كتاب
دع القلق وابدأ الحياة
دايل كارنيجي
يقترن الإحساس بالنقص دوما ً بالرغبة الملحة في التفوق والظهور وعند تحقق التفوق والظهور يتعوض النقص (يتغير سلوك المحيط)
(كان حكيم الصين كومفوشيوس يشكو برغم حكمته وفلسفته من أنه لا يستطيع الاستمسال دائما ً
للمبادئ والتعاليم التي يبشر بها.
(لا عناء للإنسان كائنا ً من كان إن كان يرجو السعادة في الحياة وينشد النجاح فيها على أن يتغلب عدو له يسكن نفسه فيقلل أمنمها ويسلبها طمأنينتها ويقوض سلامتها ويقف سدا ً منيعا ً دونها وأسباب
السعادة والنجاح ذلك العدو اللدود هو القلق)
الجزء الأول
الفصل الأول
حقائق أساسية عن القلق
1- أغلق الأبواب على الماضي والمستقبل وعش في حدود يومك.
لماذا لا تسأل نفسك هذه الأسئلة وتدون إجابتك فيها هنا.
أ-هل أميل لنبذ الحاضر لأفكر في المستقبل؟ أتراني أحلم بروضة سحرية مزهرة عبر الأفق بدلا من أن انعم بالزهور المتفتحة من حولي ؟
ب- هل أجعل حياة اليوم مريرة بتحسري على ما حدث في الماضي الذي ولى ولم يعد له كيان؟
ح- هل أستيقظ كل صباح مغرماً بأن (استمسك باليوم) لكي استخلص منه أقصى ما أستطيع ؟
د – أتراني أحصل من الحياة على أكثر مما أحصل عليه الآن لو أنني (عشت في حدود يومي)؟
ه- متى أبدأ بتطبق هذا المبدأ ؟ الأسبوع القادم؟ غدا ً؟ اليوم؟
الفصل الثاني
وصفه سحرية لتبديد القلق
إذا كان لديك مشكلة تبعث القلق ,فطبق وصفة ويليس كاريير السحرية فتخذ الخطوات الثلاث .
1- اسأل نفسك : ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث لي ؟
2- هيئ نفسك لقبول أسوأ الاحتمالات؟
3- ثم اشرع في انقاذ ما يمكن انقاذه.
الفصل الثالث
عليك بالاسترخاء والترفيه.
إن الترفيه يؤدي إلى الاسترخاء ولكي ترفه عن نفسك اتبع ما يأتي :ثق بالله وأعتمد عليه.
أعط بدنك قسطه من النوم .استمتع بالموسيقى .انظر إلى الجانب المبهج للحياة وثق بعد ذلك أن الصحة والسعادة من نصيبك.
.................................................. ....
الجزء الأول في سطور
حقائق أساسية عن القلق يجب أن تعرفها.
القاعدة الأولى
إذا أردت أن تتجنب القلق,فأفعل ما فعله سير وليم أوسلر: عش في نطاق يومك ولا تقلق على المستقبل.عش اليوم حتى يحسن وقت النوم.
القاعدة الثانية
عندما تأخذ المشكلات بتلابيبك- في المرة القادمة- ولا تستطيع
منها فكاكا ً,جرب الطريقة السحرية التي فعلها ويليس كاريير.
اسأل نفسك:
أ- ما أسوأ الاحتمالات التي يمكن أن تحدث؟
ب-هيئ نفسك ذهنيا ً لقبول أسوأ الاحتمالات إذا لزم الأمر.
ج-حاول أن تنقذ ما يمكن إنقاذه من هذا الاحتمال الذي هو أسوأ
الاحتمالات ,والذي أعددت نفسك نفسيا ً لقبوله.
تسعة اقتراحات للحصول على أقصى فائدة من هذا الكتاب رغبة عميقة راسخة في الإفادة من هذا الكتاب وتصميم قوي على قهر القلق والتغلب عليه, وبدء حياة جديدة سعيدة ننمي هذه الرغبة بالتذكرة والتكرار بأهمية هذه المبادئ وتصور أن العمل وفق هذه المبادئ يعيننا على أن نحيا حياة سعيدة.
