كـل شيء عن الأبـــــــل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تاريخ الإبل
علاقة الانسان العربي بالابل علاقة قديمة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ حيث استطاع تدجينها منذ عصور
موغلة في القدم الى حوالي أربعين قرنا.
ويطلق على الجمل "سفينة الصحراء" وهو وصف مثالي ينطبق عليه تماما نظراً لقدراته العجيبية على تحمل المشاق
وصبره على احتمال العطش في هجير الصحراء وحرها اللافح وهو يقطع الفيافى والقفار رفيقا لصاحبه في
الصحراء الموحشة في حله وترحاله الطويل.
وقد احتلت الابل مكانة مرموقة عند الانسان العربي، ولا يزال لها من ذلك حظ وفير عند كثير من الناس في العصر
الحاضر, وأيا كان الامر اليوم فان أحدا لا ينسى دور الابل في نشر الدعوة الاسلامية خارج الجزيرة العربية.
الابل كانت كل شيء في حياة الاجداد .. كانت مصدر الرزق .. ووسيلة المواصلات .. وعتاد الحرب.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإبل عز لأهلها"
العرب والإبل.
اعتمدت القبائل العربية على الابل اعتمادا ً كبيرا ً حيث باتت جزءا ً لا يتجزأ من أدواة الحياة وكانت تحصل منها
على اللحم واللبن والوبر الذي يستخدم في صنع الملابس والخيام وفوق ذلك كله فالابل وسيلة العرب التي لا
يستغنون عنها في أسفارهم وتنقلاتهم.
وقد مدح العرب بعض أصناف الابل عن غيرها فوصفوا بعضها بأنها سبوق والبعض الآخر بأنها حلوب، وتحمل
العرب مشاق السفر بحثا عن الابل الأصيلة التي تتوافر فيها المميزات المطلوبة فيشترونها بأغلى الاثمان وينيخون
ابلهم للزمول الاصيلة التي مدحها العرب وذاع صيتها، وبمرور مئات السنين على هذا الحال برزت سلالات أصيلة
وعريقة من الابل توافرت فيها مميزات وصفات محمودة، وأثبت العلم صحة الطرق التي كان يتبعها العرب في
السابق ودقة معرفتهم بأصول التهجين وتأصيل الابل.
الجمل العربي :
ابل العرب فئتان:
الهجن الكريمة، وتعرف اصولها مثل الخيل الأصيلة، وهي سلاح قتالي معروف أتقن
العرب استعماله. (أفلا ينظرون الى الابل كيف خلقت) صدق الله العظيم. اكثر من سواهم وتتميز بسرعة عدوها
وحركتها الدائبة.
الهجن العادية، وتربى من أجل الافادة من لحمها كغذاء الى جانب استعمالها
كوسيلة نقل. ويتميز الجمل العربي بأنه احادى السنام وهذا السنام يتكون من أنسجة دهنية تشكل مورد غذاء
احتياطيا.
وهناك اعتقاد شائع في ان سنام الجمل يحتوي على مقدار كبير من المياه، ولكن الواقع ان الدهن الموجود في
السنام عندما يتأكسد يفرز كمية ضئيلة من المياه لا يستفيد الجمل منها لارواء عطشه مطلقا. أما الجمل ذو
السنامين فانه يعيش في المناطق الباردة في آسيا الصغرى ويميزه وبره الكثيف وأرجله القصيرة00
ولم يعرف الغرب الابل العربية ذات السنام الواحد الا بعد دخول جيوش المسلمين الى الاندلس، أما أمريكا فلم تعرف
الابل العربية الا في عام 1857 عن طريق وزارة الحربية الامريكية آنذاك وذلك باقتراح ( ادوارد فترز جرلد بيل )
الرحالة الشهير الذي استخدمها لاستكشاف طريق تجارية لعربات السفر في صحراء أريزونا، وقد أرسل وزير
الحربية يومها رجالا الى بلاد العرب، لشراء الكثير من الجمال، هكذا وردت القصة في كتاب الصحراء لمؤلفيه "سام
وبريل ابشين.
الإبل في العالم :
تشكل الابل في الوطن العربي 65% من مجموع الابل في العالم وتؤدي خدمات كبيرة في تنفيذ الاعمال الزراعية
في مناطق متعددة من مصر والشمال الافريقي، واليمن وغيرها، وفي النقل والتنقل في كثير من البلاد العربية.
