اليوم احتفالات مصر بعيد الرياضة

أبطال الألعاب الفردية سطروا تاريخ مصر الأوليمبي منذ عام‏1912‏
كتب : حـسـن الحــداد
احمد نظيف ـ حسن صقر ـ كرم جابر
قبل ساعات من انطلاق فاعليات ومهرجانات الاحتفال بعيد الرياضة الأول والذي حدد الرئيس مبارك شارة البدء فيه غدا الثلاثاء من أجل تكريم الرياضة والرياضيين والرواد يتواصل رصد الاهرام لخطوط الحركة الرياضية في مصر التي بدأت مع منافسات الدورة الاوليمبية الذي وصلنا فيه مع الحلقة السابقة إلي استهلال عصر الميداليات الذي بدأ بالدورة الأوليمبية التاسعة بأمستردام عام‏1928‏

وجاءت البداية بيد المصارع الاسطوري ابراهيم مصطفي الذي أحرز أول ميدالية ذهبية وزن خفيف الثقيل وبعد ساعات أكمل الرباع السيد نصير الإنجاز بذهبية رفع الأثقال في وزن خفيف الثقيل ولم يكتف أبطال مصر بهذا الذهب وأضاف فريد سميكة فضية الغطس من السلم الثابت وبرونزية السلم المتحرك‏,‏ أما بالنسبة لكرة القدم فكانت تاريخية حينما أحرز المنتخب المصري المركز الرابع علي حساب العديد من الدول العظمي حينذاك

ولذا فإن بعثة امستردام تعتبر واحدة من أنجح البعثات المصرية في تاريخ الاوليمبياد لنا خاصة إذا عرفنا أن عدد ابطالها من اللاعبين وصل إلي‏34‏ لاعبا فقط احرزوا جميعا ميداليات ومراكز شرف‏.‏ هذه الانتصارات وضعت حجر الزاوية في نهضة رياضية مصرية وإطلالة قوية علي العالم الرياضي‏..‏

في الدورة الاوليمبية الحادية عشرة برلين‏1936‏ كان نصيب ابطال مصر خمس ميداليات متنوعة تحققت علي يد ابطال رفع الاثقال خضر التوني ذهبية وزن المتوسط برقم قياسي مقداره‏375‏ كيلو جراما ظل صامدا دون تحطيم حتي اوليمبياد اتلانتا‏1996‏ حينما تم تحطيمه علي يد التركي الاسطورة سليمانغلو في نفس الوزن ويذكر التاريخ أن اسم خضر مازال محفورا في لوحة الشرف الاوليمبية كأحد عظماء الاوليمبياد وتم إطلاق اسمه علي أحد شوارع العاصمة الالمانية برلين

‏ ناهيك عن تكريم الزعيم النازي الالماني له ومصافحته متمنيا ان يكون خضر التوني المانيا‏..‏ اما الميدالية الذهبية الثانية فأحرزها أنور مصباح في وزن الخفيف واضاف صالح سليمان فضية وزن الريشة في رفع الاثقال ايضا وكانت هناك برونزيتان أحرز الأوليمبي إبراهيم شمس في وزن الريشة ووصيف إبراهيم وزن خفيف الثقيل‏..‏ وكان امام هؤلاء الابطال فرصة ذهبية لاضافة العديد من الميداليات الأوليمبية لولا التوقف الاجباري للاوليمبياد في دورتي‏1940‏ و‏1944‏ بسبب قيام الحرب العالمية الثانية

لكن ابطال مصر عوضوا هذا التوقف الاضطراري في أوليمبياد لندن‏1948‏ بإحراز قدر لا بأس به من الميداليات‏(‏ خمس ميداليات متنوعة كان لأبطال رفع الاثقال نصيب الاسد منها بذهبية محمود فياض وزن الريشة وذهبية ابراهيم شمس وزن خفيف الثقيل وفضية لعطية محمد وزن الخفيف‏)‏ وعادت المصارعة المصرية لحلبة الميداليات بعد عشرين عاما فاحرز محمود حسن ميدالية فضية في وزن الديك واختتم زميله ابراهيم عرابي الميداليات ببرونزية في وزن خفيف الثقيل وبعد هذه‏(‏ الوفرة‏)‏ من الميداليات غابت الرياضة المصرية لسنوات طويلة حتي العودة القوية بخمس ميداليات متنوعة‏,‏ وطوال‏56‏ عاما لم تحرز مصر خلالها سوي ميداليات الصدفة ببرونزية عبدالعال راشد هلسنكي عام‏1952‏ وفضية لعيد عثمان روما‏1960..‏ وبرونزية في الملاكمة لعبد المنعم الجندي وفضية محمد علي رشوان في الجودو بلوس انجيلس‏1984..‏

