مقدمة ...
أرواحنا وليست عقولنا هي مكمن وجودنا...
وهي البعد الأرحب والأعمق في شخصياتنا...
في أرواحنا تجتمع الروعة مع الغموض...
ومنهما معاً تتولد الحيرة...!!!
والعالم حائر في أمر الروح اليوم...
وحائر في التعامل معها...!!!
لكن في عالم الروح الأمر مختلف...؟!؟!؟!
كل شيء يتمدد... ويتسع... ويكبر...
فيشعر المؤمن بمدد لم يحسب حسابه يغمر كيانه كله بالنور والحبور...!!!
هدفنا الأعظم نحن المسلمين أن نفوز برضوان الله سبحانه وتعالى...
هذا الفوز يشكل مرجعية وأولوية بالنسبة إلينا...
بمعنى:
إن الذي يدخل البهجة على نفوسنا...
ويغمر أرواحنا بالسرور النقي يجب أن يظل دائمًا في إطار محبوبات الله تبارك وتعالى
كما أن كل أشكال الارتقاء المادي وكل المغانم والمكاسب التي نحاول الحصول عليها
يجب أن تتم داخل ذلك الإطار...!!!
إن الإيمان يجعلنا ننظر بجدية إلى أن كل التحسينات التي ندخلها على بيئاتنا وعلى أوضاعنا العامة
لا تشكل غاية في حد ذاتها...!
وإنما هي وسيلة لمساعدتنا على تعميق صلتنا بالله سبحانه وتعالى
وعلى النجاح في الابتلاء الذي كتب علينا في هذه الحياة...!!!
*التعدد ...
هناك الكثيرات والكثيرات من الأخوات لا زلن غير متزوجات...!!!
والأزمة تتفاقم وتزداد ولا يوجد لها حل جذري حتى الآن وأصبح عدد الإناث يزداد بينما عدد الذكور يتقلص...
سبحان الله ...
إنها مشكلة بكل المعايير والمقاييس ويجب أن نفكر ونجد لها حل...
وحل سريع...
بالتوعية الدينية ...
فلا حل لهذه المشكلة غير ذلك ...
التوعية لكل من الطرفين الخاص بهما المشكلة...
الرجل والمرأة ...
أريد أن أطرح تساؤلا ...؟؟؟
كم من فتاة أخبرتها أمها إنها عندما تتزوج وبعد زواجها بفترة ما ..
إن تزوج زوجها عليها ألا تغضب وأن تتقبل هذا الأمر بصدر رحب
بل وتحاول أن تآخي من سوف تكون شريكة لها في زوجها...؟؟؟؟؟
وتحمد الله على أمره بل وتحتسبه عند الله من ضمن أعمالها التي تؤديها لعبادة ربها وتحتسب أجرها عنده فيها...
ولا واحدة ...!!!
نعم...
فكل امرأة تريد زوجها لنفسها ولا تحب أن تشاركها أخرى فيه ..
والعياذ بالله في الحرام ولا حتى بالحلال...!!!
أو تعلمون أمرا مثيرا للسخرية...؟!؟!؟!
لقد عرفت أخوات وأنتن وأنتم تعلمون ما معنى هذه الكلمة ؟...
بمعنى الكلمة في عبادتهن ...
سامحن أزواجهن على زلاتهم من أجل الحفاظ على زوجها وبيتها وأبنائها
ولكن لم يتسامحن مع أزواج قمن بما يرضي الله بأن يتزوجوا على سنة الله ورسوله
في النور والعلن...!!!
وهدمن المعبد على من فيه وكان أول المتضررين هم الأبناء يلهم مباشرة الأمهات...!!!
إني أريد أن أخاطب أخواتي الحبيبات بهدوء وسكينة
نسأل الله أن ينزلها الله على قلوبنا جميعا...
في هذا الموضوع الشائك...
عندما كنا فتيات ونحلم بفارس الأحلام الذي سوف نبني معه بيت جميل ملئ بطاعة وحب الله
وأن يرزقنا الخلف الصالح الذي نعده ليكون الجيل المسلم الصالح الواعي المتحضر بإسلامه في حياته ودنياه
يفيد ويستفيد ونكون مجتمع خالي من العقد والانحرافات النفسية لأنه سيربى على تقوى الله ...
وكان ...
