نعم مرت سنة على إعلان تنحي مبارك عن الحكم ويحق لنا أن نقف وقفة محاسبة مع أنفسنا لنقيم ما قمنا به وليس وقفة نوقف بها الحياة ونوقف بها سير عجلة الأمور من أجل خطوات قادمة بكل تأكيد وفي موعدها إن شاء الله ومن أجل مصالح مشبوهة لأصحابها.
نعم مرت سنة بعد تنحي مبارك في الحادي عشر من فبراير 2011 وبعد 18 يوم من قيام الشعب بثورته وليس قيام الثوار بثورتهم فالثورة قام بها الشعب وليس ميدان التحرير فقط وليس هذا وقت نسب الفضل لهذا أو لذاك فالفضل كل الفضل لمن يعمل لمصلحة هذا الوطن وليس لمن يقف حجر عثرة في طريقه.
كان هناك كثير من الأسباب والمبررات التي أدت إلى قيام الثورة والتي قدر الله لها أن تكون في يناير 2011 وبالفعل تنحى مبارك في فبراير وبدأت رموز حكمه تتساقط كلها وكلنا يذكر موقف الجيش وقتها وكيف تسلم الأمر بموجب تفويض إدارة البلاد من المتنحي مبارك عبر بيان نائبه عمر سليمان ونذكر كثيرا تلك الفترة السيئة والتي شهدت انفلاتا أمنيا لم نشهده في حياتنا المعاصرة في مصر فعاث أهل الفساد والإفساد من أهل الإجرام في البلاد شرقا وغربا وأصابنا جميعا من أثر جرائمهم الكثير فكلنا تأثر وذاق أثرا من آثارهم سواء بإذهاق روح أو سرقة مال أو ترويع أمن وغيرها من الأضرار التي لم يفلت منها أحد في المجتمع.
نعم سقط رأس النظام وقبل أن يرحل حل مجلسيه وأقال حكومته وعطل الدستور الماضي تمهيدا للتعديلات التي أقرها الشعب في أول اختبار للحرية والديمقراطية في البلاد.
وشهدت البلاد ثلاث وزارات بدأت بآخر وزراء مبارك والذي عمل لفترة قصيرة وهو أحمد شفيق لكنه ذهب بعد الاعتراض عليه من الثوار والذين حملوا عصام شرف على الأعناق إلى كرسي الوزارة لكن وزارته رحلت هي الأخرى بعد اتهامها بالتباطؤ في محاكمة رموز النظام وعلى رأسها الرئيس المتنحي وأبنائه وذراعيه اليمني واليسرى العادلي وحسين سالم ومساعديهم لتأتي حكومة الجنزوري والتي سميت بحكومة الإنقاذ والتي لاقت قبولا من الشعب بشكل عام رغم عدم رضا المعتصمين فقط عليها.
ثم كان الامتحان الثاني للشعب عبر انتخابات مجلس الشعب والتي أثبتت أن الشعب لديه نية صادقة للإصلاح والتغيير ولن يترك الأمر للقة التي تحكم أو التي ثارت واختار الشعب نوابه في البرلمان لكن اختيارات الشعب لم تعجب كثيرا المعتصمين أو قل الراغبين في الاستمرار في عدم الاستقرار في البلاد.
وها هي انتخابات الشورى عبرت نصفها وتستعد للنصف الثاني أو المرحلة الثانية وبعدها ستكون الشروط النهائية للجنة صياغة الدستور قد تحققت وسيتم البدء في صياغة الدستور أو دراسة متطلبات الدستور واستكماله بعد إقرار 12 مادة مسبقا في مارس الماضي.
ثم الخطوة الأخيرة وتكتمل مؤسسات الدولة برئاسة الجمهورية حيث تم الإعلان عن فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة في 10 مارس القادم أي بعد شهر من الآن.
وعلى مسار المحاكمات نعلم أنه هناك بطئا شديدا في الإجراءات نظرا لضخامة القضية وكثرة مستنداتها وكلنا ثقة في نزاهة القضاء المصري وأنه سيحكم وفقا للأدلة المتوفرة وليس وفقا لكلام الإعلام أو الكلام النظري ويعلم القضاء أن هناك دماءا سالت ونفوسا أذهقت ويجب القصاص لها من المتسبب الحقيقي مهما كان اسمه وهذا ما ننتظره ونعلم علم اليقين أنه يجب قراءة كل سطر في كل ورقة من أوراق القضية ليس لإيجاد المتناقضات بل لاستخراج الأدلة الدامغة على المتسبب الحقيقي ولن يقبل الشعب بحكم يستند إلى تلاعب محام في محضر الضبط أو لون ملابس المتهم أو إذن النيابة بل إن الشعب سيرضى إن وجد اتهاما لمسئول ثبت ضلوعه في القضية بالأدلة وليس بالظن.
