HAFSA عقيد
عدد الرسائل : 515 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 06/09/2010
| موضوع: العشر الأواخر قد أطلت علينا فماذا أعددنا لها؟ الجمعة 19 أغسطس 2011 - 5:03 | |
| العشر الأواخر
هاهي العشر الأواخر من رمضان على الأبواب ، ها هي خلاصة رمضان ،و زبدة رمضان ، و تاج رمضان قد قدمت . فيا ترى كيف نستقبلها ؟ لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخص هذه العشر الأواخر بعدة أعمال . ففي الصحيحين من حديث عائشة : ( كان رسول الله إذا دخلت العشر شد مئزره و أحيا ليله و أيقظ أهله ) و لفظ لمسلم : ( أحيا ليله و أيقظ أهله ) و لها عند مسلم : ( كان رسول الله يجتهد في العشر ما لا يجتهد غي غيرها ) و لها في الصحيحين : ( أن النبي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ). فمن هذه الأحاديث نرى أن النبي كان يجتهد بالأعمال التالية : 1- إيقاظ أهله : و ما ذاك إلا شفقة و رحمة بهم حتى لا يفوتهم هذا الخير في هذه الليالي العشر . 2- إحياء الليل : فإنه إذا كان رمضان كان يقوم و ينام ، حتى إذا ما دخلت العشر الأواخر أحيا الليل كله أو جله ، فقد أخرج أصحاب السنن بإسناد صحيح من حديث أبي ذر رضي الله عنه : (صمنا مع رسول الله في رمضان فلم يقم بنا شيئا منه حتى بقي سبع ليال ، فقام بنا السابعة حتى مضى نحو من ثلث الليل ، ثم كانت التي تليها ... حتى كانت الثالثة فجمع أهله و اجتمع الناس فقام حتى خشينا الفلاح . فقلت : و ما الفلاح ؟ قال : السحور . 3- شد المئزر : و المراد به اعتزال النساء كما فسره سفيان الثوري و غيره . 4- الاعتكاف : و هو لزوم المسجد للعبادة و تفريغ القلب للتفكر و الاعتبار .
ترى أيها الأحبة : لماذا يفعل رسول الله كل هذا ؟ إنه يطلب تلك الليلة الزاهية ، تلك الليلة البهية ، ليلة القدر ، ليلة نزول القرآن ، ليلة خير من ألف شهر . نعم إنها ليلة القدر : التي من قامها إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه (كما في البخاري من حديث أبي هريرة ). إنها ليلة القدر التي إن وفقت لقيامها كتب لك كأنك عبدت الله أكثر من ( 83 ) عاما . إنها ليلة القدر : ليلة عتق و مباهاة ، وخدم و مناجاة ، و قربة و مصافاة . وآه لنا أن فاتتنا هذه الليلة . وا حسرتاه إن فاتتنا ليلة القدر . و كيف لا يتحسر من قد فاتته المغفرة ،من فاته عبادة أكثر من ثلاث و ثمانين عاما ، إن من تفوته فهو المحروم ، وهو المطرود . عند ابن ماجة ( قال في صحيح الترغيب و الترهيب : حسن ) ( إن هذا الشهر قد حضركم فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرمها فقد حرم الخير كله ، ولا يحرم خيرها إلا محروم ) إنها ليلة القدر التي كان رسولنا يحث الصحابة على التماسها حثا شديدا .
أيها الأحبة : إن إدراك ليلة القدر- و الله - لهو أمر سهل – على من سهل الله عليه – و ما ذاك ألا بأن نقوم العشر الأواخر كلها و بهذا نضمن إدراك ليلة القدر بإذن الله .
أيها الأحبة : أن قيام الليل هو دأب الصالحين و شعار المتقين و تاج الزاهدين ، كم وردت فيه من آيات و أحاديث ، وكم ذكرت فيه من فضائل ، فكيف إذا كان في رمضان ، وفي العشر الأواخر منه حيث ليلة القدر . ماذا فاته من فاته قيام الليل ، أما لكم همة تنافسون الحسن و الفضيل و سفيان . أما لكم همة كهمة التابعي أبي إدريس الخولاني حيث كان يقوم حتى تتورم قدماها و يقول : و الله لننافسن أصحاب محمد على محمد صلى الله عليه وسلم و حتى يعلموا أنهم خلفوا ورآهم رجالا .
يا أيه الراقد كم ترقد *** قم يا حبيبا قد دنا الموعد و خذ من الليل و ساعاته *** حظا إذا هجع الرقد من نام حتى ينقي ليله *** لم يبلغ المنزل أو يجهد قل لذوي الألباب أهل التقى *** قنطرة العرض لكم موعد
آه يا مسكين لو رأيت أقواما تركوا لذيذ النوم ففازوا بليلة القدر فهم في قبورهم منعمين ، وغدا بين الحور العين جذلين ، وفي الجنان مخلدين . آه لو رأيت من ترك قيام الليل ، فهو في قبره ما بين حسرة و لوعة . يا عبد الله اهجر فراشك ، فإن الفرش غدا أمامك
اهجر فراشك جوف الليل و ارم به *** ففي القبور إذا فوافيتها فرش ما شئت إن شئتها فرشا مرقشة *** أو رمضة فوقها السمومة الرقُشُ( الأفاعي ) هذا ينام قرير العين نائما *** و ذا عليه سخين العين ينتهش شتان بينهما وبين حالهما *** هل يستوي الري في الأحشاء و العطش قاموا و نمنا و كل في تقلبه *** لنفسه جاهدا يسعى و يجتوش ألئك الناس إن عد الكرام فهم *** و إن ترد دبشا فنحن ذا دبش
فيا عبد الله إن أردت لحاق السادة ، فاترك مخالله الوسادة .
يا ثقيل النوم : أما تنبهت ، الجنة فوقك تزخرف ، و النار تحتك توقد ، و القبر إلى جنبك يحفر ، و لربما يكون الكفن قد جهز .
يا عبد الله : أمامك الجواهر و الدرر، أمامك ليلة القدر ، فعلاما تضيع الأعمار في الطين و المدر .
يا طويل النوم : بادر قبل أن يفوتك ( تتجافى جنوبهم ) فتأتي يوم القيامة فلا تجد ( فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين ).
فيا أخي : و الله أن العمر كله قصير ، فكيف بعشر ليال . آلا تستحق ليلة القدر أن نضحي من أجلها بعشر ليال فقط . غدا يا عبد الله عندما يوفى الناس أعمالهم تحمد قيامك و صيامك . غدا يا عبد الله تفرح بتهجدك و صلاتك ، حين يتحسر أهل الغفلة . اللهم إنا نسأل أن تجعلنا من من يوفق قيام لليلة القدر و أنت أكرم الأكرم .
_________________ | |
|
mr/slc500 فريق أول
عدد الرسائل : 5693 العمر : 45 الموقع : EgyPt OlDeSt schOol in the wOrlD العمل/الترفيه : عندما تنتفض الامة ستكون البيعة على تراب فلسطين تاريخ التسجيل : 21/11/2010
| موضوع: رد: العشر الأواخر قد أطلت علينا فماذا أعددنا لها؟ الجمعة 19 أغسطس 2011 - 5:05 | |
| | |
|