كان هذا الشاب الجامعي من أسرة فقيرة وكان في السنة النهائية للجامعة وكان يعلم خلال سنوات دراسته كم عانى أهله وكم تكبدوا من عناء حتى يصل هو إلى تلك المكانة وكان يعمل طوال الأجازة الصيفية مشاركة منه في تخفيف حمل المصاريف السنوية وكم كان يشعر بالأسى وهو يمد يده مجبرا يوميا ليأخذ من والده مصروفه اليومي لتكاليف المواصلات بين بلدته الريفية وبين الجامعة وهو يعلم أن والده ليس لديه من المال ما يسد به طلباته هو وأخوته ولكن لا مفر من ذلك .
وذات يوم كان عنده محاضرة واحدة فقال في نفسه لا داعي للذهاب اليوم فهي محاضرة واحدة وليس من الضروري كل هذه التكلفة من أجل محاضرة واحدة فلأمكث في البيت وأذاكر أفضل
وأعطى نفسه بعض الراحة وعندما استيقظ من نومه قال في نفسه إنني لم اقم بزيارة أخواتي البنات المتزوجات منذ فترة ولن يضر شئ أن يأخذوا من وقتي ساعة أو ساعتين
ثم بعد زيارة إخوته وجد أصحابه القدامى فقال مالي لا أمضي معهم بعض الوقت ولتكن المذاكرة في المساء
وحينما أتى المساء جلس أمام التلفاز يشاهد مباراة في كرة القدم ثم دار حوار بينه وبين أهله انتهى منتصف الليل
ثم وجد نفسه متعبا فذهب للنوم
ةحينما وضع رأيه على وسادته دارت به الدنيا ماذا فعلت اليوم إن واجبي الأساسي الذي سوف أحاسب عليه هو الدراسة فلم أذهب للجامعة على الرغم من عدم شكوى أي أحد من ذلك ولم أذاكر طيلة اليوم ولم أفعل أي شئ أستحق عليه كلمة ثناء واحدة حتى من نفسي لقد أضعت الأمانة
فقام من نومه مفزوعا والساعة تجاوزت الثانية بقليل بعد منتصف الليل وصوت رعد الشتاء وضوء برقة يضرب في السماء والمطر يهطل وسقف البيت أصبح كالمصفاة من كثرة المطر حتى الكهرباء انقطعت
ولكنه أصر أن يقوم بدوره غير منقوص فأشعل مصباحا ( بالكيروسين ) ثم أخرج كتابه وألزم نفسه بالمذاكرة ساعة واحدة حتي يشرع بالراحة وبالفعل بعد أن قضى الساعة شعر براحة كبيرة وأدرك كثيرا من دروسه ثم نام نوما عميقا حتى الصباح
_________________
أبـوروان