الموساد يختطف النازى «أيخمان» من الأرجنتين

الموساد يختطف النازى «أيخمان» من الأرجنتين

كان يشار إلى أدولف أيخمان باسم «مهندس المحرقة النازية»، وهو مولود فى ١٩ مارس ١٩٠٦ بمدينة زولينجن بألمانيا، وفى ١٩٣٧ انضم للحزب النازى وفى ١٩٣٢ صار عضوا فى قوات الأمن وعندما وصل النازيون إلى السلطة، انضم إلى الخدمة الفعلية (كرئيس مفرزة) فى معسكر الاعتقال.

وفى ١٩٣٤ نقل إلى (شرطة الأمن) التى كان يخشى بطشها وأخذ يترقى حتى صار مدير «النقل النهائى للمسألة اليهودية»، وفى ١٩٥٤ صار مطلوبا من الحلفاء واعتقله الأمريكيون وهرب. وفى ١٩٥٠ ذهب إلى إيطاليا وانتحل صفة لاجئ اسمه ريكاردو كليمنت.

وحصل على التأشيرة الأرجنتينية وسافر يوم ١٤ يوليو ١٩٥٠ وعلى مدى عشر سنوات عمل فى عدة وظائف غريبة فى منطقة بوينس إيرس وأثناء الخمسينيات كرس العديد من اليهود أنفسهم للإيقاع به وفى ١٩٥٤ وصلت إلى الموساد رسالة تفيد بأن أيخمان فى الأرجنتين وأن ريكاردو كليمنت ما هو إلا أدولف أيخمان، فوضع تحت المراقبة لأشهر حتى إنهم شاهدوه يقدم الزهور لزوجته فى الذكرى الـ٢٥ للزفاف إلى أن نجحوا فى اعتقاله فى مثل هذا اليوم ١١ مايو ١٩٦٠، وكان فريق من الموساد بانتظاره أمام منزله لدى عودته من عمله فى مصنع مرسيدس، حيث انتظر واحد أمام بيته فى انتظار وصول الحافلة، فى حين تظاهر اثنان من العملاء بأنهما يصلحان سيارة.

أما الرابع فقد استقل الحافلة للتأكد من أنه سيغادر، وترجل أيخمان من الحافلة باتجاه بيته وطلب منه أحد العملاء قرب السيارة سيجارة فوضع أيخمان يده فى جيبه فتم تقييده فلما حاول المقاومة ضربه الآخر على مؤخرة رأسه فأفقده الوعى ووضعوه فى سيارة واقتيد إلى منزل آمن. وقد بدأت محاكمة أيخمان فى القدس يوم ١١ أبريل ١٩٦١.

وجلس أيخمان داخل كشك زجاجى مضاد للرصاص لحمايته من احتمالات اغتياله وبعد ١٤ أسبوعا انتهت المحاكمة فى ١٤ أغسطس. وأعلن القضاة حكمهم فى ١٥ ديسمبر، بإعدامه. وأعدم أيخمان قبل منتصف الليل ببضع دقائق يوم ٣١ مايو ١٩٦٢، فى سجن الرملة بإسرائيل.

وبعد وقت قصير من التنفيذ، تم إحراق جثمانه فى فرن كان قد أعد لهذا الغرض، وفى صباح اليوم التالى، ١ يونيو نثر رماده فى البحر الأبيض المتوسط، فى المياه الدولية، حتى لا يكون له نصب تذكارى ولا وطن كمثوى أخير