وفي المقابل فإن هناك العديد من السلبيات والتي يجب أن نتكاتف جميعا لنجد لها حلا وليس فقط لتوجيه الانتقادات وأهم هذه السلبيات هو الأمن والذي بلغ ذروته في أحداث بورسعيد سواء عن طريق رموز النظام السابق وبلطجيتهم الذين يحركونهم مثل الدمى التي لا تعقل ولا تفهم ما تفعل بالإضافة إلى تواطؤ واضح من بعض قيادات الأمن والتي تتسبب بوضوح في مثل هذه الكوارث.
أما السلبية الثانية الكبرى فهي في الثوار أنفسهم فليس من المعقول أن نثور طوال العمر فالثورة كانت لإزالة الفساد وتحقيق أهداف واضحة للشعب كله وليس للثوار فقط ولن نقبل أن نكون في هذا الخوف والقلق على أنفسنا وأولادنا كل هذا الوقت من أجل شكوك في أنفسكم فقط من أن العجلة تدور ولن يكون مقبولا في المستقبل القريب وبعد تشكيل مؤسسات الدولة أن نعيش هذا الوضع لكل أمر وكل يوم فكل شئ يتم تنفيذه على مراحل ومن لم يستطع أن يقنع الشعب باختياره ليمثله فليصمت وليعمل وليقدم الرأي والمشورة الصحيحة لمصلحة بلاده وليس لمصلحته الشخصية فقط.
لا يمكن أن يعمل أحد في هذا الجو المشبع بالمشاكل والاضطرابات وإن كان اليوم الكلام فقط هو الطريقة للرد عليكم فأظنكم غدا ستدفعون ثمنا لا نريده منكم والذي تدفعون غيركم اليوم ليضحي بروحه بديلا عنكم.
اليوم يطالب المعتصمون بتسليم السلطة وأسأل " لمن يتم تسليم السلطة " ؟ فالوضع الدستوري الآن يسمح بنقل السلطة لرئيس مجلس الشعب فهل سترضون بهذا ؟ إنكم لا تقرون بصلاحية مجلس الشعب من الأصل فلمن تطلبون تسليم السلطة ؟
في الحقيقة تبدو فعلا أهدافا مشبوها لبعض الحركات وعلى رأسها حركة 6 أبريل والتي يظهر اسمها في كل مصيبة فيما يخص الإزعاج والتظاهر والاعتصام ثم تجدهم بعد ذلك يتبرأون من البلطجية ويقولون أن من يهاجمون الأمن ليسوا منهم ، إذا اتركوهم ليتعامل معهم الأمن ، يقولون لا نتركهم والأمر واضح تماما ولا يحتاج تأويل.
أما هؤلاء الرموز السابقون للحزب المنحل والذين يطلون برؤسهم القبيحة بعد كل مصيبة فلا يجب الرأفة بهم بأي حال من الأحوال ويجب الضرب على أيديهم بيد من حديد فهؤلاء يوقدون الفتنة ويتركون النار تأكل في الشعب أكلا بعد ذلك.
ربما يجدني البعض حادا بعض الشئ لكنها بلادي التي أحبها وحملت السلاح يوما وكنت على استعداد يومها للموت دونها وما زلت ذلك الرجل في كل لحظة وأقول لكل القلقين إننا نحن الشعب من قام بالثورة فيوم خرجنا كلنا في يناير وفبراير 2011 سقط مبارك وعندما لم نخرج في 25 يناير 2012 ارتفعت مؤشرات البورصة المصرية واليوم نعلن أننا لن نقوم بإضراب أو عصيان مدني في الحادي عشر أو الثالث عشر من فبراير الجاري ليس تأييدا للعسكر أو للإخوان أو غيرهم وإنما حبا لبلادنا والتي نرى أن هؤلاء يريدون جرها للفوضى مستغلين مشاعر الكثيرين ويضحون بهم ثم يصرخون فوق أشلائهم كما يفعلون في كل مرة.
اللهم يسر لنا الأمور وهيئ لبلادنا كل خير يارب العالمين.
_________________
أبـوروان
موضوع: مرت سنة على التنحي ! 
الخميس 9 فبراير 2012 - 15:33
