احمـــــــــد بشـــير فريق أول
عدد الرسائل : 4007 العمر : 74 العمل/الترفيه : مدير جودة تاريخ التسجيل : 04/03/2008
| موضوع: التعصب ليس أسلامينا الأربعاء 15 يوليو 2009 - 13:43 | |
| يتمركز في شرق ألمانيا التطرف اليميني يضم النازيين والنازحين وحليقي الرؤوس والرفاق الأحرار تحليل إخباري: ايناس نور اظهر استطلاع للرأي أجرته أخيرا اذاعة دويتشي فيلي الألمانية بعد حادث مقتل مروة الشربيني في مدينة دريسدن بشرق ألمانيا, أن68,1% يرون ان الأحكام المسبقة تكون السبب في معاداة الأجانب, بينما أعرب31,9% عن اعتقادهم بأن الإحباط الشخصي يكمن وراء ذلك.
ومع الانتقادات التي وجهت للمسئولين الألمان بسبب بطء اتخاذ موقف إزاء تلك الجريمة البشعة, حرص التجمع الاسلامي ـ ممثلا في المجلس الأعلي للمسلمين برئاسة ايمن مزيك علي إظهار روح مودة الإسلام, فقد رحب بمشاركة ستيفان كريم ررئيس المجلس الأعلي لليهود في ألمانيا بالقيام بزيارة مشتركة لزوج مروة المصاب بالمستشفي لإظهار الرفض القاطع لكل أشكال العنف ومعاداة الأجانب.
وأكد أمين عام مجلس المسلمين بألمانيا ان المجلس يحذر من معاداة الإسلام ومن التقليل من خطره في ألمانيا.
ويذكر ان ألمانيا تعرف تقليديا بانفتاحها علي الأديان, ويبحث المسئولون فيها حاليا مسألة تدريس الدين الإسلامي بالمدارس نظرا لارتفاع حجم الجالية الاسلامية بها... وتعمل علي تأهيل المدرسين الألمان لتدريسه بالألمانية, والعمل علي دمج هؤلاء في المجتمع بدلا من الانعزال في تجمعات خاصة بهم..
ويعرف عن الألمان اهتمامهم بعلوم الإسلام وتاريخ المنطقة والفن الاسلامي, ويعد معهد الشرق بهامبورج والذي رأسه علي مدي نحو3 عقود المستشرق اودو شتاينباخ من المراجع المهمة للباحثين والساسة الألمان, ومازال كتاب المستشرقة زيجريد هونكة( شمس الله علي الغرب) من المراجع العلمية المهمة عن الحضارة والثقافة الاسلامية والعربية, ويعرض للتأثير الكبير للعرب وفضلهم علي الغرب,
ولا ننسي تأثر الشاعر والأديب يوهان فولفجانج فون جوتة1749 ـ1832 بالشرق في ديوان أشعاره ديوان الغرب والشرق والذي اتخذ فيما بعد اسما لفريق أوركسترالي برئاسة المايسترو الارجنتيني الاسرائيلي بارينبويم, الذي شارك مع المفكر الأمريكي من أصل عربي الراحل ادوارد سعيد عام1999 في تكوينه ويضم عازفين من دول عربية مختلفة ومن اسرائيل.
الشغف الألماني بالعلوم الاسلامية والفن العربي والمصري, لا يمنع من التعرض لأعمال عدائية ضد الأجانب في المانيا, ولا يقصد بذلك فقط المسلمون, وإنما اعضاء جاليات مختلفة كالأفارقة أو الآسيويين والأتراك, حيث تستهدفهم جماعات اليمين المتطرف, وهي متعدد وتتركز بصورة كبيرة في الجزء الشرقي من ألمانيا الذي كان يمثل في السابق وقبل الوحدة ألمانيا الشرقية, ويطلقون علي ولاياته الخمس الولايات الجديدة.
ولا يقتصر وجود اليمين المتطرف علي الحزب القومي اليميني ـNDP ـ الذي يعد أحد الأحزاب السياسية في ألمانيا, ولكنه غير ممثل في البرلمان لعدم حصوله في أي انتخابات علي نسبة5% المؤهلة لدخوله, وهناك جماعات يمين متطرف تستخدم العنف بصورة منظمة وان كان وجودها غير قانوني حيث صدرت أحكام قضائية بحل تلك الجماعات لكنها تظل نشيطة منها جماعة حليقي الرؤوس الرفاق الأحرار والقوميون المستقلون,
وهناك مجموعة يمينية متطرفة اخري يمثلها الألمان الروس الذين نزحوا من الاتحاد السوفيتي السابق ومن دول أوروبا الشرقية, وقد توافدوا علي مرحلتين, كانت الأولي تمتد من1945 ـ1989 ووصل عددهم الي مليوني نازح, وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وحتي عام2000 كانت الموجة الثانية والتي بلغ عددها أيضا نحو مليوني نسمة.
وقد ظل هؤلاء السوفييت الذين ترجع جذورهم الي الألمان يتطلعون للنزوح إلي ألمانيا التي رؤي ان تتصدي ببعض الإجراءات للتخفيف من تدفقهم عليها, واشترطت لاستقبالهم تعلم الالمانية ولا تسمح لهم بوصف أنفسهم بأنهم ألمان..
