ضغط العمل
العصر الحالي هو عصر العولمة التي غيرت الكثير من المفاهيم ومن ضمنها مفهوم العمل ومتطلباته وأساليبه والذي أدى إلى زيادة ضغط العمل الذي يتعرض له الموظف، يعرف ضغط العمل علميا على أنه تفاعل بين الدوافع والمنبهات الموجودة في البيئة الخارجية وبين استجابة الفرد لها بأشكال تحددها معالم الطباع والشخصية. ومستوى الشعور بضغط العمل أمر متفاوت من شخص لآخر حيث قال عالم النفس الألماني كارت ألبرخت أن شكل التفاعل بين المؤثرات الخارجية وبين الاستجابة لها يعتبر مسئولا أساسيا عن حجم هذا الضغط.
ويظهر هنا مفهوم آخر لا بد من إيضاحه وهو ما يسمى بالاحتراق النفسي فكما عرفته أستاذة علم النفس في جامعة بيركلي الأمريكية كرستين ماسلاك على أنه مجموعة أعراض من الإجهاد الذهني والاستنفاذ الانفعالي والتبلد الشخصي والإحساس بعدم الرضا عن الأداء الشخصي والمهني.
فالاحتراق النفسي يظهر نتيجة للضغط في العمل والذي يولده هو أن الموظفين الذين يعانون من هذه المشكلة يتبنون رؤية مثالية لأداء الأعمال و يتعذر عليهم عملها بهذه الطريقة المثالية.
ويحدث هذا الاحتراق النفسي عندما لا يكون هناك توافق بين طبيعة العمل وطبيعة الإنسان الذي ينخرط في هذا أداء هذا العمل فيشعر الموظف أن لديه أعباء كثيرة يجب إنجازها في فترة قصيرة وبمصادر محدودة.
النتائج المترتبة على ضغط العمل:-
1- تدني مستوى العمل وعدم إنجاز الموظف لمهامه بالشكل المطلوب.
2- تشكيك الموظف بقدراته وارتباكه وجعله عرضه للأمراض النفسية والجسدية.
3- شعور الموظف بعدم الولاء للمؤسسة.
وتقدر منظمة العمل الدولية وهي إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة أن الخسائر الناجمة عن ضغط العمل في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها تقدر بمائتي مليار دولار سنويا والتي يسببها تدني الإنتاجية والتغيب المستمر وتكاليف التأمين و نفقات العلاج للحالات المرضية الناتجة عن ضغط العمل وما يترتب عن ذلك من تكاليف التعويضات للموظفين.
- الأسباب التي تؤدي لضغط العمل:-
- كثرة الأعمال التي تجعل الموظفين يشعرون بالملل والضيق لذلك يجب على الموظف أن يتلاءم مع عمله
ويبدع فيه وذلك عن طريق اختيار الأسلوب الصحيح لمواجهة هذا الضغط والحفاظ على الهدوء ورفع
المعنويات وتقسيم أوقات العمل بشكل جيد.
- زيادة عدد ساعات العمل وتدني الرواتب والمطالبة بإنتاجية أكبر من قبل الإدارة.
- عدم وضوح خطة العمل وغياب الإدارة السليمة التي تحسن توزيع المهام والمسؤوليات حسب المهارة.
هذا يؤدي إلى شعور الموظف بالظلم والغضب مما يقلل من الشعور بالانتماء للمؤسسة والبخل في العطاء
والجهد.
- عدم توفير المكان المناسب للعمل.
- عدم الموائمة بين حجم المسؤولية ومقدار الصلاحيات والتضارب في التعليمات والأوامر.
- على الإدارة أن تفهم بأن قلة حيلة الموظف وعدم الثقة هما سببان رئيسيان للضغط النفسي لذلك يجب
عليهم إعطائهما للموظف لاتخاذ القرار فيما يتعلق بالمسائل التي يحسنونها.
- قلة التعزيز الإيجابي وذلك بعدم مكافأة الموظف عند بذل الجهد وتحقيق إنجاز.
- يحتاج الموظف أحيانا إلى المشاركة في العمل وليس فقط الجلوس مع الآلات والحاسوب دون مناقشة
وإبداء لآرائه.
- عدم تقدير الإدارة لإمكانيات الموظف وإعطائه مهام تفوق قدراته وإمكانياته.
