ربما يسأل سائل لماذا لم نحتفل بالمولد النبوي مثل ما يفعل الكثيرون ولماذا لم نقم بإنشاء موضوعات ومناقشات إلى غيرها ؟
والأمر بمنتهى البساطة أن أمر هذا الاحتفال لم يثبت بأي شكل عن صاحب الرسالة بل إنه قد حدد الأعياد والمناسبات التي نحتفل بها ونقيم فيها الشعائر والمناسك فهي العيدين الفطر والأضحى
ففي عيد الفطر يفرح الصائم بعد فطره ويقيم الشعائر بإخراج زكاة الفطر ثم الخروج إلى الصلاة (( قد أفلح من تزكى , وذكر اسم ربه فصلى )) وفي عيد الأضحى إما يؤدى المناسك بالحج وإما يبقى ويقوم أيضا بالمناسك كصيام عرفه وصلاة العيد ثم الذبح (( فصل لربك وانحر ))
ولكن ماذا نفعل في المولد النبوي ؟
لو أردنا تقديم عبادة مخصصة في ذلك اليوم صار هذا من الابتداع في الدين والذي تم واكتمل (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) لهذا فلا حاجة للإحداث في الدين ولو كان هناك احتياج لهذا الاحتفال ولو كان فيه خير لما تركه رسول الله نفسه ولوضح لنا هذا
فقد أوضح لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير فيما يخصه من فضل كفضل الصلاة عليه فمن صلى عليه صلاة صلى الله عليه بها عشرا وبين لنا فضل من سأل الله له الوسيلة بعد الأذان فيقول فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له شفاعتي
إلى غير ذلك من الأمور العظيمة فلو كان في هذا الاحتفال خير لدلنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم
أما الفرح بيوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم فلا شئ به بشرط أن لا يرتبط هذا بثوابت يعتقد أنها من الدين أو أن من لا يأتي بها قد قصر في حق النبي صلى الله عليه وسلم
من أجل هذا وبعد أن مرت الذكرى أردنا أن نبين لإخواننا هذا الأمر حتى لا يكون في نفس أي زميل أي شئ
كذلك فإن من أفضل علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم هو اتباع سنته والالتزام بفعله واقتفاء أثره قد المستطاع والنتهاء عن نواهيه فهو القائل ( فما أمرتكم بشئ فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عن شئ فانتهوا ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم
والمحبة الخالصة هي الاتباع مع الرضا والإخلاص والعمل لصالح هذه الأمة ولرفعتها بعد أن ذل حالها
والمحبة الخالصة تستدعي نصرة النبي صلى الله عليه وسلم ليس بالحناجر الجوفاء ولا باللسان السليط ولا بالعنف المنفر إنما بالعمل الإيجابي والالتزام الجاد بسنته وإظهار صورته الحقيقية ليس فقط في الصورة وإنما في الخلق والعمل والتعاون والتفاني في خدمة الإنسانية
هدانا الله جميعا ورزقنا حسن الخاتمة
_________________
أبـوروان