جلس الأب وسط أولاده ليتناولوا الطعام وكان من بينهم ابنه الكبير الذي أمضى اليوم بأكمله يعمل معه ويسعى بأوامره وكذلك ولده الصغير الذي لم يتجاوز عمره الخمس سنين وكان من عادة الأب أن يقوم بتوزيع اللحم بين أبنائه على الطعام وعندما وجد الابن الأكبر أباه يعطي أخاه الأصغر من اللحم مثل ما أعطاه قال لأبيه يا أبي إن جسمي كبير وجهدي المطلوب للعمل أكبر وأكثر منه فلماذا تعطيه مثلي وهو الصغير ولا يحتاج جسمه لكل هذا الغذاء مثلما أحتاجه .
لكن الأب كان له حكمه من ذلك وقال لابنه لكي تعلم بنفسك لن أكلفك غدا بأي أعمال ولكن هناك شئ واحد عليك الالتزام به طوال اليوم بأكمله وهو أن تمشي خلف أخيك منذ أن يستيقظ وحتى ينام وكلما فعل شئ تفعل مثله دون سؤال حتى آخر اليوم
وبالفعل سعد بذلك الابن الأكبر فسوف يقوم من نومه على راحته ولن يذهب هنا ولا هناك ولن يحمل شئ وإنما فقط عليه أن يلعب مثل أخيه الأصغر
ومع أذان الفجر وقبل طلوع الشمس وجد الكبير أباه يوقظه قم فقد قام أخوك ولا تنس ما اتفقنا عليه ثم تركهم الأب وانصرف لحاله حتى عاد عند العصر وإذا به يجد الابن الكبير وهو في حالة من التعب والإرهاق لم يرها عليه في حياته وجده جالسا ووجد الصغير مازال يجري ويلعب
فسأله ماذا جرى ولماذا لم تنفذ ما اتفقنا عليه ؟ فقال الابن الأكبر أعتذر عن كل كلمة قلتها بل خذ نصيبي من اللحم وأعطه لأخي الأصغرإنه يبذل من الجهد أكثر مما كنت أتخيل ولابد له من التغذية لم أكن أعرف هذا ومعك حق في كل شئ
ابتسم الأب لولديه وضمهما لصدره وربت على كتفيهما بحنان وقال للكبيرلقد كنت يوما مثله فارحم أخاك الصغير وقال للصغير هذا أخوك الكبير منزلته من منزلتي فعليك باحترامه وعليكما معا أن يحب كل منكما الآخر ويبذل ما في وسعه لتظلوا دائما على المحبة
_________________
أبـوروان