اما الزخم الميدالياتي في أثينا‏2004‏ الذي قاده المصارع الذهبي كرم جابر واحرازه لاغلي ميدالية ذهبية لمصر لعزف السلام الوطني فوق منصات التتويج الاوليمبي لاول مرة حيث كان تم عزف السلام الملكي قبل قيام ثورة يوليو‏1952..‏ وثلاث ميداليات لابطال الملاكمة فضية لمحمد علي رضا وبرونزيتان لاحمد الباز واحمد اسماعيل ثم برونزية في التايكوندو لتامر صلاح والملاحظ علي هذا الفوز التنوع في احراز الميداليات ثلاثة العاب نزالية لاول مرة ايضا نتاج زيادة الاهتمام بالابطال الواعدين خاصة المدرجين بمشروع البطل الاوليمبي الذي يحظي برعاية الرئيس مبارك والذي كرم هؤلاء الابطال اعظم تكريم في تاريخ الرياضة المصرية‏.‏

وفي بكين‏2008‏ كانت هناك برونزية هشام مصباح في الجودو التي رفعت رصيد مصر من الميداليات الاولميبية الي‏24‏ ميدالية متنوعة‏,7‏ ذهبيات‏7‏ فضيات و‏10‏ برونزيات مازالت تحفظ لمصر الصدارة في سجل الدول العربية في تاريخ الدورات‏.‏

نشأة الدورات الإقليمية
كما كان لمصر فضل إطلاق شرارة البداية في طلب تنظيم الدورات ا لاقليمية التي تقام علي غرار دورات الالعاب الأوليمبية كميدان يتقابل فيه شباب الدول المتقاربة في حفل واحدا ترفرف عليه روح التألق والأخوة وفي مستهل الاتجاه بالفكر لحيز التنفيذ كانت القارة الإفريقية حينما وافقت اللجنة الأوليمبية الدولية علي طلب مصر لتنظيم دورة الألعاب الإفريقية عام‏1927‏ ووقع الاختيار علي مدينة الإسكندرية عاصمة الرياضة المصرية والإفريقية ثم تقرر تأجيلها لعام‏1929‏ بحجة استكمال مصر منشآتها الرياضية اللازمة

وتم بناء استاد الإسكندرية الرياضي الذي افتتح رسميا في‏17‏ نوفمبر‏1929‏ ورغم الإعداد الكامل للمنشآت المصرية لاستقبال الأفارقة في أول تجمع قاري لهم‏,‏ بينما وقف الاستعمار حائلا ضد هذا التجمع‏,‏ بينما لم يكن هذا الايقاف والتحدي ليبعد الفكرة عن القيادات الرياضية في مصر التي انتقلت بها إلي ساحة الدول المطلة علي حوض البحر الأبيض المتوسط وكان لمحمد طاهر باشا رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية في ذلك الوقت وعضو اللجنة الأوليمبية الذي نجح في انتزاع موافقة اللجنة الاوليمبية الدولية علي اقامة دورة رياضية كبري علي غرار الدورات الاوليمبية تقام كل‏4‏ سنوات باشراف ورعاية اللجنة الاوليمبية الدولية ويطلق عليها دورة ألعاب البحر المتوسط

وفي نفس الاجتماع تم اسناد إقامة الدورة الاولي إلي مصر والتي اتخذت قرارا باستضافته الاسكندرية لهذه الدورة وشهد عام‏1951‏ بانطلاق الدورة المتوسطية ونجحت مصر في التنظيم لأبعد حد وشهدت الدورة مشاركة ضخمة من عشر دول من‏14‏ لعبة مختلفة بـ‏156‏ رياضيا‏..‏ وكانت شهادة ميلاد قوية لهذه الدورة التي استمرت بفضل مصر والمشاركة المصرية فيها بنجاح في جميع الدورات ماعدا الدورة الخامسة بتونس عام‏1967‏ لظروف نكسة يونيو بينما تظل الدورة واقامتها بنجاح كل اربعة اعوام ـ وعلي مدار‏15‏ دورة شاهد عيان علي الدور الرياضي للرياضة المصرية والتي من خلالها برز العديد من الابطال المصريين والتي شهدت الدورات المتوسطية ابداعهم وتفوقهم‏,‏ الاسماء كثيرة والميداليات عديدة والتاريخ يسجل‏.‏

