ليست صدفة.. أو ضربة حظ.. بل هي ضربة معلم

هل كانت صدفة أن يكتشف شحاتة «زكي» في 2006 و«زيدان» في 2008 و«جدو» في 2010؟
زيدان
زيدان

ليست صدفة.. أو ضربة حظ.. بل هي ضربة معلم اسمه حسن شحاتة.. رجل اكتشف نجومًا كثيرة وله بصمات علي نجوم أكثر، لكن الظاهرة التي يجب الوقوف عندها هي اكتشافه لثلاثة نجوم من صناعته ولم تتح لهم الفرصة إلا معه، الأول عمرو زكي الذي انضم لصفوف المنتخب عام 2006 في مصر وهو يلعب في إنبي وبعده انتقل للزمالك وأصبح اسمه معروفا في الدوري الإنجليزي، والثاني محمد زيدان الذي يلعب طوال حياته في الخارج في أندية أوروبية صغيرة لكنه لمع بعد أن أصبح عنصرا أساسيا مع حسن شحاتة، أما الثالث فهو محمد ناجي جدو «فلتة» هذا العام القنبلة التي فجرها المعلم في أنجولا.

جدو قبل شهر واحد من الآن كان واحدا من المجهولين لأغلب متابعي كرة القدم في مصر، أما الآن فهو أشهر لاعب في أمم أفريقيا 2010، بل أصبح كلمة السر (أو السر نفسه) التي تحمل معها مفتاح الفوز في الدقائق الأخيرة ليتكرر سيناريو البطولة الماضية حين قام حسن شحاتة بتغيير عماد متعب قبل نهاية المباراة بعشرين دقيقة بمحمد زيدان الذي يكون مفتاح الفوز بالبطولة، وهو نفس ما فعله المعلم مع عمرو زكي في الدور قبل النهائي في بطولة أفريقيا قبل الماضية، لذلك أعتقد أن كلمة السر هو حسن شحاتة نفسه وإلا لماذا لم نجد ناجي جدو يتألق مع الاتحاد السكندري بهذه الصورة.. ولماذا لم يحرز في الدور الأول من الدوري لقب الهداف الذي أحرزه (علي نجوم أفريقيا وأوروبا إيتو ودروجبا وكالو) وهو علي دكة الاحتياطي؟!

لا يمكن بعد كل هذا أن نقول إنها صدفة أو ضربة حظ ومن يقول ذلك عليه الذهاب لأقرب طبيب نفسي ليعالجه من مرض «الغباء المستحكم».. ففي كل بطولة أحرزها حسن شحاتة كان يعطينا درسا أنه ليس كل من يشاهد مباريات الكرة يصلح أن يكون مدربا وليس كل محلل ناجح يستطيع أن يختار لاعبي المنتخب، لأنه في كل بطولة يضع عينه علي لاعب بعيد عن المنظار ويصنع به كل معجزات كرة القدم وينقله من لاعب في فريق مغمور إلي نجم كبير تلهث خلفه الأندية، وهذه وحدها تكفيه في تاريخه كمدرب له رؤية ثاقبة في اختيار اللاعبين.

ليس مطلوبا من المعلم حسن شحاتة أن يدافع عن نفسه أو عن اختياراته فما فعله يتحدث نيابة عنه إلي يوم الدين، ويكفيه الثلاثة الذين حولهم من لاعبين مغمورين إلي نجوم ومحترفين علاوة علي أنه أعاد اكتشاف أحمد حسن الذي كان «عبقري التدريب» مانويل جوزيه يقوم بوضعه علي دكة البدلاء وحوله بثقته فيه إلي أفضل لاعب في أفريقيا لدورتين خلال أربع سنوات رغم أن الصقر يلعب في المنتخب منذ 14سنة، لكنه رغم كل هذه السنوات لم يظهر في قمة مجده إلا مع المعلم، والشيء نفسه بالنسبة لعصام الحضري الذي يعيش أفضل حالاته الكروية كحارس مرمي أفريقيا الأول لثلاث دورات أفريقية متتالية رغم أنه يحتفل بعامه السابع والثلاثين.

الأغرب من ذلك أنه فاز بكل اللاعبين محمد أبوتريكة طبعا.. زيدان ماشي.. عمرو أوكيه.. متعب طبيعي.. حتي جدو!