لو قالوا لك إنى شاعر أوعى يا أمّة تصدقيهم.. حتى لو سالت دموعى عن الدفاتر كدبيهم.. طول ما لون الحبر أسود يبقى لسه الحداد.. طول ما دم غزة سايح والضحايا فى ازدياد.. والحجر عمال بيصرخ والبشر أصبح جماد.. انزعى من إيدى قلمى وحطى إيدى على الزناد.. نفسى أكتب شعرى يامه والرصاص يبقى المداد. .....
كلمات كتبتها بعد أن فقدت المقدرة على التواصل حتى مع نفسى، بسبب هذه المشاهد الرهيبة والتى لا يستوعبها قلب ولا عقل.. وصدقنى هؤلاء ليسوا يهوداً ولكنهم مجرمون وقتلة ومصاصو دماء، فلا يمكن لدين أن يسمح بهذا الإجرام، مجنون من يتخيل أن لهؤلاء ذمة أو عهدا، فهؤلاء لا يستوعبون إلا منطق القوة، لا يفل الحديد إلا الحديد، ولا يرهب هؤلاء الصهاينة إلا الموت الذى يفرون منه وهو حتماً ملاقيهم «لا يقاتلونكم جميعاً إلا فى قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون»..
مجنون من يبحث عن نصرته عند الغرب الظالم، أو عند مجلس الأنس الذى لا يعرف إلا الظلم وإلا الفيتو الأمريكى القبيح.. من يستجر بهؤلاء فهو كالمستجير من الرمضاء بالنار، فلا الأمريكان ولا الأوروبيون يمكن أن يتدخلوا إلا لمصلحة الصهاينة، وفى الوقت الذى يحددونه هم، عندما يشعرون بالتعب من كثرة تقتيل الأبرياء، وقبل أن يتكبدوا أى خسائر فى المعدات والأرواح، وقبل أن تسيل دماؤهم التى يرونها دون كل الدماء، فهى فقط التى تستحق الحماية،
أما دماء المسلمين فرخيصة ومستباحة، وللأسف لا يريد العرب أن يتعلموا من ماضيهم المؤلم أو حاضرهم المريع، مازال العرب يقلبون وجوههم قبل المشرق والمغرب بحثاً عمن يتفهم قضيتهم، ويساعدهم فى تحقيق الاستسلام المهين والذى يسمونه عبثاً بالسلام، يا أطفال غزة الأبرياء لا أملك لكم إلا دموعى التى تحجرت، ودموع أطفالى التى لا تتوقف ليلاً أو نهاراً، لا أملك لكم سوى دعوات أمى التى أوشكت أن تموت من شدة البكاء، وأبى الذى لم تعد له رغبة فى الطعام، لا أملك إلا أن أختلى بربى فى جوف الليل وأسأله لكم الصبر والفرج،
وأعلموا أيها الأبطال أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا، لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون، عشتم مرفوعى الرأس ومتم شهداء لم تجلبوا لنا العار كما يدعى عملاء إسرائيل وأمريكا «يَحْسَبُونَ كُلٌ صَيْحَةٍ عَليهمْ هُمُ العَدُوٌ فَاحْذرْهُمْ قاتلهُمُ اللهُ أنى يُؤْفكَونَ» ولكل من ظلمكم أو خانكم أقول له حسابك عند من لا يغفل ولا ينام، وعسى أن يكون قريباً