُّفرْ بأعيانِ الذهبْ - واصدقِ الناسَ إِذا حَدَّثْتَهُمْ ... ودعِ الناسَ فمن شاءَ كذبْ مسكين الدارمي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ولا ترتجي الإِخلاصَ من كُلِّ باسمٍ ... ففي الباسمينَ المبغضُ المتحببُ - ولو كان كُلُّ المظهرين لي الوَفا ... وفيَّيْن لم يعجزكِ يانفسُ مطلبُ الياس فرحات
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا بدأ الصديقُ بيومِ سوءٍ ... فكنْ منه لآخرْ ذا ارتقابِ أحمد بن سليمان
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لم يبقَ في الناسِ إِلا المكرُ والملقُ ... شوكٌ إِذا لمسُوا زهرٌ إِذا رَمَقوا - فإِن دعتكَ ضروراتٌ لِعْشرتهمْ ... فكن جَحيماً لعل الشَّوْكَ يحترقُ الشافعي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- يلقاكَ والعسلُ المصفى يُجتنى ... من قوله ومن الفعالِ العَلْقَمُ - يُبدي الهوى ويثورُ إِن عَرَضَتْ له ... فُرَصٌ عليكَ كما يثورُ الأرقمُ الأيبوري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- كفى للصديقِ ذعرةً من صديقِه ... إِخاءُ العِدَى بالجِدِّ أو بالتمازحِ أبو قطن الهلالي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لي صاحبٌ ليس يخلو ... لسانهُ من جِراحِ - يجيدُ تمزيقَ عِرْضي ... على سبيلِ المزاحِ البحتري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- قلَّ الصديقُ وإِن أصبحتَ تعرفٌ لي ... مكانهُ فأبنْ لي أينَ أقصدهُ - كم قد عرفْتُ صديقاً بعد مَعْرِفتيْ ... إِياهُ صرْتُ فراراً منه أجحدُهُ - كفرتُ بالودِّ منه حين أوحشني ... وكنتُ وُجْداً به في الناسِ أعبدُهُ - دعِ العدوِّ وكن ما عِشْتَ ذا حذرٍ ... من الصديقِ الذي زُورٌ توددهُ - وليس فتكةُ من بالذمِّ تقصِدُهُ ... كفتكةٍ من حميمٍ أنتَ تحمدُه - ولا يغرنْكَ ثَغْرٌ لاحَ من ضَحِكٍ ... بياضُهُ فبياضُ المَكْرِ أسودُهُ - يا آمري بجميلٍ كيفَ يثمرُ ما ... زَرَعتُ من حسنٍ والقبحُ يحصدُه - زدني تفاقاً فإِني زائدٌ مَلَقاً ... ومطفئٌ جمرَ ما بالمكرِ توقدُهُ الضحاك الأنصاري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِن خانَ عهدَك من تودُّه ... ونأى فلا يَحْزُنْكَ فقدُهْ - واهْجُرَكَ من تح ... بُ ( تحب ) إِذا قضى وحَوَواهُ لحْدهْ - وإِذا سُئلْتَ علامَ تهج ... رُهُ ( تهجره ) فقلْ : ماصَحَّ عهدُه - وعلامَ أرغبُ في ملو ... لٍ ( ملول ) خائنٍ قد بانَ زهدهْ - واحَذرْ مقالةَ من يقو ... لُ : ( يقول ) الحُبُّ تخضعُ فيه أسدُه - وإِذا خضْعتَ لمن يخو ... نُكَ ( يخونك ) فلإِباءُ لمن تعدهْ - إِن راعَ قلبَكَ هَجْرُه ... فغداً يلينُ له أشدُّه - والصبرُ سمٌ ناقعٌ ... لكنَّ منه يُشارُ شهْدُهُ - انظرْ بعيشِك هل ترى ... أحداً يدومُ على المودَّهْ - لترى أخلاءَ الرَّخا ... ءِ ( الرخاء ) عِداً إِذا نابَتْككَ شدَّه - ولكلِّ ماتأبى وتهوى ... إِن صَبُرتَ مدىً ومُدَّة - صديقٌ لي تنكرَ بعد وُدٍ ... وأمُّ الغدرِ في الدنيا وَلُدُ - أراهُ ملألهُ حُسني قبيحاً ... فصَدَّ وأيسرُ الغدرِ الصدودُ - وذمَّ اليومَ ما حمدَتْهُ مني ... تجاربُهُ وأمسِ به شهيدُ - ولسْتُ ألومُهُ فيما أتاهُ ... أساءَ فرابَهُ الفِعْلُ الحميدُ - وقد يجدُ المريضُ الماءَ مُرْاً ... بفيهِ وهو سلسالٌ بَرودُ أسامة بن منق
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وأصعب ما يَلْقىَ الفتى في زمانِهِ ... صحابةُ من يشفي من الداءِ فقدُهُ البارودي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- احذرْ صديقكَ إِن تغيرَ إِنه ... ضِدٌ يصيبُ الحُرَّ حينَ يعارضُ - فالخمرُ يمتعُ ذوقها ونسيمها ... فإِذا استحلَتْ فهي خلٌ حامضُ أبو الفتح البستي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- ألا ربَّ من تدعو صديقاً ولو ترى ... مقالته بالغَيْبِ ساءَكَ ما يفري - مقالتُه كالشهدِ ما كان شاهداً ... وبالغيبِ مأثورٌ على ثغرةِ النحرِ - تبينُ لك العينانِ ما الصدرُ كاتمٌ ... من الحقدِ والبغضاءِ بالنظرِ الشَّرْر سويد بن الصامت
