أثار إطلاق وزارة الخارجية الإسرائيلية موقع «قرآن نت» لتفسير ونشر آيات القرآن الكريم بهدف تربوي جدلاً واسعًا حول الأسباب الخفية لمثل هذا المشروع، الذي بالبحث في الوجود الإسرائيلي علي الشبكة الإلكترونية العنكبوتية «الإنترنت» سندرك أن له أكثر من وجه منها الترفيهي والاجتماعي والاستخباراتي وأحدثها الديني.
وإذا ما تصفحنا محرك البحث جوجل سنجد أمامنا عددًا كبيرًا من المواقع الإلكترونية والمنتديات الإسرائيلية والتي انتشرت كثيرًا خلال العامين الماضيين تحمل أسماء عربية مثل شبكة بانيت أو بانوراما أون لاين وموقعه الإلكتروني «www.panet.co.il» وهو ـ كما يشير مصمم الموقع ـ موقع فني ترفيهي يهدف إلي تغطية الأحداث الفنية في الشرق الأوسط، لكن الخدعة تظهر حين نجد إعلانات داخل الموقع تطلب من متصفحيه الاشتراك في خدمات معينة عن طريق البريد الإلكتروني وهو الأمر الذي سيتبعه طبعًا مراسلة المتصفح العربي بمصممي الموقع والبقية معروفة.
لكن الوسيلة قد تكون أسهل من ذلك عن طريق تصميم منتديات باللغة العربية يكون الهدف الظاهر منها تجميع أكبر عدد من الأصدقاء في منطقة الشرق الأوسط كي يحكوا عن مشاكلهم والعقبات التي تقف في حياتهم وبالطبع سيكون من ضمن تلك العقبات معلومات مباشرة وغير مباشرة عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لتلك الدول.
لكن أحدث وأطرف الطرق التي تتبعها أجهزة تل أبيب في الاستقطاب هو تصميم مواقع علي شبكة الإنترنت تهدف - كما يقول مصمموها - إلي نشر الدعوة الإسلامية ومناقشة القضايا المتعلقة بالشريعة ومعرفة رأي المتصفحين في المسائل الفقهية الخاصة بالإسلام، وهو الأمر الذي يأتي متناقضًا مع حقيقة معروفة بشكل بديهي وهي أن التيار الأصولي في إسرائيل والذي ينتمي إليه غالبية الشعب اليهودي يرفض تمامًا أي حوار مع الديانات الأخري وعلي رأسها الإسلام فما بالك أن يدعو إسرائيليون إلي الديانة الإسلامية.
ويأتي علي رأس تلك المواقع «قرآن نت» وهو موقع تابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية والذي يهدف حسب زعم مصممه إلي جعل «الذكر الحكيم وسيلة تربوية»، وجاء علي موقع الوزارة أن «مجموعة من الطلاب البدو الإسرائيليين، بادروا مع محاضرهم اليهودي إلي مشروع فريد من نوعه، يجعل الذكر الحكيم وسيلة تربوية يستخدمها كل مرب ورب عائلة». ويبحث المستخدم في الفهرست لـ«قرآن نت» عن المسألة التربوية التي تعنيه، وعندها يحصل علي الآية الكريمة التي تتعلق بمسألته.
وهو ما عقب عليه شوفي عبد اللطيف - نائب وزير الأوقاف ورئيس قطاع شئون الدعوة الدينية في مصر - بقوله مؤخرًا «إن ما يهدف إليه هذا المشروع هو استقطاب المسلمين وإيقاعهم في فخ الخديعة الإسرائيلية، حيث أخذ من القرآن الكريم ما يتناسب مع أفكارهم ومشاريعهم.» مؤكدًا أن «وزارة الأوقاف ستصدر خلال الأيام القليلة القادمة ردًا واضحًا تجاه هذا المشروع، وما يحتويه من أكاذيب وأفكار مسمومة».
هذا عن الاستقطاب عن طريق التمسح في الدين الإسلامي لكن هناك استقطابا يتم بطرق أخري، ولمن يريد معرفة هذا عليه أن يلقي نظرة علي موقع جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «الشَبَاك» وعنوانه الإلكتروني «www.shabak.gov.il» حيث سيشاهد كمًا من التعبيرات المصرية والتي يحاول بها المبرمجون وصانعو الموقع جذب انتباه المتصفح لما في الموقع من «القصص بطولية» لأجهزة المخابرات الإسرائيلية والتي تكون في الأساس قصصًا مفبركة لجذب أكبر عدد من المتصفحين للعمالة وهو الأمر الذي تؤكده الرسائل الترحيبية لرئيس الشباك وباقي المسئولين بالموقع والتي يطلب فيها من المتصفحين تقديم أي معلومات إذا ما لاحظوا أي أمر يضر الأمن الإسرائيلي.
تجدر الإشارة إلي أن آخر تقرير لهيئة الاتصالات الإسرائيلية قد أشار إلي أن المواقع والمنتديات الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية ولهجاتها قد زادت منذ حرب لبنان الثانية وهزيمة تل أبيب من قبل ح** الله اللبنانية وأغلب تلك المواقع تعطي الحرية للمتصفح في الاشتراك مجانًا بخدمات الموقع وهو ما يؤكد سياسة الجهات التي تعد هذه المواقع والمنتديات.
نقلا عن جريده الدستور المصريه