تساؤلات ينبغي الإجابة عليها قبل بدء علاج الضغط

‏عن جريدة الاهرام المصرية 22/6/2009
كتبت : سهير هدايت
ركز المؤتمر السنوي لضغط الدم علي فاعلية الأدوية المختلفة‏,‏ ونتائج الدراسات الحديثة في مجال العلاج‏,‏ وتقييم الضغط‏,‏ كأحد أهم عوامل الخطر للإصابة بتصلب الشرايين‏,‏ وبالتالي السبب الرئيسي للفشل الكلوي‏.‏

وطرح الدكتور توني رئيس جمعية الضغط العالمية سؤالا‏:‏ هل كل دولة أو منطقة في العالم تكون لها توصياتها الخاصة لتشخيص وعلاج ارتفاع الضغط‏,‏ أم أنه يكتفي بالتوصيات العالمية‏,‏ وكانت وجه نظره أن التوصيات العالمية كافية ويمكن تطبيقها في جميع الجهات لعدم وجود أبحاث خاصة لكل منطقة وصعوبة تحديد مدي استجابة مرضي كل دولة لنوعيات معينة من الأدوية‏.‏ لكن كانت وجهة نظر الدكتور محسن إبراهيم أستاذ أمراض القلب بقصر العيني ورئيس الجمعية المصرية لضغط الدم أنه لابد لكل بلد أو منطقة أن تكون لها توصياتها الخاصة لاختلاف الظروف الاقتصادية والاجتماعية ونوعية الخدمات الصحية‏,‏ ولاختلاف مسببات الضغط والعوامل الوراثية ومقدار الاستجابة لتغير ظروف المعيشة وعقاقير علاج الضغط المختلفة‏,‏ حيث أثبتت الدراسات أن وجود عامل أو أكثر من عوامل الخطورة في حالة ارتفاع الضغط يزيد من نسبة المضاعفات والوفيات في مرضي ارتفاع الضغط‏.‏

ويوضح الدكتور عادل الإتربي أستاذ أمراض القلب بطب عين شمس أن الأبحاث تتجه حاليا إلي استخدام أكثر من دواء داخل القرص الواحد مما يزيد من الالتزام المريض بالدواء ويضمن فاعلية العلاج‏,‏ حيث يمكن دمج أدوية الضغط مع ارتفاع الكولسترول في قرص واحد‏,‏ مؤكدا أهمية خفض الكولسترول كطريقة أساسية لحماية مرض ارتفاع الضغط‏,‏ مشيرا لدراسة حديثة تم استخدام احد أدوية الكولسترول لأكثر من‏16‏ ألف مريض يعانون من ارتفاع الضغط ونسبة كولسترول عادية‏,‏ مقارنة بالمرضي الذين اخذوا علاج الضغط فقط‏,‏ وكان من المقرر لهذه الدراسة استمرارها لمدة‏5‏ سنوات ونظرا لحدوث تراجع واضح في نسبة الوفيات في المرضي الذين استخدموا عقار الكولسترول تم إيقاف الدراسة بعد‏3‏ سنوات‏,‏ وبالتالي ينصح ببدء هذا العقار مبكرا في اقرب وقت من تشخيص الضغط للإقلال من مضاعفات ضغط الدم‏,‏ وأوصت الدراسة بضرورة استخدام أدوية الكولسترول بصفة روتينية في مرضي ارتفاع ضغط الدم‏.‏

ولكن ما هي الفحوصات التي يجب أجراؤها عند المصاب بارتفاع الضغط؟ هناك‏4‏ أسئلة طرحها الدكتور عمر عواد‏,‏ أولا‏:‏ هل الارتفاع مرحلي أم ثابت نتيجة تناول بعض العقاقير التي ترفع الضغط ويعود إلي طبيعته عند توقف تناولها ومنها أدوية الروماتيزم وأدوية الرشح‏,‏ السؤال الثاني‏:‏ هل هذا الارتفاع في ضغط الدم أولي أم ثانوي‏,‏ أولي بمعني انه مستمر مدي الحياة بدون سبب واضح‏,‏ وثانوي نتيجة مرض معين‏,‏ فإذا تم استئصال هذا المرض يمكن شفاء الضغط نهائيا‏,‏ مع العلم أن الضغط الأولي بنسبة‏95%‏ والثانوي فقط‏5%,‏ وهذا يجب أن يكون حافزا لعدم إجراء فحوصات مكلفة إلا عند الضرورة‏.‏ السؤال الثالث‏:‏ ما هي عوامل الخطر التي توجد إلي جانب ارتفاع الضغط مثال ذلك التدخين والسكر والكولسترول وزيادة الوزن وعدم الحركة‏,‏ مما يزيد الخطر العام علي الشرايين إلي حد تصلبها

السؤال الرابع‏:‏ هل هذا الارتفاع قد اثر علي بعض أعضاء الجسم‏,‏ منها الدماغ و القلب والكلي‏,‏ مؤكدا أنه يجب الإجابة علي هذه الأسئلة الأربعة كي تتم معالجة المريض بشكل صحيح‏.‏

وعقد علي هامش المؤتمر ورشة عمل لمناقشة العلاج الجديد المزدوج لضغط الدم والكولسترول في نفس الوقت‏,‏ والتي رأسها الدكاترة جلال السعيد وحسام قنديل بقصر العيني وإيهاب عطية من طب عين شمس‏,‏ والتي أوضحت أن العلاج يجمع بين أدوية ضغط الدم وأدوية الكولسترول في قرص واحد ويقوم بالإضافة إلي علاج ارتفاع الضغط بتحسن تركيبة الكولسترول بالدم وبالتالي حماية ووقاية مريض القلب من تصلب الشرايين‏