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وصاحبٍ كان لي وكنتُ له ... أشفقَ من والدٍ على ولدِ - حتى إِذا دانتِ الحوادثُ من ... خَطْوي وحَلَّ الزمانُ من عقدي - احوَلَّ عني وكان ينظرُ من ... عَيني ويرمي بساعدي ويدي - وكان لي مُؤْنساً وكنتُ له ... ليس بنا حاجةٌ إِلى أحدِ - حتى إِذا استرفدَتْ يدي يدَهُ ... كنت كمسترفدٍ يدَ الأسدِ أبو الشيص الخزاعي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وإِذا تخيَّرْتَ الرجالَ لصحبةٍ ... فالعاقلَ البَرَّ السجيَّةِ - وإِذا وزنتُهمُ فأحكمْ وزنهُمْ ... واعرفْ سجاياهم بقلبٍ مُبْصِرِ عبد اللّه بن معاوية
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- قلَّ الديقُ ظفرْتَ بمخلصٍ ... في ودّه لك كنتَ أولَ ظافرِ - يا ما أحيلى بسمةً من صاحبٍ ... لو كان باطنُهُ شريكَ الظاهرِ - عجباً لدهرٍ ليس اَضْحَكُ سنُّهُ ... إِلا لوجهِ مُنَافِقِ أو ماكرِ - كذبٌ على كذبٍ فما من صادقٍ ... حتى المصلَّى صارَ بيتَ الكافرِ قيصر سليم الخوري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- كن صديقِكَ لا من غيرِه حذراً ... إِن كان يُنْجيكَ منه شدةُ الحذرِ - ما أطمئنُّ إِلى خلقٍ فأخبرهُ ... إِلا تكشفَ لي عن لؤمِ مختبرِ أبو عثمان سعيد الخالي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وشَرُّ الأخلاءِ من لم يزلْ ... يعاتبُ طوراً وطوراً يذمْ - يريكَ النصيحةَ عند اللقاءِ ... ويبريكَ في السرِّ بَرْيَ القَلَمْ أبو العتاهية
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- صديقٌ ليس ينفعُ يومَ بؤسٍ ... قريبٌ من عَدُوٍ في القياسِ - وما يبقى الصديقُ بكُلِّ عصرٍ ... ولا الإِخوانُ إِلا للتأسي - عمرْتُ الدهرَ ملتمساً بجهدي ... أخا ثقةٍ فألهاني التماسي - تنكرتِ البلادُ ومن عليها ... كأن أناسُها ليسوا بناسي الشافعي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وأخٍ رخصتُ عليه حتى مَلَّني ... والشيءُ مملولٌ إِذا ما يَرْخُصً - يا ليته إِذا باعَ وُدِّيْ باعهُ ... فيمن يزيدُ عليه لامن ينقصُ - مافي زمانِكَ ما يعزُّ وجودهُ ... إِن رمتَهُ إِلا صديقٌ مُخْلِصُ أبو بكر الخالدي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لعمرُكَ إِني الذي له ... عليَّ دلالٌ واجبٌ لمفَجَّعُ - وإِني بالمولى الذي ليس نافعي ... ولا ضائري فقدانُه لممنَّعُ البراءأبو حناك الفقعسي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- يقولون لي صادقْ فلاناً فإِنه ... أخو نجدةٍ يُرجى لساعةِ ضيقِ - فقلتُ لهم هذا صحيحٌ وإِنما ... عدوُّ بلادي لن يكونَ صديقي الياس حبيب فرحات
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- إِذا كنتَ لا ترعى حقوقاً ... لإِخوانٍ همُ رفعوا مناركْ - وتلزمُ كُلَّ حينٍ أن تُراعى ... ولا ينسى أخو ودٍ مَزاركْ - وتقطعُ دهرنا تهياً وعجباً ... وتأبى دائماً إِلا اختياركْ - فزادَكَ - ما بقيت - اللّهُ بعداً ... ولا أدنى على حالٍ ديارَكْ الماسكيني مكي بن زيان
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- وأعلمُ علماُ ليس بالظنِّ أنه ... لكل أناسٍ من ضَرائبِهم شكلُ - وأن أخلاءَ الزمانِ غناؤُهمْ ... قليلٌ إِذا ما المرءُ زَلَّتْ به النعلُ - ووُدُّ الفتى في كل نَيْلٍ ينيلُهُ ... إِذا ما انقضى لو أن نائلَهُ جزلُ أبو يعقوب الخريمي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- خيرُ الخليلينِ من أغضى لصاحبهِ ... ولو أرادَ انتصاراً منه لانتصرا البحتري
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- بلوتُ وجرَّبتُ الأخلاءَ مدةً ... فأكثرُ شيءٍ في الصديقِ ملالُ - وأنعمُ منا في الحياةِ بهائمٌ ... وأثبتُ منا في الترابِ جبالُ الشريف الرضي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- خليلكَ أنتَ لا من قلتَ خِلُّي ... وإِن كَثُرَ التجملُ والكلامُ - وشبهُ الشيءِ منجذبٌ إِليه ... وأشبهُنا بدنيانا الطَّعامُ المتنبي
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
- لم تلقَ في الأيامِ إِلا صاحباً ... تأذى به طولَ ا
_________________ | |
|
احمـــــــــد بشـــير فريق أول
عدد الرسائل : 4007 العمر : 74 العمل/الترفيه : مدير جودة تاريخ التسجيل : 04/03/2008
| موضوع: رد: مجمع الحكم والأمثال السبت 10 أبريل 2010 - 23:28 | |
| | |
|