وهي عماد الاقتصاد في مناطق واسعة من الصومال والسودان وموريتانيا وجنوب الجزائر وتونس، ويشكل حليبها
الغذاء الرئيسي لسكان تلك المناطق في معظم أيام السنة. وقد فقدت الابل أهميتها في المجتمع واستغنى عنها
كوسيلة نقل وترحال00
من اسماء الإبل :
الجمل: مشتق من الكلمة اليونانية Dromcus وتعني العداء، ويقال بأن اللغة العربية بها ألف اسم للجمل، فهناك
اسم لكل جنس ولكل نوع ولكل مرحلة من مراحل النمو، ومن أهم الاسماء التي يعرف بها الجمل:
جيث: الجمال التي تحمل المقاتلين "جمال المغازي".
راحلة: الجمال المخصصة لحمل الاثقال "جمال القوافل التجارية أو المحامل".
هجين: الجمل المخصص للركوب " جمال الركوب" المراكيب.
جالمة: السوداء.
وضحاء: البيضاء
شهلاء: البنية.
صفراء: الخفيفة الوبر.
خلفاء: الحلوب.
حيران: الحديث الولادة.
الفطيم: سنة بعد الولادة ومازال يرضع من أمة.
ومتوسط ارتفاع الجمل سبعة أقدام ومتوسط عمره ما بين 35، 40 سنة
سلالات وأنواع الإبل:
لهاتراث عريق يحرص عليه الابناء كما حرص عليه الآباء والاجداد.
من السلالات المشهورة في الهجن "بنات الوري" وقد خرج من هذه السلالات "بنات
ظبيان"، ومنها بنات "هملول"
و "بنات شمطير" و "بنات صوغان" و "بنات
امصيحان" و "بنات الاصيفر" و "بنات عرجة".
أما أنواع الجمال فمتعددة .. لكن أشهرها:
"الحزمية" : والحزمية تتميز بكثرة الحليب ووفرة اللحم والوبر، ولون وبرها أسود..
وهي لا تصلح للركوب أو الركض، وتعيش في شكل جماعي، وأرجلها كبيرة وتأكل بنهم.
"العمانية" : منها السمحاء والملحاء والحمراء، والسمحاء أي شقراء اللون، والملحاء
الرمادية اللون، والحمراء التي تجمع بين اللونين الاصفر والاحمر، والعمانية خفيفة اللحم قليلة اللبن، وتصلح للركوب
والسباق.
"الخوارة": هي أجد أنواع الهجن العمانية، ولكن تختلف في بعض الميزات والشكل،
خاصة في صوت الرغاء والحنين، والرغاء هو صوت الجمل العادي, أماالحنين فهو صوت الناقة عندما تنادي ولدها
ويسمى حنينا لأنها تحن له، وتتميز بكثرة لبنها عن لبن الهجن العمانية الاخرى، كما أن وبرها في الصيف يكون
كثيفا، وفي الشتاء يكاد يكون معدوما، بينما الهجن العربية يظهر وبرها في شهر أغسطس عادة ويكون كثيفاً
في الشتاء.
"الهينية" : أصلها من السودان، وتقتنيها قبائل الرشايدة في شمال شرق السودان،
لونها أبيض، تتميز بطول القامة، ورقبتها طويلة، قائمة الاذنين
مشاهير الهجن :
: "الاساكى": وأصل هذه الجمال يقال أنها وهيبي، وكانت مشهورة بالسبق، وظل
الناس يحرصون على اقتناء فروعها.
"بنات الهدوة": وهي مشتقة من الاساكى، ومنها "منحاف" مشهورة بأنها سبوق.
"بنات مصيحان": وهي من الهجن المشهورة أيضا ً ويرجع أصلها إلى قبيلة معلي.
"بنات الاصيفر": ويرجع أصلها لقبيلة الدروع.
"وضبيان": لونه أصفر فاتح مائل الى البياض ، وشعره غزير أشقر ، ويتميز بطول
النفس ، وتزداد قدرته على الركض كلما تقدم بالعمر وطالت به المسافة.
"وصوغان والورى": شكلهما متقارب إلا أن "صوغان" قصير الوبر أشقر اللون طويل
القامة ، يتميز بجمال الشكل و السرعة في الركض إلا أنه بطيء عند الانطلاق وتزيد سرعته شيئا ً فشيئا َ بعد
الانطلاق، ولون "صوغان" أصفر قصير الوبر طويل النفس في السباقات الطويلة.