وأصبح لنا هذا ولكن عندما نفكر في أخوات لم يركبن الحصان مع فارسهن ولا زلن قابعات في بيوت أهليهن ...
لا يسعنا إلا أن نتحسر عليهن ونبكي ...
وندعو الله أن يرزقهن ونقول ماذا أصاب الرجال حتى لا يعرفن قيمة هؤلاء الدرر فيتقدمن لهن؟؟؟
وكما نقول إن الأوان لم يئن بعد لهن لأن الله لم يأذن بذلك هذا ما نعزي به أنفسنا تجاههن
حتى لا نشعر بوخز وتأنيب الضمير عليهن ..!!!
نعم!!!
ونخدر هذا الضمير الذي آن أوان استيقاظه والشعور بما يجب أن نفعله نحن نساء الإسلام
إماء الله العابدات والطالبات رضا الله ورضوانه في الدنيا والآخرة...
أنا لن أطالب الرجال بأي أمر ...
بل إني أخاطب نساء أمة سيد الأنام سيدنا رسول الله أعظم رسول صلى الله عليه وبارك وسلم
لخير أمة أخرجت على الأرض...!!!
فهناك شباب لا يستطيعون الزواج وهم راغبين في ذلك ويود ونه
حفاظا لأنفسهم من شر الفتنة ولرغبتهم في تكوين أسرة مسلمة صحيحة
فالوعي في الدين في هذه السنوات العشر الأخيرة أصبح مرتفعا عما قبل ...
والله الوكيل...
ولكن غلت المعيشة ...وأصبح الغلو فاحشا والعياذ بالله ..
وأصبحت البطالة هي السمة الرئيسية الآن في أرجاء الوطن العربي...
نسأل الله الغوث والعون على ما نحن فيه...والشباب معذورون ..
فأين هو وبعد أن أنهى دراسته من شقة لأثاث لمهر ل...ول...ولمليون ل....
أين له من كل ذلك ...؟؟؟
ليرحم الله شباب أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وبارك وسلم...
يا الله...
والمشكلة أصبحت أكثر من مؤلمة ومثيرة للحنق في كثير من النفوس...والفتيات حيارى لا يجدن من يطرق بابهن...
والفتاوى كثرت بأن يتم تخفيض المهور والتعاون على بناء البيت بأهم الأشياء ومن ثم الباقي يأتي بمهله...
وهكذا كم من حلول ...!!!
وأخرى بأن الأخ المسلم القادر بدل من أن يذهب للزواج بأخرى فليزوج شابا لا يستطيع التكفل بمتطلبات الزواج...
وهكذا ...
ولكن المشكلة قائمة وتزداد يوما بعد يوم ...
"نحن أحيانا نكتشف ما سوف نفعله ...عندما يتضح لنا ما لا نستطيع فعله"...!!!
هذه الجملة يجب أن نتوقف ( الأخوات فقط) عندها كثيرا ونتأملها من زوايا متعددة...
ماذا لا أستطيع فعله؟؟؟
وأكتشف فجأة بأني سوف أفعله وبرضا نفس وصبر جميل أحتسبه عند الله ..!!!
وهو أن أقوم بنفسي بتزويج زوجي ..!!!
سوف تصرخ الأخوات الآن ويقلن :
بأني إما مجنونة رسمي... أو أني لا أحب زوجي ...أو أني أريد أن أدعي ما ليس لي به قدرة...!!!
ولقد سمعتها من قبل أن تقلنها لي...
ولكن أرجع بكن إلى كتاب الله الذي ليس فيه جدال أو نقاش وأقل لكن:
"لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ
رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا
رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين"َ
البقرة 286
نعم وربي حق وما أصدق ولا أحق من قول ربي ...
يا الله...
أفقن أيتها الأخوات ...وفكرن قليلا واعرفن مدى وسع أنفسكن...
فالنساء واسعات الحيلة وإلا لما كلفهن الله بالحمل ورعاية الزوج والأبناء والأهل في كبرهن والبيت ...
ولا قدرن على فعل كل ذلك ما لم يعدهن خالقهن لذلك...
أو وكل به أحد غيرهن...!!!
فالله عندما يقول لشيء كن فيكون فهو الخالق العالم الحكيم ...خلق فقدر وعلم فخلق...!!!
ولما فرضها في قرائنه وأول من سنها هو سيد الأنام جميعا صلى الله عليه وبارك وسلم ...
