في خبر ليس مفاجأة كما يظن البعض قرر مانويل جوزيه الاعتذار عن إكمال عقده مع الأهلي وترك الفريق بعد نهاية الموسم ليتولى تدريب منتخب أنجولا
يذكر أن مانويل جوزيه يعتبر هو المدرب الأفضل على الإطلاق مع النادي الأهلي بعد الإنجازات العديدة التي حققها مع الفريق سواء على المستوى المحلي والبطولات التي أحرزها دوري وكأس وكأس السوبر والفوز على كل المنافسين بأرقام قياسية وتسجيل أرقام قياسية محلية يصعب تخطيها في المستقبل القريب
كذلك على المستوى الإفريقي والألقاب التي حققها مع الفريق والوصول ثلاث مرات إلى نهائيات كأس العالم للأندية حقق خلالها الميدالية البرونزية
ونجح في صناعة العديد من نجوم الكرة ووضعهم في مكانة كبيرة مما أسهم في فوز مصر بالتأكيد بكأس الأمم مرتين متتاليتين في إنجاز غير مسبوق للكرة المصرية
لا شك في أن توقيت إعلان الخبر مؤثر جدا بالنسبة لفريق الأهلي في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الفريق والتي تمثل بداية انتهاء جيل عظيم لفريق كبير ويدخل الفريق في مرحلة تجديد خلال الفترة المقبلة ربما (( لأنه خواجة )) رفض جوزيه (( المنتصر دائما )) أن يمر بها وفضل أن يترك المهمة لمدرب آخر يبدأ في بناء جيل جديد للأهلي خلال الفترة التالية
وعلى الرغم من إعجابي الشديد بجوزيه وشهادتي بإنجازاته العظيمة التي لا ينكرها إلا جاحد إلا أنني أرى أن هذا التغيير جاء في وقته فرغم براعته إلا أنه أصبح كتابا مكشوفا لكل المنافسين سواء محليا أو أفريقيا
فقد فطنت الفرق جميعها إلى أن جوزيه ليس لديه قدرة على اللعب ضد الضغط وقد طبع لاعبيه بذلك فالضغط عليهم يربكهم ويضيع منهم السيطرة وبالتالي النتيجة وقد حدث هذا محليا وأفريقيا وثبت أن الأهلي (( الحالي )) غير قادر على اللعب تحت ضغط وحصار من المنافس ويبدو أن جوزيه ليس لديه حل لتلك المشكلة على الرغم من أن هذه الطريقة معتادة من الفرق الأضعف فنيا ولكن لها ما يواجهها وهو ما لم يقدر عليه جوزيه ومازال مصرا على استعمال الكرات الإنجليزية التقليدية الطويلة لرأس فلافيو العطلانة وهي بالطبع غير دقيقة والاعتماد على رأس حربة واحد يضيع وسط المدافعين إذا لعب المنافس بكثافة وسط الملعب فيضيع معها أبوتريكة وبركات وحسن وإينو وعاشور وغيرهم ولا يستمع أبد للناصحين بالاعتماد على رأسي حربة ولكنه يبدو أنه لا يثق إلا في فلافيو وعماد متعب فقط
وقد أدى هذا بالتأكيد إلى انخفاض مستوى الكثير من النجوم على رأسهم أسامة حسني وأحمد بلال وغيرهم من النجوم الذين تركوا الفريق في ظل إصرار جوزيه على إهمالهم وعدم إعطائهم الفرصة مثلما فعل مع الثنائي الأنجولي فلافيو وجلبرتو ولو فعل مع أحمد بلال مثلما فعل مع فلافيو لصار بلال واحدا من أعظم مهاجمي مصر المعاصرين
عموما لقد انتهت حقبة هامة من تاريخ الأهلي والقادم هو الأهم وكان جوزيه جيدا ولكنه وصل إلى مرحلة نهاية العطاء وآن لدماء جديدة أن تأخذ دورها وآن لنا أن نرى تنافسا جادا بين 25 لاعب من لاعبي الأهلي للعب وليس فقط 13 أو 14 لاعب معروفين محفوظين
ليس التغيير في الحكم سببه هو الخروج من بطولة أفريقيا فقد سبق أن خرج الأهلي من النهائي ولكن عندما يخرج الأهلي بالصورة التي كان عليها في اليابان ثم الصورة التي ظهر عليها في كأس مصر ثم الموقف الحالي في الدوري المصري منذ تصريح جوزيه المغرور (( بالفوز بالدوري بفارق 15 نقطة )) وأخيرا الخروج المخزي من دوري أبطال أفريقيا وليست المشكلة في النتيجة ولكن المشكلة في الأداء وغياب الروح والرغبة في الانتصار والتركيز في الفوز والذي كان الصفة المميزة للفريق في السنوات السابقة