أخبار انفلونزا الخنازير

مع قرب بدء العام الدراسي
تساؤلات حول الموجة الجديدة من إنفلونزا الخنازير؟
السيناريو الأسوأ‏:‏ إصابة نصف سكان
أوروبا وأمريكا بالفيروس هذا الشتاء
إعـداد ـ حسن فتحي وأشرف أمين‏:‏
تسيطر علي العالم هذه الأيام حالة من القلق المتزايد إزاء الموجة الجديدة من فيروس أنفلونزا الخنازير‏,‏ وما بين انتظار لطرح التطعيمات وقلق من الإصابة بالعدوي خاصة مع بداية العام الدراسي وقرب موسم الحج تضاربت التصريحات حول شدة الموجة الجديدة من فيروس إتش‏1‏ إن‏1.‏

وطبقا لما رصده العلماء خلال الشهور الماضية‏,‏ ففي نصف الكرة الشمالي ظل الفيروس موجود ومنتشرا خلال شهور الصيف بعكس ما هو متعارف عليه بأن فيروسات الإنفلونزا تختفي ويقل تأثيرها بفعل الظروف الجوية والحرارة الشديدة‏.‏

من ناحية أخري‏,‏ مرت الشهور الأخيرة علي سكان نصف الكرة الجنوبي بشكل آمن دونما يشير إلي تغير شدة الفيروس‏,‏ خاصة أن أجواء الشتاء بنصف الكرة الجنوبي هي بمثابة الموسم المتوقع لتحور الفيروس إلي نوع آخر أشد فتكا‏,‏ كما تشير التقارير الدولية‏.‏ وعلي ذلك‏,‏ فإن الشائع بين أوساط العلماء هو فرض السيناريو الأسوأ حيث تشير التوقعات إلي أنه مع قدوم موسم الشتاء سيصاب بالنوع الجديد من الفيروس نصف سكان قارة أوروبا بأنفلونزا الخنازير كما سيصاب مابين‏30%‏ و‏50%‏ من سكان الولايات المتحدة الأمريكية بالعدوي‏.‏

أما عن الفئات الأكثر عرضة للإصابة‏,‏ فمع توطن الفيروس معظم بلاد العالم لم تعد الفئات الأكثر حركة من متوسطي العمر هي الأكثر عرضة للإصابة‏,‏ كما كان يذكر في الشهور السابقة لتصبح الفئات الأكثر عرضة هي الأطفال والحوامل والمسنون ومرضي القلب والأزمات الصدرية ومرضي السكر وجميع مرضي الأمراض المزمنة‏.‏

وفي محاولة لطمأنه الشعوب نشرت الهيئة الأمريكية للحد من الأمراض عدة نقاط للتوعية بالمرض وتقليل حالة الفزع التي أصابت الأسر‏.‏ ولعل أهم ما في هذه النشرات التركيز علي إتباع وسائل تجنب العدوي بغسل اليدين باستمرار بالماء والصابون وتجنب مناطق الازدحام وألا تقل المسافة مع محدثك عن واحد متر وأن تحرص علي ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة مثل محطات القطار ووسائل النقل وأماكن التجمعات الكبري مثل دور العبادة والجامعات‏.‏ أما عن التطعيمات‏,‏ فرغم أنها لم تتوفر إلي الآن

إلا أن الخبراء يؤكدون أنها من المفترض أن تطرح بداية من شهر أكتوبر وستكون علي جرعتين علي أن تكون المدة بين كلاهما‏3‏ أسابيع‏,‏ كما سيحتاج الجسم مابين أسبوع أو اثنين بعد آخر جرعة لتطعيم حتي يتمكن من مقاومة العدوي‏,‏ ونظرا لصعوبة توفير التطعيمات لكل فئات الشعب تم وضع قائمة بالفئات الأولي وهم الأطفال بدءا من عمر‏6‏ أشهر والحوامل والعاملون بالقطاع الطبي والمرضي‏.‏

