احمـــــــــد بشـــير فريق أول
عدد الرسائل : 4007 العمر : 73 العمل/الترفيه : مدير جودة تاريخ التسجيل : 04/03/2008
| موضوع: قصيده بغداد يا بغداد للشاعر الكبير/ فاروق شوشة الثلاثاء 23 ديسمبر 2008 - 13:15 | |
|
كيف الرقاد ! وأنت الخوف والخطر
وليل بغداد ليل ماله قمر !
ها أنت فى الأسر : جلاد ومطرقة
تهوي عليك وذئب بات ينتظر
وذابحوك كثير ؟ كلهم ظمأ
إلى دماك ؟ كأن قد مسهم سعر
أين المفر؟ وهولاكو الجديد أتى
يهيئون له أرضا فينتشر
أنى التفت فثم الموت ؟ تعزفه
كفان بينهما التاريخ ينشطر
بغداد حلم رف واستدار
كما يزف طائر
نأى به المدار
وحينما قصدت بابها الوصيد ذات يوم
على أضيع فى رحابها الفساح
أسلمت نفسى للهوى القديم واستكنت
فتحت هذه الحجارة المهمشة
يرقد
-في شوارع الرشيد والمنصور أو أبى نواس -
جميع من قرأت من نجومها
ومن رجالها الأقمار
ومبدعى ديوانها المملوء بالفتوح
والأفراح والجراح والعمران
والخراب والفنون والجنون
والثورات والثوار !
وليلها المزهر فى سماء عنفوانها !
كأنه نهار
وها أنا
أسير بين الكرخ والرصافة
أبحث عن عيون هاته المها
أسأل كيف طاب لابن الجهم
موسم الغرام ؟ والأشعار !
وحينما تمتد ساعة التسيار
أعود من مسيرة الأشواق
مستلقيا على ضفاف دجلة
والسمك المسجوف يشعل الحنين
والتذكار
أسير فى تزاحم الوجوه والرفاق
هنا توقف أيها الدليل
فهذه مكتبة المثنى
تفتح أبوابا من الكنوز
تنفض الغبار
عن كتب مطوية عتيقة
لما تبح بما حوته من غرائب الأسرار
وتنزل الستار !
أبحث فى بغداد والعراق
عن شاعر يعيش لحظة المحاق
ويدرك الأفول
والذبول
ملء عيون لم تزل
تعيش لحظة انتظار
لقادم يجئ ؟ عله ؟
أو لا يجئ
وما الذى يحمله الغد الخبئ
من ظلمة ؟ ومن دمار !
وهل ترى ينبه الصحاب والرفاق
إلى الغد الذى يلاحق الصغار !
أبحث فى بغداد والعراق
أبحث فى لفائف الذهول والإطراق عن صاحب وعن دليل
يرشدنى إلى مواطئ القدم
لواحد من عترة الأخبار
كان إذا مشى ؟ وإن أشار أو تكلما
فوجهه الوضئ يمنح الوجود
دارة وأنجما
يعطيه أنسه وحسه
ومجلسه ..
وكان من شذا يديه تورق العطور
وتهطل الخيرات والثمار
ومن جنى لسانه تساقط اللآلئ
عقدا من النجوم
كأنه فيض الندى ؟ تغتسل القلوب فيه
أو كأنه در البحار !
أبحث عن هذا الحكيم
فى زمن للتيه والضلال والنزق
لعله الحلاج...
أو لعله الجاحظ ؟
أو أبو حيان...
أو واحد لا نعرفه
فى موكب النفاق والخديعة اختنق
أبحث عن هذا الحكيم
لعله يعود بالضياء للحدق
لعله ينجى من الغرق
من قبل أن يهدم ذاك المسرح الكبير
وتنزل الستار !
