الجلود تختلف من اللين والنعومة بحيث تصلح كملابس إلى ألانواع الصلبة
التي تصلح أغلفة للسيوف والخناجر واغلفة للمخطوطات.. كما تفننوا في
النقش بالألوان الثابتة على الجلد وفي الكتابة البارزة عليه ومازالت هذه
الصناعة في اسبانيا مزدهرة منذ عصور الاسلام "
اما صناعة الاصباغ والالوان والاحبار فيدلنا على تفوقهم فيها ما نراه اليوم من ألوان زاهية في القصور الاسلامية مثل الحمراء وقصور استانبول وما نراه في اغلفة المصاحف الملونة.
وقد ابتكرها مدادا يضىء في الليل من المواد الفسفورية وآخر يبرق في الضوء بلون الذهب من المرقشيشا الذهبية وهو كبريتيد النحاس) ليستخدم بدل الذهب الغالي في كتابه المصاحف والمخطوطات القيمة. كما صنعوا انواعا من الطلاء الذي يمنع الحديد من الصدأ واخترع جابر بن حيان مواد كيميائية تنقع فيها الملابس أو أوراق الكتابة فتمنع عنها البلل ومواد اخرى تنقع فيها الملابس او الورق فتصبح غير قابلة للاحتراف.
الوزن النوعي للمواد الصلبة والسائلة
لقد اخذ العرب عن الاغريق وارشميدس فكرة. الوزن النوعي للمواد ولكنهم توسعوا فيها الى أقصى حد وطوروها وصنعوا لها موازين خاصة متطورة فابتكر الرإزي ميزانا دقيقا سماه (الميزان الطبيعي) ووصفه في كتابه (محنة الذهب والفضة) كما ابتكر الخازن ميزانا متطورا يمكنه وزن الاجسام في الماء والهواء على السواء وقد كان اهتمام المسلمين بالوزن النوعي لاكتشاف نقاء المعادن واذا كانت مختلفة أو مغشوشة وخاصة المعادن النفيسة. ولكنهم توسعوا بعد ذلك في هذا الميدان فأصبحوا يصنعون الجداول للوزن النوعي لكل شيء في الحياة.. ابتداء من الذهب والفضة والزئبق والياقوت والزمرد والازورد والعقيق الى الحديد والصلب والحجارة. كما شملت ابحاثهم في السوائل كل شيء ابتداء من الاحماض والماء إلى الحليب بجميع انواعه وزيوت الطعام.. وبهذا كانوا يعرفرن نسب تركيب كل مادة من عناصرها المختلفة.
وقد جاء في كتاب (عيون المسائل) لعبد القادر الطبري جداول للوزن النوعي لكثير من المواد المعروفة في عصور الاسلام. كذلك قام البيروني والخازن بعمل جداول المواد. فمن ذلك على سبيل المثال ان الوزن النوعي للذهب الخالص حسب جداول البيروني 26 ر 19 وحسب الخازن 25 ر 19 وحسب الارقام الحديثة 26 ر 19 وهذا مثل هذا عن دقة المسلمين في تجاربهم. ومن أغرب التجارب التي أجراها عباس بن فرناس حساب الوزن النوعي لجسم الانسان.. ومقارنته بالوزن النوعي للطيور وخاصة الصقور.. وكان مقصده من ذلك ان يعرف حجم الجناحين الذين يصنعهما لحمل جسمه والطيران في الهواء.
وجدير بالذكر أن هذه الطريقة التي أبتكرها عباس بن فرناس المتونى سنة 884 م هي التي تتبع اليوم في تربية اجسام الرياضيين واعدادهم للمسابقات العالمية.. وفي المعاهد الرياضية الكبرى موازين تقوم على نفس الفكرة أي وزن الجسم في الهواء ثم في الماء.. فاذا وجدوا ان نسبة الشحم الى العضلات في الجسم اكبر من اللازم نصحوه بعمل ريجيم شديد أو يحرم من الدخول لبطولة الرياضية.
وهذا قليل من كثيرمن فضل المسلمين في الكييمياء