اسمه كاملا محمود سامى باشا بن حسن حسين بن عبدالله البارودى ونعرفه اختصارا باسم محمود سامى البارودى وهو مولود فى ٦ أكتوبر ١٨٣٩م فى حى باب الخلق بالقاهرة لأبوين من أصل شركسى. ويعتبر البارودى رائد مدرسة الإحياء الشعرى ولقب باسم فارس السيف والقلم.تلقى البارودى دروسه الأولى فى بيته، فتعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ النحو والصرف وأتم دراسته الابتدائية عام ١٨٥١م،
ثم التحق بالمدرسة الحربية وهو فى الثانية عشرة ١٨٥٢م، وبدأ يظهر اهتمامه بالشعر حتى تخرج فى المدرسة المفروزة عام ١٨٥٥م برتبة «باشجاويش» ولم يستطع استكمال دراسته العليا، والتحق بالجيش السلطانى.
عمل بعد ذلك بوزارة الخارجية وسافر إلى الأستانة عام ١٨٥٧م وأعانته إجادته للغة التركية على الالتحاق بقلم كتابة السر بنظارة الخارجية التركية وظل هناك نحو سبع سنوات من١٨٥٧م إلى ١٨٦٣م ولما سافر الخديوى إسماعيل إلى العاصمة العثمانية بعد توليه العرش ألحق البارودى بحاشيته، فعاد إلى مصر فى فبراير ١٨٦٣م، وعينه إسماعيل معيناً لأحمد خيرى باشا على إدارة المكاتبات بين مصر والأستانة.
ضاق البارودى بقيود الوظيفة فعاد لحياة الجندية وفى يوليو عام ١٨٦٣م انتقل من معية الخديو إلى الجيش برتبة بكباشى، وأُلحقَ بآلاى الحرس الخديو وعين قائدالكتيبتين من فرسانه، أوفد لعامين لإخماد فتنة اندلعت فى كريت وعاد ليتم نقله إلى المعية الخديوية ياورا خاصًا للخديو وقد ظل فى هذا المنصب ثمانية أعوام، ثم تم تعيينه كبيرًا لياوران ولى العهد «توفيق بن إسماعيل» فى ١٨٧٣م لمدة عامين عاد بعدها إلى معية الخديوى إسماعيل كاتبًا لسره (سكرتيرًا)، ثم ترك منصبه فى القصر وعاد إلى الجيش.
وكان الإنعام على البارودى برتبة «اللواء» والوسام المجيدى من الدرجة الثالثة، ونيشان الشرف لِمَا أبداه من شجاعة كان البارودى أحد أبطال ثورة عرابى ضد الخديو توفيق وقد أسندت إليه رئاسة الوزارة الوطنية فى ٤ فبراير ١٨٨٢م حتى ٢٦ مايو ١٨٨٢م. وقررت السلطات نفيه مع زعماء الثورة العرابية فى ٣ ديسمبر عام ١٨٨٢ إلى جزيرة سرنديب (سريلانكا).
وظل هناك لأكثر من سبعة عشر عاماً وسجّل هذه السنوات العصيبة فى قصائده واشتدت عليه وطأة المرض وعاد إلى مصر يوم ١٢ سبتمبر ١٨٩٩م وترك العمل السياسى، إلى أن توفى البارودى فى مثل هذا اليوم ١٢ ديسمبر ١٩٠٤م.