1- اقرأ كل فصل قراءة سريعة لتستخلص الفكرة العامة وأعمد ثانية إلى الفصل وتعمق في قراءته.
2- توقف عن القراءة وفكر فيما قرأت وسائل نفسك متى وأين تطبق كل اقتراح طالعته.
3- ضع خطا ً تحت الاقتراحات التي يمكن تطبيقها وهذا يسهل المراجعة وخطا ً تحت الاقتراحات ذات الأهمية الخاصة.
4- ينبغي أن تخصص ساعات كل شهر لتراجعه مرة أخرى.
5- للاستفادة من القواعد الواردة في هذا الكتاب جربها واعمل
بها طبقها في كل مرة تسنح لك الفرصة بذلك.إن المعرفة
التي نستخدمها هي وحدها التي تعلق في أذهاننا.
6- راهن من حولك على أن يضبطوك وأنت متلبسا ً بخرق أحد المبادئ الواردة.
7- كيف يمكن تصحيح الأخطاء (طرق هارل وفرانكلن)
(أحتفظ بسجل تدون فيه الحماقات والأخطاء التي ارتكبتها
واستفت النقد من أجلها وعد إليه بين الحين والآخر لتستخلص
منه العبر التي تفيدك في مستقبلك واعلم أن من العسير أن تكون
على صواب طول الوقت .افعل كما فعل هيتل اسأل الناس النقد
النزيه الصريح.
8- احتفظ بمذكرة تدون فيها انتصاراتك الناشئة عن تطبيق هذه المبادئ.
القاعدة الثالثة
ذكر نفسك دوما ً بالثمن الفادح الذي يتقاضاه القلق من صحتك وأعلم أن رجال الأعمال الذين لا يعرفون كيف يكافحون القلق يموتون موتا ً مبكرا ً.
الجزء الثاني
الطرق الأساسية لتحليل القلق
الفصل الرابع
كيف تقلل أسباب القلق وتزيلها
(طريقة كارير تزيل بعض أنواع القلق فقط)
1-استخلص الحقائق.
2-حلّلّ هذه الحقائق.
3-اتخذ قرارا ً حاسما ً ,ثم أعمل بمقتضى هذا القرار .
1-استخلص الحقائق(التي تسبب القلق)
إذا بذل الإنسان شيئا ًمن وقته للحصول على الحقائق المجردة فإن قلقه غالبا ً ما يتبخر على ضوء المعرفة التي يجنيها .
(قلما نحن نعنى بالحقائق إطلاقا ً وإذا حدث أن حاول أحدنا استخلاص الحقائق ,فإنه يتصد منها ما يعضد الفكرة الراسخة في ذهنه ولا يعني بما ينقضها أي أنه يسعى للحقائق التي تبرر عمله وتتفق مع أمانيه).
(يقول أندريه موروا:كل ما يتفق مع ميولنا ورغباتنا الشخصية يبدو في لأعيننا معقولا ً أما ما يناقض رغباتنا فإنه يثير غضبنا ).
وللحصول على الحقائق المجردة يجب أن نفصل بين عواطفنا وتفكيرنا ,نتبع ما يلي
1-عندما أحاول استخلاص الحقائق أتظاهر كأنما استخلصها لا لنفسي وإنما لشخص أخر وهذا الاتجاه الذهني يساعدنا على اتخاذ نظرة محايدة إلى الحقائق مجردة من العاطفة.
2-استخلص الحقائق المضادة لمصلحتي ثم أدون المجموعتين من الحقائق التي من مصلحتي والتي تنافي مصلحتي وأدرسها جيدا
وغلبا ً ما أجد الرأي السديد شيئا ً يتوسط هذين النقيضين
القاعدة1: استخلص الحقائق وأفعل ما فعله العميد هوكس تجنب حل مشكلاتك ما لم تحصل أولا ً على الحقائق بطريقة محايدة .
القاعدة2:حل هذه الحقائق.
القاعدة3:اتخذ قرارا ًحاسما ً ثم اعمل بمقتضى هذا القرار)
إن مقدار خمسين في المائة من القلق يتلاشى بمجرد أن أصل إلى قرار حاسم وأضع المعالم وأن أربعين في المائة مما تبقى من القلق يتلاشى عندما أبدأ بتنفيذ القرار الذي اتخذته.
