[center
- أسماء الله كلها حسنى متضمنة لصفات الكمال التي لا نقص فيها
قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) [الأعراف].
فالله جل جلاله له الأسماء الحسنى أي له كل اسم حسنى، وكل اسم من أسمائه دال على صفة كمال وبذلك كانت حسنى ومن ذلك اسم الحي فهو دال على صفة الحياة الكاملة لله، قال تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [البقرة: 255]، وحياته لا يطرأ عليها نقص أو فناء {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)} [الرحمن]، ومن أسمائه العليم الدال على أن له علماً محيطاً بكل شيء فلا يخرج من علمه مثقال ذرة في السماء والأرض، قال تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59)} [الأنعام].
وأسماء الله الحسنى كثيرة نذكر منها ما يلي:
الله، الأعلى، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الباري، المصور، التواب، الجبار، الحافظ، الحسيب، الحق، الحكيم، الحليم، الحميد، القيوم، الخبير، الحي، الخالق، الرحمن، الرحيم، الرزاق، الرقيب، السلام، السميع، الصمد، العزيز، العظيم، العليم، الغفور، الغني، الفتاح، القادر، القاهر، القدوس، القوي، الكبير، الكريم، اللطيف، المؤمن، المتكبر، المجيب، المجيد، المصور، الملك، المهيمن، الواحد، الوارث، الواسع، الودود، الوهاب، الرب، الشافي، الباسط، المنان، المعطي.
وهذه الأسماء التي ذكرناها للبيان وليس على سبيل الحصر، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحد من أحصاها دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر) [رواه البخاري ومسلم].
فأسماء الله ليست محصورة في التسعة والتسعين اسماً وإنما وقع التخصيص بذكرها لأنها أشهر الأسماء وأبينها معان وقوله (من أحصاها) أي من آمن بها وعرفها وعقل معانيها، قال ابن كثير في تفسيره: (وليعلم أن الأسماء الحسنى ليست منحصرة في تسعة وتسعين بدليل ما رواه أحمد عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكم، عدل في قضاؤك، أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك، أو أستأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء همي وغمي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحاً).
والحديث رواه الحاكم وابن حبان وصححه أحمد شاكر والألباني.
القديم ليس من أسماء الله
ذكر صاحب العقيدة الطحاوية أن القديم من الأسماء التي أدخلها المتكلمون في أسمائه تعالى وليس هو من الأسماء الحسنى فإن القديم في لغة العرب هو المتقدم على غيره وهو لا يؤدي معنى الأول الذي ليس قبله شيء قوله تعالى (فادعوه بها) أي ادعو ربكم بأسمائه الحسنى في دعاء العبادة ودعاء المسألة، فمن أسباب إجابة الدعاء تقديم أسماء الله والتوسل بها بين يدي الدعاء فيقول الداعي يا رزاق ارزقني يا غفور اغفر لي، يا رحمن ارحمني يا تواب تب علي ومن دعا الله باسمه الأعظم استجاب الله له وقد اختلف في الاسم الأعظم على أقوال:
1- (الله لا إله إلا هو الحي القيوم).
2- الله الرحمن الرحيم.
3- الله لا إله هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
4- رب فيقول الداعي (يا رب).
5- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
6- الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام الحي القيوم قوله تعالى (وذروا الذين يلحدون في أسمائه).
الإلحاد: العدول عن القصد والميل والانحراف والجور ومنه اللحد في القبر لانحرافه إلى جهة القبلة عن سمت القبر.
وعن ابن عباس في تفسير (وذروا الذين يلحدون في أسمائه) قال إلحاد الملحدين أن دعوا اللات في أسماء الله أي نسبوا لأسماء الله ما ليس منها. وعن مجاهد قال: اشتقوا اللات من الله والعزى من العزيز، فالإلحاد في أسماء الله يكون بإنكارها أو تعطيلها عما دلت عليه من صفات الكمال ونعت الجلال اللائق بالرب المتعال وفي ذلك قيل:
وحقيقة الإلحاد فيها الميل، بالإشراك والتعطيل والنكران.
الإلحاد في أسماء الله أنواع
1- أن ينكر شيئاً منها أو مما دلت عليه من الصفات والأحكام.
2- أن يجعلها دالة على صفات تشابه صفات المخلوقين.
3- أن بسم الله بما لم يسم به نفسه كتسمية النصارى له (أب) وذلك لأن أسماء الله توفيقية فما لم يذكر في كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولا نعلم عنه شيئاً فلا ينسب إلى أسماء الله.
4- وصفه تعالى بما لا يليق به كما قالت اليهود عن الله إنه فقير.
5- أن يشتق من أسماء الله أسماء للأصنام كما فعل المشركون في اشتقاق اللات من الله والعزى من العزيز.
أسماء الله دالة على ذات الله
أسماء الله كل ما دل على ذات الله مع صفات الكمال القائمة به مثل (الحي، الحكيم، السميع، العليم)، فإن هذه الأسماء دلت على ذات الله وعلى ما قام بها من العلم والحكمة والسمع فالاسم دال على أمرين، والصفة دلت على أمر واحد ويقال الاسم متضمن للصفة والصفة مستلزمة للاسم وكثير من الأسماء مشتركة بين الله تعالى وبين غيره من مخلوقاته في اللفظ والمعنى الكلي الذهني، فتطلق على الله بمعنى يخصه ويليق به فيقال مثلاً (الله حليم، وإبراهيم عليه السلام حليم، وليس حلم إبراهيم كحلم الله، ولا يلزم من ذلك تشبيه المخلوق بالخالق في الاسم أو الصفة وأسلوب الكلام ولا يجوز لأحد أن يصف المخلوق بصفة لا تليق إلا بالله كالخالق والرزاق والفعال لما يريد أما الصفات المشتركة بين الله وخلقه كالسميع والبصير والعزيز فلا بأس بذلك مع الإيمان بأن صفة الله لا تشابه صفات المخلوقين، قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) [الشورى].
نسأل الله بأسمائه الحسنى أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
تاريخ النشر 13/07/2009
جريدة الوطن الكويتية
[/center]