ومن بعده صحابته الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين...
والسلف الصالح من بعدهم وهكذا...
ولكن أقول إن الزواج عمال على بطال هكذا خطأ ...
ولكن بحكمة ولحكمة معينة ويجب على النساء تحمل جزء من هذه المسئولية الكبيرة ...!!!
فهناك أخوات قد مضى قطار العمر بهن أي جاوزن سن الزواج...أو أخوات ترملن...أو طلقن ...
من لهؤلاء الأخوات الفضليات الكريمات العابدات القانتات لربهن؟؟؟
إن لم نقف نحن أخواتهن معهن ونمد بأيدينا ونحب لهن ما أحببناه لأنفسنا!!!!!
فربما الشاب يريد أن يتزوج من في مثل عمره أو تصغره بسنوات ويريد بدأ حياة جديدة مع زوجة لم تتزوج من قبل...
له العذر وهو عذر لوجهة نظر ما... !!!
( أنا شخصيا لست معها!!! )
ولكن علينا باحترام وجهات نظر الآخرين حتى لو اختلفنا معها ما دامت لا تمس العقيدة ...
ولكن أرجع إلى أخواتي وحبيباتي في الله...
وأذكرهن بما فعل الأنصار مع المهاجرين وكتب فيهم قر آنا يحفظ ويقرأ ...
وعظة وخير من عظة ومثل في إيثار الغير على النفس مادام هو من نفس ديني...
فلقد امرنا من الله ورسوله صلى الله عليه وبارك وسلم
من الله...
عندما قال في كتابه الكريم:
وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ
يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ
وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ
وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
{الحشر/9}
وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ
وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ
{الحشر/10}
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه –
عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم .
وَعَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ قَالَ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ :
« لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ » .
صحيح البخاري
***فلنقف هنا أيضا وقفة***
وهذا حديث صريح لسيد الأنام صلى الله عليه وبارك وسلم
بأن أي منا لا يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه...
فلنقف هنا أيضا وقفة...
وهو يأمرنا بذلك فما هو ردكن الآن؟؟؟
هناك أخوات ترملن وهذا ليس فيه أمر منهن فهذا أمر مباشر من الله لأن لكل أجل كتاب وربما يكن بأولاد أو بدون ...
ويكن غير قادرات على إعالة أنفسهن أو أولادهن والعائل الوحيد صدقات وإعانات من هنا وهناك
بالمن مرة وبالأذى مرة أخرى وقليلا ما تكون بطيب خاطر...!!!
وأحيانا كثيرة يكن صغيرات السن لم يتعدين العقد الثالث من العمر...!!!
من لهن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يا الله........................
وأخوات طلقن وهنا أقول ربما يكن هن السبب وربما أزواجهم لا أوقع اللوم على أحد
فأنا لا أعرف ما سبب كل حالة من هذه الحالات...؟؟؟
ولكن هكذا يصبحن مطلقات ويا لمصيبتهن حتى لو كنا أعبد العابدات فالقيل والقال ...!؟!؟!؟
اللهم عافانا مما ابتليت به غيرن من إمائك...!!!
والله إني أبكيهن من قلبي ...
لهن الله ويعوضهن الله خيرا مما فقدن ..
النوع الأخير هو أولئك العذارى اللاتي لم يتزوجن ولكن كما يقال فاتهن سن الزواج ...
وهذا ليس بالضرورة لعيب ما ولكن هذا هو حال الأمر ...!!!
وأقسم بالله إني أعلم منهن جميلات ذوات علم ودين وخلق ومنزلة اجتماعية ولكن لم يتزوجن ...
وتتحسر عليهن حتى إن قلبك لكاد ينفطر عليهن...
ولا نقول غير:
الله الوكيل ...
هذه نبذة صغيرة أقدم لكن بها الموضوع بمنتهى البساطة بدون تعقيدات أو كلام كثير لن يقدم أو يؤخر ...
ولكن هو مجرد مناشدة من أخت لأخواتها وفي انتظار تعليقاتكن وآرائكن ..
قبل أن أختم رسالتي فأنا في طريقي لتزويج زوجي إن شاء الله ...
دعواتكن بالتوفيق...
وللحديث بقية فهو لن يقف حتى هذا الحد فما خفي كان أعظم ...
أختكن في الله
آمة الله
هناء