اعلنت الصحة الدولية التابعة لوزارة الصحة المصرية، فى بداية الستينيات أن دولة سنغافورة تحتاج إلى عشرين طبيباً مصرياً لمعاونتها فى إنشاء نظام صحى بها، وتقدمت - وكنت حينئذ - طبيباً صغيراً.. وقُبلت، ولأننى لم أعرف ما هى سنغافورة، ذهبت إلى الأستاذ إبراهيم حسن رحمه الله، شقيق صديقى الطبيب الفنان الراحل حسن محمد حسن، وكان إبراهيم محرراً بجريدة «الأهرام»، يجوب جنوب شرق آسيا، ومنها سنغافورة وسألته عن رأيه، فقال: لا تذهب، فالبلد متخلف، وهناك أماكن فى منتهى القذارة!!
وفى أثناء ذلك قُبلت فى بعثة للحصول على دكتوراه فى الطب الرياضى فى ليبزج فى ألمانيا الشرقية ثم لتعرج حياتى إلى بريطانيا، ثم ألمانيا الغربية، لتمتد إلى الأربعين عاماً بالخارج..
وكنت أسمع عن التقدم الهائل فى سنغافورة، إلى أن أتيحت لى الفرصة منذ أعوام لأحضر بها المؤتمر العالمى لأمراض الروماتيزم، لأشاهد عن قرب التقدم الهائل فى المجال الطبى والنظافة المفرطة فى شوارعها!! إلى جانب المستشفيات الفاخرة، التى فاقت المستشفيات الألمانية حيث كنت أعمل!!
وكدت أبكى كمداً عندما ذهبت من أسابيع إلى مستشفى حميات الإسكندرية عندما ارتفعت درجة حرارة صغيرتى سارة، لأشاهد الصراصير (أقسم بالله) تسرح، على مكتب الطبيبة.. هل لنا أن نعلن عن رغبتنا فى استدعاء أطباء من سنغافورة، ليبنوا لنا نظاماً صحياً؟! أو هل يبعث الله لنا رئيساً مثل كوان لو، الذى غير وجه الحياة فى سنغافورة.
دكتور/ أحمد سعيد عمر
استشارى أمراض روماتيزم
المملكة المتحدة - بريطانيا
يعنى سنغافورة تقدمت وابدعت فى كل شىء فى 40 سنة تقريبا
لا تعليق
وعجبى