مقال نشر فى المصرى اليوم للكاتب مجدى الجلاد
فى عام 2017 سيكون عمرى ـ إن عشت ـ 53 سنة.. وسيكون عمر أكبر أبنائى 26 سنة.. أنا أدركت مصر فى العهد الحالى، وهو جاء إلى الدنيا فى بداية الثلث الثانى من العهد ذاته.. أنا لا أتذكر كثيراً مما جرى قبل هذا العهد.. وإبنى لا يصدق أنه كان هناك شىء قبل هذا العهد.. وما بين جيلين، وأجيال أخرى وسطهما، ثمة مفارقات ينبغى التوقف أمامها سلمياً!
فى 2017 سيكون الرئيس الأمريكى الشاب باراك أوباما قد ترك البيت الأبيض، لو افترضنا أنه حصل على ثقة الشعب الأمريكى لفترة رئاسية ثانية عام 2012، سينضم «أوباما» إلى زملائه من رؤساء أعظم وأقوى دولة فى العالم.. سيصبح «أوباما»، صاحب الكاريزما والأمل والحيوية، رئيساً سابقاً، وهو فى مثل سنى!
فى 2017.. سيكون العالم غير العالم.. أنظمة ستزول وحكومات سترحل.. سيتحول الإنسان الفرد وسط الجماعة إلى قوة هائلة.. الديمقراطية الراهنة ستصبح أفكاراً بدائية فى عالم لا يقدس كرسياً.. آسيا بنمورها وتجاربها المتفردة ستزيل الحاجز بين الدول المتقدمة والأمم المتحفزة.. ربما تميل الكرة الأرضية قليلاً نحو الصين.. وربما تبرز عضلات «الأرض» فى أوروبا.. وربما تنبت التربة من الجنوب.. الجنوب فى أفريقيا.. أو الجنوب فى القارة الأمريكية.. لا يهم.. المهم أن العالم لا يتوقف عن التغيير.. وفى التغيير سنة وضعها الخالق كى تستقيم الحياة!
فى 2017.. سيتحدث الناس عن فتوحات علمية يصعب توقعها أو تخيلها اليوم.. قد نقرأ إعلاناً عن طرح شقق وفيلات فاخرة على سطح كوكب مجاور.. وقد يصبح هاتفك المحمول «حبة أرز» فى خاتم إصبعك.. وقد تدفع 5 آلاف دولار مقدم شراء سيارة تطير فى الهواء.. الصحف المطبوعة سوف تختفى حتماً.. والخبر سيكون فى جيبك بتفاصيله وعمقه وخلفياته وسياقه فور وقوعه..
سوف يولد ابنك ومعه خريطة جينية بالأمراض التى قد تهدده فى المستقبل، وسيكون بمقدورك أن تزرع جيناً فى رحم زوجتك لحماية ابنك من السرطان.. وربما كان ممكناً أن تعالج كبدك أو معدتك بـ«كبسولة» واحدة تركب على ظهر صاروخ دقيق، ينطلق فى جسمك ليصل إلى العضو المريض.. وكفى.. ولا داعى لـ«كيس» الدواء الذى تحمله مثل البطاقة الشخصية..!
فى 2017.. سوف ينتج التعليم مخترعين وعباقرة لم يبلغوا سن المراهقة.. سوف يلهو الأطفال بوسائل الابتكار.. سيختفى «توم وجيرى» من أفلام الكارتون، لأنه سيكون بمقدور الطفل صناعة فيلم الكارتون الذى يناسبه وهو جالس فى غرفته.. وربما ينجح جيل العباقرة الجدد فى تصميم وإنتاج إنسان آلى له مشاعر وأحاسيس وذاكرة وتجارب وأخلاق، تماماً مثلما نجحوا الآن فى إنتاج «روبوت» يقوم بكل مهام الزوجة.. كلها.. كلها.. ودون استثناء..!
ربما لا يصدقنى بعضكم.. ولكن كل هذه الأمور ليست أحلاماً، وإنما حاولت استقاءها من الجهود والتجارب والأبحاث العلمية الحالية.. غير أن مصداقية التحقق من عدمه ليست قضيتنا.. فقط اسألوا أنفسكم: أين ستكون مصر فى 2017؟!
أجيبوا دون أن يسألنى أحد: لماذا 2017؟!!