- تسرع الإدارة بالحكم على الموظف بالتقاعس لعدم إنجازه مهمة ما دون الأخذ بالاعتبار على سبيل المثال
رداءة الأجهزة، تواضع الإمكانيات أو قلة الصلاحيات.
- شعور الموظف بعدم المساواة بين من يعمل وبين من لا يعمل والذي يؤدي إلى اختفاء الحافز الفردي فيجب
على المدير أخذ هذا الأمر بالحسبان لكي لا تستشري اللامبالاة في المؤسسة.
- عدم وجود وقت للراحة والاسترخاء أثناء فترة العمل.
- عدم وجود الصفات المناسبة عند الموظف لتحمل ضغط العمل مثل الكفاءة والطموح وتحمل المسؤولية
والحوافز والمرونة في العمل وفي تقبل التغيير.
- الحياة الخاصة للموظف مثل المشاكل العائلية والمرض.
- كثرة المراقبة على الموظفين لمعرفة مدى سرعة إنجاز المهام الموكلة إليهم.
- بعض الحلول للضغط الوظيفي:
أولا على الموظف مراعاة بعض الأمور التي تخفف من هذا الضغط وهي:
- أن يعلم بأن هذا الضغط ليس بمشكلة وإنما هو فرصة للتفكير في بعض المسائل مثل ما هو الهدف من
أداء هذا العمل؟ أي عمل تستطيع إتقانه بشكل جيد؟ أي عمل يناسب مزاياك الشخصية؟ هل أنت مجتهد
أم لا؟ ما الذي تريد أن تحصل عليه من هذا العمل؟ وهل يمكن أن يكون هذا الضغط بمثابة فرصة لك
لتحقيق ما تصبو إليه؟
إذن التفكير بهذا الشكل يجعل الموظف على يقين بأن هذا الضغط هو فرصة له لا عليه ويخفف من
الشعور بهذا العبء.
- يجب أن يكون الموظف ملتزما بوظيفته ويعلم مسؤولياته.
- الحرص على اكتساب مهارات عملية إضافية لها علاقة في مجال عملك مما يدعم إحساسك بأنك ملم
بمهنتك.
- لا تهول الأمور فكثير من الأمور الصغيرة يراها الموظف كبيرة يصعب حلها نتيجة ضغط العمل.
- استخدم التفكير المنطقي الذي ينتج عنه تبسيط للمشاكل وإبعاد للأفكار السلبية.
- الثقة بالنفس أمر مهم أستطيع القيام بذلك ، أريد أن أحقق أهدافي، أنا مسيطر على
مهامي، أتعلم من أخطائي وتزداد خبرتي .
- كن قادرا على مواجهة المصاعب والمشاكل وتصدى لها.
- الإبداع في العمل واختيار أسلوب صحيح لمواجهة هذا الضغط.
كذلك على صاحب العمل أخذ هذه الملاحظات بالحسبان لحل مشكلة ضغط العمل:
- عدم التعامل مع موظفيه كأداة تنفيذية فقط بل عليه التواصل معهم واعتبار
الموظف شريك وليس تابعا مما يشجع الموظفين للولاء لمؤسساتهم وذلك عن طريق إشراكهم في
وضع خطة العمل ومتابعتها وتعديلها إذا لزم الأمر.
- إعطاء الموظف قدر من الأهمية والثقة به لما له من أهمية في تشجيع الموظف على المشاركة بأفكار
بناءة تفيد المؤسسة وهذا الأسلوب يحتاج إلى مدراء مبدعين قادرين على استثمار قدرات ومهارات
موظفيهم بشكل كبير وبأعلى درجاته.
- توضيح خطة العمل وتوزيع المهام والمسؤوليات حسب المهارة.
- توفير مكان مناسب للعمل وإعطاء الموظفين وقت للراحة.
- توافق مسؤوليات الموظف مع قدراته.
- إعطاء الموظف صلاحية اتخاذ القرار في المسائل التي يحسنها.
- مكافأة الموظف عندما ينجز ويبذل جهد في عمله.
- تكوين فريق عمل والمشاركة فيه.
- عدم التسوية بين الموظف الذي يعمل والذي لا يعمل.
- تقدير المشاكل الخاصة للموظف من مرض أو مشاكل عائلية وغيرها.
- تقليل المراقبة على الموظف لأن ذلك يشعره بالتوتر.