******
دار السلام ! وهل جربته أبدا
وأنت قنبلة بالهول تنفجر
طاشت رصاصاتك اللاتى قذفت بها
فى كل صوب ؟ فزاغ العقل والبصر
كيف ارتضيت خنوعا لا مثيل له
والروح فى قبضة الطاغوت تعتصر
كم نافقوك ؟ وكم صاغوا ملاحمهم
والحلم يطوى ؟ وظل المجد ينحسر
داست سنابك جلاديك فوقهمو
فالناس صنفان : مقتول ومنتحر
ياكم جنيت وقد أبقيتنا بددا
فى أمة ساد فيها الذل والخور
ماذا ترومين ؟ جلاد وعاصفة
ونحن بالصمت والخذلان نعتذر
جيكور ماتزال ؟ والسياب
يبحث فى الشناشيل التى تهدمت
عن ابنة الحلم ؟ وعن جبينها الوضاء
مازال واقفا يصيح :
كيف ارتضيت أن تكونى للطغاة
سدرة ومتكأ ؟
وأن يعشش الخراب فيك سيدا ملكا
وصبح الزمان داجى الرؤى ؟ محلولكا !
يا ويل من أن ببابهم أو اشتكى
فصار للكلاب عظمة ؟
ومضغة لكل من روى ومن حكى !
وفى البعيد يضرع النخيل ؟ والهواء
منعقد ؟ كأنه أنشوطة المخنوق
ساعة الإعدام ..
ثم شئ ضاغط ؟ كهجمة الوباء
وقع الدرابك التى تهتز بالغناء
كأنه النشيج ? أو لعله البكاء
الأرض قد ضاعت
فأين طلة السماء !
وأين وجه شارد قد هام فى العراء
وأين ظل ؟
كان فى جيكور ظل باذخ وماء !
وكان نخل شامخ ؟
فيه شموخ العراق
وكان صوت هاتف يفترش الآفاق
وينشد الأطفال من قصيدة السياب :
يا مطرا يا حلبى
عبر بنات الجلبى
يا مطرا يا شاشا
عبر بنات الباشا
يا مطرا من ذهب !
الموت فى جيكور ؟ فى جنين ؟
فى الأقصى ؟ وفى بيسان
وموكب الدمار يسحق النخيل والزيتون
ويخرس الأطفال فى عرائش الكروم
ويطفئ النجوم
ويملأ الحلوق بالرمال
بغداد
يا بغداد
يا بغداد
يا روعة الحلم الذى .. هل يستعاد ؟
ترى يصيح الديك فيك من جديد
ويصدح الناقوس والأذان !
وتشرق الشمس على دروبك السجينة
وهل ترى ينداح فيك من جديد
صوت أبى تمام
مبددا كآبة الأحزان
من قبل أن تضيع عمورية المحاصرة
ملء دفاتر الهوان !
هذا يهوذا قادم فى شملة المسيح
ولص بغداد الجديد طائش غرير
يحلم بالمجد ؟ وبالفتوح
أم أن هولاكو يعود فى زماننا الكسيح
مراوغا ؟ كعهده ؟بالغمز والتلميح
أمامه الأعلام والأوهام والبيارق
وخلفه الحشود والرعود والصواعق
تسد عين الشمس ...
يظنها..
تستر وجهه القبيح ! | |
|
احمـــــــــد بشـــير فريق أول
عدد الرسائل : 4007 العمر : 73 العمل/الترفيه : مدير جودة تاريخ التسجيل : 04/03/2008
| موضوع: قصيده رسالة إلى أبي للشاعر الكبير/ فاروق شوشة الثلاثاء 23 ديسمبر 2008 - 13:24 | |
| يفاجئني الذي اكتشفت : أنت في نفسي حللت !
في صوتي المرتج بعض صوتك القديم
في سحنتي بقية منن حزنك المنسل في ملامحك
وفي خفوت نبرتي ـ إذا انطفأت ـ ألمح انكساراتك
وأنت ..
عازفا حينا ،
وحينا مقبلا
وراضيا ، تأخذني في بردك الحميم
أو عاتبا مغاضبا
فأنت في الحالين ، لن تصدني ..
وتستخير الله ، أنت تكون قد عدلت !
يفاجئني أنك لم تزل معي
وأنت شاخص في وقفتي الصماء ، والتفاتاتي
أرقبني فيك ،
وأستدير باحثا لدي عنك
تحوطني ، فأتكئ
تمسك بي ، إذا انخلعت
تردني لوجهتي
مقتحما كآبة الليل المقيم
الآن ، عندما اختلطنا
صرت واحدا ،
وصرت اثنين ،
عدت واحدا ،
عنك انفصلت ، واتصلت
لم أدر كم شجوك النبيل قد حملت
أضفته لغربتي
ومن إبائك الذي يطاول الزمان .. كم نهلت
فاكتملت معرفتي
واتسعت أحزان قلبي اليتيم
بالرغم من أبوتك
وأنت ناصحي المجرب الحكيم
لم تنجني من شقوتك !