عندما تتوصل إلى قرار وتأخذ في تنفيذه ضع نصب عينيك الحصول على نتيجة ولا تهتم لغير هذا عندما تتخذ قرارا ً لا تتردد ولا تحجم ولا تراجع خطواتك ولا تخلق لنفسك الشكوك والأوهام
ولا تنظر إلى الوراء بل أقدم على تنفيذ قرارك.
طبق طريقة (جاليه ليتشفورد) في التغلب على إحدى المشكلات التي تسبب لك القلق اكتب
1- لماذا يساورني القلق ؟
الجواب.......
2-ماذا استطيع أن أفعل للتغلب على القلق؟
الجواب.......
3- ما هي أفضل وسيله للقضاء على القلق؟
الجواب.......
4- متى أبدأ بتنفيذ هذه الوسيلة؟
الجواب.......
الفصل الخامس
كيف تطرد خمسين في المائة من القلق المتعلق بعملك.
إذا أنت أجبت عن الأسئلة الأربعة التالية وعملنا وفقا ً لإجابتك.
1- ما هي المشكلة؟. 2
- ما هو منشأ المشكلة؟.
3- ما هي الحلول الممكنة لهذه للمشكلة؟
.(ولكي أجيب على هذا السؤال يجب علي أن ادرس الحقائق المحطة بمشكلتي واعمد إلى سجل تجاربي مع هذه المشكلة خلال فترة تكشف لي حقائق مدهشة حقائق احتمالية أترك
القلية التي تخلقا ًكبيرا ً)
4- ما هي أفضل الحلول؟.
الجزء الثاني في سطور
الطرق الأساسية لتحليل القلق
القاعدة 1: استخلص الحقائق,وأذكر قول العميد هوكس ):إن نصف القلق في العالم منشؤه محاولة الوصول إلى قرارات حاسمة قبل أن تكتمل لدينا المعلومات الكافية لاتخاذ القرارات ).
القاعدة 2: بعد أن تزن الحقائق بعناية,اتخذ قرارا ً .
القاعدة 3: متى اتخذت قرارا ً حصيفا ً أقدم على تنفيذه, ولا تهب العواقب.
القاعدة 4: عندما يساورك القلق على عملك, أجب عن هذه الأسئلة الأربعة ودون إجابتك.
أ- ما هي المشكلة ؟
ب- ما سبب المشكلة؟
ج- ما هي الحلول الممكنة ؟
د- ما هي أفضل الحلول؟.
.................................................. ......
القلق مرض عضال، قلما ينجو منه أحد، وهو سبب دفين وكامن وراء كثير من الأمراض الجسدية والنفسية، وقد درج علماء الطب النفسي على معالجة القلق دوائيا وسلوكياً، والدوائي كما هو غير خافٍ على القارئ الكريم عبارة عن عقاقير دوائية يتناولها المصاب بالقلق بين حين وآخر من أجل تخفيف حدة القلق والحرقة النفسية التي يشعر بها، وأما الجانب السلوكي وهو الذي نحن بصدده الآن فهو يعالج القلق عن طريق تبصير المريض وتنوير عقله، وهو يشرح ويتناول حقائق منطقية يقنع المريض بها، ثم يفرض عليه العمل بها، موظفاً إرادته وعزيمته، ولعل هذا الجانب من العلاج يكون هو الأكثر فعالية في اختراق نفسية القلقين، وقلع جذور توترهم وقلقهم.وأنت معي أيها القارئ الكريم نقف سوياً على عتبة الماضي، وبوابة المستقبل لا نملك من أمرها شيئاً، فالماضي مضى ولا نملك تغييره، والمستقبل آتٍ لا نعلم من أمره قليلا أو كثيرا، لكن الحاضر هو الوتر الحساس والذي نستطيع الضرب عليه، ونملك تغييره، وتحسين وضعه، إذاً لمَ القلق والتوتر في أمر مضى وفات وانتهى؟ ولمَ التحفز والتوثب والقلق على أمر آت ومستقبل؟ ولنعش أيها القارئ الكريم هذا اليوم، وأقول: اليوم فقط، بحلوه، ومره، وسعادته وشقائه، هذا الموضوع بعينه يطرحه كتاب «دع القلق وابدأ الحياة» وعنوانه قوي جذاب، وفحواه القلق ومقاومته، ونبذ التوتر، وإدارة عجلة الحياة، ويروي الكتاب في ثناياه قصصاً كثيرة لأناس مرموقين نبذوا القلق، وخلفوه وراءهم، واستلهموا القوة من اللّه، ثم استأنفوا حياتهم بجدارة ونشاط، يقول مؤلف الكتاب تحت عنوان حقائق عن القلق «من الحقائق المذهلة والثابتة معا، أن أكثر من نصف أسرة المستشفيات يشغله أناس مرضى بالإرهاق العصبي الذي منشأه القلق، أفليس من الأجدر بهم لو كانوا يتمتعون بطلاقة الشمس والريح في شوارع مدنهم وقراهم، ولكنهم لم يعوا قول السيد المسيح: «لا تهتموا للغد» ... فكان من جراء جهلهم هذا أن التجأوا إلى أسرة المستشفيات»، إن كل شخص من عشرة أشخاص في أمريكا مهدد بالانهيار العصبي، ومرجع ذلك على العموم هو القلق، ولهذا تراني اطرق بابك أيها القارئ الكريم واحذرك، والخوف يسبب القلق، والقلق يولد أعصاباً متوترة، وهو ينهك أعصاب المعدة، وتنقلب عصارات المعدة الهاضمة إلى عصارات سامة، والقلق إلى جانب قرحة المعدة يسبب أمراضاً حقيقية كثيرة كعسر الهضم، واضطرابات القلب، والأرق، بل وحتى بعض أنواع الشلل، وقد عانى مؤلف هذا الكتاب دايل كارنيجي من قرحة المعدة اثني عشر عاماً، ثم اكتشف بخبرته كطبيب أن القلق هو السبب فيها، فيقول: «وأخيرا وجدت أن القلق هو السبب الأصيل الذي كنت أعاني منه، فتركت القلق، وها أنا لم أعد أشعر بالألم وأرى نفسي أتماثل للشفاء». ويعتبر الاسترخاء والترفيه دواء فعالا للقلق، فعلى الإنسان أن يرفه عن نفسه، ويسترخي قدر الإمكان، وينال قسطا من الراحة والنوم في أوقات الفراغ، وعليه أن لا يتطلع إلى الجوانب التعيسة من الحياة، بل ينعم بمباهجها، ويستغل أفراحها.
وطرق المؤلف في كتابه هذا ثلاثين فصلاً عنون لها بعناوين مشوقة ومعبرة، ومن نواحي جمال الكتاب مئات القصص التي رويت فيه، وهي من باب ضرب المثل، وسياق الشاهد، لتثبيت الفكرة، والسير بالقارئ جنبا لجنب ليقتنع بالفكرة، ثم يشحذ إرادته من أجل تطبيقها، ومن جاذبية الكتاب أيضا ما حكاه المؤلف عن جوانب هامة وحساسة من جوانب حياته وتنشئته وتعليمه ثم وصوله إلى مرحلة النضج والاستواء ، ويظهر فيه تلك المعلومات الهامة، والحقائق العلمية والمنطقية والتي جيء بها في الكتاب، ثم نشاط المؤلف في إجراء مقابلات كثيرة مع رجالات العالم المرموقين في نواح علمية، ومجالات حياتية متعددة، وذلك من أجل خدمة كتابه، وتقوية جانب الحجة والبرهان والاستدلال فيه، ولغة الكتاب التي تُرجم إليها وهي العربية لغة جيدة ومترابطة، وحاول مترجمو الكتاب المقاربة الشديدة بين لغة الكتاب الأصلية واللغة العربية التي نقل الكتاب إليها، وهذا المجهود الذي بذل في ترجمة الكتاب مجهود رائع مشهود، وله دور بارز في تقريب الثقافيات، والمزاوجة بين المعارف الغربية، والعلوم العربية، ولا يسعني في نهاية المطاف إلا التأكيد على القراء بإعادة قراءته مرات عديدة، وهي نصيحة المؤلف التي أسداها إلينا.[/color]