[center]بقلم : أحمــد بهجــت
كارثة اقتصادية
- لندن.. الحياة
كشفت دراسة حديثة مولها الاتحاد الأوروبي عن أن الاقتصاد العالمي يخسر أموالا بسبب انقراض الغابات أكثر بكثير مما ستجره عليه الأزمة العالمية الراهنة.
وقد قدرت الدراسة التكلفة السنوية الناجمة عن خسائر انحسار الغابات في العالم بين اثنين وخمسة تريليونات دولار, واوضحت الدراسة أن هذه الارقام تتأتي من حاصل جمع قيمة الخدمات المختلفة التي تقدمها الغابات مثل تزويد كوكبنا بالمياه النظيفة وامتصاص غاز ثاني أوكسيد الكربون, وتعادل الدراسة ـ التي اشرف عليها الخبير الاقتصادي في مصرف دويتش بنك ـ في أهميتها التقرير الذي أعده اخيرا عالم الاقتصاد البريطاني السير نيكولاس ستيرن.
وناقش المشاركون في جلسات المؤتمر العالمي للحفاظ علي البيئة المنعقدة حاليافي برشلونة النتائج التي توصلت اليها المرحلة الأولي من الدراسة.
ويري بعض الخبراء أن الدراسة الجديدة وسيلة يمكن أن تستخدم لإقناع صانعي القرار بتمويل مشاريع وخطط حماية الطبيعة بدلا من السماح باستمرار تدهور وانقراض البيئة وأنواع الكائنات والاحياء.
وفي مقابله خاصة مع هيئة الاذاعة البريطانيةB..B.C)) علي هامش المؤتمرأكد العالم البريطاني سوكيف سوكديف أن تكلفة انهيار النظام البيئي أخطر من انهيار النظام المالي الحالي لأنه أكثر ديمومة واستمرارية طالما انه يحدث كل عام ويتكررسنة بعد سنة.
وقد قدر العالم البريطاني ان فقدان الرأسمال البيئي يتراوح بين اثنين وخمسة بلايين دولار بحسابات المرحلة الراهنة.
والمفتاح الرئيسي في فهم النتائج التي افضت اليها دراسة سوكديف هو أنه كلما انحسرت مساحة الغابات توقفت الطبيعة عن تقديم الخدمات التي دأبت علي تقديمها أساسا وبالمجان, وبالتالي سيتعين علي الاقتصاد البشري في هذه الحالة إما المبادرة إلي تقديم تلك الخدمات بنفسه وعلي نفقته. أو أن نتدبر أمرنا من دون الاعتماد علي مثل هذه الخدمات, وفي كلتا الحالتين ستكون هناك تكلفة مالية سوف يترتب علينا دفعها.
وتشيرالإحصاءات التي أفرزتها الدراسات المختلفة إلي أن التكلفة تقع في نهاية المطاف علي كاهل الفقراء.
جريدة الأهرام [/center]13/10/2008