***
أبي تراك في مكانك الأثير مانحي سكينتك
وقد فرغت من رغائب الحياة
فانسكبت شيخوختك
على مدارج الصفاء والرضا
وصار قوس الدائرة
أقرب ما يكون لاكتمالها الفريد
هأنذا ألوذ بك
أنا المحارب الذي عرفته ، المفتون بالنزال
وابنك ..
حينما يفاخر الآباء ، بالبنوة الرجال
منكسرا أعدو إليك
أشكو سراب رحلتي
وغربتي
ووحدتي
محتميا بما لديك من أبوتي
ولم يزل في صدرك الرحيب متسع
وفي نفاذ الضوء من بصيرتك
جلاء ظلمتي وكربتي
فامدد يدك الذي قد غاله الطريق
واخترقت سهامه صميمه .. فلم يقع
لكنه أتاك نازفا مضرجا
دماؤه تقوده إليك
زندبة في جبهتك
وصرخة مكتومة يطلقها .. إذا امقتع
هذا ابنك القديم ،
وابنك الجديد ..
يبحث فيك عن زمانه ،
وحلمه البعيد
فافتح له خزانتك ! | |
|
احمـــــــــد بشـــير فريق أول
عدد الرسائل : 4007 العمر : 73 العمل/الترفيه : مدير جودة تاريخ التسجيل : 04/03/2008
| موضوع: قصيده لحظة لقاء للشاعر الكبير/ فاروق شوشة الثلاثاء 23 ديسمبر 2008 - 13:30 | |
|
كم يبقى طعم الفرحة في شفتينا !
عمرا؟
هل يكفي!
دهرا مسكوبا من عمرينا...
فليهدأ ناقوس الزمن الداوي في صدرينا
وللتوقف هذي اللحظة في عمقينا .
لن نذكر الا أن طوقنا الدنيا أغفينا
واتاحت كفانا......تغرس دفئا في روحينا
لن نذكر إلا أنا جسدنا حلما
وارتاح الوهج الدامي في عينينا.
*****
قلبك في صدري, يسمعني أغلى نبضاته
يهدأ في خجات اللقيا.أغفو في أعمق خجاته
أطل عليك.ضياء العمر,ونضرة واحاته
أقبس ومض الامل المشرق في لفتاته
أرشف نبع الضوء الهامي في نظراته
يتساقط كل رحيق العالم في قطراته
وأرى دنيناي وأيامي أبدا تمشي في خطواته
*****
أسأل :هل تتسع الأيام لفرحةقلبين؟
تعبا,
حملا الدنيا ,
هل يخبو هذا الألق الساجي في العينين
ونخاف يطير ,فنمسكه,ونضم الدنيا بيدين
ونعود إلى عش ناء نرتاح إليه طيرين
أسأل:هل تتسع الأيام لنضرة حلمين!
أقرأ ايامي عندهما كونا يتفجر لأثنين
*****
عيناي تقول ,يداي تحدق,والأشواق
فيض يغمرني ,يغرقني في لفح عناق
وحريق يألك أيامي ....يشعل نيران الاحداق
مازلنا من خلف اللقيا في صدر مشتاق
أملا يتجدد موصولا......
معسول شراب ومذاق.
الموضوع الثاني بعنوان(بين عينيك موعدي ):
بين عينيك موعدي
وأنا احمل ايامي وأشواقي اليكا...
