مصر تبدأ أبحاث علاج السرطان بالنانو ذهب

بدأت جامعة القاهرة أعمالا بحثية وتجارب معملية لعلاج مرضى السرطان باستخدام مركبات الذهب النانومترية (النانو ذهب) ضمن مشروع أبحاث علاج السرطان والمقرر له أن يستمر لمدة سبع سنوات قبل تطبيقه على البشر .


قال الدكتور حسين خالد نائب رئيس جامعة القاهرة لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي إن هذه الابحاث والتجارب تتم بمشاركة العالم المصري الدكتور مصطفى السيد صاحب براءة اختراع استخدام مركبات الذهب في علاج السرطان، والجامعة والمركز القومي للبحوث .



وحسبما هو مخطط سوف تتم التجارب على مرحلتين: الأولى وهي مرحلة ما قبل التجارب الإكلينيكية، وتتضمن تجارب معملية على مستوى الخلايا من أجل إثبات مدى كفاءة هذا العلاج في قتل الخلايا السرطانية، قبل تجربته على حيوانات بالمعمل، ومن المقرر أن تستمر هذه المرحلة لمدة عامين، قبل الدخول في المرحلة الثانية وهي مرحلة التجارب الإكلينيكية، وتتضمن معرفة أنسب أنواع السرطان الذي يستجيب لهذا العقار، ومقارنته بالعلاجات التقليدية الأخرى .



يشار الى ان الدكتور مصطفى السيد رائد النانو تكنولوجي وأستاذ كرسي كيمياء الليزر بمعهد جورجيا للتكنولوجيا حصل على قلادة العلوم الوطنية الأمريكية التي تعتبر أعلى وسام أمريكي في العلوم لإنجازاته في مجال النانو تكنولوجي وتطبيقه لهذه التكنولوجيا في معمله “ديناميكيات الليزر” في مدينة اطلانطا الامريكية بمعاونة 70 باحثا للدكتوراه وتطبيقها على حيوانات التجارب بالاستفادة من أبحاثه التي توصلت إلى فاعلية النانو ذهب في علاج السرطان .



وقد نجح هذا الفريق في التوصل لأول مرة لشفاء سرطان الجلد بنسبة 100% على الحيوانات، وذلك باستخدام قضبان ذهب أو فضة فائقة الدقة والصغر Nanorods في رصد الخلايا السرطانية والالتصاق بها ثم بإطلاق شعاع ليزر منخفض الطاقة تكتسب هذه القضبان حرارة كافية لإتلاف الخلايا الشريرة بينما لا تمس الخلايا السليمة في الجسم بسوء في آلية تعد الأولى من نوعها .



وقد رصد المركز القومي المصري للبحوث مبلغ مليون ونصف المليون جنيه للقيام بأبحاث النانو في مصر من خلال تطبيق تلك التجارب على الفئران لدراسة تأثيرها على الجسم نفسه .



وكان الدكتور مصطفى قد شرح في مقابلات اعلامية فكرته في العلاج بالنانو قائلا ان قطع الذهب المتناهي الصغر “النانو” تعكس الضوء بشدة، وبالتالي يمكن رؤيتها بسهولة تحت الميكروسكوب، ولو وضعنا هذه القطع على سطح الخلايا السرطانية نستطيع رؤيتها بسهولة .



وأضاف أنه يمكن للطبيب أخذ نقطة دم ووضعها فى المحلول الذى يحتوى على البروتينات ويضعها تحت الميكروسكوب فإذا رأى خلايا ملصقة بالذهب فهى الخلايا السرطانية والخلايا التى لا يوجد عليها ذهب هي الخلايا السليمة . وأشار إلى أن قطعة الذهب الصغيرة تمتص الضوء وتعكسه بشدة فعندما يعكس الضوء بشدة وعلى الذهب الملتصق بخلايا السرطان يتحول إلى حرارة تقضى على خلايا السرطان .



وقال “أجرينا تجارب على 100 فأر أصيبت بالسرطان وطعمنا جزأين فى كل فأر بالذهب وعرضنا إحدهما للضوء فتحسن ولم نعرض الآخر فازداد الورم به” .



ويتوقع الدكتور مصطفى أن يتم تطبيق نظريته في العلاج بالنانو علي جميع أنواع السرطان مادام أن الجزء المصاب يمكن إدخال الضوء له .



وأكد العالم المصري ان النانو ذهب لا يتفاعل مع الجسم ويخرج منه بسهولة بعد قضاء مهمته وليس له اي آثار جانبية كالعلاج الكيميائي كما يختلف النانو ذهب عن النانو للمعادن الاخرى ومنها الفضة والتي تتفاعل وتكون اوكسيدات تضر الجسم ولا تخرج منه .



ويأمل أن يؤدي الكشف عن علاج للسرطان في تدارك العدد الهائل المتوقع أن يصاب بهذا المرض حتى عام 2030 والذي توقعت منظمة الصحة العالمية أن يصل إلى 75 مليونا .



ويؤكد أن العلاج بالنانو لن يكون باهظ التكلفة لأنه يعتمد على تقنية تعتمد على جزيئات الذهب متناهية الصغر، وستتمثل التكلفة فقط في أتعاب المستشفى والأطباء، حيث يمكن علاج ألف مريض بجرام ذهب واحد .



كما يتوقع أن تظهر تطبيقات كثيرة لعلم “النانو” في مختلف العلوم، ولكنها الآن في مرحلة البحث للتعرف على آثارها الجانبية .



وقال الدكتور السيد ان المركز القومي للبحوث كون فريقا بحثيا مشتركا من علمائه وباحثين من معهد الاورام لإجراء تجارب النانو ذهب .



واوضح ان التجارب ستكون جديدة تماما ليكون لمصر السبق بها لإدخال علاج النانو ذهب في عدد من الامراض التي لم يسبق إجراؤها في اي مكان في العالم مضيفا ان التجارب ستبدأ على الحيوانات لمدة من عامين لثلاثة أعوام بعدها سيتولى معهد الاورام اجراء تجارب على عدد من المصابين المتطوعين .