ولذا فإنهم تعرضوا لمضايقات إبان وجودهم في الاتحاد السوفيتي, حيث كانوا يعتبرون أجانب, ولدي انتقالهم الي ألمانيا لم يجدوا الجنة التي حلموا بها.. بل شكلوا عبئا علي النظام الاجتماعي والمعاشات وسوق العمل.. ومع زيادة معدلات البطالة في ألمانيا ـ خاصة بعد إعادة توحيد شطري ألمانيا في1990 ـ وكذلك مع الأزمة الاقتصادية العالمية حاليا يواجهون مشاعر عداء أكبر ويزدادون عنفا كرد فعل علي ذلك ويعتبرون من أعنف المتطرفين اليمينيين.
وتعاني المنطقة في شرق ألمانيا من تدني الأوضاع الاقتصادية, حيث تشير التقديرات الي تراجعها بمقدار3 ـ4 درجات أقل مقارنة بالغرب, وقد تعرض الكثير من المناطق التي تزخر بالمزارع والغابات والمصانع للإهمال والهجرة منها, نظرا لعدم توافر استثمارات فيها, ومن أمثلة ذلك مدينة جورليتس الواقعة علي نهر النايس بولاية سكسونيا والمواجهة لمدينة زجورزيليك البولندية التي كانت جزءا من جورليتس حتي عام1945, وكان تعدادها يبلغ نحو200 ألف نسمة تراجع الي نحو20 الفا نظرا لقلة الموارد.
ويلاحظ الباحثون علي جماعات التطرف اليميني من اصول روسية انه في ضوء عدم توافر فرص لعيشهم بالصورة التي كانوا يحلمون بها فإنهم يريدون ان يشعروا بذاتهم, ومنذ التسعينيات يواجهون مشاعرهم العدائية الي الأجانب, واكثر هذه الجاليات المستهدفة هم الفيتناميون الذين وفدوا في السابق علي جمهورية المانيا الشرقية سعيا للرزق, وكثيرا ما تسجل حوادث تعرض مناطق سكنهم لأعمال تدمير المتطرفين اليمينيين السكاري الذين لا تنجح الشرطة في التصدي لهم, وغالبا ما تصل متأخرة ليسجل الحادث ضد مجهول.
أما فيما يتعلق بالجماعات اليمينية المتطرفة الأخري فان أعمالها العدائية ضد الاجانب تكون اما شفهية أو بتوزيع منشورات مناهضة أو عقد لقاءات واجتماعات منددة لهم.
وتبدي جماعة حليقي الرؤوس رفضها وعداءها للأجانب من خلال موسيقاهم واغنياتهم, وهناك مغن مشهور منتم لهم هو إيان ستيورات دونالدسون وينتشر هؤلاء في أنحاء عديدة في أوروبا, ويتركز معظمهم في ألمانيا, كما يوجدون ايضا في بلجيكا ويتمتعون هناك بحرية أكبر من ألمانيا وهولندا وفرنسا وانجلترا وإيطاليا والمجر وبولندا.
وتعد ولاية زاكسن أو سكسونيا من أكبر معاقلهم, وبرغم ان هناك جالية كبيرة من الأتراك تتمركز في برلين الا انه توجد حركة قوية مناهضة للنازيين الجدد, ويشارك في هذه الحركة الاتراك ويتمتعون بتنظيم جيد, ولا يجرؤ أي من حليقي الرؤوس علي دخول مركز تجمعهم في برلين في كرويتسبرج, وفي المقابل يلحظ في القطاع الشرقي من برلين ان هناك مناطق خلت تماما من الأجانب مثل منطقة مارتسان.
ووفقا لتقديرات الحكومة الألمانية فان عدد المتطرفين اليمينيين في ألمانيا يبلغ أقل من14 ألف شخص( تعداد ألمانيا نحو80 مليونا) الا ان هذا العدد لايشمل كل أعداد المتطرفين, انما يمثل هذا العدد من يحملون السلاح ومستعدون للقتل.
وفي ضوء ذلك الوضع يأمل المرء ألا يخفت الصوت المنادي بتعزيز الحوار والتفاهم الذي يطلقه المسئولون الألمان. حيث دعا وزير الداخلية الألماني د.فولفجانج شويبلي الي تنشيط الحوار بين الأديان, خاصة الحوار الألماني ـ الإسلامي الذي انطلق قبل بضع سنوات. كما أعرب عن أمله بعد مقتل مروة الشربيني, في ألا يؤثر ذلك الحادث علي العلاقات الطيبة مع مصر والحوار مع المسلمين, ويتطلب ذلك التحرك المتواصل والفعال ـ وعلي غرار ما قاله المستشرق الألماني أودوشتاميناخ بعد أحداث11 سبتمبر ـ ان ذلك الجرح السيئ يتطلب حوارا نشيطا بين الثقافات لمداواته.
ويحضرني في هذا السياق قول للعالم البرت اينشتاين(1872 ـ1955) حيث قال: ان الغضب يسكن فقط في عقول الأغبياء ويمكن لأي غبي ان يجعل الأمور أكثر تعقيدا علي نطاق أوسع وأكثر عنفا, ويتطلب الموقف لمسة ذكية والكثير من الشجاعة للتحرك في الاتجاه المعاكس.
وقد توجز دعوة الدالاي لاما الزعيم البوذي, الدعوة التي نريد توجيهها حيث يقول: لتقدم العون لمن استطعت, فإن لم تتمكن من ذلك.. فعلي الأقل كف اذاك عنهم.
| |
|