ومازال الشعار الساذج لأصحابه يقول " الشرعية في الميدان وليست في البرلمان " ولست أدري كيف يحكم هؤلاء على الأمور أو ما القوة التي تدفعهم ليقولوا هذا.
إن الشرعية في أي مكان في العالم وفي أي دولة وفي أي قانون هي بالتأكيد شرعية الأغلبية والطريق الوحيد لصياغة الشرعية هو الانتخاب الحر المباشر والذي قال فيه الشعب كلمته.
فأي شرعية تلك التي يتحدثون عنها أنها في الميدان؟
إن كانت الثورة المصرية قد نجحت فهذا كان بسبب الشعب وليس بسبب متظاهري التحرير فقط ولولا دعم الشعب في كل ربوع مصر للثورة لما نجحت ولانضمت إلى سلسلة الحركات الفاشلة مثل كفاية و6 أبريل وغيرها والتي لم يكتب لها الاستمرار لأنها لم تجد دعما شعبيا.
إن كنتم تريدون ملء الميدان فما أسهل ملئه وأنتم تعلمون هذا من كل التيارات السياسية وسوف تجدون أنفسكم أقزاما كما حدث من قبل إزاء حشد المصريين الذي قالوا كلمتهم ضد رغباتكم في كل مرة.
قلتم لا للتعديلات الدستورية والتي كانت إقرارا لشرعية المجلس العسكري في الفترة الانتقالية لكن أغلبية الشعب قالوا نعم.
ترشحتم في الانتخابات النقابية والبرلمانية وفشلتم فشلا ذريعا وتتحججون بالوقت والاستعداد والخبرة فكيف نأمن من لم يقنع ناخبيه أم يدير البلاد؟
للأسف الشديد أنتم تسيرون ضد رغبة الأغلبية وهذا في حد عينه "جرما سياسيا واجتماعيا" إن صاحبه "عصيان" ضد رغبة الأغلبية من الشعب.
وليتكم توقفتم عند هذا بل تقولون أن مجلس الشعب غير شرعي وأن حكم المجلس غير شرعي وأن اختيارات الشعب غير شرعية ووووووووووو كل ما خالفكم فهو غير شرعي وأن الشرعية في الميدان فكيف يكون هذا؟
وأختم حديثي بسؤال بسيط : وماذا لو ربحتم الانتخابات؟ هل كنتم ستقولون أنها غير شرعية؟ أم كنتم ستقولون وقتها الشعب المصري تعلم وأصبح ناضج سياسيا وفكريا فاختاركم؟
وسوف أقولها لكم رغم علمي أنها لا تمثل شئ عند الكثيرين منكم : اتقوا الله في مصر.
_________________
أبـوروان