دورة الألعاب العربية‏.‏
في‏27‏ مارس‏1947‏ تقدم عبد الرحمن عزام المصري الامين العام لجامعة الدول العربية بمذكرة الي المكتب التنفيذي للجامعة يقترح فيها الموافقة علي اقامة دورة رياضية تقام سنويا بين شباب الدول العربية جاء في مطلع الاقتراح قوله‏:‏ لا ريب ان الرياضة هي أسمي واشرف وسيلة لتقارب شباب الدول العربية وتمكينهم من بناء مستقبل الامة بسواعدهم الفتية واجسامهم السليمة‏,‏ والرياضة احب ما يستهوي نفوس الشباب ويحليهم بالفضائل ويوثق روابطهم الاجتماعية ويساعد علي تحقيق أهداف جامعة الدول العربية‏.‏ وفي ابريل‏1953‏ وافق مجلس جامعة الدول العربية علي اقامة دورات رياضية عربية وعهد إلي مصر بتنظيم الدورة الاولي بعد شهور وكما نجحت مصر في استضافة الدورة المتوسطية الاولي قبل عامين بالاسكندرية واصلت التنظيم بنجاح للدورة الرياضية العربية الاولي والتي مازالت مستمرة حتي الآن وتذكر بالفضل والعرفان جهود مسئولي ورياضي مصر في لم شمل الشباب الرياضي العربي‏.‏

دورة الألعاب الافريقية
لم يبق امامنا من الدورات الكبري سوي دورة الالعاب الافريقية التي سبق وذكرنا من التاريخ ان مصر لها فضل السبق في فكرة وتنظيم هذه الدورة ووقوف الاستعمار دون اقامتها واستمرت المحاولات المصرية حتي نجحت في فبراير‏1964‏ في انتزاع موافقة الدول الافريقية علي إقامة دورة للالعاب الافريقية لأبناء القارة وإن كان قد تم إسنادها تنظيمها للكونغو برازافيل العام التالي‏1965‏ ريثما تم الاستعانة بكل الخبرات الادارية والتنظيمية المصرية التي كان لها فضل السبق والريادة والتألق علي جميع المستويات الاوليمبية والمتوسطية والعربية والافريقية اضافت اليها التفوق الافريقي ففازت بالمركز الاول علي‏28‏ دولة افريقية وكما كان لمصر فضل تأسيس هذه الدورة كان لها الفضل بانقاذها من التوقف منتصف الثمانينيات حينما استقبل الرئيس مبارك الاسباني خفوان انطونيو كارانش رئيس اللجنة الاوليمبية الدولية واقترح علي الرئيس مبارك تنظيم مصر دورة الالعاب الافريقية الخامسة‏1991‏ بالقاهرة ووافق مبارك واستضافت مصر اقوي واشهر الدورات وعودة الصدارة التي قد تراجعت في هراري‏1995‏ وجوهانسبرج‏1999,‏ بينما عادت في مطلع القرن الحالي بابوجا‏2003‏ والجزائر‏2008.‏

لقد وصل رصيد مصر من الميداليات في الالعاب الفردية في عهد الرئيس مبارك مالم تصل إليه الرياضة المصرية من قبل في اي من العهود وعلي جميع المستويات اوليمبيا وعالميا متوسطيا قاريا وعربيا‏..‏ لقد سطع كثير من النجوم والابطال في الربع قرن الاخير والذين وجدوا كل الرعاية والاهتمام وتوفير الامكانيات من اجل رفع راية مصر خفاقة لان الرياضة هي خير سفير للدول والشعوب وامتلأت مصر بهؤلاء السفراء الذين أبدا لم يخيبوا ظن الجماهير العاشقة‏.‏

دليل ذلك الانتصارات المدوية اليت حققتها الكرة المصرية خلال عهده علي جميع المستويات‏:‏ الاندية والمنتخبات والتي حققت في عهد الرئيس مبارك الكثير الذي يستحق مزيدا من التفاصيل يوم‏3‏ مارس الجاري موعد الاحتفال بعيد الرياضة‏.‏