الى الاطفال الابطال في غزة منقولة

الى الاطفال الابطال في غزة.....أمل (قصة قصيرة)

الى الاطفال الابطال في غزة منقولة Post_startup

امل
كعادته
كل صباح يحمل محمد محفظته ...عفوا يحمل دلويه الصغيرين و يحمل احزانه
وحذره من القذائف ، ليتدحرج الى العين التي هي محطة لقذائف الروكات ؛ اذ
تمر عليها دون موعد محدد ، و قد تتوقف عندها لتستقر في جوف طفل كان يملأ
الحياة في دلوه ليأخذها الى عائلة تحتضر...فيموت الطفل ، و تموت العائلة.
تدحرج الطفل بخطى اثقل من الواقع ، يمشي حاملا هموما اكبر من سنه، يمشي
وهو لا يلوي على غير قطرة ماء قد تبعث الأمل في الحياة في ذلك البيت .
...و في غمرة انشغاله ابصر رجلا في عنفوان ابهته ، علم على التو انه منهم
ذلك من العلامة الظاهرة على رأسه ...استوقفه الرجل مزدريا فتوقف الطفل .
سأله الرجل عن اسمه فرد الطفل بعزة و فخر الانتماء: محمد ...و تواصل
الحوار
- و من ابوك ؟
- عبد الله
- و ماذا يعمل ؟
- يجاهد في سبيل الله لتحرير الوطن
...فبدت على الرجل ملامح الامتعاض و الكيد و اردف قائلا : و لكن يجاهد من و لماذا ؟
- يجاهد الكلاب امثالكم حتى يخرجوا من ارضنا
فثارت ثائرة الكلب و لم يتمالك نفسه و قال : سنسحقكم ، انتم قلة و نحن كثرة ، و نحن قوة و انتم ضعف ...
فرد الطفل بلسان العالم بالواقع : اعلم انكم باحلافكم قوة و كثر و نحن قوة
و كثر ايضا ، لولا ان اخوانا لنا مسلمين مقهورين على امرهم ، و مع ذلك
فنحن اقوياء بايماننا و سنقضي عليكم ان شاء الله ما بقيتم على ارضنا
فسكت الكلب برهة ثم تبدل بمظهر اللطف و الحنان واضعا يده القذرة على كتف
الطفل مسترحما :يا حبيبي ، انتم اخواننا و نحن نحبكم و لا نتمنى لكم غير
الخير و سنعيش معا على التفاهم و الوئام .
- انتم كفار و نحن مسلمون ، و ان كنتم تريدون لنا الخير حقا فارحلوا عن
ديارنا ، و اعلم ايها الكلب انه لا تفاهم بيننا الا بلغة الرصاص ما دام
الامر هكذا. رد محمد
فانتفض الكلب مرغدا مزبدا صائحا : اي طفل هذا ... اي تربية هذه ...و اي
جيل سيكون مثل هذا . انه ليس طفلا ...انه رجل ... انه قوة ...انه
...انه....
ثم استل رشاشا من بين ثيابه و صب جام غضبه على الطفل ...فتناثرت اجزاء
الفتى على الارض بذورا تنبت افرادا من طينته ، و تنبت الامل...الامل الذي
تنتظره مثيلات امه في ذلك الكوخ البالي

.