فى مثل ذلك الوقت من كل عام تمر علينا مناسبة عطرة وحدث جلل فى تاريخ الإسلام والمسلمين، إنها ذكرى الهجرة النبوية الشريفة.. كانت الهجرة درساً فى الطاعة والشجاعة والإيمان والثقة بالله تعالى حيث تمثل ذلك فى طاعة الرسول االكريم لأمر الخالق بالهجرة وشجاعته خلال الرحلة المباركة من مكة للمدينة فلم يتردد ولم يهتم بما قد يحدث له من إيذاء وترك بلده التى ولد وتربى وعاش فيها والتى قال فيها صلى الله عليه وسلم (اللهم أخرجتنى من أحب البقاع إلىَّ فأسكنى فى أحب البقاع إليك).
وعندما هاجر المسلمون إلى المدينة كان الأنصار خير عون لإخوانهم المهاجرين، واستقبلوهم بكل الود والحب مهللين ومكبرين، واستطاع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يآخى بينهم فقد تقاسم أهل المدينة (أنصار رسول الله) مع إخوانهم المهاجرين المال والبيت.
وكان نتيجة هذا الترابط بين نفوس يغمرها حب الله ورسوله وعقول أضاءت بنور الإيمان أن انعكس ذلك بصورة إيجابية على الإسلام والمسلمين، فكانوا خير عون له صلى الله عليه وسلم فى نشر عقيدة الإسلام وإعلاء كلمة الله.. لقد كانت حياة الرسول مثالاً لكل المعانى النبيلة والغايات السامية.. صلى الله عليه وسلم.