احمـــــــــد بشـــير فريق أول
عدد الرسائل : 4007 العمر : 74 العمل/الترفيه : مدير جودة تاريخ التسجيل : 04/03/2008
| موضوع: إنفلونزا الخنازير.. الفيروسات ولعبة الجينات الثلاثاء 15 ديسمبر 2009 - 22:20 | |
| بقلم: د. أميمة خفاجي/ جريدة الاهرام 16/12/2009 في عصر العولمة أصبحت الهندسة الوراثية اللعبة الأكثر شغفا وإثارة.. فدائما يبحث العلماء عن اللعب بالقتال والتمثيل به, لتربح الآن لعبة هندسة الكائنات الحية, بل لتتصدر قائمة التكنولوجيا الحديثة. وتعد هندسة الجراثيم أشكالا وألوانا لتنتج لنا جراثيم جديدة, تصبح اللقاحات والمضادات عديمة الجدوي تجاهها, بل هي في حد ذاتها تشكل خطورة علي الإنسان. فيفقد مناعته تجاه أبسط الميكروبات والفيروسات كما هو الحال في فيروس إنفلونزا الخنازير( المكسيك). والأخطر من كل ذلك أن هناك من الكائنات الدقيقة ما يطول استمرارها إلي أمد غير محدود, فقد بقيت جزيرة كرينارد علي شواطئ اسكتلندا مصابة بأنواع من الجمرة الخبيثة لنحو أربعين عاما بعد إجراء تجارب الحرب البيولوجية.
ومصير الميكروبات المهندسة وراثيا في الطبيعة أمر يصعب تحديده, حيث تتكاثر تلك الكائنات بشكل غير طبيعي وبصورة غير متوقعة ولا محدودة, ولايمكن السيطرة عليها, حيث يتبادل كثير من الميكروبات المادة الوراثية الـDNA تلقائيا وبدون أي تدخل خارجي.. وبالتالي تكتسب الميكروبات صفات جديدة. فهل يمكن للخلايا المهندسة وراثيا والتي تطلق للتخلص من النفايات السامة أو لقتل الآفات أو للقيام بخدمات أخري أن تنقل جيناتها المحورة إلي كائنات حية أخري مع ما يتبع ذلك من عواقب غير مرغوب فيها..؟! يهتم البيولوجيون حاليا بتقويم وتقليل ومحاولة الحد من هذه الأخطار.. برغم التأكد من استحالة تجنب هذه الأخطار, إلا أنه مازالت للعبة بقية..!
تتكون فيروسات الانفلونزا من ثمانية جينات فقط, والسلالة الجديدة بها ستة جينات من فيروس إنفلونزا الخنازير المعروف بانتشاره في أمريكا الشمالية. لكن هذا الفيروس هو نفسه مزيج من فيروسات إنفلونزا البشر والخنازير والطيور. والجينان الأخيران يأتيان من فيروس خنازير موجود بالخنازير الأوروبية والآسيوية. فترة حضانة الفيروس4 ــ7 أيام, لو عطست أو سعلت في كوب يظل الفيروس كامنا غير نشيط عالقا بالكوب حتي يصادف كائنا آخر قابلا للإصابة به وتتم العدوي, فينشط ويمارس نشاطه في إخضاع الخلية له
ولأوامره ويتنقل بخفة وسرعة من خلية لأخري عبر الهواء والسعال واللمس والمصافحة. تختلف الإصابة من شخص إلي آخر فقد يصيب البعض دون الآخر.. برغم شراسته إلا أن قوة جهاز المناعة لدينا مسألة في غاية الأهمية, وقد تكون أعراض المصابين بهذا الفيروس خفيفة وأخري شرسة.., وفقا لمقاومة وتحمل هذا الفيروس, لأنه يعتمد علي المناعة.. يهاجم الفيروس الخلايا وعندما يستطيع مفتاح الفيروس الاندماج مع قفل الخلايا المستهدفة, يدور المفتاح فتفتح الخلية بابها ويستطيع الفيروس الاندماج مع قفل الخلية ويخترق سطح الخلية ويبدأ في نشر وبث خصائصه الوراثية ثم يتركها بعد تخريبها متنقلا بخفة ورشاقة من خلية لأخري. وبالتالي يستطيع في
وقت قليل السيطرة علي الخلايا الواحدة تلو الأخري وهدم مقاومتها المناعية, وأخطر ما في الفيروس هو سطحه, حيث يوجد انزيم نيورامينياز وعقار التاميفلو يعمل علي تعطيل هذا الإنزيم ومن ثم تموت الخلايا المسببة للفيروس أو التالفة بها.. التحصين, المناعة تتكون نتيجة لتكون أجسام مناعية بعد عدوي مباشرة بالمرض.. ولكن هناك طريقة صناعية لتكوين المناعة وتكوين أجسام مناعية,
وذلك عن طريق التحصين باللقاحات المختلفة.. وهي عبارة عن ميكروبات الأمراض تعطي بصورة مخففة لإحداث عدوي ضعيفة للمرض يتبعها تكون مناعة. واللقاح يقوم أو يعمل علي تنشيط الجهاز المناعي ويجعله في تنبيه دائم واستعداد مستمر للعدو الغازي, وبالتالي يستطيع مقاومة الغريب المنتظر ويواجهه ويقضي عليه قبل أن يستفحل وينتشر في جميع أرجاء الجسم. عمل اللقاح هو تنشيط الجهاز المناعي. حيث يوهم الخلية بأن الكائن أو الغازي العدو موجود بالدم, مما يجعلها في حالة تنبيه مستمر ودائم مما ينبه الخلايا الدفاعية بصورة دائمة لوجود جسم غريب فيقاومه. لنتذكر دائما أن كثرة المضادات الحيوية تعمل علي تقوية الفيروسات والبكتيريا المهاجمة, وتكسبها قوة وشراسة مما يقلل من فعالية المضادات المقصودة, بل وتؤدي إلي ظهور العديد من الأمراض غير المعروفة علاوة علي إضعاف جهاز المناعة بالجسم.
| |
|