وأرى في الأفق النائي يدا تمتد كالوعد,وتهفو
وأراني نحوها ........طوع يديكا
من قديم الدهر ,كانت نبضة مثل اهتزازالبرق
مثل اللمح,
شئ لست ادريه احتواني
فتلاصقت لديكا...... يومها
واترعشت عينان
اغفى خافقان,
استسلما للخدر الناعم ينساب ويكسو وجنتيكا
يومها, واتحدت روحان,
أغفت مقلتان,
اختارتا حلما برئ الوجه,حلو السمت
عشناه نديا أخضر اللون,وضيئا
وقرأت العمر مكتوبا......هنا ....في مقلتيكا
*****
بين عينيك موعدي
وأنا كل صباح اتلقى نبرة اللحن المندي
ساكبا في قاع أيامي ربيعا واشتياقا ليس يهدا
ليس يرتاح ....سوى أن عانق العمر وضما
ليس يرتاح....سوى أن اشبع الأيام تقبيلا ولثما
وتهادى كاخضرار الفجر ,
مزهز الأسارير
طليق الوجه ,مضموما إلى الوجه المفدى
لمسة ,وانطلقت منك يد
تعزف انغاما....
وتهتز رياحين ووردا
مسحة جبهة ايامي ,ومحت عنها عناءا وتهاويل وكدا
واستقرت في يدي لحظة صدق,خاشع الخفقة
ينساب وعودا
ذقتها وعدا فوعدا
ذقتها يامسكري ....شهدا .....فشهدا
*****
بين عينيك موعدي
يومنا القادم احلى لم يزل طوع هوانا
كلما شارفت الحلم خطانا ,واطمانت شفتانا
واستراحت مقلتانا
وتنينا ,فكان العمرأشهى من أمانينا,واغلى
وظننا أن خيطا من ضياء الفجر يهتز بعينينا
سلاما وامانا
كلما قلنا بدأنا وانتهينا
صرخت فينا وفيأعماقنا ,لحظة جوع ليس يهدا
فرجعنا مثلما كنا,
وكنا قد ظننا الشوق قد جاوزنا,وانداح عنا
ويد تمتد من خلف الليالي ,كي تطلا
نسجت ثوب حنان ليس يبلى
صوقت أيمان الخضراء أحلامنا وريحانا وظلا
يومنا القادم ...احلى
يومنا القادم ...أحلى.
| |
|
احمـــــــــد بشـــير فريق أول
عدد الرسائل : 4007 العمر : 73 العمل/الترفيه : مدير جودة تاريخ التسجيل : 04/03/2008
| موضوع: قصيده القصيدة والرعد للشاعر الكبير/ فاروق شوشة الثلاثاء 23 ديسمبر 2008 - 13:35 | |
|
كان بين القصيدة والرعد ثأر قديم
كلما نزفت بوحها
لاحقتها سنابكه بالغبار الرجيم
فتهاوت على درَج الأرجوانِ
مضمخة بالأسى العبقري,
ودافنة همَّها في انعقاد الغيوم
القصيدة, باكية, تستجير
وللرعد مطرقة وزئيرٌ
ودمدمةٌ,
وفضاء حميم
وانتشاء يخامر كل الذين يطلّون من شاهق
الكون,
يمتلكون المدى والتخوم
القصيدة ها.. تتناثر كالذرِّ
سابحة في هَيُولَى السديم
تتفتق ذائبة في عروق الحجارةِ
في غرْين النهر,
في جذع صبارةٍ..
شوكها من حروف الشقاء النظيم
ثم ترتاح من وحشة في العراء
ومن شجن في الدماء,
فتأوي إلى الليل,
ساكبة دمعها
في عيون النجوم!
القصيدة, شاخصة تتساءلُ
وهي تطل على الكون
أيَّ بلاء عظيم!
ترصّدني الرعد
حتى انطفأت
وأوشكت أذبلُ
أوشكت أرحلُ
رعد يباغتني
قلت : خيرٌ سيأتي
ودنيا ستمطر..
لكنه انجاب .. رعد عقيم!
هل أجاريه قعقعةً?
الوجود ضجيج..
له لغة من رماد المداخن
والأفق كابٍ دميم
فجأة,
مثل ومض الشهاب
ووقع النبوءة في القلب,
ها,
يتكشَّف لي بارق.. لا يريمْ!
لا تخافي من الرعد,
وانطلقي بالغناء,
الغناء الذي يتخلَّل هذا السديم
لا تخافي من الرعد , لا
إنه زمن عابر
والقصيدة فاتحةٌ..
وزمان مقيمْ! | |
|