الاحتباس الحراري أو ما يسميه البعض تغير المناخ أو كارثة المناخ يمكن تعريفه ببساطة بأنه ارتفاع درجات الحرارة في الأرض والتي يظن البعض أنها تتسبب في كوارث بيئية وبالتالي كوارث إنسانية، تغير المناخ وارتفاع درجة الحرارة ليس موضوعاً قابلاً للجدال لأنه بالفعل يحدث، درجات الحرارة تقاس كل يوم وتقارن بما سجل في السنوات الماضية وبالتالي هي حقائق تسجل وليست تخمينات قابلة للنقاش.
المشكلة ليست في ارتفاع درجات الحرارة، بل في سبب هذا الارتفاع، وسائل الإعلام والمهتمون بالبيئة يقولون بأن التلوث الذي يتركه الإنسان من استهلاك مختلف المواد هو السبب الرئيسي في ارتفاع درجات الحرارة، وهذا ما كنت شخصياً مقتنعاً به حتى وقت قريب، لأنني مثل بقية الناس كنت أردد ما يقولونه، كنت أظن أن جمعاً من العلماء ومناصري البيئة لا يمكن أن يكونوا مخطئين، لكنني تراجعت عن ذلك، وسأوضح لماذا.
لكن قبل التوضيح أشدد على أنني أشجع على فعل أي شيء لحماية البيئة، سواء كانت هناك مشكلة احتباس حراري أو لم تكن، لا بد من أن نقلل استهلاكنا ونحافظ على الموارد المتوفرة لنا ونستهلكها بذكاء وبدون أن ندمر البيئة من حولنا، ديننا يشجع على عدم الإسراف وعلى نظافة كل شيء من حولنا.
ما المشكلة إذن؟ المشكلة علمية بحتة، هل الإنسان هو السبب في الاحتباس الحراري أم أن هناك عوامل أخرى مؤثرة؟ قد يرى البعض أن الأمر بسيط لكنه بالنسبة لي ليس بسيطاً لأن هذه القضية أصبحت مؤثرة في السياسة والاقتصاد ومؤثرة حتى على مستقبل ملايين الناس في مختلف دول العالم.
في البداية علينا أن نتفق على أن الأكثرية قد تكون على خطأ، قد يتفق ألف عالم على قضية علمية واحدة ثم يتبين لنا أنهم أخطأوا، هذا أمر وارد، وأن يقول شخص ما “علينا أن نؤمن بهذه القضية لأن الجميع يفعل ذلك” هذا ليس بأسلوب علمي.
ثم هناك أساس للخلاف العلمي، منع الناس من أن يبدوا آرائهم المختلفة ليس أسلوباً علمياً في الحوار، محاربة من يقول رأياً مخالفاً كذلك ليس أسلوباً علمياً، الأسلوب العلمي هو أن نأتي بأدلة وببيانات ومعلومات تؤيد هذه الأدلة، وإن اختلفنا فعلينا أن نحترم هذا الاختلاف ولا نتهم الطرف الآخر بأنه عميل لشركة أو لحكومة أو أنه قال رأيه من أجل المال.
لماذا أقول ذلك؟ لأن مؤيدي نظرية الاحتباس الحراري أصبحوا حركة سياسية مؤثرة في سياسات الدول، وهم يحدثون تأثيراً إيجابياً في بعض النواحي وسلبياً في نواحي أخرى معتمدين على نظرية كنت أظن في الماضي أنها صحيحة والآن يتبين لي أن أسسها العلمية هشة ويمكن أن نشكك فيها وبشكل كبير.
ما الذي غير رأيي؟ فيلم شاهدته اسمهThe Great Global Warming Swindle أو الخديعة الكبرى للاحتباس الحراري، في هذا الفيلم رأيت علماء يذكرون بعض الحقائق والأدلة العلمية ثم يتحدثون عن التأثير السياسي لنظرية الاحتباس الحراري.
حقائق سريعة
الفيلم يذكر الكثير من الحقائق، وهذا تلخيص سريع لبعضها:
الغلاف الجوي مكون من غازات كثيرة، ثاني أوكسيد الكربون يشكل 0.035% من هذه الغازات فقط!
مصادر غاز ثاني أكسيد الكربون كثيرة، ما ينتجه الإنسان جزء بسيط منها، إذ أن البراكين والبحار والمخلفات العضوية للحيوانات والنباتات تشكل المصدر الأساسي لهذا الغاز.
المناخ يتغير دائماً وليس بثابت، تغير المناخ أمر طبيعي، وفي القرون الماضية هناك أدلة على أن حرارة الأرض كانت أكبر من حرارتها اليوم.
في القرن العشرين كان هناك ارتفاع لدرجة الحرارة في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية مع أن الصناعة وما تصدره من غازات لم تكن مؤثرة.
بعد الحرب العالمية الثانية ومع ازدهار الصناعة وازدياد التلوث الذي يتسبب فيه الإنسان انخفضت درجات الحرارة ولأربعين عاماً، مع أن نظرية الاحتباس الحراري تقول العكس، مع ازدياد التلوث تزداد الحرارة، فلماذا حدث العكس؟
هناك علماء يقولون بأن ارتفاع الحرارة هو الذي يتسبب في ارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون وليس العكس، ولديهم أدلة علمية على ذلك متمثلة في تحليل محتويات طبقات عميقة من الثلج والتي تسجل مستويات ثاني أكسيد الكربون والحرارة لمئات السنين.
الشمس تؤثر على حرارة الأرض وخصوصاً عندما تظهر البقع الشمسية، كلما ازداد عدد البقع الشمسية ازدادت الحرارة.
المحيطات تبث غاز ثاني أكسيد الكربون أو تخزنه حسب حرارتها، لكن هذا لا يحدث سريعاً إذ أن المحيطات تحتاج إلى مئات السنوات لكي تظهر ردة فعلها، فهي كبيرة وعميقة، وإذا كانت اليوم تفعل شيئاً ما فهذا بسبب شيء حدث قبل مئات السنين وليس ردة فعل مباشرة لشيء حدث قبل أيام.
هناك علاقة معقدة بين الأشعة الكونية والسحب والشمس والبقع الشمسية والمحيطات، لا يمكن بعد كل هذا أن يقول أحدهم أن الإنسان وحده هو السبب في ارتفاع الحرارة أو حتى السبب الرئيسي.
مع ذلك الفيلم لا يخلو من الأخطاء، فهل نستطيع الاعتماد عليه لوحده؟ بالتأكيد لا.
مع أو ضد؟
لا يملك الإنسان العادي غير المتخصص في هذا المجال إلا أن يقر بأنه لا يعرف هل الاحتباس الحراري سببه الإنسان أم الطبيعة، وتزداد حيرته عندما يسمع آراء العلماء المختلفة، أضف إلى ذلك تعقيد السياسة حتى تصبح القضية كالعصيدة!
حماة البيئة لديهم جزء من الحقيقة، شخصياً لا يهمني من المتسبب في الاحتباس الحراري لأن الحفاظ على البيئة بالنسبة لي قضية منفصلة بحد ذاتها وأنا أحاول أن أحافظ على البيئة بالقدر المستطاع، لكن ما يهمني هو الحقيقة وما نفعله على أساس هذه الحقيقة.