من ناحية أخري أفادت الهيئة الأمريكية للحد من انتشار الأمراض أنه يتم حاليا تجربة التطعيمات في أكثر من‏8‏ مدن أمريكية للتأكد من فاعلية الطعم وأن الجرعة المحددة هي الأنسب لتجنب الإصابة بالعدوي‏.‏

وعن أعراض الإصابة بالعدوي والاختلاف بينها وبين أعراض البرد التقليدية‏,‏ أكد العلماء أنها تظهر علي هيئة ارتفاع متزايد في الحرارة والشعور بألم وضغط بمنطقة الصدر ووجود صعوبة في التنفس‏,‏ وتظهر في الأطفال علي هيئة سرعة في التنفس إلي جانب الإصابة بقيء متكرر وزرقان للشفاه‏,‏ لذلك من المهم التنبه عند ظهور الأعراض السابقة للإصابة التوجه مبكرا إلي المستشفي لتلقي العلاج المناسب‏.‏

وتأكيدا لأهمية الكشف المبكر في حالة الإصابة يشير العلماء إلي أن فاعلية العقار الوحيد المتاح حاليا للعلاج تكون أفضل إذا منح للمريض خلال الـ‏48‏ ساعة من الإصابة وظهور الأعراض بالمرض‏.‏

لماذا تزداد الإصابة بالمرض في الأعمار أقل من‏25‏ عاما ؟
عن أعراض انفلونزا الخنازير مقارنة بالأنفلونزا العادية‏'‏الموسمية‏'‏ فيؤكد الدكتور مصطفي أورخان المدير السابق لمركز الأنفلونزا التابع لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة أن أعراض الأنفلونزا ثابتة سواء العادية أو الخنازير‏,‏ خاصة درجة الحرارة فهي ثابتة في جميع أنواع الأنفلونزا‏,‏ حيث تصل لأكثر من‏38‏ درجة وحتي‏40‏ درجة‏,‏

أما درجة الحرارة أقل من‏38‏ درجة‏'37.5‏ ـ‏37.8‏ درجة‏'‏ فقد تكون أعراض برد أو فيروسات تنفسية أخري مثل‏'‏ أدينوفيروس‏'‏ أو‏'‏ بارا انفلونزا‏'‏ أو‏RS‏ وكلها فيروسات تأتي للأطفال وتسبب رشح لكنها ليست أنفلونزا‏.‏

أما مايميز أنفلونزا الخنازير‏,‏ فضلا عن الحرارة‏,‏ أنها تأتي مصحوبة بصعوبة في التنفس وقئ وآلام في البطن وإسهال إحيانا‏,‏ والتهاب الحلق من أساسيات الأنفلونزا والعطس دون شرط الرشح‏,‏ والكحة نتيجة لالتهاب الحلق أو الزور‏,‏ وعدم الراحة يؤدي إلي مضاعفات في الجهاز التنفسي العلوي ومن بعده السفلي‏'‏ الرئتين‏'.‏
ويوضح الدكتور مصطفي أورخان أن الفرق الواضح بين الأنفلونزا العادية وأنفلونزا الخنازير‏,‏ أن الأخيرة سلالة جديدة في نوعها وأن التاريخ المناعي للإنسان لم يتعرف عليها بعد‏,‏ والسلالة في تركيبها الجيني تصيب الأعمار الصغيرة حتي سن‏25‏ سنة بنسبة كبيرة‏,‏ من هنا تأتي تحذيرات الصحة العالمية بالنسبة للمدارس‏,‏

وذلك مقارنة بمن هم أكبر سنا‏,‏ والسبب في ذلك أن من بلغوا سن‏60‏ سنة أو أقل قليلا لديهم تاريخ مناعي لفيروسات الأنفلونزا قبل ذلك ومنها فيروسات قريبة في تركيبها الجيني من أنفلونزا الخنازير‏,‏ لذا تقل نسب الإصابة بين من تخطوا سن الخمسين‏,‏ وتزيد لمن هم أقل من‏25‏ عاما أو هم سريعو الإصابة بالمرض لعدم وجود أي خبرة لدي جهازهم المناعي باي سلالات قريبة في تركيبها الجيني من سلالة أنفلونزا الخنازير‏.‏

