احمـــــــــد بشـــير فريق أول
عدد الرسائل : 4007 العمر : 73 العمل/الترفيه : مدير جودة تاريخ التسجيل : 04/03/2008
| موضوع: أطلبوا «ربيعة» ولو في الصين الأحد 19 يوليو 2009 - 14:24 | |
| من أول السطر إبراهيم عيسي/ عن جريدة الدستور المصرية هل تأملت السيدة ربيعة قدير؟
هذا الاسم الذي قفز لنا من مجهول لا نعرفه فنحن لا نعرف الكثير عن العالم الإسلامي، نحن نعرف بالعافية عددًا من الأماكن والمناطق والشخصيات المحدودة في الأمة الإسلامية، بينما نجهل ونتجاهل الآخرين ونكاد نتصور أننا وحدنا المسلمون في الكون بل نملك من جرأة الظن أن فهمنا الإسلام هو الفهم الوحيد والصحيح!!
المهم هذه السيدة ربيعة قدير هي التي تتهمها الصين بأنها التي أشعلت في الأيام الماضية ثورة إقليم شينج يانج الصيني صاحب الأغلبية المسلمة والذي يتمتع بشيء من قواعد الحكم الذاتي لكنه جزء من الصين التنين الهائل والأسطوري صاحبة القوة الاقتصادية ذات الدوي العاتي في العالم الآن!
نعم الصين بجلالة قدرها وبكل جبروتها وقدراتها تتهم سيدة مسلمة عجوزا بأنها أحدثت ثورة ومظاهرات شغب أجبرت رئيس الصين علي الرحيل عن اجتماع قمة الدول الثماني العظام والعودة إلي بكين لمتابعة الأحداث!
ربيعة قدير تبلغ من العمر اثنين وستين عامًا ونشأت في أسرة فقيرة كما يقول تقرير عنها في هيئة الإذاعة البريطانية، ثم تحولت إلي سيدة أعمال ثرية وعضو في مجلس نواب شينج يانج وممثلة رسمية للصين في المؤتمر العالمي للمرأة. هرب زوجها السجين السياسي السابق من الصين إلي الولايات المتحدة واعتقلت هي عام 1999 بعد عامين من وضعها قيد الإقامة الجبرية ومصادرة جواز سفرها.
وحكم عليها عام 2000 بالسجن ثماني سنوات غير أنه أطلق سراحها عام 2005 لأسباب صحية قبل أن يتم نفيها إلي الولايات المتحدة.
ربيعة قدير- وهي أم لأحد عشر ابنًا -هي الرمز الحالي للمقاومة بين شعب الإيجور الذي يسكن ويعيش في هذا الإقليم الصيني الذي يعتقد مواطنوه أنهم «يعيشون في سجن كبير»، فضلا عن عدم تمتعهم بأي من الإنجازات الاقتصادية الهائلة ولا الامتيازات المادية التي تتمتع بها أقاليم صينية أخري؛ نظرًا للأغلبية المسلمة في هذا الإقليم والتي تعتبرها الصين مجموعة انفصالية تدعو للاستقلال عن الصين وتتهمها حكومة بكين بأنها تنحاز لتنظيم القاعدة وترتبط بعمليات إرهابية تستهدف الحصول علي استقلال لهذا الإقليم المسلم عن الصين!
الواقع هناك معقد ومن الصعب أن تأخذ قرارًا بالانحياز السريع والبسيط بمجرد قراءة عدة تقارير صحفية مخلوطة بالموقف السياسي المعادي للصين أو المشوه غربيًا لحكومتها، كما لا يمكن أن تتخلي عن مشاعرك الإنسانية بالانحياز لمواطنين (أيا كانت ديانتهم) يسعون للاستقلال والحفاظ علي ثقافتهم ودينهم، ومن ثم فلا أستطيع أن أفيدك الآن (علي الأقل الآن) بموقف واضح حازم يقطع بمن هو المحق ومن المبطل في مظاهرات الغضب التي وقعت مؤخرًا في الإقليم بين الإيجور المسلمين ومواطني الهان الصينيين غير المسلمين الذين بدأوا الاستيطان منذ سنوات في هذا الإقليم رغبة في كسر الأغلبية المسلمة.
الأحداث الدموية التي أوقعت 156 قتيلاً في شينج يانج موضع اتهامات متبادلة بين الحكم الصيني الذي يراها إرهابًا من المسلمين وبين المسلمين الذين يرونها اضطهادًا من حكومة بكين ومواطني الهان!
ما يعنينا هنا هو مشهد هذه السيدة العجوز ربيعة قدير وهي تقف في مؤتمر صحفي تدافع عن موطنها ومواطنيها وتؤكد حق الحكم الذاتي وتفضح اضطهاد الشعب المسلم، وتكتشف معي:
1- أن قائدة المسلمين ورمزهم امرأة وسيدة وليس رجلاً ولا شيخًا إمامًا ولا عمامة ولا لحية.
2- أنها سيدة غير محجبة بل هي امرأة صينية الملامح، عجوز القسمات، ترتدي ملابس بسيطة بلا حجاب وجيبتها الطويلة تقف فوق الكعبين بعشرين سنتيمتراً تقريبًا.
ماذا يعني هذا لي؟
يعني:
أ- أن المرأة المسلمة ليست موجودة للوجود في البيت وأن الإسلام لا يمنع أن تقود سيدة نضال شعبها وأن تمثله رجالاً ونساء.
ب - أن الحجاب ليس قرين التمسك بالإسلام ولا دليل التدين ولا شرط الإيمان، وأن هذه السيدة المسلمة المناضلة من أجل قومها ودينها وحقوق أمتها ليست محجبة ومن ثم فلا حكم للشكل علي الجوهر ولا كان الزي أبدًا شرطًا للتدين والإيمان ويجب ألا ينشغل مسلمونا إلي هذا الحد وبهذا القدر بالزي والشكل ويتناسوا جوهر الإسلام وهو إعلاء قيم الحرية، ومقاومة الظلم والقهر والسعي لعبودية الله وليس عبودية البشر.
ربيعة قدير نكلوا بزوجها وسجنوا ابنها عبد الحكيم تسع سنوات كما سجن ولدان آخران لها، بينما تخضع ابنتها للإقامة الجبرية منذ عام 2006.
وهي مسلمة عظيمة دون أن تلبس الحجاب ولم يخرج مسلم من شعبها حتي الآن علي الأقل يقول لها يا سافرة البسي الحجاب واقعدي في بيتك، فالحمد لله أن إرسال قنوات النيل سات الدينية لا يصل لإقليم شينج يانج حتي الآن!!
| |
|