» الفقي « يكشف عن حملة تستهدفه شخصياً
مازالت أصداء الورطة التي وضع د . مصطفي الفقي نفسه والنظام فيها مستمرة، وذلك حينما أقر في لحظة صدق نادرة أن أي رئيس لمصر ينبغي أن يحظي بالرضا الأمريكي والإسرائيلي أولاً، وبالرغم من أن ما ذهب إليه رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب ليس بجديد بل يتغني به بعض رموز المعارضة ليل نهار في الصحف وأمام الفضائيات إلا أن اعترافاً من أحد أقطاب النظام علي هذا النحو يعد بمثابة صك اعتراف ذهبي لقوي المعارضة وجميع القوي الوطنية مفاده أن المصريين باتوا يحكمون بواسطة نظام يستمد ولاءاته وأوامره من دولتين الأولي إسرائيل التي تحتل فلسطين التي بها ثالث الحرمين ومسري الرسول صلي الله عليه وسلم للملأ الأعلي والثانية تحتل عاصمة الخلافة الإسلامية في زمن الرشيد » بغداد «. هل ما ذهب إليه » الفقي « هو يقظة ضمير بعد أن تآكل النظام وفقد مصداقيته داخلياً وخارجياً أم زلة لسان يندم عليها الرجل طويلاً، خاصة بعد تأكيده أن هناك حملة تستهدفه شخصياً وسياسياً بعد هذا التصريح، في البداية يقول د . عبدالحليم قنديل المنسق العام لحركة كفاية إن اعتراف الفقي يؤكد ما ذهب إليه شخصياً والذي ذكره في العديد من المرات حينما أشار إلي أن النظام المصري لا يري في الوجود سوي إسرائيل وأمريكا وأن الحزب الحاكم يعلم عن يقين بأن الطريق لقلب واشنطن لا يكون إلا عبر تل أبيب، لذا فإن أجندة النظام ظلت وستظل دائماً وأبداً مرهونة بالإرادة الأمريكية إلي أن يقدر الله سبحانه وتعالي لتلك السحابة السوداء المتمثلة في الحزب الحاكم أن تتبدد عن سماء مصر . أبو العلا ماضي وكيل مؤسسي حزب الوسط يري أن ما ذهب إليه الفقي هو رأي لا يمكن التشكيك فيه بحكم المكانة التي يتبوأها الرجل في قلب النظام المصري، كما أن الظواهر تشير إلي هذا الرأي وتدفع باتجاه استحالة أن يكون تصريح الفقي متن باب أنه اندفاع أو من قبيل زلة اللسان . وفي ذات السياق يري حمدين صباحي النائب في مجلس الشعب ووكيل مؤسسي » الكرامة « أن الفقي لم يأت بجديد وإن كان اعترافه يقوض مصداقية النظام وأنها تأتي من قبيل شخص عرف بولاءاته لقوي الحكم، فضلاً عن كونه أحد فرسان الحزب الحاكم، لذا فإن تلك الشهادة تعد ذات قيمة في كونها تدحض المزاعم التي يروج لها النظام بشأن أن قراره مستقل ولا يقبل الضغوط، فها هو القيادي وأحد مفكري النظام يعترف بأن رضا إسرائيل وأمريكا عمن يعتلي سدة الحكم في مصر هي بديهية لا يمكن بأي حال من الأحوال النكوص عنها قبل أن يتمكن المرشح للرئاسة من اعتلاء صهوة البلاد . ويري عضو البرلمان السابق د . جمال حشمت أن اعتراف الفقي لا يمثل مفاجأة له شخصياً ولا للكثيرين من رموز المعارضة بل الأمر كذلك بالنسبة للحزب الحاكم، فالجميع يدرك عن يقين بأن أمريكا لاعب أساسي في الرضا عن الرئيس قبل وبعد أن يعتلي سدة الحكم، كما أن تعاظم إسرائيل وإرادتها لدي المجتمع الدولي وأمريكا في الأساس بات جزءاً من أوراق اللعبة لديها حاضر بقوة لذا فإن الحصول علي مباركتها ضروري . ويري » حشمت « أن ما كشف عنه الفقي يمثل في طياته علامة فارقة في مدي مصداقية نظام الحكم تجاه الثوابت الوطنية وعلي رأسها الدفاع عن القضية الفلسطينية، إذ كيف يمكن أن نثق في موقف النظام منها بعد أن تأكد بالدليل القاطع أنه يسعي لشراء ود واشنطن بأي ثمن حتي ولو كان المقابل حصار مليون ونصف المليون فلسطيني ومنع الماء والهواء والطعام عنهم . من جانبه يري د . حمدي حسن النائب عن جماعة الإخوان المسلمين في مجلس الشعب أن تصريح الفقي يستمد قوته من الشخص ذاته الذي تفوه به، فالجميع يعلم أن رضا واشنطن عن أي رئيس يتولي مصر أمر ضروري ولكن أن يتفوه ويعترف بذلك أحد رموز النظام، فتلك هي المفاجأة التي سيحفظها التاريخ طويلاً . ويري حسن أن كل الشواهد تؤكد أن ذلك النظام أمريكي من أخمص قدمه لرأس شعره بدليل جميع القرارات التي يتم اتخاذها فيها له علاقة سواء بالملف الفلسطيني أو العراقي واللبناني .
من جريدة الوفد
وجنت على نفسها براكش
وجالك الموت يا فقى