كما لوحظ أيضا أن من اعتادوا علي تناول لقاح الأنفلونزا العادية‏'‏ الموسمية‏'‏ سنويا لسنوات طويلة يساعدهم ذلك علي تفعيل جهازهم المناعي وتنشيطه في مواجهة هذا الفيروس‏.‏

لكن الخوف كل الخوف أن هذه السلالة قد تغير نفسها لما هو أخطر‏,‏ وهذا التغير سيحدث من كثرة الإصابات‏,‏ إذ مع الوقت قد يغير الفيروس من نفسه في حالة انتقاله بين أعداد كبيرة من البشر‏,‏ وهذه الإصابات تساعد الفيروس علي تغيير شكله الداخلي وتركيبه الأنتيجيني‏,‏ وهذا يعني أن إجراءات الوقاية الصارمة حاليا تعني في النهاية منع هذه السلالة الحالية من فيروس انفلونزا الخنازير المعروفة اختصارا بـ‏H1N1New‏ من أن تخرج لنا سلالة أخري‏.‏
حالة طوارئ وقائية في منزل مريض أنفلونزا الخنازير
يقول الدكتور رضا حسين كامل أستاذ الأنف والجيوب الأنفية بطب القاهرة إن فيروس أنفلونزا الخنازير ليس للجسم البشري مناعة حاليا ضده‏,‏ وأي جسم سيتعرض له إما ان يتفاعل معه الجهاز المناعي ويكون مضادات للفيروس ويمر بسلام‏,‏ أو تحدث مضاعفات ربما تكون قاتلة‏,‏ خاصة في حالات معينة هم من لديهم مشاكل في المناعة أو مرضي القلب أو حساسية الصدر أو الكلي أو السكر‏,‏ باعتبار أنهم يعانون أمراضا مزمنة أضعفت مناعتهم‏,‏ وبالتالي يسهل تمكن المرض منهم‏,‏ حيث لايكون الجسم لديه قدرة علي تحمل درجة الحرارة العالية أهم الأعراض المصاحبة للفيروس‏,‏ إضافة إلي الإنهاك الشديد للعظام‏,‏ وكذلك الحوامل‏,‏

وعلي عكس الأنفلونزا الموسمية العادية التي تأتي مصحوبة بعطس وصعوبة في البلع‏,‏ فإن العطس يكون بسيطا مع انفلونزا الخنازير وكذلك ألم الزور‏,‏ وأعراضها الأساسية ارتفاع الحرارة وآلام العضلات‏,‏ يصاحبها مع منتصف رحلة الإصابة ونهايتها الكحة‏,‏ وهذا يعني امتداد المرض إلي الصدر‏,‏ وهنا الخطورة لأن أكثر الوفيات تأتي نتيجة فشل في وظيفة الرئتين‏,‏ علما بأن الأنفلونزا العادية لاتصل إلي الصدر إلا فيما ندر‏.‏

ويعد أخذ مسحة من البلعوم هو الاختبار المؤكد لحدوث الإصابة بأنفلونزا الخنازير‏,‏ وفي حال ثبوت الأعراض علي أي شخص عليه فورا أن يلزم بيته في غرفة منفصلة عن الآخرين وارتداء الكمامة فورا سواء له أو للمخالطين له‏,‏ مع متابعة الأعراض بوضوح‏,‏ خصوصا درجة الحرارة‏,‏ ولو استمرت الأعراض‏24‏ ساعة عليه فورا إبلاغ الطبيب وتلقي العلاج في خلال‏48‏ ساعة‏,‏ وإن تدهورت الحالة فلابد من الانتقال للمستشفي فورا‏,‏ أما إجراءات النظافة الشخصية بالمطهرات العادية وعطس أو كحة المريض في منديل وتفادي العناق والتقبيل‏,‏ فهي أولي إجراءات وسلوكيات السلامة الصحية التي يجب أن يعيها الجميع سواء مصابين أو مخالطين أو أصحاء‏.‏