إستعدوا لحرب إنفلونزا الخنازير

نقلا عن أخبار اليوم المصرية

إستعدوا لحرب إنفلونزا الخنازير

أزمة جديدة بدأت تطل برأسها علي المستوي القومي وتفرض حالة الطوارئ في كل مكان بمصر وتصيب الكثيرين بالخوف والهلع‮ ‬وهي انفلونزا الخنازير خاصة أن حالة الخوف والهلع هذه أصبحت معظم دول العالم تعيشها ايضا لنفس السبب خاصة مع استمرار زيادة نسبة المصابين بهذا الوباء‮.. ‬واقتراب فصل الشتاء والذي من المتوقع ان يحدث فيه انتشار‮ ‬غير مسبوق لهذا المرض في مختلف دول العالم‮.‬
هذا الوباء فرض علينا مؤخرا اتخاذ العديد من الاجراءات الوقايئة لتقليل نسبة الاصابة به خاصة في الأماكن التي يتواجد بها تجمعات كبيرة من البشر مثل الجامعات والمدارس‮.. ‬والأندية‮.. ‬ووسائل المواصلات الجماعية‮.. ‬إلخ‮.. ‬وكان آخر هذه الاجراءات هو ما تقرر أول امس من تأجيل الدراسة حتي يوم ‮3 ‬أكتوبر القادم سواء بالجامعات او المدارس حتي يتم عمل الاجراءات الاحترازية لمواجهة احتمالية انتشار هذا الوباء بشكل أكبر مما هو عليه الآن في مصر بعد زيادة عدد الحالات المصابة به عن ‮008 ‬حالة‮.. ‬توفي منها حتي الآن حالتان فقط وتم شفاء معظم المصابين‮.‬
ومع انني لست من أنصار‮ »‬التهويل‮« ‬في مواجهة أي أزمة او قضية أومواجهة اي خطر قادم‮.. ‬لكنني في نفس الوقت لست من أنصار‮ »‬التهوين‮« ‬من هذا الخطر‮.. ‬ومع تأكيدي كما يعرف الكثيرون‮ ‬غيري من أن هذا الفيروس المعروف باسم اتش وان‮.. ‬ان وان والمسبب لمرض‮ ‬انفلونزا الخنازير ليس من الشراسة التي يخشاها الانسان بل هو اضعف من فيروس الانفلونزا العادية ولكن خطورته تكمن في امكانية تحوره بفيروس‮ ‬اشد فتكا لا تستطيع اية مضادات او علاجات من وقفه و التقليل من آثاره‮.. ‬وتصبح نسبة الوفيات به عالية جدا‮.‬
لذا أقول انه لابد وأن ندير عملية مواجهته من الآن بأسلوب‮ »‬ادارة الأزمات‮« ‬لاننا في أزمة بالفعل‮.. ‬ولابد أن تعد أجهزة الدولة كلها‮ ‬لكيفية مواجهة هذا المرض اذا تحول الي ما يشبه الكارثة‮.. ‬ولابد ان نهيئ جميع المواطنين من الآن للاستعداد لمواجهة ذلك‮.. ‬وان يكون للاعلام دور كبير في هذه المهمة‮. ‬
لابد ان نستعد لادارة الأزمة بطريقة علمية صحيحة خاصة اذا ما فرضت علينا الظروف ان يكون عندنا ملايين‮ ‬المرضي بهذا الوباء‮ ‬خلال الشهور القليلة القادمة‮.. ‬وكيف نتصرف في هذه الحالة؟ لان الواقع الذي اعرف انه سيصعب بالنسبة للجامعات علي سبيل المثال ان تقلل عدد‮ ‬المتواجدين من الطلبة في مجموعات صغيرة كما يقولون‮ - ‬نظرا لتكدس الجامعات حاليا بآلاف الطلاب في الدفعة الواحدة‮ - ‬وأعلم انه‮ ‬سيصعب انتظام المحاضرات علي مدار اليوم لانه ليس صحيحا اننا لو جعلنا الدراسة تبدأ من الساعة التاسعة صباحا وحتي الثامنة مساء سيحل المشكلة لان الواقع يقول ان الدراسة بالفعل حاليا تشغل هذه المساحة الزمنية من اليوم ويجب الا نضحك علي انفسنا ونقول اننا سننجح في جعل مجموعات الطلاب في كل مدرج لا تزيد عن ‮003 ‬طالب وطالبة ومن لا يصدقني فليذهب الي اي من كليات التجارة او‮ ‬الحقوق او الاداب ليعرف الحقيقة‮.‬
انني واثق اذا لم نهييء الرأي العام بأسلوب هادئ وعلمي من الآن سوف يحدث هرج ومرج في المجتمع كله عند تفشي المرض وزيادة نسبة الاصابة به لان الزحام عندنا في كل مكان‮.. ‬في المدرسة والجامعة والمصنع والشارع‮ ‬والنادي‮.. ‬والمترو‮. ‬ووسائل‮ ‬النقل العام الاخري‮..‬لابد ان نعد المجتمع كله من الآن لكيفية التعامل بهدوء مع هذه الأزمة‮.. ‬ولابد ان نعد مستشفياتنا سواء العامة او الخاصة لكيفية المواجهة‮.. ‬اي تكون هناك ادارة أزمات حقيقية في كل مكان حتي نقي انفسنا من النتائج المترتبة علي اي عمل‮ ‬غير مدروس او مخطط له‮.. ‬نستعد وكأننا سندخل حرباً‮ ‬عسكرية لان ما قد يحدث قد تكون نتائجه أخطر بكثير من اي حرب عسكرية خاضتها مصر قبل ذلك‮.. ‬اللهم بلغت‮.. ‬اللهم فاشهد‮.