ويزن الجمل الذي وصل سن التكاثر "التلقيح" نحو 600 كيلو جرام ويمكنه تحمل العطش لمدة قد تزيد عن 15 يوما،
وهو يستطيع أن يعوض ما فقده من وزن ويرتوى مجدداً بشرب نحو 200 لتر من الماء في ثلاث دقائق، وسنام
الجمل هو مستودع الدهن تحت الجلد الذى يزود الجمل بالطاقة، ولهذا يستطيع الجمل أن يظل بدون غذاء لمدة ثلاثة
ايام وأحيانا في الجو البارد تزيد المدة لتصل الى اسبوع00
مميزات الجمل :
الجمل حيوان مجتر لكنه يختلف عن أي حيوان مجتر حقيقي بسمتين بارزتين:
الاولى ان له قاطعتين في فكه الأعلى، والثانية انه لا يملك القسم الثالث من المعدة
الموجود في بقية الحيوانات المجترة فالجزء الذي يسبق المعدة يحتوي على أكياس صغيرة كان المعتقد الشائع
بان الجمل يخزن ماءه في هذه الغدد تحتوي على كمية من الاملاح تتوفر في بقية انحاء الجسم وهي ذات لون
أخضر وطعم منفر، ولكن تصبح لهذا السائل قيمة لا تقدر عندما يتعرض المسافر في الصحراء للموت عطشا،
فيضطر لذبح جمله بغية الحصول على هذا المقدار الضئيل من السوائل00
حرارة الإبل:
يتجنب الجمل فقدان الماء بكميات كبيرة أثناء افراز العرق بفضل التنوع الواسع في درجة حرارة جسمه، وهو أمر
لا يتوفر في حيوان ثديي آخر، فدرجة حرارة الجمل الذي يقطع الصحراء تكون حوالي 34 درجة مئوية في الصباح
وتصل بعد الظهر الى درجة مقدارها 40،7 درجة مئوية، ومع ذلك فانه لا يبدأ بافراز العرق لا عندما تصل درجة
حرارته الى اقصاها، لكي يخزن الحرارة خلال النهار عندما تكون درجة التبخر على اشدها وينفقها في الليل بأقل
مقدار من المياه.
سرعة الابل
• يمكن للجمل ان يواصل السير بسرعة تصل الى 16 كيلو متراً في الساعة بصفة مستمرة لمدة 18 ساعة في كل
مرة، وهذا معدل لا يحققه أي حيوان آخر
المسرح والمضمر والركبي :
إن إعداد الناقة للركض في السباقات ليس بالامر الهين، فكل المضمرين يؤكدون أن الامر مرهق، ويحتاج الى
صبر وقوة أعصاب، وقوة ذاكرة، وقدرة على الجلد، وعلى مغالبة الصعوبات التي قد يواجهها من يقوم بهذا العمل.
واعداد الناقة يبدأ بالمسراح، الذي يعتمد على خبرة المضمر، وعلى تنفيذ الركبي لتعليمات المضمر، وعلى تنفيذ
الركبي لتعليمات المضمر، فما هو المسرح والمضمر والركبي التي تعودنا أن نسمعها في عالم الهجن.
وفي عالم الهجن، فان الناقة لا تدخل السباق مباشرة، وانما تحتاج الى جهد يستمر شهوراً لتكتسب لياقة بدنية،
فهي تطلق في المسراح في البداية، والمسراح هو البر حيث العشب والكلاْ.
والمسرح هو الشخص الذي يشرف على تسريح الناقة في " المسراح " أما " المضمر " فهو بمثابة المدرب الذي
يتولى تأديب (تدريب) الناقة حتى تتخلص من شحومها، ثم تدريبها على الركض داخل وخارج ميدان السباق، وأهم
من ذلك كله طعامها الذي يتوقف عليه نشاطها وحيويتها وقدرتها على الجري و " المضمر" هو في الغالب الذي
يشرف على ركوب الركبي على الناقة في السباق، والركبي بالطبع هو الطفل الصغير الذي نراه فوق الناقة أثناء
السباق ينفذ تعليمات المدرب، ويتم اختيار "الركبي" بعناية في ضوء خفة وزنهم، وسلاحهم الوحيد هو سوط
يستخدمونه غالبا، وعنان وحيد وثقة وافرة بقدرة الهجين ورغبته في الركض، وتتم الآن متابعة السباق بطريقة
تنـتمي الى جنب مع الهجن تتحرك القافلة الكاملة التي تضم المدربين والمتحمسين للسباق على امتداد الميدان
بسرعة تصل الى عشرين ميلا في الساعة ويقدم المدربون النصح لراكبي الهجن "الركبي" عبر وحدات الدوكي
المثبتة بحرص في حزام الراكب، فتنهال التعليمات الصاخبة دون انقطاع ولو للحظة واحدة 00
وفاء منا للإبل لما أسدته للأسلافنا ولنا من بعدهم من خدمات وقت أن كنا نعتمد عليها في كل حياتنا وتنقلاتنا
ورحلاتنا فإننا نهتم بها ونكرمها لسابق افضالها علينا وعلى اجدادنا00
دمتم بخير
منقول ........
تحياتي...